تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 18 من 18

الموضوع: قواعد عامة في الحكم على الآخرين .

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    13

    افتراضي قواعد عامة في الحكم على الآخرين .

    قواعد عامة في الحكم على الآخرين
    *الخوف من الله عزوجل عند الحكم على الآخرين.
    قال البخاري: (أرجو أن ألقى الله ولايحاسبني أني اغتبت أحداً).
    وقال ابن وهب: (نذرت أني كلما غتبت إنساناً أن أصوم يوماً فأجهدني ،فكنت اغتاب واصوم ،فنويت كلما اغتبت إنساناً أن اتصدق بدرهم ،فمن حب الدراهم تركت الغيبة).
    قال الذهبي: (هكذا والله كان العلماء ،وهذ هو ثمرة العلم النافع).
    ولابد قبل الكلام على الآخرين أن تسأل نفسك ماهو الدافع الحقيقي لذلك؟
    هل هو الاخلاص والنصح لله ورسوله وللمسلمين؟
    أم هو هوى خفي أوجلي؟أو هو حسد وكراهية له؟!

    * تقديم حسن الظن بالمسلم.
    قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اجتبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم...)


    *الكلام في الناس يجب أن يكون بعلم وعدل وإنصاف .
    والاصل في هذه القاعدة قوله تعالى(يا أيها الذين آمنوا كونوا قومين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ).
    قال ابن تيمية: (والكلام في الناس يجب أن يكون بعلم وعدل ،لابجهل وظلم ،كحال أهل البدع).
    *العدل في وصف الآخرين .
    وهي جزء من القاعدة السابقة ولكن لأهميتها أفردت لوحدها. والاصل في هذه القاعدة قوله تعالى(ولا تبخسوا الناس أشياءهم).
    والمقصود بالعدل في وصف الآخرين :هو العدل في ذكر المساوىء والمحاسن والموازنة بينهما.

    *العبرة بكثرة الفضائل .
    فإن الماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث،فمن غلبت فضائله ،اغتفر له ذلك.
    قال ابن رجب: (والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه).
    *العدل في المفاضلة بين الناس .
    والاصل في هذه القاعدة قوله تعالى: (إن اكرمكم عند الله اتقاكم).


    *المنهج الصحيح في الحب والبغض .
    قال ابن تيمية: (فإن الإنسان عليه أولا أن يكون أمره لله وقصده طاعة الله فيما أمره به وهو يحب صلاح المأمور أو إقامة الحجة عليه فإن فعل ذلك لطلب الرياسة لنفسه ولطائفته وتنقيص غيره كان ذلك حمية لا يقبله الله وكذلك إذا فعل ذلك لطلب السمعة والرياء كان عمله حابطا ثم إذا رد عليه ذلك وأوذي أو إلى أنه مخطىء وغرضه فاسد طلبت نفسه الانتصار لنفسه وأتاه الشيطان فكان مبدأ عمله لله ثم صار له هوى يطلب به أن ينتصر على من آذاه وربما اعتدى على ذلك المؤذي وهكذا يصيب أصحاب المقالات المختلفة إذا كان كل منهم يعتقد أن الحق معه وأنه على السنة فإن أكثرهم قد صار لهم في ذلك هوى أن ينتصر جاههم أو رياستهم وما نسب إليهم لا يقصدون أن تكون كلمة الله هي العليا وأن يكون الدين كله لله بل يغضبون على من خالفهم وإن كان مجتهدا معذورا لا يغضب الله عليه ويرضون عمن يوافقهم وإن كان جاهلا سيىء القصد ليس له علم ولا حسن قصد فيفضي هذا إلى أن يحمدوا من لم يحمده الله ورسوله ويذموا من لم يذمه الله ورسوله وتصير موالاتهم ومعاداتهم على أهواء أنفسهم لا على دين الله ورسوله وهذا حال الكفار الذين لا يطلبون إلا أهواءهم ويقولون هذا صديقنا وهذا عدونا وبلغة المغل هذا بال هذا باغي لا ينظرون إلى موالاة الله ورسوله ومعاداة الله ورسوله ومن هنا تنشأ الفتن بين الناس قال الله تعالى (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ) فإذا لم يكن الدين كله لله وكانت فتنة وأصل الدين أن يكون الحب لله والبغض لله والموالاة لله والمعاداة لله والعبادة لله والإستعانة بالله والخوف من الله والرجاءلله والإعطاء لله والمنع لله وهذا إنما يكون بمتابعة رسول الله الذي أمره أمر الله ونهيه نهي الله ومعاداته معاداة الله وطاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله.
    وصاحب الهوى يعميه الهوى ويصمه فلا يستحضر ما لله ورسوله في ذلك ولا يطلبه ولا يرضى لرضا الله ورسوله ولا يغضب لغضب الله ورسوله بل يرضى إذا حصل ما يرضاه بهواه ويغضب إذا حصل ما يغضب له بهواه ويكون مع ذلك معه شبهة دين أن الذي يرضى له ويغضب له أنه السنة وهو الحق وهو الدين فإذا قدر أن الذي معه هوالحق المحض دين الإسلام ولم يكن قصده أن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمة الله هي العليا بل قصد الحمية لنفسه وطائفته أو الرياء ليعظم هو ويثنى عليه أو فعل ذلك شجاعة وطبعا أو لغرض من الدنيا لم يكن لله ولم يكن مجاهدا في سبيل الله فكيف إذا كان الذي يدعي الحق والسنة هو كنظيره معه حق وباطل وسنة وبدعة ومع خصمه حق وباطل وسنة وبدعة وهذا حال المختلفين الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا وكفر بعضهم بعضا وفسق بعضهم بعضا ولهذا قال تعالى فيهم( وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة ، وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة).

    القواعد السابقة من كتاب (منهج أهل السنة والجماعة في النقد والحكم على الآخرين ) لهشام الصيني.
    تنبيه :
    يقول الاستاذ هشام :أقصد بكلمة( الآخرين )أهل السنة فقط، واما الكفار والمبتدعة فلم أقصدهم ،وان كانوا يدخلون في بعض جوانبه .
    ـــــــــــــــ ـــــــــــ

    قال ابن قتيبة : (كان طالب العلم فيما مضى ،يسمع ليعلم، ويعلم ليعمل ،ويتفقه في دين الله لينتفع وينفع.
    وقد صار الآن: يسمع ليجمع،ويجمع ليذكر،ويحفظ ليغلب ويفخر).

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,642

    افتراضي


    هذه أول بركاتكم على مجلس الألوكة العلمي
    شكر الله لكم أبا عبدالعزيز

    أسأل الله أن يصلح نياتنا


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    13

    افتراضي

    أخي الكريم الشيخ :أبا محمد
    جزاكم الله خيرا من قبل ومن بعد على دعوتكم لي لهذا المجلس المبارك.
    أسأل الله عزوجل أن يوفقني واياكم للعلم النافع ،والعمل الصالح.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    228

    افتراضي

    المشكلة فيمن يرى القذاة فى عين أخيه ولا يرى العود فى عينه !

    أما الحكم على الآخرين من وجهة نظر نفسية فهو ما يسهل التعامل معهم فيما إذا أوتى الشخص هذه القدرة ، أعنى تحليل الشخصيات ..
    إِذَا مَرَّ بى يَـوْمٌ وَلمْ أَقْتَبِـسْ هُدَىً وَلَمْ أَسْتَفِدْ عِلْمَـاً ، فَمَا ذَاكَ مِنْ عُمْرِى !

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    12

    افتراضي

    بارك الله فيك اخي صالح الوثيني مقال يستحق الوقوف عنده كثيرا ومراجة الحسابات ..

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    13

    افتراضي

    أخي الكريم :منبع الكلمة
    وفيك بارك .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    35

    افتراضي

    بداية خير يا أبا عبد العزيز ، و بداية الغيث نقطة ، والسيل إنما هو من اجتماع النقط

  8. #8

    افتراضي

    ماشاء الله! مقال رائع ياأخ صالح
    نرجو أن نحظى بالمزيد من يراعك حفظك المولى، وبخاصة في مثل هذه القضايا التأصيلية

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    13

    افتراضي

    أخي الفاضل :أبا محمد
    جزاك الله خيرا .
    الشيخ الكريم :سعد الحميد
    جزاك الله خيرا.وحبذا لو شاركتم في اشارات حول هذا الموضوع الحساس .. .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    75

    افتراضي

    نشكركم على إضاءتكم الجميلة .

    لكن أخي الكريم :

    ذكرتم :

    والمقصود بالعدل في وصف الآخرين :هو العدل في ذكر المساوىء والمحاسن والموازنة بينهما
    فهل ما ذكرته نقل عن الصحابة والسلف الصاالح في تفسير هذه الآية أم لا ؟

    وجزاكم الله خيرا .

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    13

    افتراضي

    أخي الفاضل :صالح السويح
    جزاك الله خيرا.
    أما تفسير العدل بذكر المساوىء والمحاسن والموازنة بينهما فقد رجعت إلى بعض كتب التفسير فلم أجد الكلام بنصه ،ولكن وجدت وجوب العدل مع الآخرين وعدم الجور مع العدو اوالبغيض كما أن المرء يعدل مع الصديق .وهل من لوازم العدل ذكر المساوىء والمحاسن والموازنة بينهما ؟
    المسألة تحتاج زيادة بحث ،ودونك بعض الروابط في (منهج الموازنات ) أرجو أن تكون مفيدة:
    http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=128105&page=2
    http://saaid.net/book/open.php?cat=5&book=3023
    http://audio.islamweb.net/audio/inde...audioid=108060
    كلام الشيخ محمد بن عثيمين في الموازنة :
    قال الإمام العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى في " لقاء الباب المفتوح "(61 ـ70 (ص153 ) : عندما نريد أن نقوم الشخص ، فيجب أن نذكر المحاسن والمساوئ ، لأن هذا هو الميزان العدل وعندما نحذر من خطأ شخص فنذكر الخطأ فقط ، لأن المقام مقام تحذير ومقام التحذير ليس من الحكمة فيه أن نذكر المحاسن ، لأنك إذا ذكرت المحاسن فإن السامع سيبقى متذبذباً ، فلكل مقام مقال ، اهـ.
    و سئل الإمام محمد بن صالح بن عثيمين في شريط " الأسئلة السويدية " : ما تقولون في منهج الموازنة بين الإيجابيات والسلبيات والحسنات والسيئات فإن
    بعض الناس يقولون بالموازنة مطلقا حتى في أهل البدع على اختلاف مراتبهم ويقولون إذا ذكرت بدعة شخص للتحذير منها والنصيحة فإن لم تذكر وتعدد محاسنه فإنك تكون قد ظلمته ، فما هو قولكم ؟
    فأجاب الإمام ابن عثيمين :
    قولنا في هذا إذا كان الإنسان يتكلم عن الشخص تقويماً له يعني ليقيمه كما يقولون فالواجب ذكر الحسنات والسيئات وحينئذٍ إما أن تطغى السيئات على الحسنات فيكون من قسم أهل الذم والقدح وإما أن يكون بالعكس فيكون من قسم أهل المدح ،هذا إذا أردت أن تقوم الرجل أما إذا أردت أن ترد عليه بدعته فليس من المستحسن إطلاقاً أن تذكر حسنه ، فإن ذكر الحسنة له في مقام الرد عليه يوهن الرد ويضعفه ، ويقول المخاطب أو القارئ يقول إذاً هذا يقابل هذا والحمد لله ، فلكل مقام مقال .فالتقويم له شيء أو له حال وحكم والرد على الباطل له حال وحكم …
    ثم قال السائل : إذا يعني في موضع البيان بيان أوهام الشخص أو أخطاءه أو بدعه في موضع التحذير والنصيحة لا يلزم الموازنة ؟
    فقال الإمام ابن عثيمين : ولا يحسن أيضاً كما قلت لك ، لأنك لو ذكرت حسنات له أوهن جانب الرد على باطله ولهذا نجد العلماء الذين يردون على أهل البدع وغيرهم لا يذكرون محاسنهم ، لكن إذا أردت أن تقوم الرجل فهذا لابد من ذكر الحسنات والسيئات ثم تنظر وعلى هذا درج المحدثون أيضاً في كتب الرجال، اهـ.

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    75

    افتراضي

    أخي الكريم : صالح الثويني .

    فالله أسأل أن يوفقني وإياك لما يحبه ويرضاه .

    أخي الكريم :

    جزاك الله خيراً على ما سقته من فتاوى للعلامة محمد الصالح العثيمين رحمه الله ، وهو بهذا يوافق فتاوى غيره من أهل العلم كالإمام ابن باز والفوزان وغيرهم .

    أخي الكريم :

    إذاً أفهم من هذه الفتوى اأمرين :

    أننا إذا ذكرنا هذه القاعدة - وهي قاعدة العدل- في حديثنا ، وفي باب تقعيدنا لأصول الحكم على الآخرين ، أن لا نجملها ، بل نفصلها ، وذلك لأنه يكثر الإلتباس فيها ، فيظن ماهو ليس بلازم أنه لازم .

    وعليه فالشيخ رحمه الله يرى أن الموازنة لا تلزم بل لا يحسن حال التحذير ، وفي حال التقويم لا بد منا من باب العدل .

    وعلى ذلك يتفرع مسألة :

    أنه حال الموازنة في النقد -لا في التحذير- ، لا بد أن نعرف ما هي الأشياء التي تخرج المرء من السنة إلى البدعة وعليه يحذّر منه حتى لا يغر احداً بدينه فيضلله .

    ذكر هذا الشاطبي رحمه الله وغيره من أئمة السلف أن ما يخرج المسلم عن السنة ويحكم عليه بالبدعة هي احد أمرين :
    1- مخالفته لأصل كلي من أصول العقيدة .
    2- أن تكثر عليه المخالفةوموافقة أهل البدع في الجزئيات - وهي مالم تكن من الأصول - ولا يعرف منه لها نكير ، ولا ذب عن السنة واهلها ، وتحرياً لها واعتصاماً بها ، وربما يعرف عنه مداهنة لأهل البدع ، وتستراً عنهم.

    فعند الموازنة في النقد ، لابد لنا أن ننتبه لهذين الأمرين .

    اخي الكريم :

    وددت منك لو أنك عندما فسرت معنى العدل وهو ما اأيت به بعد الآية ، قرنت تفسيرك ، بقول الصحابة أو السلف الصالح وأحلتَ ، لأن تفسير الآيات يحسن بنا أن لا نفسرها ونبني عليها قواعدنا إلا بعد علمنا بصحة استدلانا بها ، وصحة تفسيرنا لها عن السلف .وذلك حتى لا نقع في ( الإجمال المخل ) أو الاستدلال الخاطئ .

    أسأل الله لي ولك التوفيق والسداد .

    تقبل هذ الملاحظات بصدر رحب أخي الكريم .

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    13

    افتراضي

    أخي الكريم :صالح السويح
    آمين .وجزاك الله خيرا.
    وددت منك لو أنك عندما فسرت معنى العدل وهو ما اأيت به بعد الآية ، قرنت تفسيرك ، بقول الصحابة أو السلف الصالح وأحلتَ.. .
    تنبيه :انا ناقل من كتاب ((منهج أهل السنة والجماعة في النقد والحكم على الآخرين ) للاستاذ هشام الصيني.. .

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    75

    افتراضي

    سددك الله

  15. #15

    افتراضي

    وفقكم الله

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح الثويني مشاهدة المشاركة
    قال الإمام العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى في " لقاء الباب المفتوح "(61 ـ70 (ص153 ) : عندما نريد أن نقوم الشخص ، فيجب أن نذكر المحاسن والمساوئ ، لأن هذا هو الميزان العدل وعندما نحذر من خطأ شخص فنذكر الخطأ فقط ، لأن المقام مقام تحذير ومقام التحذير ليس من الحكمة فيه أن نذكر المحاسن ، لأنك إذا ذكرت المحاسن فإن السامع سيبقى متذبذباً ، فلكل مقام مقال ، اهـ.
    تفصيل رائع من العلامة ابن عثيمين رحمه الله.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح الثويني مشاهدة المشاركة
    و سئل الإمام محمد بن صالح بن عثيمين في شريط " الأسئلة السويدية " : ما تقولون في منهج الموازنة بين الإيجابيات والسلبيات والحسنات والسيئات فإن
    بعض الناس يقولون بالموازنة مطلقا حتى في أهل البدع على اختلاف مراتبهم ويقولون إذا ذكرت بدعة شخص للتحذير منها والنصيحة فإن لم تذكر وتعدد محاسنه فإنك تكون قد ظلمته ، فما هو قولكم ؟
    فأجاب الإمام ابن عثيمين :
    قولنا في هذا إذا كان الإنسان يتكلم عن الشخص تقويماً له يعني ليقيمه كما يقولون فالواجب ذكر الحسنات والسيئات وحينئذٍ إما أن تطغى السيئات على الحسنات فيكون من قسم أهل الذم والقدح وإما أن يكون بالعكس فيكون من قسم أهل المدح ،هذا إذا أردت أن تقوم الرجل أما إذا أردت أن ترد عليه بدعته فليس من المستحسن إطلاقاً أن تذكر حسنه ، فإن ذكر الحسنة له في مقام الرد عليه يوهن الرد ويضعفه ، ويقول المخاطب أو القارئ يقول إذاً هذا يقابل هذا والحمد لله ، فلكل مقام مقال .فالتقويم له شيء أو له حال وحكم والرد على الباطل له حال وحكم …
    ثم قال السائل : إذا يعني في موضع البيان بيان أوهام الشخص أو أخطاءه أو بدعه في موضع التحذير والنصيحة لا يلزم الموازنة ؟

    فقال الإمام ابن عثيمين : ولا يحسن أيضاً كما قلت لك ، لأنك لو ذكرت حسنات له أوهن جانب الرد على باطله ولهذا نجد العلماء الذين يردون على أهل البدع وغيرهم لا يذكرون محاسنهم ، لكن إذا أردت أن تقوم الرجل فهذا لابد من ذكر الحسنات والسيئات ثم تنظر وعلى هذا درج المحدثون أيضاً في كتب الرجال، اهـ.
    رحم الله الشيخ ابن عثيمين.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  18. #18

    افتراضي

    آمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •