لا يشك الناظر في أوضاع المسلمين في معظم بلادهم أنها في غاية الصعوبة والتعقيد, والتداخل والتشعّب, والغموض والاختلاط, والظُلمة والبلاء.
وما يمرّ الآن من فتن تعصف بلبنان وفلسطين والعراق ومصر -على سبيل المثال- وغيرها من بلاد المسلمين يحتاج إلى استعصام بحبل الإسلام, واستبصار بنور العلم, وإلى الركون إلى ما يُمليه أحد أعظم مقتضيات التديُّن الصحيح والعلم النافع والعمل بالقرآن -من وعي وسلوك والتزام وفرز للصواب عن الخطأ والحق عن الباطل -وهو (الولاء والبراء), وإلى تفعيل مقتضياته في التوجُّهات والمواقف, والارتباطات والعواطف, فهو أصلٌ عظيم في الدين وفرْقٌ خطير بين المؤمنين والمنافقين.
و(العلماء) هم الذين يجب أن يكونوا في طليعة المسلمين في هذا المضمار حتى يقتدِيَ بهم العامّةُ ويسيروا وراءهم ويستضيئوا بـ(الكشاف) الذي معهم: كشّاف (نور العلم وإخلاص التديُّن ودقّة البصيرة بالواقع).
لكنْ المصيبة عندما يكون العلم وبالاً على صاحبه وسَبَباً لهلاكه وهلاك أتباعه, وهذا كثيراً ما كان يحذِّر منه الأئمة الكبار, فقد سئل الإمام المُبصر المُرشد التابعي الجليل سعيد بن جُبير: ما علامةُ هلاك الناس؟ فقال: إذا هلك علماؤهم! (المصنَّف 21: 70 - ح 38361 - للحافظ الكبير ابن أبي شَيْبة بتحقيق العلاّمة المحدّث محمّد عّوامة, في كتاب الفِتَن منه).
نسأل الله عز وجل أن يرزقنا نور العلم وإخلاص القلوب وصفاء السرائر والثبات على الحق والعزيمة على الرشد. آمين.