.
قال البخاري في صحيحه
(1286)حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَمَّا حَضَرَ أُحُدٌ دَعَانِي أَبِي مِنْ اللَّيْلِ فَقَالَ مَا أُرَانِي إِلَّا مَقْتُولًا فِي أَوَّلِ مَنْ يُقْتَلُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنِّي لَا أَتْرُكُ بَعْدِي أَعَزَّ عَلَيَّ مِنْكَ غَيْرَ نَفْسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ عَلَيَّ دَيْنًا فَاقْضِ وَاسْتَوْصِ بِأَخَوَاتِكَ خَيْرًا فَأَصْبَحْنَا فَكَانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ وَدُفِنَ مَعَهُ آخَرُ فِي قَبْرٍ ثُمَّ لَمْ تَطِبْ نَفْسِي أَنْ أَتْرُكَهُ مَعَ الْآخَرِ فَاسْتَخْرَجْتُ هُ بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ فَإِذَا هُوَ كَيَوْمِ وَضَعْتُهُ هُنَيَّةً غَيْرَ أُذُنِهِ .
ماتقولون في زيادة(فَاسْتَخْ َجْتُهُ بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ فَإِذَا هُوَ كَيَوْمِ وَضَعْتُهُ هُنَيَّةً غَيْرَ أُذُنِهِ)
مع ملاحظة الآتي
1- روى (البخاري وغيره) بطرق مختلفة عن سعيد بن عامر عن شعبة عن ابن أبي نجيح عن عطاء عن جابر رضي الله عنه قال : دفن أبي مع رجل فلم تطب نفسي حتى أخرجته فجعلته في قبر على حدة . بدون تلك الزيادة
2-أن أذني والد جابر جدعتا يوم أحد قال ابن حجرفي فتح الباري فإن قلت روى الطبراني بإسناد صحيح عن محمد بن المنكدر عن جابر أن أباه قتل يوم أحد ثم مثلوا به فجدعوا أنفه وأذنيه الحديث قلت يحمل هذا على أنهم قطعوا بعض أذنيه لا جميعهما فافهم .
3- عطاء وإن كان ثقة متفق عليه إلا أنه
قال يحي القطان كان عطاء بآخرة تركه ابن جريج وقيس بن سعد
وقال الذهبي أن ذلك الترك إصلاحي
ولكن ما قاله الذهبي فيه نظر
فقد قال يعقوب بن سفيان سمعت سليمان بن حرب يذكر عن بعض مشايخه قال رأيت قيس بن سعد قد ترك مجالسة عطاء قال فسألته عن ذلك فقال لأنه نسي أو تغير فكدت أن أفسد سماعي منه .
قال يحي بن سعيد القطان كان يأخذ عن كل ضرب
وقال أحمد كان يأخذ عن كل أحد
4- عطاء يحتمل التدليس وقد عنعن
قال ابن حجر
فقد روى الأثرم عن أحمد ما يدل على أنه كان يدلس فقال في رواية طويلة ورواية عطاء عن عائشة لا يحتج بها إلا أن يقول سمعت
ولم يذكره ابن حجر في كتاب المدلسين
وقد روى الحديث بدون تلك الزيادة وفيها شعبة وكان يتحرز من التدليس
5- في فتح الباري لابن حجر مانصه
وأما أبو نعيم فأخرجه من طريق أبي الأشعث عن بشر بن المفضل فقال عن سعيد بن يزيد عن أبي نضرة عن جابر وقال بعده ليس أبو نضرة من شرط البخاري قال وروايته عن حسين عن عطاء عزيزة جدا قلت وطريق سعيد مشهورة عنه أخرجها أبو داود وبن سعد والحاكم والطبراني من طريقه عن أبي نضرة عن جابر واحتمل عندي أن يكون لبشر بن المفضل فيه شيخان إلى أن رأيته في المستدرك للحاكم قد أخرجه عن أبي بكر بن إسحاق عن معاذ بن المثنى عن مسدد عن بشر كما رواه أبو الأشعث عن بشر وكذا أخرجه في الإكليل بهذا الإسناد إلى جابر ولفظه لفظ البخاري سواء فغلب على الظن حينئذ أن في هذه الطريق وهما لكن لم يتبين لي ممن هو ولم أر من نبه على ذلك وكأن البخاري استشعر بشيء من ذلك فعقب هذه الطريق بما أخرجه من طريق بن أبي نجيح عن عطاء عن جابر مختصرا ليوضح أن له أصلا من طريق عطاء عن جابر والله أعلم
6- أن الأصل هو عدم الوقوع لأنها أمر خارق للعادة فيلزم فيه مزيد تثبت والتأكد من السماع المباشر من جابر وعدم خطأ في السند.
7-كون رواية البخاري لها في باب( باب هل يخرج الميت من القبر واللحد لعلة )
مع العلم أن للرواية شاهدا
أخرجه البيهقي(12459) و أبو نعيم(3871)
بطرقهم عن بشر بن المفضل ، ثنا أبو مسلمة ، عن أبي نضرة ، عن جابر بن عبد الله ، قال : لما حضر قتال أحد دعاني أبي من الليل ، فقال : يا بني إني لا أراني إلا مقتولا في أول من يقتل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وإني والله ما أدع بعدي أحدا أعز علي منك غير نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن علي دينا فاقض عني ، واستوص بأخواتك خيرا ، قال : فأصبحنا فكان أول قتيل ، قال : فدفنته مع آخر في قبر ، ثم لم تطب نفسي أن أتركه مع آخر في قبر ، فاستخرجته بعد ستة أشهر ، فإذا هو كيوم وضعته غير هنية عند أذنه
وقال ابو داود
(3234)حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ أَبِى مَسْلَمَةَ عَنْ أَبِى نَضْرَةَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ دُفِنَ مَعَ أَبِى رَجُلٌ فَكَانَ فِى نَفْسِى مِنْ ذَلِكَ حَاجَةٌ فَأَخْرَجْتُهُ بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ فَمَا أَنْكَرْتُ مِنْهُ شَيْئًا إِلاَّ شُعَيْرَاتٍ كُنَّ فِى لِحْيَتِهِ مِمَّا يَلِى الأَرْضَ.
وفي مشكل الآثار للطحاوي
(4301) حدثنا عبد الغني بن أبي عقيل قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن أبي الزبير سمع جابر بن عبد الله يقول :( لما أراد معاوية يجري العين التي عند قبور الشهداء بالمدينة أمر مناديا ، فنادى : من كان له ميت ، فليأته قال جابر : فذهبت إلى أبي ، فأخرجناهم رطابا يتثنون ، فأصابت المسحاة أصبع رجل منهم ، فانفطرت دما)
قال أبو عمر في التمهيد
فإن قلت وقع في ( الموطأ ) عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة له بلغه أن عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمرو الأنصاري كانا قد حفر السيل قبرهما وكانا في قبر واحد فحفر عنهما ليغيرا من مكانهما فوجدا لم يتغيرا كأنهما ماتا بالأمس وكان بين أحد ويوم حفر عنهما ست وأربعون سنة انتهى وهذا يخالف ما ذكره جابر قلت أجاب ابن عبد البر بتعدد القصة ورد عليه بعضهم بقوله لأن الذي في حديث جابر أنه دفن أباه في قبر واحد بعد ستة أشهر وفي حديث ( الموطأ ) أنهما وجدا في قبر واحد بعد ستة وأربعين سنة فإما أن المراد بكونهما في قبر واحد قرب المجاورة أو أن السيل غرق أحد القبرين فصارا كقبر واحد قلت فيه ما لا يخفى والأوجه أن يقال المنقول عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة بلاغ فلا يقاوم المروي عن جابر رضي الله تعالى
وفي رواية ذكرها رزين قال : « جَرَفَ السيلُ على قَبْر أبي وآخر كان إلى جنبه ، فأخرجناهما، فوجدناهما على هيئتهما يوم وضعناهما ، ويَدُ أبي قد وضعها على جَرحه، فنَحَّيناها عن موضعها ، وأرسلناها ، فعادت كما كانت إلى موضعها ، وكان بين يوم أُحد ويوم جَرْفِ السيل على قبره : أربعون سنة »
وفي الباب
مارواه البيهقي بطريقه عن
حماد بن زيد عن أيوب عن أبي الزبير عن جابرقال: لما أجرى معاوية العين عند قتلى أحد بعد أربعين سنة استصرخناهم إليهم، فأتيناهم فأخرجناهم فأصابت المسحاة قدم حمزة فانبعث دماً.
وفي إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة
وقال مسدد: (ثنا سفيان بن عيينة) عن أبي الزبير، عن جابر قال: "لما أمر بحفر العين التي عند أحد بالمدينة، نودي بالمدينة من كان له قتيل فليخرج إليه. قال جابر: فخرجنا إليهم فأخرجناهم رطابا (يتمثنون) فأصابت المسحاة أصبع رجل منهم فانفطرت دمًا
وعند عبد الرزاق عن بن عيينة عن أبي الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول لما أراد معاوية أن يجري الكظامة قال من كان له قتيل فليأت قتيله يعني قتلى أحد قال فأخرجهم رطابا يتثنون قال فأصابت المسحاة رجل رجل منهم فانفطرت دما.
فماترون حفظكم الله؟؟؟
.