قال الترمذي: "حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُرَّةَ الهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ لِلشَّيْطَانِ لَمَّةً بِابْنِ آدَمَ وَلِلْمَلَكِ لَمَّةً فَأَمَّا لَمَّةُ الشَّيْطَانِ فَإِيعَادٌ بِالشَّرِّ وَتَكْذِيبٌ بِالحَقِّ، وَأَمَّا لَمَّةُ الْمَلَكِ فَإِيعَادٌ بِالخَيْرِ وَتَصْدِيقٌ بِالحَقِّ، فَمَنْ وَجَدَ ذَلِكَ فَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ مِنَ اللهِ فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ الأُخْرَى فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، ثُمَّ قَرَأَ {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالفَحْشَاءِ} الآيَةَ.
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ وَهُوَ حَدِيثُ أَبِي الأَحْوَصِ، لاَ نَعْرِفُهُ مَرْفُوعًا إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الأَحْوَصِ" [الجامع ح:2988]
قال أبو عيسى: "سَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: رَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ وَأَوْقَفَهُ. وَأَرَى أَنَّهُ قَدْ رَفَعَهُ غَيْرُ أَبِي الْأَحْوَصِ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , وَهُوَ حَدِيثُ أَبِي الْأَحْوَصِ" [العلل الكبير ص353 ح:654]
وقال الدوري: "سألت يَحْيَى عن حديث أبي الأَحْوَص، عن عَطَاء بن السَّائِب، عن حَرْب بن عُبَيْد الله، عن جده أبي أمه.
قلت لِيَحْيَى: تعرف أحدًا يقول: عن جده أبي أمه، عن أخيه (!) ؟
فقال: لا، كَأَنَّه عنده إنما هو عن جده أبي أمه فقط" [تاريخه ر:2796] (أخيه) لعلَّ الصَّواب أبيه، والله أعلم.
وقال ابن أبي خيثمة:
"حَدَّثَنَا ابْنُ الأَصْبَهَانِيّ ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الأَحْوَص، عَنْ عَطَاء بْنِ السَّائِب، عَنْ حَرْب بْنِ عُبَيْد اللَّهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي أُمِّه، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: إِنَّمَا الْعُشُور عَلَى اليهودِ وَالنَّصَارَى، ولَيْسَ عَلَى المُسْلِمين عُشُور".
قَالَ أَبُو جَعْفَر الأَصْبَهَانِيّ : وَلَمْ يَقُلْ: (عَنْ أَبِيهِ) غَيْرَ هَذَا؛ يَعْنِي: غَيْرَ أَبِي الأَحْوَصِ
حَدَّثَنَا ابنُ الأَصْبَهَانِيّ ِ، قَالَ: حَدَّثَنا عَبْد السَّلاَم بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عَطَاء بْنِ السَّائِب، عَنْ حَرْب بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيّ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي أُمِّه، عَنِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلاَم، مثله
وحَدَّثَنَاهُ أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيْرٌ، عَنْ عَطَاء بْنِ السَّائِب، عَنْ حَرْبِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي أُمِّه رَجُلاً مِنْ بَنِي تَغْلِبَ، قَالَ: بَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، فَذَكَرَ نحوه" [التَّاريخ الكبير له ج2 ص609-610]
قال أبو عيسى: "سَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْ حَدِيثِ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , عَنْ حَرْبِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ , عَنْ جَدِّهِ أَبِي أُمِّهِ , عَنِ النَّبِيِّ: «لَيْسَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ عُشُورٌ» . فَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ فِيهِ اضْطِرَابٌ وَلَا يَصِحُّ هَذَا الْحَدِيثُ" [العلل الكبير ص103 ح:177]
قال ابن أبي حاتم:
"حَرب بن عُبيد الله الثَّقَفي، رَوَى عَن خال له من بَكر بن وائل، قال: أتيت النَّبي صَلى الله عَليه وسَلم
رَوَى عَنه عَطاء بن السَّائب، سَمِعتُ أَبي يقول ذلك
اختلف الرواة عَن عَطاء على وجوه، فكان أَشبهها ما رَوَى الثَّوري، عَن عَطاء، ولم يشتغل برواية جَرير، وأبي الأحوص ونصير بن أبي الأَشعَث ..." [الجرح والتَّعديل 3/249 ر:3401]
والله أعلم