السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الجمل التي لقيت رواجًا عند المعاصرين ممن كتب في أخطاء المصلين، قول الإمام العز بن عبد السلام:
"ولا يمسح وجهَه بيديه عقيب الدعاء إلا جاهل"
ومع ما في هذه العبارة من الشدة، فقد تكرر إيرادها لدى الكثير، دون التعقيب عليها أو التخفيف من حدتها.
مع أنها ليست من المسلمات، فقد نازع فيها علماء أجلاء، مثل الإمام ابن الجزري في آخر كتاب "النشر"، وفي نزاعه - على الأقل - دليل على أن الأمر ليس مسلَّما.
هاهنا حديثان في صحيح البخاري، لا أدري هل لهما علاقة بهذه المسألة أم لا، وأرجو الإفادة من مشايخنا الأجلاء.
1- عن عائشة - رضي الله عنها - أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان إذا اشتكى يقرأُ على نفسِه بالمعوِّذات وينفث، فلمَّا اشتدَّ وجعُه كنت أقرأ عليْه وأمسح بيده؛ رجاء بركتها.
البخاري في "باب فضل المعوذات".
ومسلم "باب رقية المريض بالمعوذات".
2- عن عائشة - رضي الله عنها - أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان ينفث على نفسِه في المرَض الَّذي مات فيه بالمعوِّذات، فلمَّا ثقل كنت أنفُث عليْه بهنَّ وأمسح بيدِ نفسِه لبركتها.
[قال الراوي:] فسألت الزُّهري: كيف ينفث؟ قال: كان ينفث على يديْه ثم يمسح بهما وجهه.
البخاري "باب الرقى بالقرآن".