بسم الله الرحمن الرحيم :
وقفت قديما على تنقيص للمتعالم عدنان زهار - وقفه الله - من الكتاب الرائق و الفائق(التنكيل) و صاحبه ذهبي العصر عبد الرحمن المعلمي - رحمات ربي عليه-، متبعا في ذلك صنيع شيخه محمود سعيد ممدوح ، و يذكرني ازدراء هذين المتعالمين بقصة أوردها الإمام الأشم ابن حزم رحمه الله، فاصغ لها :
" فإذا نافرتْ كتبَ العلمِ هذه الطبقةُ المجهولة الجاهلة ، فكان ماذا؟ لقد أذكرني هذا الجنون ما حكاه الأصمعي، فإنه ذكر أنه مر بكنَّاسيْن على حُش ، أحدهما يكيل و الثاني يستقي، و الأعلى يقول للأسفل : إن المأمون سقط من عيني مذ قتل أخاه!! فما سقوط هذه الكتب عند هؤلاء الجهال إلا كسقوط المأمون من عين الكناس، و حسبنا الله و نعم الوكيل". (رسائل ابن حزم ، 83) تـ: إحسان عباس، سنة: 1987هـ.
قلت : و هذا من طريف تمثيلاته - رحمه الله - ، وحال المتعالمين مطابقة لحال الكناس .
و قد وجدت أستاذنا الفاضل الدكتور بدر العمراني - وفقه الله -رد عليه في (وقفاته،344) -مع هذا المتعالم- في ملتقى أهل الحديث ، ثم نشر رده بذيل (صحيفة سوابق ) للشيخ العلامة محمد بوخبزة - حفظه الله- ،ط: دار التوحيد، سنة: 1430هـ.
و قد أجاد في رده حيث كشف تعالم عدنان و جهله ، و كذا بين تجاسره على الخوض في علوم لا قِبل له بها ، إلا أن الاحتجاج بكلام أسياده الذين يقلدهم و ينافح عنهم في الباطل و بالباطل ، أدعى لإقامة الحجة عليه ، و إلقامه الصخر و الجمر ، و إسكات صوته المبحوح ، و لهذه الغاية أورد كلمة منصفة للشيخ عبد الحي ابن الصديق الغماري- رحمه الله - ، و قلما تجد مثل عبد الحي يثني على كتاب و صاحبه ، فذلك من الندرة بمكان ، و هي منقولة من كتابه المستطاب (التيمم في الكتاب و السنة، 130)"دار الطباعة الحديثة".
لما ذكر - رحمه الله- أن الشافعية يخالفون أصولهم عند الكلام في الفروع الفقهية ، و أيد ذلك بعدة براهين ، منها كلام الكوثري في (تأنبيه)، ثم قال :
(( و أقر كلامه - أي كلام الكوثري- العلامة الناقد الأستاذ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني في كتابه "التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل" مع أنه ما ترك كبيرة و لا صغيرة من أخطاء الكوثري في "تأنبيه" إلا و نقضها نقضا محكما، يدل على اطلاع واسع في علم العربية و نقد الرواة و أصول الفقه و غيرها من العلوم، ...))، اهـ المقصود منه.
أبعد هذا يقول ذاك المتعالم و شيخه محمود سعيد ممدوح أن كتاب (التنكيل) لا قيمة له ، و أن صاحبه قليل الاطلاع،؟؟
عجبا للعصبية و الجهل كيف يوديان بصاحبهما ..،