أطفأ أسامة النور وذهب إلى فراشه لينام، التحف لحافه وغطى رأسه به ليحس بالأمان، لكن الهواجس بدأت تغزو رأسه، بدأ يفكر ماذا لو كان تحت سريره كائن مرعب ومخيف ينتظر منه أن ينام كي ينقض عليه، زاد رعبه حينما سمع والديه يذهبان ليناما هما أيضا، لقد صار وحيداً هو وذلك الكائن البشع الآن، لم يجرؤ على أن يقوم ليشعل النور، لم يستطع إلا الصراخ:
ـ ماما بابا لاتتركاني لوحدي!
انتبهت أمه لصراخه وأسرعت إلى غرفته، ضمته إليها وسألته بشفقة:
ـ ما بك يا ولدي الحبيب؟
أجابها بصوت مرتعش:
ـ إني خائف يا أمي، خائف جداً.
قالت له:
ـ لاتخف يابني فالله يحميك، فقط عليك بقراءة الأذكار. اقرأ أولاً آية الكرسي، هيا ردد معي :"اللهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ "
ردد أسامة مع أمه آية الكرسي ثم قرأ سورة الإخلاص والمعوذتان ثلاثة مرات على يديه ومسح بهما جسده وعندها اطمئن وهدأ باله فلم يعد هناك الآن من يمكن أن يهجم عليه في نومه. تركته أمه الآن في حفظ الله الذي هو خير حفيظ، ونام أسامة نوماً هادئا جميلاً دون خوف.
ولاتنسوني من صالح دعائكم.
اذا كانت لديكم أفكار لقصص اسلامية للاطفال فالرجاء اخباري بها