ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية في قوله تعالى ( إن الذين تدعون من دون الله عبادٌ أمثالُكم) 194 الأعراف ان للاية قرأت منها الاولى :على تشديد إنَّ فالموصولُ اسمُها وعبادٌ خبرها والثانية نقلا عن قراة للتابعي الجليل سعيد بن جبيربتخفيف ان ونصب (عبادًا أمثالَكم )و قد وجه النحاة هذه القراءة على أن (إن )مخففة نافية تعمل عمل ما العاملة عمل ليس ، و قد كُسِرت نون إن لالتقاء الساكنين و أمثالَـكم نعتا لـ عبادا وقد استشكل توجيه هذه القراءة على اهل التفسير وقالوا انه يفهم منها تحقير امر المعبودات من دون الله وان حال العابدين اتم وافضل بينما المعبودات لا تفعل شئيا من ضر او نفع والشيخ رحمه الله وجه القراءة توجيها بديعا فيما اذكر -انسيت موضعه- فيقول ان الذين تعبدونهم وتتقربون اليهم وتنذرون لهم اكمل ايمانا واشد يقينا بالله واعظم خوفا من الله والحال انكم تعبدونهم من دون الله وهذا هو حالهم مع الله فلماذا لا تقتدون بهم وتتاسون بعبادتهم لله وخوفهم منه بدلا من ان تتخذونهم وسطاء بينكم وبين الله وكلاهما تدلان على المعنى العام من ان الاصنام التي تعبد من دون الله انما هي لرجال صالحين من عباد الله عبدوا من دون الله بعد ان نصبت عليهم الاضرحة والقبور ومن عنده زيادة علم فليسعفنا عن الموضع الذي ذكر فيه شيخ الاسلام هذا التوجيه جزاه الله خير الجزاء.