يقول الإمام ابن عبدالبر -رحمه الله-:
من طلبَ العلم لله فالقليل يكفيه إذا عمل به، ومن طلبه للناس فحوائج الناس كثيرة
يقول الإمام ابن عبدالبر -رحمه الله-:
من طلبَ العلم لله فالقليل يكفيه إذا عمل به، ومن طلبه للناس فحوائج الناس كثيرة
جزاك الله خيرا شيخنا الحبيب
ظاهر العبارة مشكل
وعند التأمل (قد) يزول الإشكال ...
الخلاصة معنى العبارة فيما ظهر لي:
قوله: (مَن طلب العلم لله فالقليل يكفيه إذا عمل به) = المتعلم على سبيل نجاة
قوله: (ومن طلبه للناس فحوائج الناس كثيرة) = أي من طلبه للقيام على حوائج الناس - ويدخل فيه نفسه من باب أولى -، وهو في ذلك لا يطلبه إلا لله؛ فإن حوائج الناس ومشكلاتهم وحوادثهم كثيرة، ومَن كان هذا حاله، فلا يكفيه القليل من العلم ...
والله تعالى أعلم
رحم الله ابن عبد البر وجزاك الله خيراً يا شيخ عبد الله وأحسن الله إليك.
أظن ان العبارة واضحة بينة لا تحتاج إلى تفسير فمن طلب العلم لله بارك الله في هذا العلم وإن كان قليلاً، ومن طلبه لمصلحة أو للتاس فحاجات الناس كثيرة بمعنى أنه لن يصل إلى مبتغاه الا مع شق الأنفس وإبتعاد البركة والتوفيق من هذا الرجل والله أعلم.
الأخ وليد
ذكرتَ أن العبارة (واضحة) (بيّنة) (لا تحتاج إلى تفسير)
ومع ذلك يا أخ وليد قد اختلفنا ...
وليتك وفقك الله تحل لي هذا اللغز:
(ومن طلبه لمصلحة أو للتاس فحاجات الناس كثيرة بمعنى أنه لن يصل إلى مبتغاه الا مع شق الأنفس وإبتعاد البركة والتوفيق من هذا الرجل).
بارك الله فيك شيخنا الحمادي
على هذه الفائدة
نعم والله ينبغي على طالب العلم أن يخلص نيته لله حتى يبارك الله له في علمه وإن كان قليل
بل ويفتح الله عليه من المعاني والمعارف مالا يحصلها صاحب العلم الكثير
أخي الحبيب أشرف
يشكل على تفسيرك رعاك الله قول ابن عبدالبر( مَن طلب العلم لله ) وفي الثانية قال :(طلبه للناس ) أي ليس لله
أخي الكريم يفسر هذه العبارة من الإمام ابن عبد البر رحمه الله حديث (أول من تسعر بهم النار .....) فهذا الحديث يحل إشكال هذه العبارة ويزيد فيها من الفوائد والعجائب الشيء الكثير فعبارة ابن عبد البر جميلة ويستفاد منها كما ذكرتم وذكرنا سابقاً ويكمل هذه العبارة حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رغم أنه هو الأولى في المعرفة وفقني الله وأياك أخي الكريم.
الأخ آل عامر
قد راعيت ما ذكرت
وهو ما أشرت إليه بقولي: (ظاهر العبارة مشكل)
وتأويل العبارة من وجهة نظري:
مَن طلب العلم لله، فالقليل منه يكفيه إذا عمل به في نفسه ومَن يلزمه، ومن طلبه للقيام على حوائج الناس - ويدخل فيه نفسه من باب أولى -، وهو في ذلك لا يطلبه إلا لله؛ فإنّ حوائج الناس ومشكلاتهم وحوادثهم كثيرة، ومَن كان هذا حاله، فلا يكفيه القليل من العلم ...
هذا مع التنبيه على أننا نفسّر عبارة خارج السياق ...
ونتعامل معها على أنها حِكمة وموعظة مفردة ...
والله أعلم
بارك الله فيكم شيخنا الحبيب
وكلام الامام ابن عبدالبر كالشمس .
وحتى لا نُرمَى بالبَلادة ثالثة ...
قد أجَدَّتْ من هذا الموضوع قَرُونِي
كتبتُ العبارة وهي عندي محتملة للمعنيين، وإن كان المعنى الذي ذكره الأخ أشرف أظهر
ولعل كلام الإمام ابن عبدالبر في موضع آخر يقوِّي هذا المعنى، حيث قال:
(...وفي فضل الصدقات آثارٌ كثيرة، ومن طلب العلمَ للعمل؛ وأراد به الله فالقليل
يكفيه إن شاء الله)
بارك الله في الاخوة
المعنى الذي ذكره الفاضلان المفيدان اشرف والحمادي معنى قوي جيد يدل على نباهة .
لكن لعل مراد ابن عبدالبر المعنى الثاني :
واليكم كلام ابن عبدالبر في اكثر من موضع - والنقل عن نسخة الكترونية -
((وفي تضعيف الله الصدقة المقبولة من الكسب الطيب إلى سائر ما ينتظم بهذه المعاني آثار كثيرة جدا تحتمل أن يفرد لها كتاب فضلا عن أن ترسل في باب ومن طلب العلم لله فالقليل يكفيه إن شاء الله)) التمهيد 2/284
((فسبحان المتفضل المنعم لا شريك له والآثار في هذا المعنى كثيرة جدا لأوجه لاجتلابها ومن طلب العلم لله فالقليل يكفيه ومن طلبه للناس فحوائج الناس كثيرة)) التمهيد 13/120
فالظاهر من هذا : ان العلم كثير والاثار كثيرة والروايات متعددة فمن اراد العلم ليعمل به واراد به وجه الله فالقليل يكفيه
لان علم صحته ويريد ان يعمل به فالقليل كاف له في هذا المعنى الذي اراده اما من يريد به اظهار العلم والتكاثر بحفظ الروايات وجمعها وانه جمع كذا كذا من الاوجه والروايات فهذا لن يكفيه القليل .
((والآثار في هذا الباب كثيرة جدا لا يمكن أن يحيط بها كتاب فالأحاديث اللينة ترجى والشديدة تخشى والمؤمن موقوف بين الخوف والرجاء والمذنب إن لم يتب في مشيئة الله روينا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال ما في القرآن آية أحب إلى من هذه الآية إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن شرح الله صدره فالقليل يكفيه )) التمهيد 17 /27
((وفي فضل الصدقات آثار كثيرة ومن طلب العلم للعمل وأراد به الله فالقليل يكفيه إن شاء الله )) التمهيد
((والاثار في هذا الباب عن السلف كثيرة في معنى ما اوردناه وفيما ذكرنا تنبيه على ما إليه قصدنا ومن طلب العلم لله فالقليل يكفيه اذا عمل به )) الاستذكار .
((والآثار في هذا المعنى كثيرة عنه صلى الله عليه وسلم جدا ومن فهم ووفق فالقليل يكفيه )) الاستذكار .
فهو رحمه الله يكرر هذا المعنى عند تعدد الروايات وكثرتها فليس المقام او السياق سياق فتوى او مسائل علمية .
وعلى هذا الفرض فكما ترى يا شيخ اشرف اكثر القائلين لهذه العبارة يقولونها في سياق الاخلاص والحث عليه ولذلك فهم الاخوة وهم اكثر من اخ فهموا مباشرة هذا المعنى حتى قالوا انها لا تحتاج الى تفسير وهي واضحة لان من يذكرها مفردة من المؤلفين او المتحدثين يذكرها لهذا المعنى .هذا مع التنبيه على أننا نفسّر عبارة خارج السياق ...
ونتعامل معها على أنها حِكمة وموعظة مفردة ...[
بارك الله فيك أخي الكريم أبا محمد بن سعيد
وفقكم الله ونفع بكم.
هذا الكلمة تنسب لمالك بن دينار - رحمه الله - والناس في استعمالها على المعنيين الذين تفضل بهما الأحباب ... وليس كل من قيل عنه : طلب العلم للناس محمول فعله على أنه أراد بعمله غير وجه الله ... فطالب العلم يتعلم العلم ليسلم في دينه ... ويطلبه لينذر قومه ... وقد مدح الله ذلك وحث عليه ... وربما تعالى أجر هذا على من اقتصر نفعه في طلب العلم على اصلاح نفسه دون سواها ... وقد قيل: طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله ... والله أعلم.
بارك الله فيكم جميعا.
لاشك أن من طلب العلم ليعمل به = فالقليل منه يكفيه.
أما من طلبه ليتزين به عند الناس أو طلبه لينفع به الناس؛ فإنه لن يكفيه القليل؛ لأن حوائج الناس كثيرة ولا يسعفها قليل العلم.
فائدة :
قال مهنا قلت: لأحمد بن حنبل: ما أفضل الأعمال؟
قال: طلب العلم لمن صحت نيته.قلت: وأي شيء تصحيح النية؟
قال: ينوي يتواضع فيه، وينفي عنه الجهل.
ينظر: طبقات الحنابلة والفروع وغيرها .
أخرى :
في الآداب الشرعية :
نقل عن أحمد أنه قيل له: من نسأل بعدك ؟
فقال: عبد الوهاب الوراق.
فقيل: إنه ضيق العلم!
فقال: رجل صالح مثله يوفق لإصابة الحق .اهـ
لعله ذكرها بالمعنى فإني لم أر عند غيره لفظة : «ضيق العلم» .
أحاديث ذات صلة أقتبستها من بحث منشور بعنوان: الهوى وأثره في الخلاف لعبدالله الغنيمان
حديث أبي هريرة الذي في الصحيح في الثلاثة الذين هم أول من تسعر بهم النار : " الأول من تعلم علما ليقال : هو عالم قارئ، والآخر من قاتل ليقال هو جريء شجاع، والثالث : من تصدق ليقال هو جواد كريم " (1) .
فهؤلاء إنما كان قصدهم مدح الناس لهم وطلب الجاه عندهم وتعظيمهم لهم، لم يقصدوا بفعلهم وجه الله وإن كانت صور أعمالهم حسنة في الظاهر .
وفي الحديث الآخر : " من طلب العلم ليباهي به العلماء أو ليماري به السفهاء أو ليصرف به وجوه الناس إليه فله من عمله النار " (2) .
فمباهات العلماء أن يظهر لهم أنه يعرف ما يعرفون، ويدرك ما لا يدركون من المعاني والاستنباطات، وأنه يستطيع أن يرد عليهم، ويبين أنهم يخطئون .
وأما مماراة السفهاء فهو مجادلتهم ومجاراتهم في السفه .
وأما صرف وجوه الناس إليه فالمراد به طلب ثنائهم ومدحهم له، وتعريفهم بأنه عالم، فهو بعمله هذا يتقرب إلى النار .
وفي الحديث الآخر : " من طلب علما مما يبتغي به وجه الله تعالى لا يطلبه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يرح رائحة الجنة (3) .
وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة سنة " (4) .
ـــــــــــــــ ـــــــــــــ
(1) رواه مسلم في كتاب اللإمارة باب من قاتل للرياء والسمعة . ورواه الترمذى في أبواب الزهد . ورواه أحمد ج2 ص 321
(2) رواه الترمذي في أبواب العلم، باب فيمن يطلب بعلمه الدنيا، ورواه ابن ماجه في المقدمة وصححه الألبانى، ورواه الدرامي في المقدمة، باب التوبيخ لمن يطلب العلم لغير الله ج1 ص 102
(3) رواه أبو داود في كتاب العلم باب في طلب العلم لغير الله ، ورواه ابن ماجة في المقدمة وصححه الألبانى ، ورواه أحمد ج2 ص 338 ، والدارمى في المقدمة ج1 ص 80 .
(4) هذه الزيادة في موطأ مالك في كتاب اللباس : باب ما يكره للنساء لبسه .
للفائدة :
قال الإمام مسلم في " مقدِّمة صحيحه " (ص 3) :
" إلا أنَّ جملة ذلك : أنَّ ضبطَ القليل من هذا الشأن وإتقانه أيسر على المرء من معالجة الكثير منه ، ولا سيَّما عند من لا تمييز عنده من العوام إلا بأن يُوقِّفه على التمييز غيرُه ، فإذا كان الأمر في هذا كما وصَفْنا فالقصد منه إلى الصحيح القليل أولى بهم من ازدياد السقيم ، وإنَّما يُرجى بعضُ المنفعة في الاستكثار من هذا الشأن ، وجَمْعِ المُكرَّراتِ منه لِخاصَّةٍ من الناس ممن رُزِق فيه بعض التيقُّظ والمعرفة بأسبابه وعِلَله ، فذلك - إن شاء الله - يهجُمُ بما أُوتي من ذلك على الفائدة في الاستكثار من جَمْعه ، فأمَّا عوامُّ الناس - الذين هم بخلاف معاني الخاص من أهل التيقُّظ والمعرفة - فلا معنى لهم في طلب الكثير وقد عجزوا عن معرفة القليل " . اهـ المراد .
ما أحسن كلامك شيخنا الحبيب الباجي وأبينه وأجمله ...
(وليس كل من قيل عنه : طلب العلم للناس محمول فعله على أنه أراد بعمله غير وجه الله ... فطالب العلم يتعلم العلم ليسلم في دينه ... ويطلبه لينذر قومه ... وقد مدح الله ذلك وحث عليه ... وربما تعالى أجر هذا على من اقتصر نفعه في طلب العلم على اصلاح نفسه دون سواها ...)
وهذا الذي جعلني أستشكل العبارة أولا، ثم أعملت فكري في تخريجها ثانيا ... فكان ما كان ...
ولكني في الحقيقة غلّبت هذا المعنى على غيره
وبعد مشاركة الأخ الفاضل أبي محمد بن سعيد، كأني مِلت إليه، ولكني أبقيت تفسيري محل احتمال معتبر ...
وقد استقر فكري، وثبت أمري على (استعمالها على المعنيين) ...
والموضوع بعد هذه المناقشات أشبه بالمجلس الشرعي ...
والله أعلم.