تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: حدّثني أحد الفضلاء

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    244

    افتراضي حدّثني أحد الفضلاء


    حدثني أحد الفضلاء أنه مر بغرفة في المستشفى فإذا فيها مريض يصيح بأعلى صوته.. ويئن أنينا يقطع القلب
    قال صاحبي: فدخلت عليه فإذا هو جسده مشلول كله وهو يحاول الالتفاف فلا يستطيع
    فسألت الممرض عن سبب صياحه.. فقال: هذا مصاب بشلل تام وتلف في الأمعاء وبعد كل وجبة غداء أو عشاء يصيبه عسر هضم
    فقلت له: لا تطعموه طعاما ثقيلا.. جنبوه أكل اللحم والرز
    فقال الممرض: أتدري ماذا نطعمه.. والله لا ندخل إلى بطنه إلا الحليب من خلال الأنابيب الموصلة بأنفه وكل هذه الآلام ليهضم هذا الحليب
    ********
    وحدثني آخر أنه مر بغرفة مريض مشلول أيضا لا يتحرك منه شيئا أبدا.. قال: فإذا المريض يصيح بالمارين فدخلت عليه فرأيت أمامه لوح خشب عليه مصحف مفتوح وهذا المريض منذ ساعات كلما انتهى من قراءة الصفحتين أعادهما فإذا فرغ منهما أعادهما لأنه لا يستطيع أن يتحرك ليقلب الصفحة ولم يجد أحدا يساعده فلما وقفت أمامه قال لي: لو سمحت.. أقلب الصفحة.. فقلبتها فتهلل وجهه.. ثم وجه نظره إلى المصحف وأخذ يقرأ فانفجرت باكيا بين يديه متعجبا من حرصه وغفلتنا
    ********
    وحدثني ثالث أنه دخل على رجل مقعد مشلول تماما في أحدى المستشفيات لا يتحرك إلا رأسه.. فلما رأى حاله رأف به وقال: ماذا تتمنى؟
    ظن أن أمنيته الكبرى أن يشفى ويقوم ويقعد ويذهب ويجيء
    قال المريض: عمري قرابة الأربعين وعندي خمسة أولاد وعلى هذا السرير منذ سبع سنين والله لا أتمنى أن أمشي.. ولا أن أرى أولادي.. ولا أعيش مثل الناس
    قال : عجبا.. إذن ماذا تتمنى؟
    فقال: أتمنى أني أستطيع أن ألصق هذه الجبهة على الأرض.. وأسجد كما يسجد الناس
    ********
    وأخبرني أحد الأطباء أنه دخل في غرفة الإنعاش على مريض.. فإذا شيخ كبير على سرير أبيض وجهه يتلألأ نورا
    قال صاحبي: أخذت أقلب ملفه فإذا هو قد أجريت له عملية في القلب أصابه نزيف خلالها.. مما أدى إلى توقف الدم عن بعض مناطق الدماغ.. فأصيب بغيبوبة تامة وإذا الأجهزة موصلة به.. وقد وضع على فمه جهاز للتنفس الصناعي يدفع إلى رئتيه تسعة أنفاس في الدقيقة
    كان بجانبه أحد أولاده.. سألته عنه
    فأخبرني أن أباه مؤذن في أحد المساجد منذ سنين
    أخذت أنظر اليه.. حركت يده.. حركت عينيه.. كلمته.. لا يدري عن شئ أبدا.. كانت حالته خطيرة اقترب ولده من أذنه وصار يكلمه.. وهو لا يعقل شيئا فبدأ الولد يقول: يا أبي.. أمي بخير.. وأخواني بخير.. وخالي رجع من السفر.. واستمر الولد يتكلم.. والأمر على ما هو عليه.. الشيخ لا يتحرك.. والجهاز يدفع تسعة أنفاس في الدقيقة
    فجأة قال الولد: والمسجد مشتاق إليك.. ولا أحد يؤذن فيه إلا فلان ويخطئ في الأذان ومكانك في المسجد فارغ
    فلما ذكر المسجد والأذان.. اضطرب صدر الشيخ.. وبدأ يتنفس فنظرت الجهاز فإذا هو يشير إلى ثمانية عشر نفسا في الدقيقة والولد لا يدري
    ثم قال الولد: وابن عمي تزوج.. وأخي تخرج.. فهدأ الشيخ مرة أخرى وعادت الأنفاس تسعة يدفعها الجهاز الآلي
    فلما رأيت ذلك أقبلت إليه حتى وقفت عند رأسه.. حركت يده عينيه.. هززته.. لاشيء كل شيء ساكن لا يتجاوب معي أبدا
    تعجبت.. قربت فمي من أذنه ثم قلت: الله أكبر.. حي على الصلاة.. حي على الفلاح وأنا أسترق النظر إلى جهاز التنفس.. فإذا به يشير إلى ثمان عشرة نفس في الدقيقة
    ********
    لله دُرّهم من مرضى
    بل والله نحن المرضى
    رجال قلبهم معلق بالمساجد
    رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة
    رجال يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ماعملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب
    فأنت يا سليما من المرض والأسقام.. يا معافى من الأدواء والأورام.. يامن تتقلب في النعم.. ولا تخشى النقم
    ماذا فعل الله بك فقابلته بالعصيان؟
    بأي شيء آذاك؟
    أليست نعمه عليك تترى .. وأفضاله عليك لا تحصى؟
    أما تخاف أن توقف بين يدي الله غدا
    فيقول لك: عبدي ألم أصح لك بدنك.. وأوسع عليك في رزقك
    وأسلم لك سمعك وبصرك؟
    فتقول بلى.. فيسألك الجبار: فلم عصيتني بنعمي؟
    وتعرضت لغضبي ونقمي؟
    فعندها تنشر في الملأ عيوبك.. وتعرض عليك ذنوبك
    فتباًّ للذنوب.. ما أشد شؤمها.. وأعظم خطرها
    وهل أخرج أبانا من الجنة إلا ذنب من الذنوب
    وهل أغرق قوم نوح إلا الذنوب وهل أهلك عادا وثمود إلا الذنوب
    وهل قلب على لوط ديارهم.. وعجل لقوم شعيب عذابهم وأمطر على أبرهة حجارة من سجيل.. وأنزل بفرعون العذاب الوبيل إلا المعاصي والذنوب؟
    اللهم اغفر لنا ذنوبنا وآثامنا.. انك أنت الغفور الرحيم
    ********

    كلمات تُرسم وتُمحى...ومعانٍ تُحفر كأوسمة

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    الدولة
    في قلب حـور ...
    المشاركات
    60

    افتراضي رد: حدّثني أحد الفضلاء


    /
    الحمدلله الذي عافانا مِمَّ ابتلاهُم به وفضَّلنا على كثيرٍ مِمَّن خلقَ تفضيلا ..
    الحمدلله الذي عافانا مِمَّ ابتلاهُم به وفضَّلنا على كثيرٍ مِمَّن خلقَ تفضيلا ..
    الحمدلله الذي عافانا مِمَّ ابتلاهُم به وفضَّلنا على كثيرٍ مِمَّن خلقَ تفضيلا ..
    /
    مِسَاحَاتٌ مُزلْزِلَة !!
    لَمْ تُثْنِهَا عن الامْتِدَاد ..
    لا دُمُوعُ نَدم ..
    ولا اِضْطِرَابُ أنْفَاس ..
    ولا اِسْتِجْدَاءُ رَاحِل ..
    فـ مَتَى نَعِي يا ذنوبي مَتَى !!!
    /
    النقاء ..
    وسم ..
    جزاكِ وشيخنا محمد خيْراً لا يعْقُبْهُ وَأْد ..
    وعَافِيَةً لا يحكيهَا أَلَم ..
    ورَاحَةً لا يَتلُوهَا وَصَب ..
    عزيزتي ..
    /

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    244

    افتراضي رد: حدّثني أحد الفضلاء


    اللهم آمين ..
    بارك الله فيكِ أختي وعد ..
    أرسلت لكِ رسالة خاصة , فهل وصلتك؟!
    كلمات تُرسم وتُمحى...ومعانٍ تُحفر كأوسمة

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    7,909

    افتراضي رد: حدّثني أحد الفضلاء

    جزاك الله خيرًا أختنا وسم المعاني ، قصصك هذه ذكرتني بصفحة مضيئة من تراث سلفنا الصالح ، روى الإمام الحافظ الحجة النبيل أبو حاتم ابن حبان البستي في كتابه الثقات (5/ 2 – 5) بسند جيد في ترجمة الإمام الورع الزاهد أبي قلابة عبد الله بن زيد الجرمي الذي مات بالشام سنة أربع ومائة في ولاية يزيد بن عبد الملك ، قال ابن حبان – رحمه الله - :
    حدثني بقصة موته محمد بن المنذر بن سعيد ، قال : ثنا يعقوب بن إسحاق بن الجراح، قال: ثنا الفضل بن عيسى ، عن بقية بن الوليد قال : ثنا الأوزاعي ، عن عبد الله بن محمد ، قال : خرجت إلى ساحل البحر مرابطًا وكان رباطنا يومئذ عريش مصر قال : فلما انتهيت إلى الساحل فإذا أنا ببطيحة وفى البطيحة خيمة فيها رجل قد ذهب يداه ورجلاه وثقل سمعه وبصره وما له من جارحة تنفعه إلا لسانه وهو يقول : (( اللهم أوزعني أن أحمدك حمدًا أكافئ به شكر نعمتك التي أنعمت بها عليّ وفضلتني على كثير ممن خلقت تفضيلا . قال الأوزاعي : قال عبد الله : قلت والله لآتين هذا الرجل ولأسألنه أنى له هذا الكلام ؛ فهم أم علم أم إلهام ألهم ، فأتيت الرجل فسلمت عليه فقلت : سمعتك وأنت تقول : (( اللهم أوزعني أن أحمدك حمدًا أكافئ به شكر نعمتك التي أنعمت بها عليّ وفضلتني على كثير ممن خلقت تفضيلا)) فأي نعمة من نعم الله عليك تحمده عليها، وأي فضيلة تفضل بها عليك تشكره عليها؟
    قال : وما ترى ما صنع ربي والله لو أرسل السماء علي نارًا فأحرقتني وأمر الجبال فدمرتني وأمر البحار فغرقتني وأمر الأرض فبلعتني ما ازددت لربى إلا شكرًا؛ لما أنعم على من لساني هذا ، ولكن يا عبد الله إذ أتيتني لي إليك حاجة قد تراني على أي حالة أنا لست أقدر لنفسي على ضر ولا نفع ولقد كان معي بني لي يتعاهدني في وقت صلاتي فيوضيني وإذا جعت أطعمني وإذا عطشت سقاني ولقد فقدته منذ ثلاثة أيام فتحسسه لي رحمك الله ؟
    فقلت : والله ما مشى خلق في حاجة خلقٍ كان أعظم عند الله أجرًا ممن يمشي في حاجة مثلك، فمضيت في طلب الغلام فما مضيت غير بعيد حتى صرت بين كثبان من الرمل فإذا أنا بالغلام قد افترسه سبع وأكل لحمه فاسترجعت ، وقلت : أني لي وجه رقيق آتى به الرجل، فبينما أنا مقبل نحوه إذ خطر على قلبي ذكرُ أيوب النبي عليه السلام فلما أتيته سلمت عليه ، فردَّ علىَّ السلام ، فقال : (( ألست بصاحبي؟)) قلت : بلى . قال : ما فعلت في حاجتي ؟ فقلت : أنت أكرم على الله أم أيوب النبي قال : بل أيوب النبي . قلت : هل علمت ما صنع به ربه أليس قد ابتلاه بماله وآله وولده ؟ قال : بلى . قلت : فكيف وجده ؟ قال : وجده صابرًا شاكرًا حامدًا. قلت : لم يرض منه ذلك حتى أوحش من أقربائه وأحبائه ؟ قال : نعم . قلت : فكيف وجده ربه ؟ قال : وجده صابرًا شاكرًا حامدًا . قلت : فلم يرض منه بذلك حتى صيره عرضًا لمار الطريق، هل علمت ؟ قال : نعم . قلت : فكيف وجده ربه؟ قال: صابرًا شاكرًا حامدًا ، أوجز رحمك الله !! قلت له : إن الغلام الذي أرسلتني في طلبه وجدته بين كثبان الرمل وقد افترسه سبع فأكل لحمه فأعظم الله لك الأجر وألهمك الصبر . فقال المبتلى : (( الحمد لله الذي لم يخلق من ذريتي خلقًا يعصيه فيعذبه بالنار، ثم استرجع وشهق شهقة فمات . فقلت : إنا لله وإنا إليه راجعون عظمت مصيبتي رجل مثل هذا إن تركته أكلته السباع وإن قعدت لم أقدر على ضر ولا نفع فسجيته بشملة كانت عليه وقعدت عند رأسه باكيًا فبينما أنا قاعد إذ تهجم على أربعة رجال فقالوا : يا عبد الله ما حالك وما قصتك؟ فقصصت عليهم قصتي وقصته ، فقالوا لي: اكشف لنا عن وجهه فعسى أن نعرفه فكشفت عن وجهه فانكب القوم عليه يقبلون عينيه مره ويديه أخرى ويقولون : بأبي عين طال ما غضت عن محارم الله وبأبي جسم طال ما كنت ساجدًا والناس نيام . فقلت : من هذا يرحمكم الله ؟ فقالوا: هذا أبو قلابة الجرمي صاحب ابن عباس لقد كان شديد الحب لله وللنبي صلى الله عليه وسلم ، فغسلناه وكفناه بأثواب كانت معنا وصلينا عليه ودفناه فانصرف القوم وانصرفت إلى رباطي فلما أن جنَّ علىَّ الليل وضعت رأسي فرأيته فيما يرى النائم في روضة من رياض الجنة وعليه حلتان من حلل الجنة وهو يتلو الوحي: (( سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار )) فقلت : ألست بصاحبي ؟ قال : بلى قلت : أنى لك هذا ؟ قال : إن لله درجات لا تنال إلا بالصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء مع خشية الله عز وجل في السر والعلانية . انتهت
    رحم الله أبا قلابة ورضي الله عنه وجزا الله الإمام ابن حبان خير الجزاء لنقل هذه القصة .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    سياتل..ولاية واشنطن ..
    المشاركات
    977

    افتراضي رد: حدّثني أحد الفضلاء

    لاإله إلا الله...
    أنا الشمس في جو العلوم منيرة**ولكن عيبي أن مطلعي الغرب
    إمام الأندلس المصمودي الظاهري

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •