المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء
بارك الله فيك، لا أرى ذلك الوجه لازما، فلسان العرب يحتمل في مثل هذا اللفظ وجهين:
وجه الإخبار ووجه الإنشاء،
والتمييز بينهما يكون بالسياق والقرائن والعرف.
والصحيح في حالتنا أنه على وجه الإنشاء لا الإخبار فهو من الدعاء، كقولك - لمن هم دون الصحابة المنصوص على تحقق رضى الله عنهم - فلان "رضي الله عنه" وهذا من حيث الأصل جائز في عموم المسلمين من أهل الفضل دون اختصاص أحدهم به. فهذا الترضي في هذا المقام - على رجل معين لم يدل النص على أنه قد رضي الله عنه - إنما يخرج مخرج الإنشاء لا الإخبار، فأنت تسأل الله أن يرضى عنه، ولست تقرر أن الله قد رضي عنه بالفعل .. بل أقرب من هذا صيغة تحية الإسلام نفسها، فأنت تقول "السلام عليكم ورحمة الله" تخرجها مخرج الدعاء والطلب، وليس التقرير بأن الله قد أنزل سلامه على من تخاطب بالفعل.
ولهذا قلتُ إننا لو أطلقنا علة (طرد قاعدة التوقيف) للمنع ههنا لمنعنا كثيرا مما لا يصح منعه مما يناظر هذا المعنى، كقولنا على الميت "فلان رحمه الله" .. فنحن لا ندري أرحمه الله حقا أم لم يرحمه، وليس عندنا نص على ذلك، ولكن نطلق الكلمة على وجه الإنشاء والدعاء، ولهذا نظائر كثيرة، والله أعلم.