تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: تضعييف حديث: ( عصفور من عصافير الجنة ...).

  1. #1

    افتراضي تضعييف حديث: ( عصفور من عصافير الجنة ...).

    قال أبو يعلى في ( مسنده ) [رقم/4553]:
    ( حدثنا محمد بن عباد حدثنا سفيان عن طلحة عن عمته عائشة بنت طلحة : عن عائشة أم المؤمنين قالت : أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بصبي من صبيان الأنصار يصلي عليه، فقلت : يا رسول الله : طوبى لهذا لم يدرك شرا ولم يره - أو لم يعقله أو يفعله - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا عائشة أو غير ذلك ؟! خلق الله الجنة وخلق لها أهلا، وخلقها لهم وهم في أصلاب آبائهم، وخلق النار وخلق لها أهلا، خلقها لهم وهم في أصلاب آبائهم).

    [ 4553](ضعيف) أخرجه مسلم [رقم/2662]، وأبو داود [رقم/4713]، والنسائي [رقم/1947]، وابن ماجه [رقم/82]، وأحمد[6/ 41 ، 208]، وابن حبان [رقم/6173]، وعبد الرزاق[ر قم/20095]، والطيالسي [3/رقم/1679/طبعة التركي]، وابن راهويه [رقم/1017]، والحميدي [رقم/265]، والطحاوي في شرح المعاني [1/ 507]، والبغوي في شرح السنة [1/رقم/78/بتخريجنا]، والبيهقي في المعرفة [5/234/قلعجي]، والآجري في الشريعة [2/823/طبعة دار الوطن]، والفريابي في القدر [رقم/ 47]، والعقيلي في الضعفاء [2/ 226/الطبعة العلمية]، وابن عبد البر في التمهيد [18 / 104]، وجماعة كثيرة من طرق عن طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله القرشى التيمى المدنى عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين به نحوه ....وليس قول عائشة: ( عصفور من عصافير الجنة ) عند أبي داود وحده !

    قلت: هذا حديث قد تُكُلِّمَ فيه!! فأنكره الإمام أحمد وغيره على طلحة بن يحيى القرشي!!
    فقال الخلال في (الجامع/ كتاب أهل الملل)[1/ 67-68 / رقم 16]، وعنه ابن القيم في أحكام أهل الذمة [ 2/ 1073 - 1075]: ( أخبرني عبد الملك الميموني - وهو صاحب الإمام أحمد - أنهم ذاكروا أبا عبد الله - يعني أحمد - في أطفال المؤمنين، وذكروا له حديث عائشة - رضي الله عنها- في قصة الأنصاري، وقول النبي فيه، وإني سمعت أبا عبد الله يقول غير مرة: هذا حديث ضعيف، وذكر فيه رجلا ضعفه، وهو طلحة).
    وقال عبد الله بن أحمد العلل [2/ 11/ رقم 1380]، وعنه العقيلي في (الضعفاء). والخلال في ( العلل) [ص/54/منتخبه لابن قدامة]: ( طلحة بن يحيى أحب إلي من بريد بن أبي بردة، بريد يروي أحاديث مناكير وطلحة حدَّث بحديث عصفور من عصافير الجنة ).
    وتابعه على إنكاره: العقيلي أيضًا، وساقه في ترجمة (طلحة بن يحيى) من (الضعفاء) .
    بل قال ابن عبد البر في التمهييد [ 6/ 350]، بعد أن ساق جملة من الأخبارالدالة على أن أطفال المسلمين في الجنة، وحكى الإجماع عليه!! قال: (وفي ذلك أيضًا دليل واضح علي سقوط حديث طلحة بن يحيى عن عمته عائشة بنت طلحة عن عائشة ...) وساق هذا الحديث ثم قال: ( وهذا حديث ساقط ضعيف مردود بما ذكرنا من الآثار والإجماع! وطلحة بن يحيى ضعيف لا يحتج به؛ وهذا الحديث مما انفرد به!! فلا يعرج عليه!!).
    وكذا أنكره الذهبي على طلحة، وساقه له في ترجمته من الميزان [2/343/بجاوي].
    وقال أيضا في سير النبلاء [14 / 462] بعد أن ساق الحديث بإسناده إلى طلحة، قال: ( رواه جماعة عن طلحة، وهو مما يُنْكر من حديثه ...).
    قلت: وطلحة هذا شيخ مدني مختلف فيه!! ضعفه قوم ومشَّاه آخرون، وهو عندي صدوق وسط، وأراه حسن الحديث - إن شاء الله- ما لم يخالف، أو يأت بما ينكر عليه!! مثل روايته هذا الحديث!! ولا يحتمل له التفرد بمثله إن شاء الله.
    والإمام أحمد كان حسن الرأي فيه! قال عنه: (صالح الحديث) كما نقله عنه المزي والذهبي، إلا أنه لم يصبر له علي تفرده بهذا الخبر!! وأنكره عليه البتة!!
    أما مسلم بن الحجاج؛ فإنه كان ينتقي من حديث طلحة ما توبع عليه في الجملة!! وله عذره في إخراجه له هذا الحديث في (صحيحه)!! فإنه ساق له متابعة جليلة في أول الباب!! قبل رواية طلحة: وهي رواية العلاء بن المسيب عن فضيل بن عمرو الفقيمي عن عائشة بنت طلحة عن عائشة قالت: ( توفي صبي، فقلت: طوبى له عصفور من عصافير الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو لا تدرين أن الله خلق الجنة وخلق النار فخلق لهذه أهلا ولهذه أهلا!؟).
    .قلت: وهذه المتابعة أخرجها أيضًا: ابنُ راهويه [رقم/1016]، وعنه حرب الكرماني في (مسائله) [3/1098-1099/رقم1757/رسالة دكتوراه]، وابن حبان [رقم/138 ]، وجعفر الفريابي في ( القدر) [رقم/148/طبعة أضواء السلف]، والطبراني في الأوسط [5/رقم/4515 ]، وأبو بكر المروذي كما في ( التمهيد ) [18/105]، وأبو الفضل الزهري في ( حديثه ) [1/رقم/267/طبعة أضواء السلف]، وغيرهم من طرق عن العلاء بن المسيب بإسناده به ....
    قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الفضيل بن عمرو إلا العلاء بن المسيب.
    قلتُ: والعلاء وشيخه ثقتان مشهوران من رجال ( الصحيح).
    وقد رواه عن العلاء: محمد بن فضيل وخلف بن خليفة - والطريق إليه مخدوش - وجرير بن عبد الحميد ثلاثتهم عن العلاء به ....

    واختلف على ابن فضيل في شيخه ! فرواه عنه واصل بن عبد الأعلى - وهو ثقة صدوق - على الوجه الماضي عن ابن فضيل عن العلاء بإسناده به ... هكذا رواه أبو الفضل الزهري في ( حديثه ).
    ثم جاء الإمام أحمد وخالف واصلا ! ورواه عن ابن فضيل بالشك في شيخه ! فقال: عن العلاء أو حبيب بن أبي عمرة ! هكذا أخرجه عبد الله بن أحمد في ( العلل ومعرفة الرجال ) [2/11]، وعنه العقيلي في ( الضعفاء ) [2/615/طبعة الصميعي] قال: حدثني أبي قال حدثنا ابن فضيل به ...
    قلتُ: ربما كان الشك فيه من غير الإمام أحمد ! والحديث مشهور برواية العلاء بن المسيب عن فضيل بن عمرو الفقيمي عن عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين به ...
    وهذه متابعة جيدة لطلحة بن يحيى عن عائشة بنت طلحة،؛ ولم يسع ابن عبد البر إلا الاعتراف بها بعد أن جزم سابقًا بتفرد طلحة الحديث!! فقال في التمهيد [81/ 105]، عقب رواية طلحة الماضية: ( وزعم قوم أن طلحة بن يحيى انفرد بهذا الحديث!! وليس كما زعموا!! وقد رواه فضيل بن عمرو عن عائشة بنت طلحة كما رواه طلحة بن يحيى سواء!! ذكره المروذي ....).
    ثم ساق إسناد أبي بكر المروذي - صاحب الإمام أحمد - إلى العلاء بن المسيب عن فضيل بن عمرو به ....
    لكن: كأن أبا عمر النمري ما عبأ بتلك المتابعة وما رآها شيئًا!! فإنه ذكر الحديث في الاستذكار [3 / 109] ثم قال: ( وهو حديث رواه طلحة بن يحييى وفضيل بن عمرو عن عائشة بنت طلحة عن عائشة، وليس ممن يعتد عليه عن بعض أهل الحديث).
    قلت: فكأنه يشير إلي إنكار أحمد للحديث مطلقًا بقوله ( بعض أهل الحديث ) !! وقد مضى إنكار أحمد لطريق طلحة؛ وسيأتي كلامه على طريق الفضيل!!

    لكن جاء المحقق الداهية!! أبو معاذ طارق بن عوض الله - سدده الله- وقلب متابعة الفضيل بن عمرو الفقيمي إلى مخالفة لما جاء به طلحة بن يحيى!! وذلك في تعليقه على منتخب علل الخلال لابن قدامة [ص 54 - 55]!

    وكان قبل ذلك قد فسر إنكار الإمام أحمد للحديث بكونه موجهًا إلى قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ( أو غير ذلك يا عائشة؟! ) بعد قولها: ( طوبى له عصفور من عصافير الجنة...)!! ثم ساق ما قاله النووي في ( شرح مسلم ) حول الجمع بين هذا الحديث والأخبار الثابتة في كون أولاد المسلمين في الجنة!! ثم تعقبه بكون طلحة بن يحيى ليس بالقوي في الحديث!! وأنه ليس ممن يحتمل له التفرد بمثل هذا الحديث؛ وأنه لا حاجة إلى تكلُّف الجمع والإغراق في التأويل!! طالما أن المتفرد بهذا الحديث - وهو طلحة - ليس بذاك القوي!!
    ثم قال: ( لاسيما وأنه قد خُولف في هذا الحرف الذي هو موضع الإنكار في روايته!! خالفه فضيل بن عمرو الفقيمي!!) ثم ساق رواية الفقيمي عند مسلم [رقم/2662]، قبل حديث طلحة، وفيها قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لعائشة بعد أن قالت ما قالت: ( أوَ لا تدرين أن الله خلق الجنة وخلق النار، فخلق لهذه أهلاً؛ ولهذه أهلاً!!).
    ثم قال هذا الفاضل المحقق: ( قلت: والفقيمي ثقة، وليس في روايته ما يستنكر!! بل فيه ما يفيد إقرار النبي - صلى الله عليه وسلم - لعائشة علي قولها!! ولعله لذلك قدَّم مسلم روايته على رواية طلحة في الباب!! وجعل رواية طلحة في آخر الباب!!) .
    قلت: وليس في يده برهان في شيء مما ذكره أصلاً!!
    وفهمه لصنيع مسلم يقتضي أن مسلمًا قد يورد الحديث المعلول - عنده سندًا أو متنًا - في (صحيحه) ساكتًا عليه!! اللهم إلا أنه ربما أشار إلي إعلاله بتأخيره عن الرواية المحفوظة في أول الباب قبله!! وهناك من يقول بهذا من المتأخرين!! ولم يفعلوا شيئًا كما بسطنا الكلام عليه في غير هذا المكان.
    أما قوله: (الفقيمي ثقة، وليس في روايته ما يستنكر!! بل فيه ما يفيد ... إلخ!!).
    فهذا حسب فهمه!! وإلا فإن قوله - صلى الله عليه وسلم - في رواية طلحة: (أو غير ذلك يا عائشة؟!) ليس فيه كبير فرق عن قوله في رواية الفقيمي: ( أو لا تدرين أن الله خلق الجنة ....) لأن هذا مراجعة، وذاك مثله!! ورائحة إنكاره - صلى الله عليه وسلم - على عائشة: فائحة من اللفظين جميعًا!!
    وهذا ما فهمه ابن عبد البر أخيرًا فيما نقلناه عنه من كتابه (الاستذكار) وكذا قبله في الموضع الثاني من التمهيد [81/ 105].
    أما الموضع الأول الذي جزم فيه ابن عبد البر بتفرد طلحة بن يحيى بهذا الحديث!! فأراه كان لم يقف على رواية الفقيمي بعدُ!! أوسهَىَ عنها وقتذاك!! وهذا أولى ما يُعتذر به عنه؛ بدلاً من رمْيه بالغفلة عن الفرق المتوهَّم بين لفظ رواية الرجلين!! كما زعم ذلك الأخ الفاضل المعلق على منتخب علل الخلال [ص65]! فإنه حاكَمَ ابن عبد البر بالاختصام إلى فهمه خاصة ! وهذا إخسار في الميزان!
    بل إن هذا الفاضل قد غفل عن كون الإمام أحمد قد استنكر رواية الفقيمي هو الآخر!! وهذا يدل على أنه كان لا يرى فرقًا بينها وبين رواية طلحة البتة!!
    ودونك كلام الإمام أحمد:
    قال الحافظ ابن رجب ابن الشهاب أحمد في أهوال القبور [ص/175/طبعة دار الكتاب العربي]، بعد أن ساق رواية طلحة بن يحيى من عند مسلم: (وقد ضعف أحمد هذا الحديث من أجل طلحة بن يحيى، وقال: قد روى مناكير!! وذكر له الحديث...) .
    ثم قال ابن رجب: ( وأما رواية فضيل بن عمرو له عن عائشة؛ فقال أحمد: ما أراه سمعه إلا من طلحة بن يحيى!! يعني أنه أخذه عنه ودلسه!! حيث رواه عن عائشة بنت طلحة!!).
    قلت: ونص الإمام أحمد نقله عنه ابنه عبد الله في العلل [2/ 11/ رقم 1380]، وعنه العقيلي في الضعفاء [2/ 226/الطبعة العلمية]، إلا أن عبارته هناك كأنها مشوشة!!
    فلفْظُ عبد الله بن أحمد هناك هكذا: ( حدثني أبي قال حدثنا ابن فضيل عن العلاء أو حبيب بن أبي عمرة، قال أبي وما أراه سمعه إلا من طلحة يعني ابن فضيل!).
    قلتُ: ابن فضيل الأول - الذي يحدث عنه أحمد - هو محمد بن فضيل بن غزوان، وابن فضيل الثاني: لا وجود له في عالم الإمكان؟
    وظاهر العبارة يُفهم منها أن ابن فضيل الثاني هذا هو شيخ أحمد ! وليس من ذا شيء!
    وصواب العبارة: ( .... يعني: فضيل ) وهو ابن عمرو الفقيمي راوي هذا الحديث عن عائشة بنت طلحة. فقوله: ( ابن ) لا معنى لها عندي! وكأنها زيادة مقحمة من الناسخ أو غيره !
    ولم أطلع على النسخة المخطوطة ( لعلل عبد الله بن أحمد ) ! لكن العبارة هكذا في ( ضعفاء العقيلي )- وهو نقل العبارة عن عبد الله بن أحمد - في كلتا طبعتيه اللتين عندي ! وهما طبعتا: ( الدار العلمية) و ( طبعة دار الصميعي ) ولا أدري أهي هكذا أيضًا في ( طبعة مازن السرساوي ) أم لا ؟ فإن طبعته ليست عندي الآن !
    وعندي ثلاث نسخ مخطوطة من ( ضعفاء العقيلي ) وقعت فيها العبارة كما هي في المطبوع تمامًا !
    فانظر من النسخة الأولى: [ق/194/ب].ومن النسخة الثانية: [ق/134/ب]، ومن النسخة الثالثة: [ق/194/ب].
    والنسختان الأولى والثالثة كلاهما: من محفوظات مكتبة ( فيصل بن يوسف العلي/بالكويت ) وهما مصورتان عن ( مكتبة برلين الغربية ) بألمانيا.
    والنسخة الثانية: من محفوظات ( ظاهرية دمشق) بالشام.



    ثم قول الإمام أحمد في تلك العبارة الماضية: ( لا أراه سمعه إلا من طلحة ) لست أدري على من يعود الضمير في لفظة: ( سمعه )؟ وهو لم يذكر قبل تلك الجملة سوى العلاء بن المسيب أو حبيب بن أبي عمرة ! على الشك!
    أما العلاء: فلا يمكن أن يكون المقصود بهذا ! لأنه لم يرو هذا الحديث عن عائشة بنت طلحة إلا بواسطة شيخه ( فضيل بن عمرو ) .
    وأما: حبيب بن أبي عمرة، فهو محتمل، لأنه يروي عن عائشة بنت طلحة.
    ويقرب عندي: أن يكون صواب عبارة الإمام : ( حدثنا ابن فضيل عن العلاء عن [فضيل بن عمرو] أو حبيب بن أبي عمرة، قال أبي وما أراه سمعه إلا من طلحة).

    قلتُ: فيكون ذِكْرُ ( فضيل بن عمرو ) قد سقط من تلك الجملة، ولا بد منه حتى يصح إرجاع الضمير إليه في قوله : ( وما أراه سمعه ...) !
    ويؤيد هذا: أن ابن رجب قد نقل العبارة سليمة مستقيمة لا ترى فيها عوجًا ولا أمْتا !
    فإنه قال بعد أن ذكر إنكار الإمام أحمد لرواية طلحة بن يحيى : ( وأما رواية فضيل بن عمرو له عن عائشة - يعني بنت طلحة - فقال أحمد : ما أراه سمعه إلا من طلحة بن يحيى يعني أنه أخذه عنه ودلسه حيث رواه عن عائشة بنت طلحة).
    فإما أن يكون ابن رجب قد أخذ هذا النص من نسخة سليمة من ( علل عبد الله بن أحمد ) أو من ( ضعفاء العقيلي ).
    وإما أن يكون نقله من مصدر آخر لا نعرفه من مصادره الكثيرة عن الإمام أحمد !
    وابن رجب من أعلم الناس بأقوال الإمام أحمد ومعانيها؛ ووقف منها ما لم يقف عليه غيره؛ لاسيما أقواله في علل الأحاديث!! وأنا لا أقدم عليه أحدًا من أشياخه ولا من جاء بعده في تلك المعرفة أصلاً!! هذا مع تمكنه وحِذْقه في هذا الفن جدًا، بحيث كدت أقدمه علي الشهاب ابن حجر مطلقًا!!
    ثم نظرت: فإذا بينهما عموم وخصوص!! والزيْن عندي مقدم علي الشهاب في معرفة وجوه الإعلال علي طريقة حذاق الصنعة من متقدمي أئمة هذا الفن!! أما مطلق الحفظ وسعة الإطلاع وخدمة الفن: فهذه أشياء مسلمة - عندي- إلى الشهاب أبي الفضل! لا يلحقه في ذلك أحد ممن جاء بعده إن شاء الله؛ بل إن المحدثين - مما جاءوا بعده - عيال عليه في مجموع تلك الأمور كما أشار إلى ذلك الجلال الأسيوطي في ترجمة الذهبي من (طبقات الحفاظ) وقرن معه: (المزي، والذهبي، والعراقي).
    وأين هؤلاء من أفْنَاء أهل هذا الزمان؟! وغيرهم ممن ترى أحدهم ينتفَّخ ويتفنَّج حتى يكاد يملأ السِّكَّةِ!! إذا رأى نفسه حرَّر مسئلة من مسائل الفن!! أو تعقَّب على كبير من السابقين الأولين الراسخين في دراية هذا العلم!!
    ولو قيل له: انْسُبْ لنا الزهري؟! لتعلثم!! أو اذْكر عشرة من مشاهير أصحابه؟! لتحيَّر وما تكلم!!
    أو قيل له: من هو وارث علم الزهري؟! لعبث بلحيته وسَعَل!! أو اذْكُر لنا من هو ابن شهاب الصغير؟! لضاقت عليه الأرض بما رحبت؛ لما يراه من وقْعِ الأسَل!!
    فأيش هذا التناطح و لمَّا يَبْدُ لك قَرْن!! وعلام ترمي بنفسك وسط أتُونٍ معركة لا ينجو منها إلا من عرف قدْر نفسه!! وكأني بك وقد ناداك المنادي:

    يا غاديًا بين الأسِنَّة والقَنَا *** أشْفِقْ فإني أشمُّ عليك رائحةَ الدم!!
    وعود على بدء فنقول: وبما مضى يتبين للناقد ضعف متابعة فضيل بن عمرو لطلحة بن يحيى على هذا الحديث، وأن الظاهر أن فضيل قد أخذه من طلحة ثم دلسه وأسقطه من الإسناد! ويؤيِّد هذا أن فضيلا لم يذكر سماعه من عائشة بنت طلحة لهذا الحديث !
    فإن قلتَ: كيف يصح هذا والفضيل لم يصفه أحد بالتدليس قط ! ولا يُعرف له خبر قد دلَّس فيه !
    قلتُ: قد قال الإمام المعلمي اليماني في مقدمته على ( الفوائد المجموعة/للشوكاني) [ص/11-12/طبعة المكتب الإسلامي]: ( إذا استنكر الأئمة المحققون المتن، وكان ظاهر السند الصحة، فإنّهم يتطلبون له علة، فإذا لم يجدوا علة قادحة مطلقًا حيث وقعت، أعلوه بعلة ليست بقادحة مطلقًا، ولكنهم يرونها كافية للقدح في ذلك المنكر، فمن ذلك: إعلالهم أن راويه لم يصرّح بالسماع، هذا مع أن الراوي غير مدلس....).
    ثم ذكر عدة أمثلة على ذلك إلى أن قال: ( وحجتهم - أي الأئمة المحققون - في هذا: بأن عدم القدح في العلة مطلقًا إنما بنُيَ على أن دخول الخلل من جهتها نادر، فإذا اتفق أن يكون المتن منكرًا يغلب على ظن الناقد بطلانه، فقد يحقق وجود الخلل، وإذا لم يوجد سبب له إلا تلك العلة فالظاهر أنّها هي السبب، وأن هذا من ذاك النادر الذي يجيء الخلل فيه من جهتها.... ).
    قلتُ: وهذا كلام جيد جدًا، وليس فيه حجة لأكثر المتأخرين الذين يرتقون مرتقًا شاقًا بمحاكاتهم نقّاد الصنعة الأوائل في هذا الضرب الغامض من إعلال تلك الأسانيد التي يكون ظاهرها السلامة!
    وعهدي ببعض أبناء هذا الزمان: تضعيفهم لبعض الأسانيد الثابتة البتة، اتكاءً على أن في متونها ما يوجب النكارة في أذواقهم ! مع كونهم غير مسبوقين في تلك الأحكام المتهوِّرة أصلا !
    وأظن أن سلف هؤلاء في هذا الصنيع من المتأخرين: هو الحافظ العماد ابن كثير! فإنه كثيرا ما كان يذكر الحديث في (كتبه) بالإسناد النظيف، ثم يقول: ( غريب جدًا، والأشبه أنه موقوف) ونحو ذلك من التخرُّص الذي لم يسبقه إليه أحد !! مع خواء يده عن برهان يؤيِّد دعواه سوى ما في متن الحديث من الغرابة أو النكارة في ذوقه وحده !!
    وقد كنا تعقبناه في تخريجنا للحديث الماضي [برقم/3617/رحمات]، بشأن صنيعه هذا فقلنا هناك: ( وهذا شيء لا نقبله إلا من متقدمي نقاد هذه الصنعة وحسب؛ لأن أصول الأحاديث كانت بأيديهم يطلعون عليها، وينتقون منها، ويميزون بين الخطأ والصواب فيها!! فإذا ما قال ابن المديني مثلاً: (هذا حديث خطأ!! والأشبه أنه مرسل) ولم يعارضه من هو مثله أو فوقه أو دونه ببرهان قائم؛ لزمنا قبول كلامه وإن لم نقف على العلة التي لأجلها حكم على الحديث بالخطأ، ورجَّح إرساله أو وقفه!!
    أما سائر المتأخرين من الحفاظ ونَقَدة هذا الفن: فلا نقبل من أحدهم مثل هذا الإعلال دون حجة تقيم عوج كلامه، وتفصح عن مكنون مرامه.
    فافهم هذا المسلك فإنه مهم للغاية؛ وكم كان ينقدح في صدري مثلما ينقدح في صدر ابن كثير من استغراب حديث موصول أرى أن الصواب فيه هو الإرسال أو الوقف!! ثم أحجم عن التفوِّه بذلك؛ لعدم استطاعتي إقامة البرهان عليه!!
    وأقول لنفسي: قف يا هذا ولا تعْدُ طورك!! أتُراك ابن المديني حتى تتجشم التنفيس عما يجيش بين خلجات صدرك بما يكون وصمة عارٍ في جبينك أبد الدهر! وإنما حسبك اقتفاء آثار علوم ابن المديني دون أن تكون له رأسًا براس!! وإياك ومخادعة نفسك لك!! وقد جعل اللَّه لك مخرجًا في نقاش مثل البخاري!! ولكن بلسان غيرك من أقرانه ونظرائه في هذا الفن.
    فإذا اختصم أبو حاتم وأحمد في تصحيح حديث أو تضعييفه؛ بعد أن ذكر كل واحد منها برهانه فيما يروم؛ فللمتأخر البصير: أن يُرجِّح بين القولين بما أداه إليه اجتهاده ومعرفته؛ لا أن يخطِّأ الرجلين جميعًا!! ثم يحْدِث لنفسه قولاً جديدًا في الحكم علي الحديث!! ولا يفعل هذا إلا كل مخدوع!! جاهل بمراتب أقدار المتقدمين من أحلاس هذا العلم. واللَّه المستعان لا رب سواه.).
    وسيأتي المزيد من هذا: في تعقُّبنا على العماد ابن كثير في تضعييفه لحديث ( عجوز بني إسرائيل ) عند المؤلف[برقم/7254/رحمات].
    وأعود فأقول: ويؤيد إعلال الإمام أحمد لمتابعة فضيل بن عمرو بكونه قد سمعه من طلحة، أن الحديث مشهور معروف من رواية طلحة بن يحيى عن عائشة، وقد أنكره عليه غير واحد من النقاد كما مضى سابقًا.
    بل قال ابن رجب في ( أهوال القبور ) : ( وذكر العقيلي أنه لا يحفظ إلا من حديث طلحة ).
    ولفظ العقيلي في ( الضعفاء): ( وأوله لا يحفظ إلا من هذا الوجه). يعني قول عائشة في أول الحديث: ( دُعيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة غلام من الأنصار ليصلى عليه، قلت يا رسول الله: طوبى له عصفور من عصافير الجنة قال يا عائشة أولا غير هذا ؟! ). هذا لفظ رواية العقيلي لأول الحديث قبل مقولته السالفة.
    وبما مضى يتبين للناقد ضعف هذا الحديث رواية!! لكونه مما أنكر على طلحة بن يحيى كما مضى بيانه!! ولم تصح متابعة فضيل بن عمرو الفقيمي له كما سبق!!
    ولم أتعرض هنا للكلام في هذا الحديث دراية! ولا لمخالفة أوله لصحاح الأخبار. ويكفي ما ذكرنا في تضعييفه من حيث الصناعة الحديثية.
    [تنبيه مهم] قد تحرَّف (طلحة بن يحيى) عند الطيالسي [3/رقم/1679/طبعة التركي]، و [رقم/1574 /طبعة دار المعرفة]، إلى: (يحيى بن إسحاق!!) فظن بعضهم أن تلك متابعة ثانية لطلحة في هذا الحديث!! وليس من ذا شيء!! والله المستعان لا رب سواه.
    انتهى بحروفه من : ( رحمات الملأ الأعلى بتخريج مسند أبي يعلى ) [رقم/4553/طبعة دار الحديث].
    وكتبه الفقير العاثر: أبو المظفر سعيد بن محمد السنَّاري القاهري.

  2. #2

    افتراضي رد: تضعييف حديث: ( عصفور من عصافير الجنة ...).

    [فائدة] قد حكى ابن الوزير إعلال بعض الحفاظ لهذا الحديث في : ( العواصم والقواصم ) ومختصره : ( الروض الباسم ).
    وعبارته في الروض: ( وحديث: عصفور من عصافير الجنّة، قد غمزه الحفّاظ ).


  3. #3

    افتراضي رد: تضعييف حديث: ( عصفور من عصافير الجنة ...).

    ولا أدري أهي هكذا أيضًا في ( طبعة مازن السرساوي ) أم لا ؟ فإن طبعته ليست عندي الآن !

    ثم وقفت على تلك الطبعة [3/160] فإذا العبارة فيها كما هي في الطبعات الأخرى! فالله المستعان.

  4. #4

    افتراضي رد: تضعييف حديث: ( عصفور من عصافير الجنة ...).

    رجاء من المشرف الفاضل: أن يقوم مشكورًا بتكبير خط الموضوع، فقد اشتكى إليَّ من صِغَرِه غير واحد.
    #تم التعديل# الإشراف#

  5. #5

    افتراضي رد: تضعييف حديث: ( عصفور من عصافير الجنة ...).

    ولم أطلع على النسخة المخطوطة ( لعلل عبد الله بن أحمد ) !

    ثم اطلعتُ على مخطوطة ( العلل/رواية عبد الله بن أحمد) [ق/51/ب/مخطوط مكتبة أيا صوفيا بتركيا]، فإذا العبارة كما في المطبوع!
    فالله المستعان.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي رد: تضعييف حديث: ( عصفور من عصافير الجنة ...).

    أما طلحة شيخنا الحبيب القرشي فهو ثقة .
    وصالحُ الحديث وإنما تكلم فيهِ لحديث عصفور الجنة إن لم تخني ذاكرتي وكما قرأتُ لكم وكذلك فإن أحاديث مسلم لهُ منتقاة وقال أبي حاتم في الجرح والتعديل : " طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله القرشي مدينى الأصل صار الى الكوفة أدرك عبد الله بن جعفر وروى عن أبى بردة بن أبى موسى وعمر بن عبد العزيز وعيسى ويحيى ابنى طلحة بن عبيد الله روى عنه الثوري ويحيى بن سعيد القطان وعبد الله بن إدريس ووكيع بن الجراح ويحيى بن سعيد الأموي ويونس بن بكير وأبو نعيم نا عبد الرحمن سمعت أبى يقول ذلك قال أبو محمد روى عن مجاهد وموسى بن طلحة وعائشة بنت طلحة وإبراهيم بن محمد بن طلحة روى عنه أبو أسامة نا عبد الرحمن نا صالح بن احمد بن حنبل نا على يعنى بن المديني قال سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول لم يكن طلحة بن يحيى بالقوي وعمرو بن عثمان أحب الى منه نا عبد الرحمن انا عبد الله بن احمد بن حنبل فيما كتب الى قال سمعت أبى يقول طلحة بن يحيى صالح الحديث وهو أحب الى من بريد بن أبى بردة وبريد يروى أحاديث مناكير نا عبد الرحمن قال ذكره أبى عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين انه قال طلحة بن يحيى القرشي ثقة وقدم طلحة على أخيه إسحاق بن يحيى نا عبد الرحمن قال سألت أبى عن طلحة بن يحيى فقال صالح الحديث حسن الحديث صحيح الحديث ثنا عبد الرحمن سألت أبا زرعة عن طلحة بن يحيى بن طلحة فقال صالح ". وكما قلت شيخنا الكريم هو حسن الحديث , بل لم يتكلم فيهِ إلا يحيى بن سعيد القطان رحمه الله تعالى ووثقهُ اخرون . والله أعلم .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    32

    افتراضي رد: تضعييف حديث: ( عصفور من عصافير الجنة ...).

    ما رأيك في هذه المتابعة ؛ التي أخرجها أبوداود الطيالسي في ( المسند ) ( 1679 ) :
    حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِصَبِيٍّ مِنَ الأَنْصَارِ لِيُصَلَّى عَلَيْهِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ طُوبَى لَهُ ، عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ ، لَمْ يَعْمَلْ سُوءًا قَطُّ ، وَلَمْ يَدْرِ بِهِ ، فَقَالَ : يَا عَائِشَةُ أَوَلاَ تَدْرِينَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ الْجَنَّةَ ، وَخَلَقَ لَهَا أَهْلاً خَلَقَهَا لَهُمْ وَهُمْ فِي أَصْلاَبِ آبَائِهِمْ ، وَخَلَقَ النَّارَ ، وَخَلَقَ لَهَا أَهْلاً ، خَلَقَهَا لَهُمْ وَهُمْ فِي أَصْلاَبِ آبَائِهِمْ.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي رد: تضعييف حديث: ( عصفور من عصافير الجنة ...).

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محب الألباني مشاهدة المشاركة
    ما رأيك في هذه المتابعة ؛ التي أخرجها أبوداود الطيالسي في ( المسند ) ( 1679 ) :
    حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِصَبِيٍّ مِنَ الأَنْصَارِ لِيُصَلَّى عَلَيْهِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ طُوبَى لَهُ ، عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ ، لَمْ يَعْمَلْ سُوءًا قَطُّ ، وَلَمْ يَدْرِ بِهِ ، فَقَالَ : يَا عَائِشَةُ أَوَلاَ تَدْرِينَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ الْجَنَّةَ ، وَخَلَقَ لَهَا أَهْلاً خَلَقَهَا لَهُمْ وَهُمْ فِي أَصْلاَبِ آبَائِهِمْ ، وَخَلَقَ النَّارَ ، وَخَلَقَ لَهَا أَهْلاً ، خَلَقَهَا لَهُمْ وَهُمْ فِي أَصْلاَبِ آبَائِهِمْ.
    قيس بن الربيع ( فيهِ ضعف ) .
    ضعفهُ غير واحد من أهل الجرح أخي الحبيب محب الإمام الجليل الألباني .

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    32

    افتراضي رد: تضعييف حديث: ( عصفور من عصافير الجنة ...).

    جزاك الله خيرا أبازرعة ؛ أعلم ذلك ؛ ولكن قصدي : ألا يحسن الحديث به ؟؟

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي رد: تضعييف حديث: ( عصفور من عصافير الجنة ...).

    وما أنا هنا إلا لأتعلم منكم أخي الحبيب محب الألباني (( رحمه الله )) , سؤالات الأجري : " 406- قال أبو داود: سمعت يحيى بن معين يقول : قيس بن الربيع ليس بشئ ", هو ليس فيهِ ضعف فقط أخي الحبيب بل ضعف شديد , ضعفهُ غير واحد , وقيس بن الربيع لا يصلح ليكونَ متابعةَ لرواية عصفور من عصافير الجنة أخي الحبيب محب الألباني لضعفٍ شديد فيه . والله أعلم .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •