تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: استحباب إفراد السبت بالصيام

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    10

    افتراضي استحباب إفراد السبت بالصيام


    هدا بحث قيم في مسألة صوم السبت منفردا بعدما كثر الجدل في الأمر و فيه فوائد حديثية و فقهية مهمة

    لعل الله قد أكرمنا في هدا الزمن – زمن السرعة و التكنلوجيا – بغزارة مصادر العلم من تفسير و حديث و سيرة و تاريخ و خلاف و غيره . فأصبح في متناول الأيدي بأبسط الطرق بعدما كان الرجال يقطعون المسافات في طلب و لو حبة رمل من صحراء العلم أو قطرة من بحوره متكبدين مشاق السفر و وحشة الطريق و البعد عن المال و الأهل والعيال . لكن أجرهم عند الله عظيم .

    ولست أدري إن كانت نعمة أم نقمة أن يتناول طالب العلم مصادر العلم بهده الكيفية دون شيخ يهذبه و يربيه حتى يصلح وعاء للعلم كما هو الحال عند أهل العلم و السلف الصالح. ولست أدري أهي نعمة أم نقمة أن يتناول طالب العلم مصادر العلم التي أفنى الرجال أعمارهم في سبيل معشار ما في يده مما وصله بدرهمين أو ثلاث ويحوي أكثر من ألف أو ألفين أو أ كثر بكثير في قرص مدمج يفتحه بضغطة زر ليدخل عالم العلم و المعرفة فينثره نثر الدقل فيقبل ما يشاء و يرفض ما يشاء و يصحح و يرجح و يضعف ويجرح . و الطامة الكبرى أن يعترض على جبال في العلم خصهم الله تعالى لحمل شرعة المصطفى صلى الله عليه و سلم حتى تصلنا صافية نقية . و طويلب العلم هدا يعترض عليه بقوله : < وهذا مرفوض منه > .

    ولكي لا أطيل في هده المقدمة فقد كنت أبحث في الشبكة الإلكترونية عن بعض المسائل الفقهية و بالخصوص صوم السبت منفردا في غير الفرض فما وجدته في المنتديات من كلام و اعتراض عن من سبقونا بإيمان و إحسان و علم و ورع لا ينبئ بخير . تجد صاحب الموضوع يتلبس العالم الفقيه المجتهد في شخصه هو و يصدر الأحكام و يتناول الموضوع على أنه من صميم علمه وما هو إلا نقال أخبار

    ليس له من العلم إلا الحروف .

    ثم ذكر هدا < العالم > قول الإمام مالك حين ما جاءه خبر النهي عن صوم السبت منفردا قال : < هذا كذب > فقال طويلب العلم صاحب الموضوع : < وهذا مرفوض منه > . أنا أعلم أن من العلماء من قال بهذا وهم أقران للإمام مالك في العلم و الحديث . أما أن تتبنى أقوالهم و تصدرها أحكاما على أنها من فهمك و استنباطك فهناك العطب . وهذا أبسط قلة أدب في حق العلماء وجدتها في المنتديات على الشبكة الإلكترونية ولدينا مزيد و لا حاجة لنا بذكره . وهذا من نتائج تناول العلم دون شيخ .

    وإطلاق جبل في العلم و الحديث مثل الإمام مالك هدا القول على ما جيئ به في النهي ليس عبثا منه أو قلة دراية و اللبيب من يتفطن لذلك .

    وقد بحث في الموضوع < أي ما قيل في صوم السبت منفردا > بحثا ميدانيا و استقراءا شاملا لعل الله يفيدني به و من تسنا له مطالعته وفيه فصول :

    1- رواية أحاديث الجواز و بيان صحتها

    2- رواية أحاديث النهي و بيان ضعفها

    3- تعارض الأحاديث و الجمع بينها

    4- الجمع أو الترجيح

    5- بيان النسخ من الأحاديث

    6- علة من قال بالمنع

    7- مخالفة أهل الكتاب

    8- خلاصة





  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    10

    افتراضي رد: استحباب إفراد السبت بالصيام

    تخريج حديث أم سلمة -رضيَ اللهُ عنهُا- وبيان ثبوته

    لفظ الحديث

    عن كريب مولى بن عباس -رحمهُ اللهُ-: أنَّ ابن عباس -رضيَ اللهُ عنهُما- وناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثوني إلى أم سلمة أسألها عن الأيام التي كان رسول الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- أكثر لها صياماً؟
    قالت: "يوم السبت والأحد"، فرجعت إليهم فأخبرتهم؛ وكأنهم أنكروا ذلك، فقاموا بأجمعهم إليها، فقالوا: إنا بعثنا إليك هذا في كذا وكذا وذكر أنك قلت كذا وكذا.
    فقالت: صدق، إنَّ رسول الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- أكثر ما كان يصوم من الأيام يوم السبت والأحد ، كان يقول: ((إنهما يوما عيد للمشركين، وأنا أريد أن أخالفهم)).

    وله ألفاظ أخرى تأتي -إنْ شاءَ اللهُ تعالَى- .

    تخريجه:

    رواه الإمام أحمد في مسنده(6/324)، والنسائي في السنن الكبرى(2/146رقم2775-2776)، والطبراني في المعجم الكبير(23/، 283، 402)، وفي الأوسط(4/156)، وابن خزيمة في صحيحه(3/318)، وابن حبان في صحيحه(3646)، وابن شاهين في الناسخ والمنسوخ(ص/332رقم399)، والحاكم(1/436)، والبيهقي في السنن الكبرى(4/303)، وفي فضائل الأوقات(ص/534)
    وغيرهم من طريق عبد الله بن المبارك عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن كريب مولى بن ابن عباس به ..
    ورواه عن عبد الله بن المبارك:
    1- سلمة بن سليمان عند ابن خزيمة وابن حبان.
    ولفظه: عن كريب: أن بن عباس وناسا من أصحاب رسول الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- بعثوني إلى أم سلمة أسألها عن أي الأيام كان رسول الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- أكثر لها صياما فقالت يوم السبت والأحد فرجعت إليهم فأخبرتهم فكأنهم أنكروا ذلك فقاموا بأجمعهم إليها فقالوا إنا بعثنا إليك هذا في كذا وكذا فذكر أنك قلت كذا وكذا فقالت: صدق. إن رسول الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- أكثر ما كان يصوم من الأيام يوم السبت والأحد وكان يقول: ((إنهما يوما عيد للمشركين وأنا أريد أن أخالفهم)).
    2- عبد الله بن عثمان عبدان عند الحاكم والبيهقي
    ولفظه: مثل لفظ سلمة بن سليمان.
    3 -حبان بن موسى عن النسائي.
    ولفظه: مثل لفظ سلمة تقريباً.
    4- بقية بن الوليد عند النسائي، والطبراني في الأوسط.
    واختلف على بقية في لفظه :
    فرواه النسائي عن كثير بن عبيد الحمصي عن بقية ولفظه: عن كريب: أن ابن عباس بعث إلى أم سلمة وإلى عائشة يسألهما ما كان رسول الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- يحب أن يصوم من الأيام؟ فقالتا: ما مات رسول الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- حتى كان أكثر صومه يوم السبت والأحد ويقول: ((هما عيدان لأهل الكتاب فنحن نحب أن نخالفهم)).
    ورواه الطبراني عن علي بن سعيد الرازي عن محمد بن عمرو بن حنان عن بقية ولفظه: : عن كريب مولى بن عباس عن ام سلمة قالت كان رسول الله  يصوم يوم السبت ويوم الأحد أكثر ما يصوم من الأيام، ويقول: ((إنهما يوما عيد للمشركين فأحب أن أخالفهم)) قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن أم سلمة إلا بهذا الإسناد تفرد به بقية.
    ورواه ابن شاهين في الناسخ والمنسوخ(ص/332رقم399) حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث قال: حدثنا أبو تقي هشام بن عبد الملك البري قال حدثنا بقية قال: حدثنا ابن المبارك عن عبد الله بن محمد بن عمر عن أبيه عن كريب : أن ابن عباس بعث إلي أم سلمة وإلي عائشه رضي الله عنهما يسألهما ما كان رسول الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- يحب أن يصوم من الأيام؟ قالتا: ما مات رسول الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- حتى كان أكثر ما يصوم يوم السبت والأحد ويقول: ((هما عيد اليهود والنصارى)) .
    5-عتاب بن زياد عند أحمد.
    ولفظه: عن كريب انه سمع أم سلمة تقول كان رسول الله  يصوم يوم السبت ويوم الأحد أكثر مما يصوم من الأيام ويقول: ((إنهما عيدا المشركين فأنا أحب أن أخالفهم)).
    6- معاذ بن أسد عند الطبراني في الكبير.
    ولفظه : عن كريب قال أرسلني بن عباس وأناس إلى أم سلمة أسألها أي الأيام كان رسول الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- أكثر صياما قالت: يوم السبت والأحد أكثر ما يصوم من الأيام، ويقول: ((إنهما يوما عيد للمشركين فإني أحب أن أخالفهم)).
    7- نعيم بن حماد عند الطبراني في الكبير.
    ولفظه: عن كريب قال: أرسلني ناس إلى أم سلمة أسألها أي الأيام كان رسول الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- أكثرها صوماً؟ فقالت: "السبت والأحد" ، ويقول: ((هما يوما عيد المشركين فأحب أن أخالفهم)).
    فكلها ألفاظ متقاربة ، إلا أن بقية بن الوليد شذ، فرواه بلفظ : ما مات رسول الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- حتى كان أكثر صومه يوم السبت والأحد..
    وذكر عائشة -رضيَ اللهُ عنهُا- ، وذكرها في هذا الحديث غير محفوظ ، وإنما لها حديث آخر من طريق خيثمة عنها ، وخيثمة لم يسمع منها ، واختلف في رفع ووقفه على عائشة -رضيَ اللهُ عنهُا- .
    وقد كان الشيخ الألباني -رحمهُ اللهُ- يصحح حديث عائشة ، ثم تراجع عن تصحيحه، وبين أنه ضعيف وليس كما قال -رحمهُ اللهُ- فقد ذكر الإمام الذهبي خيثمة في سير أعلام النبلاء وبين أنه حدث عن جمع من الصحابة منهم أمنا عائشة ولم يلق ابن مسعود فقط و قال الطبري تابعي ثقة روى عنه الجماعة

    رواة الحديث


    عبد الله بن المبارك :

    إمام من أئمة المسلمين، ثقة ، ثبت، فقيه، عالم، جواد، مجاهد، جمعت فيه خصال الخير، روى له الجماعة، وحديثه في جميع دواوين الإسلام.

    عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب -رضيَ اللهُ عنه- :

    وثقة الدارقطني وابن خلفون.

    وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطئ ويخالف!

    وقال علي بن المديني: هو وسط

    وقال الذهبي والصفدي: وقال بعض الحفاظ: صالح الحديث.

    وقد روى عنه الأئمة الكبار، وذكره البخاري في التاريخ الكبير، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلاً.

    ولم يذكره أحد من المتقدمين ممن ألف في الضعفاء.

    بل قال الذهبي في الكاشف: ثقة.

    فقول الحافظ عنه في التقريب :< مقبول >، غير مقبول لتوثيق الأئمة له.

    فأقل ما يقال فيه : صدوق ، فهو حسن الحديث.

    انظر: سؤالات البرقاني(ص/22) ، وترجمة الراوي في تهذيب الكمال ، وإكمال تهذيب الكمال لمغلطاي، والوافي بالوفيات للصفدي، وتاريخ الإسلام، والميزان كلاهما للذهبي..


    أبوه: محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب -رضيَ اللهُ عنهُ- :

    وثقه الدارقطني كما في سؤالات البرقاني(ص/22)، وروى عنه جماعة من الثقات منهم: يحيى بن سعيد الأنصاري، وسفيان الثوري، محمد بن موسى الفطري، ويحيى بن أيوب المصري، وابن جريج، وابن إسحاق، وثلاثة من أبنائه، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الترمذي في حديث له(رقم171) : "غريب حسن".

    وقال الذهبي في الميزان: أحد الأشراف بالمدينة.. وكان يشبه بجده الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ما علمت به بأساً، ولا رأيت لهم فيه كلاماً، وقد روى له أصحاب السنن الأربعة فمما استنكر له حديث ابن جريج عنه عن عباس بن عبيد الله بن عباس عن عمه الفضل قال زار النبي  عباسا في بادية لنا ولنا كليبة وحماره الحديث أخرجه النسائي وأورده عبدالحق في أحكامه الوسطى وقال إسناده ضعيف وقال ابن القطان هو كما ذكر ضعيف فلا يعرف حال محمد بن عمر".

    وفي كلام الذهبي -رحمهُ اللهُ- : " فمما استنكر له حديث.." نظر ، فإن ابن القطان أعله في بيان الوهم والإيهام رقم(1100) بعلتين هما: عباس بن عبيد الله بن العباس وهو لا تعرف حاله ، وأعله بمحمد بن عمر..

    ولكن علة الحديث هي الانقطاع بين عباس بن عبيد الله والفضل بن العباس فإن روايته عنه منقطعة كما بين ذلك ابن حزم في المحلى.

    والعباس فيه جهالة ، فلا يحمل محمد بن عمر -وهو ثقة- تبعة الحديث.

    والله أعلم

    وقال في الكاشف: ثقة، وقال الحافظ في التقريب: صدوق.

    فالصحيح أن محمد بن عمر ثقة .

    كريب مولى بن عباس -رضيَ اللهُ عنهُما-:

    ثقة ، من رجال الجماعة.


    فيظهر مما سبق أن السند حسن على أقل أحواله، وقد صححه جماعة من الأئمة كما سيأتي ذكره.

    فإعلال العلامة الألباني -رحمهُ اللهُ- لهذا الحديث بجهالة عبد الله بن محمد وأبيه خطأ يتبين بما سبق نقله عن الأئمة في ترجمتهما.

    وقد كان الشيخ الألباني -رحمهُ اللهُ- متردداً في تضعيف هذا الحديث.

    فحسنه قديماً في صحيح الجامع، وفي تعليقه على صحيح ابن خزيمة ..

    ثم ضعفه في الضعيفة(رقم1099) ، ثم كتب في الإرواء : "وضعف هذا الإسناد عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى، وهو الراجح عندي، لأن فيه من لا يعرف حاله كما بينته في الأحاديث الضعيفة بعد الألف"

    ثم كتب في الحاشية : وقد حسنته في تعليقي على صحيح ابن خزيمة(2168) بل من صححه له وجه قوي جداً ..

    فممن صححه من الأئمة:

    الحاكم ، ووافقه الذهبي، وصححه ابن حبان، وابن خزيمة .

    وقال ابن مفلح في الفروع(3/92) : " وصححه جماعة وإسناده جيد".

    وصححه ابن حجر الهيتمي في الفتاوى .

    وحسنه ابن القطان الفاسي في بيان الوهم والإيهام(4/269) ،


    والشيخ الألباني في قولٍ له تراجع عنه.وقد استقر عمل الشيخ الألباني على تضعيفه ، وقال ابن القيم -رحمهُ اللهُ- : "وفي صحة هذا الحديث نظر؛ فإنه من رواية محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب: وقد استنكر بعض حديثه".

    ولا عبرة بدالك لا وجه لإلصاق النكارة بمحمد بن عمر .

    وأعجب منه ما نقله المناوي في فيض القدير، والحسيني في كتابه البيان والتعريف(2/154) عن الذهبي أنه قال عن حديث أم سلمة -رضيَ اللهُ عنهُا- : "منكر ورواته ثقات" .

    فلا وجه لنكارة الحديث . والله أعلم

    هذا ما يتعلق بحديث أم سلمة -رضيَ اللهُ عنهُ- من حيث الصناعة الحديثية ..



    و خلاصته أن الحديث صحيح جيد الإسناد





  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    10

    افتراضي رد: استحباب إفراد السبت بالصيام

    تخريج حديث عبد الله بن بسر و بيان ضعفه

    لفظ الحديث

    عن عبد الله بن بسر عن أخته أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لا تصوموا يوم السبت الا فيما افترض عليكم فان لم يجد أحدكم الا عود عنب أو لحى شجرة فليمضغها
    هذه أصح رواية للحديث و هناك روايات أخرى اختلفت عنها في بعض الألفاظ و كذلك في السند من جهة المخرج كما سنوضح
    *** عن عبد الله بن بسر عن أخته ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لا تصوموا يوم السبت الا فيما افترض عليكم فان لم يجد أحدكم الا عود عنب أو لحى شجرة فليمضغها
    *** عبد الله بن بشر عن أبيه عن عمته الصماء أخت بشر قالت : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن صيام يوم السبت ويقول إن لم يجد أحدكم إلا عودا أخضر فليفطر عليه
    *** عن عبد الله بن بشر عن خالته الصماء قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ولو لم يفطر أحدكم إلا على لحاء شجرة
    رواه فضيل بن فضالة عن عبد الله فقال : عن خالته . ورواه أبو داود السجستاني عن يزيد بن قيس من أهل جبلة عن الوليد عن ثور فقال : عن أخته الصماء

    *** أن عبد الله بن بسر حدث أنه سمع أباه يقول : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن صيام يوم السبت نحوه
    *** عن عبد الله بن بسر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم ولو لم يجد أحدكم إلا لحاء شجرة فليفطر

    رواة الحديث

    بهية بنت بسر
    بهية ويقال بهيمة بنت بسر أخت عبد الله بن بسر المازني تعرف بالصماء
    قال أبو زرعة : قال لي دحيم : أهل بيت أربعة صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم بسر وابناه عبد الله وعطية وابنة أختهما الصماء
    قال الدارقطني إن الصماء بنت بسر اسمها بهيمة بزيادة ميم روت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن صيام يوم السبت إلا فريضة . روى عنها أخوها عبد الله بن بسر
    أخرجه أبو عمر

    عبد الله بن بسر المازني
    عبد الله بن بسر المازني من مازن بن منصور بن عكرمة يكنى أبا بسر وقيل : أبا صفوان
    صلى القبلتين . وضع النبي صلى الله عليه و سلم يده على رأسه ودعا له . صحب النبي صلى الله عليه و سلم هو وأبوه وأمه وأخوه عطية وأخته الصماء . روى عنه الشاميون منهم : خالد بن معدان ويزيد بن خمير وسليم بن عامر وراشد بن سعد وغيرهم
    أخبرنا إسماعيل بن علي بن عبيد الله وغيره قالوا بإسنادهم عن محمد بن عيسى بن سورة قال : حدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن يزيد بن خمير عن عبد الله بن بسر قال : نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم على أبي فقربنا إليه طعاما فأكل منه ثم أتي بتمر فكان يأكله ويلقي النوى بإصبعيه جمع السبابة والوسطى - قال شعبة : وهو ظني فيه - إن شاء الله تعالى - إلقاء النوى بين إصبعيه
    توفي سنة ثمان وثمانين وهو ابن أربع وتسعين سنة . وقيل : مات بحمص سنة ست وتسعين أيام سليمان بن عبد الملك وعمر مائة سنة وهو آخر من مات بالشام من الصحابة
    أخرجه الثلاثة إلا أن ابن منده قال : عبد الله بن بسر السلمي المازني وهذا لا يستقيم فإن سليما أخو مازن وليس لعبد الله حلف في سليم حتى ينسب إليهم بالحلف
    وبسر : بالباء الموحدة المضمومة والسين المهملة . وحريز : بفتح الحاء المهملة وكسر الراء وآخره زاي . وخمير : بضم الخاء المعجمة وفتح الميم وآخره راء

    هذا أصح حديث في الباب وقد تركت الكلام عن تضعيف الحديث لأن الأمر متعلق بمن له صحبة مع النبي صلى الله عليه و سلم أدبا و وتوقيرا و نحيل ذلك على أصحاب هدا الفن .

    خالد بن معدان
    ابن أبي كرب ، الإمام ، شيخ أهل الشام، أبو عبد الله الكلاعي ، الحمصي . حدث عن خلق من الصحابة -وأكثر ذلك مرسل- روى عن ثوبان ، وأبي أمامة الباهلي ، ومعاوية ، وأبي هريرة ، والمقدام بن معدي كرب ، وابن عمر ، وعتبة بن عبد ، وعبد الله بن عمرو ، وعبد الله بن بسر المازني ، وذي مخبر ابن أخي النجاشي ، وجبير بن نفير ، وحجر بن حجر ، وربيعة بن الغاز ، وخيار بن سلمة ، وعبد الله بن أبي هلال ، وعمرو بن الأسود -وهو عمير- وكثير بن مرة ، ومالك بن يخامر ، وأبي بحرية ، وأبي رُهْم السماعي ، وطائفة .

    وأرسل عن معاذ بن جبل ، وأبي الدرداء ، وعائشة ، وعبادة بن الصامت ، وأبي عبيدة بن الجراح ، وغيرهم .

    روى عنه محمد بن إبراهيم التيمي ، وحسان بن عطية ، وعامر بن جشيب ، وفضيل بن فضالة ، وثور بن يزيد والأحوص بن حكيم وبحير بن سعد ، وصفوان بن عمرو ، ومحمد بن عبد الله الشعيثي ، ويزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك وإبراهيم بن أبي عبلة ، وعبدة بنت خالد ابنته ، وقوم آخرهم وفاة حريز بن عثمان الرحبي .

    وهو معدود في أئمة الفقه ، وثَّقَه ابن سعد والعجلي ، ويعقوب بن شيبة ، وابن خراش ، والنسائي .

    ثور بن يزيد الكلاعي
    أبو خالد ثور بن يزيد الكلاعي الحافظ محدث حمص روى عن خالد ابن معدان وطبقته قال يحيى القطان ما رأيت شابا أوثق منه وكفى به الشهادة وقال أحمد كان يرى القدر ولذلك نفاه أهل حمص وخرج له البخاري والأربعة قال في المغني ثقة من مشاهير القدرية


    مصححوا الحديث

    1. الترمذي ( ت 279 ) قال: حسن.
    2. ابن خزيمة ( ت 311 ) أورده في صحيحه.
    3. ابن حبان ( ت 354 ) أورده في صحيحه.
    4. الحاكم ( ت 405 ) قال في المستدرك: صحيح على شرط البخاري.
    5. ابن السكن ( ت 353 ) ذكره الشيخ الألباني في المصححين.
    6. الضياء المقدسي ( ت 643 ) في المختارة.
    7. ابن قدامة ( ت 620 ) قال في الكافي: وهذا حديث حسن صحيح.
    8. النووي ( ت 676 ) قال في المجموع : يكره إفراد السبت بالصيام إذا لم يوافق عادة له لحديث الصماء.
    9. ابن عبد الهادي ( ت 744 ) راجع بحث الشيخ زياد.
    10. الذهبي ( ت 748 ) أقر الحاكم على قوله: صحيح على شرط البخاري.
    11. العراقي ( ت 806 ) قال: حديث صحيح.
    12. ابن الملقن ( ت 804 ) قال: والحق أنه حديث صحيح غير منسوخ.
    13.
    ومن المعاصرين العلامة الألباني قال: صحيح،

    مضعفوا الحديث
    1. ابن شهاب الزهري ( ت 124) قال: حديث حمصي ولم يعده حديثاً كما قال الطحاوي.
    2. الأوزاعي (ت 157) قال: ما زلت له كاتماً حتى رأيته انتشر.
    3. مالك بن أنس (ت 179) قال: هذا كذب.
    4. يحيى بن سعيد القطان ( ت 194 ) أبى أن يحدث الإمامَ أحمد به وكان ينفيه.
    5. أحمد بن حنبل (ت 241) وقد نقل عنه ذلك الأثرم كما في الاقتضاء لابن تيمية.
    6. أبو بكر بن الأثرم ( ت 261 ) قال: شاذ أو منسوخ كما في الاقتضاء.
    7. أبو داود ( ت 275) قال: منسوخ، نسخه حديث جويرية .
    8. النسائي ( ت 303 ) قال: مضطرب.
    9. الطحاوي ( ت 321 ) قال: شاذ.
    10. ابن العربي ( ت 543 ) قال: لم يصح فيه الحديث.
    11. ابن تيمية ( ت 728) قال في الاقتضاء: شاذ أو منسوخ.
    12. ابن القيم ( ت 751 ) قال في تهذيب السنن: شاذ أو منسوخ.
    13. ابن مفلح ( ت 762 ) ويفهم من كلامه في الفروع ميله لاختيار ابن تيمية و أنه شاذ أو منسوخ.
    14. ابن حجر ( ت 852 ) قال: مضطرب.

    15. ومن المعاصرين العلامة ابن باز فقال: منسوخ أوشاذ،

    وخلاصته حديث صحيح من طريق واحد و مضطرب من طرق أخرى و لا يصلح الإستشهاد به لعلة الإضطراب و الشذوذ و النسخ والتعارض




  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    10

    افتراضي رد: استحباب إفراد السبت بالصيام

    بيان الإضطراب في الحديث

    تعريف الحديث المضطرب : حديث يروى على أوجه مختلفة متساوية سواء كان من راو واحد مرتين أو أكثر أو من راو ثان أو من رواة و لا مرجح . فإن رجحت إحدى الروايتين أو الروايات بحفظ راويها أو غير ذلك من وجوه الترجيحات فالحكم للراجحة . ولا يكون الحديث مضطربا و المرجوحة شاذة أو منكرة . ويقع الإضطراب في السند تارة و في المتن أخرى وقد يقع فيهما معا .

    وممن أعله بالإضطراب النسائي و ابن حجر و أبو داود و دلك للإختلاف الواضح في أسانيد الروايات فتارة يكون عبد الله بن بسر هو من سمع الحديث مباشرة من النبي صلى الله عليه و سلم و تارة عبد الله بن بسر عن أخته الصماء عن النبي صلى الله عليه و سلم و أخرى عبد الله بن بسر حدث أنه سمع أباه و أخرى عبد الله بن بسر عن أبيه عن عمته الصماء أخت و هدا غلط فالصماء أخت بسر وليست عمته و وجدت في بعض الأحيان من سما بسر ببشر و هو خطأ أيضا . وكل من ناقش الحديث إستشهد برأي الحافظ بن جحر العسقلاني ونسرد قوله هنا

    قال: < قد أعل حديث الصماء بالمعارضة المذكورة وأعل أيضا باضطراب فقيل هكذا وقيل عن عبد الله بن بسر وليس فيه عن أخته الصماء وهذه رواية ابن حبان وليست بعلة قادحة فإنه أيضا صحابي وقيل عنه عن أبيه بسر وقيل: عنه عن الصماء عن عائشة قال النسائي: هذا حديث مضطرب قلت ويحتمل أن يكون عند عبد الله عن أبيه وعن أخته وعند أخته بواسطة وهذه طريقة من صححه ورجح عبد الحق الرواية الأولى وتبع في ذلك الدارقطني لكن هذا التلون في الحديث الواحد بالإسناد الواحد مع اتحاد المخرج يوهن راويه وينبئ بقلة ضبطه إلا أن يكون من الحفاظ المكثرين المعروفين بجمع طرق الحديث فلا يكون ذلك دالا على قلة ضبطه وليس الأمر هنا كذا بل اختلف فيه أيضا على الراوي عن عبد الله بن بسر أيضا > التلخيص الحبير ج 2 ص 468-469 برقم 938

    ومن هدا يتبين ضعف الحديث و أنه لا يصلح الإحتجاج به


    تعارض الأحاديث و الجمع بينها

    جاء في عبارة بعض العلماء تعليقا على الحديث : < والحديث إن صح > أو < إن يصح > . أي أنه تعامل مع الدليل بفرضية صحته و منه يظهر التحرز من إعمال هذا الدليل . ومع ذلك أعملوا به بناء على قاعدة إعمال الدليل أولى من إهماله فكان عليهم الجمع أو الترجيح بين الدليلين المتعارضين .


    الجمع أو الترجيح

    وتماشيا مع من أعمل دليل النهي – حديث عبد الله بن بسر – فلا بد من الجمع بين الدليلين أو الترجيح ما أمكن فإن قاعدة المحدثين هي أن الجمع متأخر عن الترجيح أي أن الترجيح أولى و لا يمكن الجمع بين راجح و مرجوح و ذلك لوجوه :

    *-1 الحكم المعلل يترجح على غير المعلل

    و بالمقارنة بين الحديثين تجد الأول فيه تحبيب و ترغيب لصوم السبت و بيان علته و هي مخالفة أهل الكتاب . و الثاني فيه النهي و هو غير معلل

    في هذه الحال قاعدة المحدثين هي الحكم المعلل يترجح على غير المعلل .

    *-2 الترجيح من الخارج

    إذا تعدر الترجيح بين المتعارضين ينضر الترجيح من أمر خارج فيعضض أحدهما فيكون راجحا و الآخر مرجوحا :

    وهو إعراض الصدر الأول عن حديث النهي . ولقد أنكر الزهري حديث الصماء في كراهة صوم يوم السبت, ولم يعده من حديث أهل العلم بعد معرفته به . سئل الزهري عن صوم يوم السبت فقال: لا بأس به، فقيل له: فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في كراهته, فقال: ذاك حديث حمصي, فلم يعده الزهري حديثا يقال به, و عزاه إلى الطحاوي وضعفه .

    و الأوزاعي قال: ما زلت له كاتماً حتى رأيته انتشر . والإمام مالك قال : هذا كذب . ولعله يقصد ما استقر عليه الناس من اتباع السنة أو ما وجد أهل المدينة عليه و يوضح ذلك ما نقل عنه أنه قال : لم أجده في السنن . و أبى أن يحدث الإمامَ أحمد به وكان ينفيه.

    ألا ترى أن من يكتم علما يلجم بلجام من نار يوم القيامة و هدا لا يخفى على ورع تقي مثل الأوزاعي الذي كان كاتما للحديث . و لولا انتشاره ما كان أخرجه كما يفهم من قوله .

    ومما يتبين فقد كان جملة من العلماء معرضين على حديث بن بسر و هدا يقوي معارضه بلا شك .


    بيان النسخ في الحديث

    قد تحرز جملة من العلماء من القول بوجود النسخ في الحديثين و أعلوه بعدم وجود بيان النسخ و هو التاريخ . وقد عرف أهل صناعة الحديث الناسخ و المنسوخ أنهما حديثان مقبولان متعارضان في المعنى . بحيث لا يمكن الجمع بين مدلوليهما . ولكن ثبت المتأخر منهما إما بالتاريخ المعلوم من خارج أو المعلوم لا من خارج .

    وفي هدا الوضع ليس هناك سبيل لمعرفة التاريخ من خارج الأحاديث . كأن يصرح بذلك أحد الرواة أو المحدثين و لكن عندنا أمر جلي يظهر من الداخل و هو مثن حديث أم سلمة فقد بين نسخ النهي و كذلك بين الفترة الزمنية . فإنكار الصحابة لقول أم سلمة يدل على أنهم علمهم و عملهم كان على النهي ثم جاء بعده علم آخر لم يكن في خبرهم بما استقر عليه فعل رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو ما أفادتهم به أمنا أم سلمة . ولا شك يستقر عملهم على ما استجد في علمهم .

    هذا من جهة و من جهة أخرى رواية النسائي عن كثير بن عبيد الحمصي

    عن بقية ولفظه: عن كريب: أن ابن عباس بعث إلى أم سلمة وإلى عائشة يسألهما ما كان رسول الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- يحب أن يصوم من الأيام؟ فقالتا: ما مات رسول الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- حتى كان أكثر صومه يوم السبت والأحد ويقول: ((هما عيدان لأهل الكتاب فنحن نحب أن نخالفهم)). يفيد أن حديث أمنا أم سلمة أحدث من حديث بن بسر الذي كان في حياته صلى الله عليه و سلم و الأول بعد و فاته صلى الله عليه و سلم .

    وممن من العلماء الذين قالوا بالنسخ : أبو بكر الأثرم – و أبو داود – وابن تيمية - وابن القيم – وابن مفلح – و ابن باز


    علة من قال بالمنع

    وقد حاول بعض العلماء جاهدا الجمع بين النصين تحت قاعدة الإعمال لا الإهمال فاستخلص أن النهي للإفراد أما إدا أضيف يوم آخر فلا بأس و دليله هو ما جاء في قول أم سلمة : < أكثر ما كان يصوم من الأيام يوم السبت والأحد > و يجاب عنه ب : < ما رواه أهل السنن عن أم سلمة رضي الله عنها أنها سئلت: ما هي أكثر الأيام التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصومها؟ قالت: يوم السبت ويوم الأحد > . وهدا يبين أن كل يوم على حدة

    مخالفة أهل الكتاب


    وليس هناك علة للمانعين غير التعظيم ليوم السبت بالإفراد بالصوم و كما لا يخفى أن اليهود كانوا يعظمون عيدهم بالأكل و الشرب و التخلي عن الأعمال المعاشية . إذن المخالفة تكون بعكس ذلك و هو صومه بل إفراده بالصوم عنوة مخالفة لهم و تأسيا بسنة المصطفى صلوات الله و سلامه عليه .


    وخلاصة ما أوردناه أنه اجتهاد و نضر و الأمر فيه اختلاف بين العلماء غير أن أدلة المجوزين أظهر في نظرنا و نقصد بالجواز الإفراد بالصوم لا صومه مع الإقران . فإذا اطمأن إليه قلبك فخد به و إن خلص اجتهادك إلى غيره فاعمل به و لا تلزم أحدا به فالأمر فيه اختلاف





  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    72

    افتراضي رد: استحباب إفراد السبت بالصيام

    جزاك الله خير

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    10

    افتراضي رد: استحباب إفراد السبت بالصيام

    وأنتم أهل الجزاء أخي الكريم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •