أريد تأصيلا نحويا واضحًا لهذا الأمر ، لماذا يأتي بعد أيها أو أيتها نعت مرفوع ؟
أريد تأصيلا نحويا واضحًا لهذا الأمر ، لماذا يأتي بعد أيها أو أيتها نعت مرفوع ؟
عندما كنت أعلّم طلابي .. كنت أقول لهم إن المنادى هو أيها و أيتها ..
فيقولون ببرائة الفهم وتلقائيته .. ولكن المنادى يا أستاذ هو الاسم الذي بعدها ... فأجيبهم
أنه منادى في المعنى , ولكنه ليس المنادى إعرابياً .. لأن أي وأيّة أخذت مكانه !!
ولم أكن مقتنعاً بما أقوله لهم ولكنني متقيّد بكلام النحاة .. !
وسؤالك هنا يعيدني لنفس التساؤلات والشكوك .. فأقول :
إن الإعراب هو تفسير للمعنى .. وأعتقد أنه ماجاء إلا لأجل المعنى فيفرَّق بين الفاعل والمفعول بحركات إعرابية
وهكذا ..
فالمنطقي هو اعتبار مابعد أي وأية هو المنادى .. واعتبار أي وأية أداتين للتوصّل للنداء كماهو مقرر لوظيفتها
ولامحلّ لها من الإعراب ... ولا أدري مالذي دعى النحاة لاعتبارها هي المنادى .. مادام العرب هم أهل اللغة وهم يعتبرون المنادى مابعدها .. وهل هناك حجة منطقية أو علميّة لديهم في اعتبارها هي المنادى ..!
وقرأت فصل " أيّ " في كتاب ابن هشام رحمه الله " المغني " فلم أجده إلا قال عنها " وَصلة إلى النداء "
إنني أنتظر معك رداً شافياً من أهل الاختصاص والنظر
.
أين الرد الشافي الذي أبحث عنه لهذا الأمر؟ وشكرًا لأستاذي عبيد علي الاهتمام .
أين أنتم يا أهل اللغة هل المسألة معضلة لهذه الدرجة ؟
أَيّ النِّدائِيَّة: تكونُ "أيّ" وَصْلَةً إلى نِدَاءِ مَا فِيه "ألْ" يقالُ "يَا أَيُّها الرَّجُلُ" و "يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا". ويجُوزُ أنْ تُؤَنَّثَ مع المؤنَّث فتقول: "أَيَّتُها المَرْأَة".
وإنَّما كَانَتْ "أيّ" وَصْلَةً لأنَّه لا يُقَال "يا الرجل" أو" يا الذي" أو "يا المَرْأة" و "أيّ هذه: اسْمٌ مَبْنيٌ على الضَّمِّ لأنَّه مُنَادىً مُفْرد، و "ها" لازمةٌ لأيّ للتَّنْبِيه، وهِيَ عِوَضٌ مَنَ الإضَافَةِ في "أي" و "الرَّجُلُ" صِفةٌ لاَزَمةٌ لـ "أَيّ"، ولا بُدَّ مِنْ أَنْ تكونَ هذه الصِّفَةُ فيها "أل".
-------
منقول
الإعراب ليس عشوائياً أو كيفما اتفق بل على حكمة المعنى ..
ولا يوجد إعراب في النحو إلا وله تفسير بالمعنى .. وهنا نريد الحكمة أو المعنى في إعرابهم لأي وأية منادى بدلاً مما بعدها
وإعطاء مابعدها - وإن كان جامداً ليس مؤولاً بمشتق - إعراب النعت أو البدل ؟!
.
فائدة من ( شبكة الفصيح ) .. بقلم الأستاذ / علي المعشي :
1ـ لا أخالفك في أن (أي) وصلة لنداء المحلى بأل، وأن المحلى بأل هو المقصود بالنداء، لكن هذا وحده لا يسوغ جعلها غير ذات محل، لأنها هنا شابهت الموصول حين يتوصل به إلى نعت المعرفة بالجملة مثل: (أكرمت الرجل الذي زارني) فالنعت المقصود هو (زارني) ولكن لأن المعرفة لا توصف بالجملة جيء بـ (الذي) وهو مبهم مفسر بجملة الصلة التي هي صفة الرجل في المعنى، ومع ذلك أعرب الموصول نعتا وهو غير مقصود، لكنه لما كان مع صلته بمنزلة الكلمة الواحدة جاز ذلك، ولو طبقنا عليه ما طبقته على (أي) لقلنا إن (الذي) لا محل له من الإعراب وإنما هو وصلة لوصف المعرفة بالجملة، ولأعربنا جملة الصلة نعتا لأنها المقصود. وعليه لا يحسن الاقتصار على المعنى وحده في الإعراب وتجاهل الناحية اللفظية، وإنما ينبغي التوفيق بين المعنى واللفظ والصناعة النحوية
فائدة .. من ( شبكة الفصيح ) نقلاً من كتاب سيبويه .. بقلم الأستاذ / أو وسماء :
هذا نص سيبويه بحسب طبعة هارون:
واعلم أن الأسماء المبهمة التي توصف بالأسماء التي فيها الألف واللام تنزل بمنزلة (أيّ) وهي: هذا وهؤلاء وأولئك وما أشبهها، وتوصف بالأسماء وذلك قولك يا هذا الرجل ويا هذان الرجلان ، صار المبهم وما بعده بمنزلة اسم واحد ...
وإذا قلت يا هذا الرجل فأنت لم ترد أن تقف على (هذا) ثم تصفه بعد ما تظن أنه لم يعرف فمن ثم وصفت بالأسماء التي فيها الألف واللام، لأنها والوصف بمنزلة اسم واحد كأنك قلت يا رجل.
فهذه الأسماء المبهمة إذا فسرتها تصير بمنزلة أى كأنك إذا أردت أن تفسرها لم يجز لك أن تقف عليها ،وإنما قلت يا هذا ذا الجمة لأن(2/189) ذا الجمة لا توصف به الأسماء المبهمة إنما يكون بدلا أو عطفا....2/190
واعلم أن هذه الصفات التي تكون والمبهمة بمنزلة اسم واحد إذا وصفت بمضاف أو عطف على شئ منها كان رفعا من قبل أنه مرفوع غير منادى، واطرد الرفع في صفات هذه المبهمة كاطراد الرفع في صفاتها إذا ارتفعت بفعل أو ابتداء أو تبنى على مبتدإ فصارت بمنزلة صفاتها إذا كانت في هذه الحال.
كما أن الذين قالوا يا زيد الطويلُ ، جعلوا زيدا بمنزلة ما يرتفع بهذه الأشياء الثلاثة | فمن ذلك قول الشاعر :
يا أَيُّها الجاهلُ ذو التَّنزِّى (2/192)
.... وتقول يا زيد الطويلُ ذو الجمة، إذا جعلته صفة للطويل، وإن حملته على زيد نصبت.
فإذا قلت يا هذا الرجل فأردت أن تعطف ذا الجمة على (هذا) جاز فيه النصب ولا يجوز ذلك في (أيّ) لأنه لا تعطف عليه الأسماء ألا ترى أنك لا تقول يا أيها ذا الجمة فمن ثم لم يكن مثله .2/193)
.............................. ...
وتقول: يا أيها الرجل وزيد الرجلين الصالحين، من قبل أن رفعهما مختلف، وذلك أن زيدا على النداء والرجل نعت ، ولو كان بمنزلته لقلت: يا زيد ذو الجمة، كما تقول: يا أيها الرجل ذو الجمة. وهو قول الخليل رحمه الله (2/195)
جزاكم الله خيرا نريد شرحا لهذه المسالة
واضح بأن حل المسألة لا يعلمه أحد إلا الله .
أرجو من الأخت الفاضلة توضيح ما تريده بالتفصيل مما لم يذكر في المشاركات الفائتة
وفقك الله وسددك
ما السبب الأوصولي الذي يجعل بعد أيها أو أيتها يأتي نعت مرفوع ؟
إذا أردنا أن ننادي اسما منكرا قلنا: يا رجل. يا قارئ. أما إذا أردنا أن ننادي اسما معرفا بـ (أل) فلابد أن يتجرد منها حين النداءِ فننادي العباس والحارث والنعمان بقولنا: "يا عباسُ ويا حارثُ ويا نعمان".
فإِن أردنا نداءَ ما فيه "ال" مع الإبقاء عليها توصلنا إِلى ذلك بنداءِ اسم إِشارة (هذا , هذه) أَو (أَيها أَو أَيتها) قبل الاسم الذي سنناديه مثل: "يا أَيُّها الإنسانُ، يا أَيتها المرأَة، يا هذا الطالبُ، يا هذه الطالبةُ، يا هؤلاءِ الطلابُ" فيكون المنادى في هذا التركيب اسم الإشارة أو (أيّ) من كلمة "أَيها أَو أَيتها" ويكون المحلى بـ(أل) بعدهما صفة للمنادى إن كان مشتقا؛ لأن فيه وصف لاسم الإشارة أو (أي) ويعرب عطف بيان إن كان جامداً.
إذا لم يكن طلبك فيما سبق فأخبريني في أي مكان بالضبط تريدين التوسع أو التوضيح.
والله تعالى أعلم
الكلام جميل ولكن من أين جاء النعت ؟ ، فكلمة الإنسان مثلا لماذا تكون نعتًأ ؟
واضح أختي من الكلام السابق أن غير المشتق لا يأتي نعتا لأنه لا يحمل وصفا لأي؛ لذا يعرب بدلا منها أو عطف بيان
هذا حد علمي في المسألة, وفقكم الله تعالى
مازال الامر غير واضح
بالضبط أخي الأمر غير واضح وطلبت أكثر من مرة توضيحًا لهذا الأمر ، ولكن لم يقيض الله من يفك هذا الإشكال .
ما المقصود من السؤال بالضبط ؟
يحتمل أن يكون المقصود أحد هذه الأمور:
1- هل المقصود (لماذا كانت أي هي المنادى دون ما بعدها؟)
2- هل المقصود (لماذا كان ما بعد أي نعتا؟)
3- هل المقصود (لماذا كان ما بعد أيها وأيتها مرفوعا؟)
4- هل المقصود (لماذا لا ينادى ما فيه أل؟)
وإن كان المقصود غير ذلك فيرجى توضيحه.
3- هل المقصود (لماذا كان ما بعد أيها وأيتها نعتا مرفوعا؟)
أظن أخانا السائل يقصد هذا