بسم الله الرحمن الرحيم
(التعليقات الكاسرة لكفريات وأباطيل نظم "الياقوتة" الخاسرة)
الحمد لله القائل: (يا أيها النبي جاهد الكفار و المنافقين و اغلظ عليهم، ومأواهم جهنم وبئس المصير).الآية.
والصلاة والسلام على رسول الله محمد خاتم النبيين وسيد ولد آدم أجمعين.
فهذه مقالة ضمن سلسلة : (الرد على الصوفية في تراثها الوثني لا الوطني) أقدمها للقراء بعد أن سبقتها مقالة أولى في التنبيه على شركيات الأمير عبد القادر الجزائري، " وأنا أعلم أن فريقا من دخلاء العلم سيلقون كلامي هذا ساخطين عليه، مزورين عنه، وأن فريقا آخر من حملة الهداية الصحيحة سيلقونه راضين عنه، وأنا على غضب أولائك و برد هؤلاء سوف أذيع ما أراه حقا، لا إجابة لهوى كمين في النفس، ولا قضاء لشهوة من الشهوات، ولا رغبة في الانتقام من فريق، ولا حبا في تخطئة أناس ؛ وإنما الدين يأمرنا أن ندفع عنه ما ليس منه" [1] وأسأل الله تعالى أن ينفعني و القاري بها.
[الباعث على اختيار هذه الشخصية]
بينما كنا في رمضان شهر الصيام و القيام لعام (1431هـ) وأثناء مذاكرة علمية مع أخ كريم من أهل السنة إذ بقريحته العلمية تتوقد أثناء الحديث على مسائل في توحيد العبادة و بعض الطرق الصوفية في بلادنا، فقال لي بلهجة حماسية ما معناه: (ماذا لو أحضرت قصيدة شعرية تسمى"الياقوتة" وقد أسميتها "الباعوضة" لـ"لأبيض سيدهم -كذا- الشيخ" ونرد عليها لتحذير المغفلين مما حوته من بدع و شركيات..) . فقلت له مستغربا : ( لا مانع عندي ). وقد ندر و قلّ أمثاله - في بلدي- ممن يعظّم توحيد العبادة علما و عملا - نحسبه والله حسيبه - فأجبته بالقبول، وقلت له: شرطي التنبيه على ما ظهر لي فيها من شركيات و إن أردت نشرها - بعد عرضها على أهل العلم - ففي المنطقة التي تنتشر فيها القصيدة و الباقي لك. فقال: ( نتعاون في ذلك لكن نترك الحكم على صاحبها للعلماء و يعرض البحث عليهم ). فلم أمانع – ابتداء - لكن نبهت الأخ - بارك الله فيه - على أن مسألة الحكم بالشرك و الكفر الظاهر على المعين الواقع فيه لا حرج فيه ولا بد لك من ضبطها، والتفريق بين الحكم بالكفر الظاهر و ما بين الحكم بالكفر الباطن، وكذا الحكم في مسائل الشرك الواضحة الجلية، والمسائل الخفية و الدقيقة، والفرق بين فهم الحجة و بلوغها، والعذر بالجهل؛ وما إلى ذلك من مباحث "تكفير المعين "، ونصحته بكتب الشيخ أبي العلا الراشد - حفظه الله تعالى - بتقديم العلامة صالح الفوزان – نفعنا الله بعلمه – حول (تكفير المعين) و (عارض الجهل) ووعد ببحث المسألة والحمد لله..
ثم بعد أيام ناولني الأخ -الفاضل- القصيدة وظننتها في كتاب مطبوع متداول ، فإذا بها وريقات تِسع، مكتوبة بخط اليد، مصورة على نسخة لأحد الطرقيين من "قناديز" الصوفية - و"القندوز" هو مريد الطريقة -؛ فتصفحتها و علقت عليها بتعليقات وجيزة على وجه السرعة و خلاف الشرط و تمثلت في ردي قول الشيخ أحمد حماني- رحمه الله تعالى- عند رده على شركيات قصيدة العليوي الحلولية كما في (صراع بين السنة و البدعة:1/252) حيث قال: ((وما كنا لنعير هذا الباطل - بعد أن ذهب أصحابه - إلتفاتا، ولَكِنَّا رأيناهم يجتهدون في إعادة طبع هذه الكتب له و الآثار، ومحاولة بعث هذا الباطل، فلا بد من صوت ينبه إلى أخطارهم، ويعيد الكرة عليهم)).انتهى.
أخي القاري-بارك الله فيك- أصدُقك أن قبر الرجل وثن يُعبد من دون الله ؛ و يُنذر له، و يُطاف بقبره، ويُستغاث به ، ومُعَظَّمٌ في بلده ونواحيها، بله في غيرها من أقطار الجزائر وضواحيها، وله طريقة – مبتدعة – متبعة، ومواقع عنكبوتية، وأتباع مغرر بهم من قناديز و مريدي الطريقة ، ومع أن البضاعة مزجاة لكن " أكتب ما أكتب – كما قال الشيخ عبد الرحمن الوكيل بتصرف يسير- ضارعا إلى الله وحده أن يمد بالمعونة - فمنه وحده يُستَمَدُّ - وأن يتبين لتلك الضحايا المسكينة ( من قناديز ومريدي الطرقية ) أنها تتجرع الغسلين تحسبه رحيقا، وتطعم الوزين تظنه فاكهة الخلد، وتدين بوثنية - هي شر ما ابتدع الشيطان لأوليائه من وثنيات، و تخالها توحيدا من روح الله !!
" .
فالله أسأل وبأسمائه الحسنى أتوسل أن يتضح لهؤلاء -المغرر بهم- الحق فيتبعوه، ويجتنبوا الباطل و يتركوه..آمين.
فـأقول مستعينا بالله وحده لا شريك له:
[ نبذة يسيرة عن صاحب القصيدة ]
النظم لصاحبها المعروف باسم: "الأبيض سيدي الشيخ" في الجنوب الغربي الجزائري واسمه الحقيقي: "عبد القادر بن محمد بن سليمان بن أبي سماحة"، نشأ في نواحي " قصر أربوات " وهي عبارة عن واحة واقعة على الطريق المؤدي إلى البيّض الجزائرية في اتجاه الأبيض على بعد حوالي 23 كلم من هذه الأخيرة ، وقبره [ وثنٌ ] مشيّد في قبّة في" قصر الغاسول "، على بعد حوالي 35 كلم جنوب البيّض حاليا (النبذة من الشبكة العنكبوتية)، ذكر سنة ولادته :"940هـ" وسنة وفاته: "1025هـ" كما في نظمه المنسوخ بخط اليد على نسخة مصورة لأحد أتباع طريقته (القناديز) !!
.
[التعليقات الكاسرة لكفريات وأباطيل نظم "الياقوتة" الخاسرة]
1.كفر الناظم بادعائه مشاهدة ربنا -جل وعلا- في الدنيا بعين البصيرة (ص:4):
فغبتُ عن الأكوان طُراً بأسرها...وشاهدت ربّنا بعين البصيرة
ومنذ عرفت الحق غبت عن السّوى...ولم تطب الـنفوس إلاّ برؤية
ـ التعليق:
هذا الإدعاء من الناظم أنه رأى ربه بعينه قبل الموت كفر و باطل باتفاق أهل السنة والجماعة، لأنهم اتفقوا جميعًا على أن أحدًا من المؤمنين لا يرى ربه بعيني رأسه حتى يموت. وثبت ذلك في صحيح مسلم عن النواس بن سمعان عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه لما ذكر الدجال قال: "واعلموا أن أحداً منكم لن يرى ربه حتى يموت"
كذلك روي هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه أخر، يحذر أمته فتنة الدجال، بين لهم أن أحدًا منهم لن يرى ربه حتى يموت، فلا يظن أحد أن هذا الدجال الذي رآه هو ربه...
نعم، رؤية الله بالأبصار هي للمؤمنين في الجنة، وهي أيضًا للناس في عرصات القيامة، كما تواترت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: "إنكم سترون ربكم كما ترون الشمس في الظهيرة ليس دونها سحاب، وكما ترون القمر ليلة البدر صحوًا ليس دونه سحاب" .
قال العلامة ابن أبي العز الحنفي -رحمه الله تعالى – كما في (شرح العقيدة الطحاوية): "واتفقت الأمة على أنه لا يراه أحد في الدنيا بعينه، ولم يتنازعوا في ذلك إلا في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاصة، منهم من نفى رؤيته بالعين، ومنهم من أثبتها له صلى الله عليه وسلم" . انتهى.
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-كما في (منهاج السنة ) : " وكثير من الجهَّال أهل الحال وغيرهم يقولون: إنهم يرون الله عيانًا في الدنيا " .انتهى.
ـ وقال ابن القيم-رحمه الله تعالى- كما في (مدارج السالكين): "والرب - تبارك وتعالى - منزه مقدس عن اطلاع البشر على ذاته، أو أنوار ذاته، أو صفاته، أو أنوار صفاته ".انتهى.
وأخشى على من تبع هذا الضال في قوله الكفري أن تأخذه صاعقة مصداقا لقول الله تعالى: (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ).الآية.
ورحم الله الإمام البربهاري إذ قال كما في (شرح السنة-رقم الفقرة:51/الردادي): "ومن زعم أنه يرى ربه في دار الدنيا؛ فهو كافر بالله عز وجل" .اهـ
2.الكفر الواضح الجلي من الناظم بادعائه كلمة التكوين (ص:5):
ولو شئت قول كُنْ لكان الذي أنا...أقولُ و يجري الأمرُ وفق الإرادة
ولكن جلباب الحيا وتأدبي...مع الله يحجبان تلك المقـالة
التعليق:
يزعم النظام أنه لو شاء قول كن لكان الذي قال؟ !
والله -جل وعلا- يقول : (أوليس الذي خلق السموات و الأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم.إنما أمره إذا أراد أن يقول له كن فيكون.فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء و إليه ترجعون).الآية. فأيّ محادّة هذه و شرك بالله –جل وعلا-..
و هذا القول من صاحب القصيدة شبيه قول أحد أولياء صاحب (الطبقات الكبرى) حيث قال : ((تركت قولي للشيء: كن فيكون.عشرين سنة أدبا مع الله)) !
[2]
وكلام صاحب "الياقوتة" على طريقة أسلافه من أولياء الشيطان حيث تزعم الصوفية أن شيوخها يقولون للشئ: كن، فيكون، فيتحدث أحدهم عن الولي الذي استخلفه الله، فيقول: "إنه خليفة يملكه الله كلمة التكوين متى قال للشئ: كن، كان من حينه (ص 8 جـ 2 جواهر المعاني لعلي بن حرازم)".
ويقول أبو السعود: "إن الله أعطاني التصرف منذ خمس عشرة سنة، وتركناه تظرفاً" ويعلق ابن عربي على هذا بقوله: "وأما نحن، فما تركناه تظرفاً وإنما تركناه لكمال المعرفة (ص 129 جـ 1 فصوص ط الحلبي) ترى ماذا كان يعمل الله، وأبو السعود يتصرف في الوجود؟. هكذا يجعل الصوفية أولياءهم شركاء لله.
3.دعاء الناظم للاستغاثة -الشركية- به؛ ولو بقعر بحر، أو ظلمة، ولو ببعد مسافة (ص:6):
ومن يستغث بنا اضطرارا لغوثنا...يُغاثُ ولو بقعر بحر و ظلمة
ومستنشد باسمي لكشف مُلِمَّة...سأدركه ولو ببعـد مسافة
التعليق:
هذا القول فاسد مناهض لدين الإسلام، موافق لما عليه أهل الجاهلية من الاستغاثة بالأنبياء والصالحين وندائهم لكشف الملمات ورفع المدلهمات، أفما يقرأ هؤلاء القرآن، ويسمعون قول سلف الأمة من الصالحين؟
أفما قرؤوا قوله تعالى: }قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً . أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً{. الآية .
ففي هذه الآية إنكار عام على كل من دعا من دون الله شيئا، جنيا أو نبيا فكلمة }الَّذِينَ{ في الآية اسم موصول، والأسماء الموصولة من صيغ العموم عند الأصوليين والنحويين كما هو مقرر في هذين العلمين. فقوله: }الَّذِينَ{ يعم كل من دعي من دونه تعالى في كشف الضر أو تحويله، فعمت الأنبياء والصالحين وغيرهم من الملائكة والجن فدعاء هؤلاء لا يجوز، فإنه دين الجاهلية والمشركين وصور هذا الدعاء كثيرة فمنها النداء للموتى أنبياء أو غيرهم كما هو ظاهر من الآية، و منها الاستغاثة. فالأنبياء والصالحون بعد مماتهم لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا، فكيف يملكون لغيرهم. فهذه الآية تظهر دين المشركين وتبينه فما لهؤلاء يعودون إلى دين المشركين. ما لهم يدعون دين الرسل المتيقن، ويرضون بدين الجاهلية الباطل؟!.
4.زعم الناظم أن ناسبه لمنكر وبدعة ملعون(ص:10):
بلعن الإله باء من رام نسبنا...عنادا إلى فعل نكير و بدعة
التعليق:
زعم الناظم أن من ينتقدهم، يطرد من رحمة الله! يهولون بهذا قيدا ظلوماً "للدراويش" حتى لا يحطموا أغلال الصوفية عن أعناقهم وقالوا: "وهذا الفن من الكشف يجب ستره عن أكثر الخلق: لما فيه من العلو، فغوره بعيد (ص 3، 8 رسالة الفناء من مجموعة رسائل ابن عربي طبع الهند، ص 8 إيقاظ الهمم شرح الحكم لابن عجيبة)"! باطنية منافقة، وريبة تلوذ به الصوفية إذا صعقتها صدمة الحق. وقالوا: "إذا رأيت منتقداً على التصوف، ففر منه فرارك من الأسد، واهجره (ص 3، 8 رسالة الفناء من مجموعة رسائل ابن عربي طبع الهند، ص 8 إيقاظ الهمم شرح الحكم لابن عجيبة)"
ترى هل يفر الصوفية من هذا النقد العادل؟ ما أرتضي لهم أن يكون تحت سطوة هذا الجبن الرعديد، ورهن هذا العجز الذليل!!
وقالوا: "طريق الكشف والشهود، لا تحتمل المجادلة والرد على قائله، وحرمانه يعود على المنكر (ص 3، 8 رسالة الفناء من مجموعة رسائل ابن عربي طبع الهند، ص 8 إيقاظ الهمم شرح الحكم لابن عجيبة)" كل هذا؛ ليظل ضحايا الصوفي عمى البصائر، والقلوب، مختوماً على سمعهم، فلا يسمعون من أحد كلمة حق تجادل باطلاً صوفياً (كان يحضر مجلس الدباغ رجل لا يعتقد فيه أنه ولي كبير!! فكان إذا حضر سكت الدباغ عن أساطيره الصوفية خشية أن يفضحه الرجل أمام تلاميذه، ثم قال لهم: "إذا حضر هذا الرجل فلا تسألونا عن شئ حتى يقوم" ويروي أحد تلاميذه أنهم كانوا إذا سألوا الدباغ وذلك الرجل حاضر وجدوه – أي الدباغ – كما يقول تلميذه: "كأنه رجل آخر لا نعرفه ولا يعرفنا وكأن العلوم التي تبدر منه لم تكن له على بال" ص 42 جـ 2 الإبريز. أعرفت سر سكوت الصوفية أمامك؟ إنهم يخشون بطش الحق بهم أمام دراويشهم)!!
أما أنا ، فسأظل إن شاء الله – ورعايته أستلهمها وعونه أستمده – أثيرها حرباً على الصوفية في تراثها الوثني لا الوطني، ومعتقداتها الفاسدة، وما نبتغي بها سوى الذياد عن الحق، ورضا الحق، ولن يروعنا في سبيل الله منكم وعيد. نعم سأظل – وعلى الله توكلت – أحارب باطل الصوفية بالحق من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه و سلم و آثار سلفنا الصالح. فإنها محسوبة على الإسلام، بل يظن الكثير في أقطابها أنهم مشارق ربانية، وينابيع نورانية، ومثل عليا للروحانية، حق على كل مسلم تمزيق هذه الأقنعة التي نسجتها تهاويل الأوهام، وأفانين الأساطير؛ لكيلا يحتج على دين الله بدين الصوفية؛ وليؤمن المسلمون أن الخير والهدى والسعادة في الاعتصام بكتاب الله وحده، والاقتداء بخاتم النبيين وحده، فهو أخلص الخلق توحيداً لربه، وأهداهم إيماناً به، وأزكاهم طاعة، وأشدهم تقاةً، وأرفهم بما نزله الله عليه، وهداه، وهدى المسلمين به .
5.ابتداع الناظم لمملكات إيزاء ملكوت الله-جل وعلا- تنزع إلى تجريد الله من الربوبية و الألوهية(ص:12):
لها الجَمعُ جَمْعُ الجَمْعِ جَمَعُ اتحادها..أصول لها شهود في كل لمحة
فأولها وليٌّ ثم نقيبها...نجيب كذا الأبدال فاقوُا برتبة
عمادهم الأخيار أوتادهم حُبُوا...بخاصية المولى هم أهل الخصاصة
وغوث استغاث ثم جرس علومها...وقطب له أعلى مقام الولاية
التعليق:
أسطورة خرافية، تنزع إلى تجريد الله من الربوبية والإلهية، وخلعهما على وهم باطل سمي في الفلسفة: "العقل الأول" وفي المسيحية : "الكلمة" وفي الصوفية: "القطب"!.
والقطب: هو أكمل إنسان متمكن في مقام الفردية، أو الواحد الذي هو موضع نظر الله في الأرض في كل زمان، عليه تدور أحوال الخلق، وهو يسري في الكون، وأعيانه الباطنة والظاهرة سريان الروح في الجسد، ويفيض روح الحياة على الكون الأعلى والأسفل، وقد يسمى "الغوث" باعتبار التجاء الملهوف إليه (انظر جامع الأصول للكمشخانلي والتعريفات للجرجاني تحت مادة "قطب").
والقطب عند الصوفية نوعان. أحدهما: حادث أو حسي، والآخر قديم، أو معنوي، وهو الحقيقة المحمدية، يقول القاشاني: "وهو – أي القطب – إما قطب بالنسبة إلى ما في عالم الشهادة من المخلوقات يستخلف بدلا منه عند موته من أقرب الأبدال منه، أو قطب بالنسبة إلى جميع المخلوقات في عالم الغيب والشهادة، ولا يستخلف بدلا من الأبدال، ولا يقوم مقامه أحد من الخلائقن وهو قطب الأقطاب المتعاقبة في عالم الشهادة لا يسبقه قطب، ولا يخلفه آخر، وهو الروح المصطفوي المخاطب بلولاك، لما خلقت الكون (ص 103 جـ 2 كشف الوجوه الغر للقاشاني، وقد ادعى ابن الفارض لنفسه أنه القطب القديم وقطب الأقطاب
في دارت الأفلاك، فاعجب لقطبها الـ محيط، والقطب مركز نقطة
ولا قطب قبلي عن ثلاث خلقته وقطبية الأوتاد عن بديلة).
لا حركة لها، وإنما هو الروح القائم فيها جملة وتفصيلاً، ثم تصرفه في مراتب الأولياء، فلا تكون مرتبة في الوجود لعارفين والأولياء خارجة عن ذوقه، فهو المتصرف في جميعها، والممد لأربابها، به يرحم الوجود، وبه يبقى الوجود في بقاء الوجود رحمة لكل العباد، وجوده في الوجود حياة لروحه الكلية وتنفس نفسه يمد الله به العلوية والسفلية. ذاته مرآة مجردة، يشهد فيها كل قاصد مقصده (ص 81 وما بعدها جواهر المعاني).
يتحدث تيجاني عنه بقوله: "ومما أكرم الله به قطب الأقطاب، أن يعلمه علمما قبل وجود الكون، وما وراءه، وما لا نهاية له، وأن يعلمه علم جميع الأسماء القائم بها نظام كل ذرة من جميع الموجودات، وأن يخصصة بأسرار دائرة الإحاطة، وجميع فيوضه، وما احتوى عليه (ص 79 جـ 2 المصدر السابق)".
"قطب الأقطاب في كل وقت لا تقع بينه وبين الرسول حجابية أصلاً، وحيثما جال رسول الله من حضرة الغيب، ومن حضرة الشهادة، إلا وعين قطب الأقطاب متمكنة من النظر إليه، لا يحتجب عنه في كل لحظة من اللحظات (ص 63 المصدر السابق)" وحسبك هذا من تلك الأسطورة التي ألهتها الصوفية، وجعلت منها رباً أكبر يعبد ويخشى ويرهب (العجيب أن ابن الحاج – وله سابقة فضل في محاربة البدعة – يؤمن بهذه الأسطورة ويقول عن القطب "إن الله تعالى يديره في الآفاق الأربعة من أركان الدنيا كدوران الفلك في أفق السماء" انظر ص 328 مشتهى الخارف لمحمد بن الخضر الشنقيطي. وهكذا تقتل الصوفية بسمومها كل من يظن بها ظناً واحداً من خير!!).
أعوان القطب
أولاً: الإمامان، وهما يمنزلة الوزيرين له، أحدهما لعالم الملك، والآخر لعالم الملكوت. ثانياً: الأوتاد الأربعة: وقيل هم ثلاثة، لكما مات قطب الوقت أقيم مكانه واحد منهم، وعلمهم فيض من قطب الأقطاب، وإن ماتوا، فسدت الأرض! ثالثاً: الأبدال: والبدل حقيقة روحانية تجتمع إليها أرواح أهل ذلك الموطن الذي رحل عنه وليه. وعددهم أربعون، اثنان وعشرون منهم بالشام، وثمانية عشر بالعراق! رابعاً: النجباء وهم دون الأبدال ومسكنهم مصر! وعلمهم أن يحملوا عن الخلق أثقالهم وعددهم سبعون! خامساً: النقباء وعددهم ثلاثمائة، وقبل خمسمائة، وهم الذين يستخرجون خبايا الأرض (المصدر السابق، ص 93 جامع الأصول للكمشخانلي)!
تلك هي مملكة الأساطير التي ابتدعها خرافات الصوفية الحمقى، وخيالاتهم المخبولة (بل تزعم الصوفية أن كل صوفي يستطيع أن يكون قطباً يتصرف في الوجود. يقول أحدهم وهو يبشر الصوفية بنتيجة سلوك الطريق "وصرت أنت قطب الوجود تدوره بيدك كيف شئت" ص 114 جـ 1 الفتوحات الإلهية ط 1913م)؛ ليستعبدوا الخلق لما يشتهون، وليجعلوا منهم أخلاص رهبة منهم، وخوف مذعور. تلك هي المملكة التي ابتدعتها أوهام الصوفية إزاء ملكوت الله؛ ليغضبوا بها من الأحياء أقواتهم وإيمانهم، ومن الموتى أكفانهم! ترى ماذا بقي لله وملائكته ورسله؟! الله أكبر، له الملك في الدنيا والآخرة. [3]
6.دعوة الناظم للتوسّل الشركي بالأموات من أوتاده و أبداله(ص:13):
قال الناظم بعد ذكر أوتاده و أقطابه:
عليك بهم في كل شأنٍ تشاؤهُ...توسَّل بهم تنل سريع الإجابة
التعليق:
لن أجادلك هنا يا أخي الطرقي في توسل الصوفية بالمقبور، وبالقبور (قال الجنيد عن قبر معروف الكرحي: "قبر معروف ترياق مجرب يستشفى به ويتبرك" انظر ترجمة معروف في الرسالة للقشيري والطبقات للسملي، وهكذا عبدت الصوفية القبور منذ نشأتها!!) فإنه أهون ما تقترف الصوفية وضحاياها من وثنية، وأحبارها لا يتراءون بالولاء الخاشع لأصنام القبور حباً في المقبور، بل لما يجمع لأوثان الموتى من نذور!!
آراء المستشرقين في التوسل
يقول جولد زيهر: "بقى كثير من عناصر الديانات السابقة للإسلام، واستأنفت حياتها في المظاهر العديدة الخاصة بتقديس الأولياء. وفي الحق ليس من شئ أشد خروجاً على السنة القديمة من هذا التقديس المبتدع المفسد لجوهر الإسلام والماسخ لحقيقته، وإن السنى الصادق الحريص على اتباع السنة لا بد أن يعده من قبيل الشرك الذي يستثير كراهيته واشمئزازه" ويتحدث عن تقديس العامة للأولياء، فيقول: "وأضرحة الأولياء والأماكن المقدسة الأخرى هي موضع عبادتهم التي يرتبط بها أحياناً ما يظهره العامة من تقديس وثني غليظ لبعض الآثار والمخلفات، بل إن العامة تخص الأضرحة ذاتها بمالا يقل عن العبادة المحضة" ويتحدث عن الولي المحلي: "ويخشى الواحد منهم أن يحنث في يمين حلف فيه باسم الولي أكثر مما يحمر خجلاً عندما يحلق بالله باطلاً (النصوص السابقة عن ص 234، 232 العقيدة والشريعة)" ويقول رونلدسن: "بالرغم من التوحيد المصرح به في القرآن فإن الأمم الإسلامية، لا زالت تحتفظ بكثير من العادات الوثنية؛ فإن من أهم الصفحات في الحياة الدينية للعوام في جميع الأمم الإسلامية، هو تقديسهم لقبور الصالحين، وفي هاتين القضيتين ساير العلماء المحدثون (التعميم الخطأ، فالمحدثون يرون هذه البدعة من الشرك، ولعله يقصد من وضعوا الأحاديث التي نسبت زوراً إلى رسول الله، وترشح لقبول هذه البدعة.) اندفاع الرأي العام، وقد أصبح لكل قوم أئمة محليون يزورون قبورهم وآثارهم، فيفرح ذلك الإمام، ويشفع لهم، وينجيهم من الفقر والمرض (ص 266 عقيدة الشيعة)!!" وهكذا يدع الصوفية الفرصة سانحة لعدو الإسلام، ليجدف عليه بما يقترف الصوفية!! تأمل فيما قاله، تجده صوفية مصورة بكل خبثها!!.
لن أجادلك في التوسل، وفي أنه شرك أصم، إذ التوسل خبث شرك آخر أشد خبثاً منه، فالصوفية يعتقدون أن أولياءهم ليسوا بشراً، وإنما هم آلهة تخلق ما تشاء وتختار، أو هم ذات الله سبحانه وتعالى تجسدت مرة فكانت تيجانية، وأخرى، فكانت هبرية، وأخرى، فكانت رفاعية، أو شاذلية، أو قادرية، أو رحمانية، أو سنوسية!!.
7.دعوة الناظم للاستغاثة الشركية بكاهن الصوفية "أبي حامد الغزالي"(ص:15):
به يستغيث الكلّ شرقا و مغربا...أبي حامد الغزالي عين العناية
التعليق:
صاحب القصيدة فاق بعض عبّاد القبور ممن يحصر الاستغاثة -الشركية- في مقبوره فقط، لأن بعض الطرق الصوفية تتعصب تعصبا مقيتا لمقبورها، فتجعل عنده الزردة و الوعدة ( حقيقتها الهردة و الوخضة ) [4]و قد يتقاتلون من أجلها و على من يحمل اسم تلك الوعدة و تسميت جدهم الولي المقبور بها؛ كما حصل –مثلا- في ضواحي مدينة "بلعباس" بغرب الجزائر - وما ذاك الذي قتل نفسه في [وخضة] ضواحي مدينة الأغواط في الجنوب الجزائري وغيرها، إلى مثال على مدى الوخضة و الهردة ، وقد منعت السلطات الأمنية إقامتها في بعض البلاد لما حصل فيها من قتل وتناحر.. [5]
فهذا الناظم يخبر و يدعو إلى أن الاستغاثة بكاهن الصوفية الكل – كذا بالعموم - شرقا و غرابا يستغيث به ففاق هؤلاء، و معلوم أن سؤال الميت و الغائب و غيرهما، مما لا يقدر عليه إلا الله، مثل: سؤال قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، وإغاثة اللهفات؛ من المحرمات المنكرة، باتفاق أئمة المسلمين؛ لم يأمر الله به، ولا رسوله، ولا فعله أحد من الصحابة، ولا التابعين بإحسان، ولا استحبه أحد من أئمة المسلمين.
هذا و يعلم بالاضطرار: أنه ليس من دين الإسلام، فإنه لم يكن أحد منهم إذا نزلت به شدة أو عرضت له حاجة، يقول لميت: سا سيدي فلان اقض حاجتي، أو اكشف شدتي، أو أنا في حسبك، أو أنا متشفع بك إلى ربي، كما يقول بعض هؤلاء المشركين، لمن يدعونهم من الموتى و الغائبين.
ولا أحد من الصحابة استغاث بالنبي صلى الله عليه و سلم بعد موته، ولا بغيره من الأنبياء عند قبورهم، ولا إذا بعدوا عنها، فإن هذا من الشرك الأكبر، الذي كفر الله به المشركين، الذين كفرهم النبي صلى الله عليه و سلم، واستباح دماءهم و أموالهم.
قال الله تعالى: (إنهم كانوا يسارعون في الخيرات و يدعوننا رغبا و رهبا).الآية. لا يتصور ان يخلو داع لله دعاء عبادة، أو دعاء مسألة، من الرغب و الرهب، والخوف و الطمع له، فدعاء العبادة، ودعاء المسألة، كلاهما عبادة لله، لا يجوز صرفها إلى غيره؛ فلا يجوز أن يطلب من مخلوق ميت أو غائب، قضاء حاجة، أو تفريج كربة، مالا يقدر عليه إلا الله، لا يجوز أن يطلب إلا من الله.
فمن دعا ميتا أو غائبا، فقال: يا سيدي فلان أغثني، أو انصرني أو ارحمني، أو اكشف عني شدتي، ونحو ذلك، فهو كافر مشرك، يستتاب فإن تاب و إلا قتل، وهذا مما لا خلاف فيه بين العلماء؛ فإن هذا هو شرك المشركين، الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه و سلم.
8.افتراء الناظم من إفك حول النور المحمدي (ص:16): ينظر هذه هي الصوفية ص:87
إلى تاج من أوفى القيامة جملة...ونوره عينُ الكون من غير مرية
محمد الهادي إلى الناس رحمة...ومعدن أسرار و عنصر نعمة
التعليق:
بهذا يدين الصوفية، وفيه يتغزلون، ولقد عبر الدباغ عن هذه الأسطورة إذ يقول"اعلم أن أنوار المكونات كلها من عرش وفرش وسماوات وأرضين وجنات وحجب، وما فوقها، وما تحتها إذا جمعت كلها، وجدت بعضاً من النبي، وأن مجموع نوره، لو وضع على العرش، لذاب، ولو وضع على الحجب السبعين التي فوق العرش، لتهافتت، ولو جمعت المخلوقات كلها، ووضع ذلك النور العظيم عليها، لتهافتت، وتساقطت (ص 84 جـ 2 الإبريز)".
ويقول تيجاني: "لما خلق النور المحمدي، جمع في هذا النور المحمدي جميع أرواح الأنبياء والأولياء جميعاً جمعاً أحدياً، قبل التفصيل في الوجود العيني، وذلك في مرتبة العقل الأول (ص 14 جـ الرماح لعمر بن سعيد)".
ويقول الحلواني في قصيدته "المستجيرة" يخاطب رسول الله.
أنشأك نوراً ساطعاً قبل الورى فرداً لفرد، والبرية في العدم
ثم استمد جميع مخلوقاته من نورك السامي، فياعظم الكرم
فلذا إليك الخلق تفزع كلهم في هذه الدنيا، وفي اليوم الأهم
وإذا دهتهم كربة فرجتها حتى سوى العقلاء في ذاك انتظم
جد لي، فإن خزائن الرحمن يداك اليمين، وأنت أكرم من قسم (ص 14 وما بعدها من رسالة لأحمد عبد المنعم الحلواني)".
والله تعالى يقول : (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين، ثم جعلناه نطفة في قرار مكين). الآية ، ومحمد صلى الله عليه وسلم إنسان. وإلا فليأتوا له بصفة أخرى! والرسول نفسه صلى الله عليه وسلم يقول: "خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم (مسلم وأحمد في مسنده عن عائشة رضي الله عنها)".
تحدث الرسول عن النور، وعمن خلق منه، فلم يذكر نفسه أنه مخلق من نور، أو أن نوره عين الكون، كما ذكر الملائكة، وتحدث عن آدم الأب الأول للبشرية،وعن خلقه، وأنه خلق مما ذكر الله في القرآن، يعني من طين لازب، ومحمد صلى الله عليه وسلم ابن آدم!، فلمن تنتسب الحقيقة المحمدية الصوفية؟!.
وفي كتاب الله آية واحدة تدك وحدها كل ما يوفض إليه الصوفية من نصب أقاموها لهذه الأسطورة، تلك هي قوله سبحانه لنبيه (ليس من الأمر شيئ). الآية. وكلمة شئ أوسع كلمة في العربية دلالة على العموم والشمول، حتى أطلقها بعضهم على الموجود والمعدوم، بل يعمم ابن عربي دلالتها، حتى يجعلها تتناول الصور الذهنية! وفوق هذا جاءت كملة "شئ" نكرة في سياق النفي فزاد عمومها وشمولها.
وتدبر قوله سبحانه : (قل : ما كنت بدعاً من الرسل، وما أدري ما يفعل بي، ولا بكم، إن أتبع إلا ما يوحى إلىّ، وما أنا إلا نذير مبين). الآية.
فهل يدين الصوفية في الرسل جميعاً بما يدينوه به في محمد، إذ ليس هو "بدعاً من الرسل"؟!
وتدبر قوله سبحانه لنبيه: (قل: إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً، قل: إني لن يجيرني من الله أحد، ولن أجد من دونه ملتحداً). الآية.
هذا هو هدي القرآن، فقارن بينه، وبين ما افترته الصوفية من إفك حول النور المحمدي الذي خلق منه كل شئ!! وثمت توقن أنه ليس في الإمكان – حتى في النادر منه – إيجاد نسب ما بين ما هدى الله إليه وبه من الحق، وبين ما ضل به الصوفية، وأضلوا خلقاً كثيراً.
تدبر قول الله تجد الهدى في إشراقه، والحق في جلاله والحكمة في نورها الإلهي، وتأمل إفك الصوفية، تجده قيئاً من الكفر المتقيح!!.
[دعوة صادقة الحب أيها الحيارى]
دعوة صادقة الحب أيها الحيارى: لا منجاة لكم من آلامكم وأحزانكم، ومن الخوف الذي يعصف بكم، والقلق الذي تضطرب به مشاعركم، لا منجاة لكم من تلك الهموم الساجية إلا إذا لذتم بحمى الله وحده تؤمنون به، وتتدبرون آياته، وتهتدون بهديه، وتقتدون برسوله وحده (يأيها الذين آمنوا استجيبوا لله، وللرسول، إذا دعاكم لما يحييكم، واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه، وأنه إليه تحشرون).الآية.
وإني – وقد ناضلت الصوفية بهدي الله – أعرف أن هذا النضال يثير علي بغي أحقادهم، ويقف بي على شفا خطر يدهم بغتة منهم بجورهن غير أني أومن بهذه الحكمة الرائعة المؤمنة: "لأن يكون الناس جميعاً عدواً لي في الدنيا، خير من أن يكون الله وحده خصمي يوم القيامة" وأجعل من هذه الآية الكريمة مناراً لي (حتى إذا استيأس الرسل، وظنوا أنه قد كذبوا، جاءهم نصرنا، فنجي من نشاء، ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين).الآية. هذا وعد الله لرسله، ووعده لأتباع رسله. وليعتبروا بما حل في البلاد من فياضانات و زلازل و قتل... فليتدبر الصوفية! والصوفية بغي وفتنة مجنونة الأحقاد، غير أنها تحتال عذراء طاهرة ألم بها ظن مرتاب، وملائكية تسلسل الوحي في فجر المحراب!
[ختاما]
وفي الختام : أتمثل قول الشيخ العلامة عبد الرحمن الوكيل-رحمه الله تعالى – حيث قال: " لن أضع القلم – وحسبي الله – إلا إذا أَصْمَيْتُ الصوفيةَ، وأدميت، أو إلاَّ إذا تهدمت أنا، أو قضيت! فلن تخشى صَوْلَةُ الحق، سَوْرة الباطل، ولكن كل هذا لن يمسَّ قلوبنا بحقد، ولا نفوسنا بضغينة، بل إنه ليرفع بأيدينا – ومن خلفها قلوبنا تحثها – في ضراعة خاشعة إلى الله أن يهب لنا، وللصوفية الإيمانَ الحقَّ، وأن يهديهم سبحانه سبيل الإسلام.
(ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة؛ إنك أنت الوهاب)".اهـ
تنبيه:
التعليقات مقتبسة بتصرف من المراجع التالية:
·(مجموع الفتاوى): للعلامة شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله تعالى- .
·(هذه هي الصوفية): للعلامة الشيخ هادم الطواغيت: عبد الرحمن الوكيل- رحمه الله تعالى-، طبعة دار الكتب العلمية: (بيروت-لبنان)، الطبعة الثالثة: (1970م)، وأغلب التعليقات منه-بتصرف-.
·(الدرر السنية في الأجوبة النجدية): جمع الشيخ العلامة عبد الرحمن بن قاسم العاصمي- رحمه الله تعالى -.
·(هذه مفاهيمنا): لشيخنا العلامة صالح بن عبد العزيز آل الشيخ – بارك الله في علمه و نفعنا به -.
أعده وكتبه بعد صلاة العشاء /عبد الحق آل أحمد الجلفاوي
بتاريخ:24/أكتوبر/2009م-الجزائر-
-غفر الله له ولوالديه وزوجه وللمؤمنين و المؤمنات-
- -
[الحواشي]
[1]: (بدعة الطرائق في الإسلام/ص:19، بتصرف يسير) للشيخ العربي التبسي-رحمه الله تعالى-].
[2]: أفاده الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى - كما في حاشية كتابه (الرد المفحم..).
[3]: ينظر: مبحث "مراتب الصوفية" كما في (الصوفية:المنشأ و المصدر) للشيخ العلامة إحسان إلهي ظهير -رحمه الله تعالى-.
وليتفطن من ينتسب للسلفية -عقيدة و منهجا- أَنَّ مُعَظِّمِي هذا النوع من "الأقطاب" ؟ ! أحق بتكثيف الجهود العلمية والدعوية للتنبيه على ضلالاتهم و شركهم و الرد عليهم.
[4]: ينظر: مجموع: (أعراس الشيطان: الزردة و الوعدة) لجماعة من علماء رجال "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين". و فتوى في "حكم الزردة و الوعدة" للشيخ أحمد حماني – رحمه الله تعالى- .
[5]: قد قتل نفسه أحد الخيّالة ببندقيته أثناء استعراض كما في زردة بضواحي "الأغواط" جنوب الجزائر، و قتل أيضا بعض أفراد الأمن كما نقل عن وعدة بالغرب الجزائري والطريف فيها أن مدينة "الوعدة" هذه مسماة باسم أحد أبرز رجال الإصلاح من رجال "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين" ممن جُعل تاريخ وفاته يوما لعيد العلم؟، و والله لو كانت فيها خير لما تقاتل الشباب على امرأة فاجرة فيها، ولما اعتدي على الأمن لما أراد إصلاح الأمور، ناهيك عن ما تواجد فيها من عاهرات و سرقات و قمار و مزمار للشيطان، و إدعاء الولاية وأشباهها كما قال أحدهم فيها: " أنا كلب الصالحين، واللي يضحك علينا يدي الضر اللي فينا؟ !" – نعوذ بالله من الكلاب - والله شاهد أن هناك من ضحك عليهم ولم يلحقه ضر و لله الحمد ، وأهون ما فيها من منكرات خلاف الشرك و ما ذكر: الزنى و الفجور مع الشواء الهالك والخمور في الخيام وليلا ، والشواء الهالك كما ينقل في وعدة بالجنوب الشرقي لمدينة " تلمسان" هو عبارة عن شواء باهض الثمن لكن رائحته عفنة وقد يكون من بقايا جيفة أخذها أحد التجار الخاصين بتتبع الزردات، وكاد أن يتسمم أحد الآكلين منه لولا أن الله حفظه ثم أتبعه بأكل قشر الرمان فإنه مضاد لمثل تلك الحالات، أما ما وقع من سقاء الطعام بالخمور كما في ضواحي العاصمة بمدينة "الشلف" فأشهر من أن يذكر ولعل زلزال 1980م أكبر نذير لهم، فأي خير من الزردات هذا!.
واعلم أخي القاري : أن المنكرات السابقة لا تظهر لكل أحد ، وغالبها في الليل تحت جنح الظلام و في الخيام، فالقوم يوزعون القهوة و الطعام نهارا ويتواعدون عند المغرب، و بعد العشاء -ليلا- تسقط عنهم التكاليف لأنهم أولياء غفر الله لهم و بلغوا درجة اليقين، مثل ما فعله شيخ إحدى الزوايا بضواحي مدينة "الجلفة" بالعاهرة التي قالت لأحد فساق أهل السنة عندما تركها عند باب إحدى الزوايا الشركية بسبب عُطل في سيارته ليلا : (البارح بايتة مع الشيخ !) تقصد شيخ الزاوية باتت في أحضانه، وهو في الظاهر ممن يبرم العمامة ويحترمُه الخاص والعامة، هذه هي حقيقتهم يلبسون لكل حلة لبوسها، قال الشيخ عبد الرحمن الوكيل كما في (هذه هي الصوفية) (ص:59): "..كل صوفي يلبس لكل حال لبوسها، ويعطيك جانبا منه يرضيك، حتى إذا سكنت إليه ختلك، فقتلك !".انتهى
قال الشيخ العلامة مبارك الميلي الجزائري - رحمه الله تعالى -كما في (رسالة الشرك و مظاهره) منبها إلى شر هذه الزردات: " لو كانت الزردات خيرا، وهي كثيرة عندنا، لظهر خيرها، ولقلت كما قل كل خير، ولكن السلف أولى بها كما هم أولى بنا من كل خير، فهل فعلها النبي صلى الله عليه و سلم على قبر سيد الشهداء عمه حمزة؟ أم صنعها الصحابة على قبره الشريف؟ أم اتخذها التابعون على قبور الخلفاء و الشهداء أو غيرهم ممن كل واحد منهم خير من ألف ممن يزردون لهم اليوم؟ كَلاَّ لم يكن شيء من ذلك".انتهى .