تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 7 1234567 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 140

الموضوع: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    قد وصَفَ اللهُ سبحانه وتعالى نفسَهُ بالتأذِّي في كتابه، وعلى لسان نبيِّه من كلامِه.
    ففي الآية قوله تبارك وعزَّ: ((إنَّ الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدُّنيا والآخرة)).
    وفي الحديث الصَّحيح عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلَّم عن ربِّه عزَّوجلَّ قال: ((يؤذيني ابن آدم يسبُّ الدَّهر، وأنا الدَّهرُ، أقلِّبُ اللَّيل والنَّهار)).
    وهذا الوصف منه سبحانه على ما يليق بجلاله وعظمته، لا كوصف المخلوقين ولا يشبهه، كما أنَّ ذاته لا كذاتهم.
    فالأذى أذى حقيقيٌّ لكنَّه باعتبار الخالق لا المخلوق، فهو عن عباده غنيٌّ، وبمكرهم محيطٌ تعالى في عليائه، وممَّا يؤكِّد هذا المعنى ضميمة الحديث الآخر: ((لن يبلغوا ضرِّي فيضرُّوني)).
    وهذا الباب من العلم عزيزٌ، لكنَّه ليس بغريبٍ؛ إذ هو نظيرُ نظيراتها من الصِّفات، كالكراهية، والأسف... ونحوهما.
    ومن أذى الله تعالى نفي ما وصف به نفسه.
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    230

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    جزاك الله خيرا يا شيخ عدنان
    والباب كله واحد
    ما تعتبره الناس نهاية، اعتبره أنت بداية، فإنه لا حَـدَّ لكمال.
    (ابن المنير) لا يكتب بهذا المعرف إلا في المجلس العلمي، بالألوكة، فقط.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    211

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري مشاهدة المشاركة
    قد وصَفَ اللهُ سبحانه وتعالى نفسَهُ بالتأذِّي في كتابه، وعلى لسان نبيِّه من كلامِه.
    ففي الآية قوله تبارك وعزَّ: ((إنَّ الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدُّنيا والآخرة)).
    وفي الحديث الصَّحيح عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلَّم عن ربِّه عزَّوجلَّ قال: ((يؤذيني ابن آدم يسبُّ الدَّهر، وأنا الدَّهرُ، أقلِّبُ اللَّيل والنَّهار)).
    وهذا الوصف منه سبحانه على ما يليق بجلاله وعظمته، لا كوصف المخلوقين ولا يشبهه، كما أنَّ ذاته لا كذاتهم.
    فالأذى أذى حقيقيٌّ لكنَّه باعتبار الخالق لا المخلوق، فهو عن عباده غنيٌّ، وبمكرهم محيطٌ تعالى في عليائه، وممَّا يؤكِّد هذا المعنى ضميمة الحديث الآخر: ((لن يبلغوا ضرِّي فيضرُّوني)).
    وهذا الباب من العلم عزيزٌ، لكنَّه ليس بغريبٍ؛ إذ هو نظيرُ نظيراتها من الصِّفات، كالكراهية، والأسف... ونحوهما.
    ومن أذى الله تعالى نفي ما وصف به نفسه.
    الأخ عدنان وفقه الله
    الرجاء مراجعة ما ذكرت ولعل في هذا النقل إفادة
    يقول ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد:
    أن الصفات ثلاثة أنواع: صفات كمال، وصفات نقص، وصفات لا تقتضي كمالاً ولا نقصاً وإن كانت القسمة التقديرية تقتضي قسماً رابعاً وهو: مايكون كمالاً ونقصاً باعتبارين، والرب تعالى منزه عن الأقسام الثلاثة، وموصوف بالقسم الأول، وصفاته كلها صفات كمال محض، فهو موصوف من الصفات بأكملها وله من الكمال أكمله.أهـ

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    الأخ المسمَّى بابن عقيل وفقك الله.
    لم يتبيَّن لي وجه العلاقة بين ما استشكلتَهُ وبين ما نقلْتَهُ من كلام ابن القيِّم رحمه الله، فأرجو التوضيح كي أجيبك.
    وإن كنتَ ترمي إلى ما غلَب على ظنِّي فأجرِ ذلك على كلِّ الصفات في ذا الباب، وهو مخالفٌ لمنهج السَّلف! فإياك.
    وإن كان غير ذلك فأفصح العبارة، لنستفيد.
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    211

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري مشاهدة المشاركة
    الأخ المسمَّى بابن عقيل وفقك الله.
    .
    الأخ عدنان وفقه الله
    لست بمتسمي ولكنه أسم لي هداك الله

    قلت عفا الله عنك:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري مشاهدة المشاركة

    وإن كنتَ ترمي إلى ما غلَب على ظنِّي فأجرِ ذلك على كلِّ الصفات في ذا الباب، وهو مخالفٌ لمنهج السَّلف! فإياك.
    .
    إياك وإياك !!
    دع عنك هذا الأسلوب وما نحن إلا طويلبة علم نتذاكر للوصول الى الحق ونتواصى به.


    ثبت عندي حسب فهمي القاصر بأنك تثبت صفة التأذي لله تعالى الله عن كل نقص وجل سبحانه في علاه وتجريها مجرى الغضب (الأسف) والكراهية.

    وقد أشكل كلامك عليّ وأحببت أن أستوضحك أكثر

    (استفصال)
    هل ما فهمه ابن عقيل غفر الله له صحيح ومتقرر عندك يا أخي عدنان ؟؟

    وإن كان الجواب بنعم

    فمن قال بهذا ممن سبقنا أو حتى ممن يعيش بيننا من العلماء السلفيين؟

    ولا بد أن تفرق بين إجراء النصوص على ظواهرها وفهمها الفهم الصحيح بما يليق برب العزة والجلال وبين إثبات صفات الكمال منها.

    أرجو أن تبحث وسأبحث معيناً لك عن سلف صالح يثبت صفة التأذي لله جل في علاه .

    والسلام عليكم

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    الأخ (ابن عقيل)... وفقه الله
    لا أدري ما الذي أغاظك من أسلوبي! فلعلَّك تحسن الظنِّ بأخيك، وتهديء من أعصابك قليلاً حتى نتحاور بهدوء.
    أمَّا كلمة (إياك) فما أردت بها شيئًا يقرأ من داخلها غير ظاهرها! وأرضاها لنفسي منك، لو هدأت قليلاً...
    نعود لمسألتنا فأقول: القانون العام للسَّلف في (فهمهم) للنصوص الصفاتية -لا مجرد التمسُّك بظاهرٍ متوهَّمٍ- =يقضي بإثبات هذه الصِّفة.
    ولن تجد نصًّا من كلام السَّلف في كلِّ صفةٍ تثبتها.
    أمَّا من ينكرها فهو المطالب بالدَّليل، ولا يُرضى بغير كلامٍ لأحدٍ السَّلف في نفيها، لأنَّه مخالفٌ للقاعدة المتَّبعة، والطريق المسلوكة.
    ووفقني الله وإيَّاك لمحابِّه.
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    230

    Lightbulb رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    الشيخ عدنان
    اعذرني أخي الكريم، فصاحبك بطيء الفهم، قليله
    أنت تقول: (وإن كنتَ ترمي إلى ما غلَب على ظنِّي)
    الذي يغلب على ظنك هنا = أن الأخ ابن عقيل قد اسثنى وصف الله بالتأذّي من الباب أوالقانون العام
    ثم خاطبته (فأجرِ ذلك) أي صفة التأذّي
    (على كلِّ الصفات في ذا الباب)
    ثم تقول = وهنا الإشكال في الفَهم عندي: (وهومخالفٌ لمنهج السَّلف! فإياك).
    ما علاقة هذه بما تقدَّم ؟
    ما تعتبره الناس نهاية، اعتبره أنت بداية، فإنه لا حَـدَّ لكمال.
    (ابن المنير) لا يكتب بهذا المعرف إلا في المجلس العلمي، بالألوكة، فقط.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    الأخ الكريم ابن المنير... وفقه الله
    لستَ وفقك الله بطيء الفهم، ولكن علَّ في عبارتي إجمالاً.
    الذي غلب على ((ظنِّي)) استنادًا لما نقله الأخ (ابن عقيل) من كلام ابن القيِّم رحم الله الجميع =هو ترك إجراء هذه الصِّفة على ظاهرها؛ بحجَّة كونها منقصة للربِّ تعالى.
    وقد قصدتُ بارك الله فيك أنَّ ترك إمرار ما جاء بلا كيفٍ ((ممَّا يتوهَّم)) أنَّه نقصٌ في حقِّ الله تعالى كصفة ((التأذِّي)) والأسف والغضب والمقت و ... و.... = مخالفٌ لمذهب السَّلف، إذ ليست القضيَّة قضيَّة عقليَّة، وليست الصِّفة كالصِّفة حتى يتوهَّم النَّقص فيقع النفي.
    بل هذه الحال هي حال مخالفي السَّلف، كما قال صاحب الجوهرة الأشعريَّة:
    وأيُّ نصٍّ أوهم التشبيها * * * فوِّضه أو أوِّل ترم تنزيهًا
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    وقد ضممت إثبات هذه الصِّفة مع كونها في حقِّ الخالق لا كحالها في حق المخلوق بالحديث الآخر (لن تبلغوا ضري فتضروني)، وكون الله غنيًا عن العالمين... = حتى يستبعد سوء الظن به تعالى علوا كبيرا.
    فتأذِّيه غير تأذي عباده، كسائر صفاته.
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    230

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    أحسنت أخي الكريم،
    عُلِـمَ وفُهِـم ...
    ما تعتبره الناس نهاية، اعتبره أنت بداية، فإنه لا حَـدَّ لكمال.
    (ابن المنير) لا يكتب بهذا المعرف إلا في المجلس العلمي، بالألوكة، فقط.

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    211

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه
    أما بعد,

    الأخ عدنان أحسن الله إليك
    حسنٌ منك وفقك الله الإلتزام بمنهج السلف وطريقتهم (وليس قانونهم) في إثبات صفات الباري جل في علاه وهذه هي الطريقة الأسلم الأحكم الأعلم في كل باب وحرياً بكل طالب علم يبتغي الحق والوصول إليه من سلوك هذا الطريق القويم.

    ولكن وصلك الله بعفوه العبرة بالتطبيق وهو المهم لئلا نفسد ونحن مريدين للخير.

    وأعتقد بأنه قد جانبك الصواب فيما طرحت والباب ليس هو الباب الذي تظن وإليك البيان وعلى الله التكلان:

    يلزمك أخي في الله عند إثبات صفة لله جل في علاه عدة أمور ومنها:

    الأمر الأول:
    أن تكون الصفة صفة كمال محض كما نقلت لك عن ابن القيم رحمه الله وكما سأنقل لك عن ابن تيمية وابن عثيمين رحم الله الجميع.

    يقول شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوى ( 6/71) : الكمال ثابت لله بل الثابت له هو أقصى ما يمكن من الأكملية ، بحيث لا يكون وجود كمال لا نقص فيه إلا وهو ثابت للرب - تبارك وتعالى - يستحقه بنفسه المقدسة " اهـ .

    يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في القواعد المثلى:
    القاعدة الأولى من قواعد في صفات الله:
    صفات الله تعالى كلها صفات كمال، لا نقص فيها بوجه من الوجوه، كالحياة، والعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والرحمة، والعزة، والحكمة، والعلو، والعظمة، وغير ذلك. وقد دل على هذا السمع، والعقل، والفطرة.أهـ

    فهل ما جعلته صفة للباري جل في علاه هي من صفات الكمال المحض؟!

    الأمر الثاني:
    أن تكون دلالة الأدلة من الكتاب أو السنة صريحة على ثبوت هذه الصفة لله جل في علاه, إما بالتنصيص على الصفة أو بالتصريح بفعل أو وصف دال عليها.

    يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تحت القاعدة السابعة من قواعد في صفات الله تعالى:
    ولدلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفة ثلاثة أوجه:
    الأول:التصريح بالصفة كالعزة، والقوة، والرحمة، والبطش، والوجه، واليدين ونحوها.
    الثاني: تضمن الاسم لها مثل: الغفور متضمن للمغفرة، والسميع متضمن للسمع، ونحو ذلك (انظر القاعدة الثالثة في الأسماء).
    الثالث: التصريح بفعل أو وصف دال عليها كالاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والمجيء للفصل بين العباد يوم القيامة، والانتقام من المجرمين، الدال عليها - على الترتيب - قوله تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)(99) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا". الحديث(100). وقول الله تعالى: (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً)(101). وقوله: (إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ)(10 2).أهــ


    الأمر الثالث:
    تعلم وفقك الله بأن الصفات الثبوتية للباري جل في علاه تنقسم إلى قسمين:
    أ*- صفات ذاتية وهي التي لا تنفك عنه سبحانه فلم يزل ولا يزال متصف بها.
    ب*- صفات فعلية وهي التي يفعلها الله سبحانه وتعالى ويوقعها بمقتضى حكمته ومشيئته.

    فيلزمك أن تصنف ما أثبته من أنه صفة (التأذي) أهي من الصفات الذاتية أو من الصفات الفعلية ؟!
    فمن المستحيل أن تقول هي صفة ذاتية لا تنفك عن الباري سبحانه وتعالى عن ذلك.
    وإما أن تقول هي صفة فعلية وهذا النوع إنما هو متعلق بأفعاله سبحانه كيف شاء ومتى شاء.

    وإليك نقول مفيدة عن بعض الائمة في معنى الأذى المذكور:
    قال الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
    باب من سب الدهر فقد آذى الله وقول الله تعالى: (وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ)(109) الآية.
    في الصحيح عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر، وأنا الدهر، أقلب الليل والنهار) وفي رواية: (لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر).
    فيه مسائل:
    الأولى: النهي عن سب الدهر.
    الثانية: تسميته أذى لله.أهــ

    قلت: لاحظ قول الإمام المجدد (تسميته أذى لله) أي من باب الإخبار ولم يقل (إثبات صفة التأذي لله) فتنبه.

    قال الشيخ سليمان بن عبد الله:
    مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد ظاهرة، لأن سب الدهر يتضمن الشرك كما سيأتي بيانه. ولفظ الأذى في اللغة هو لما خف أمره، وضعف أثره من الشرك والمكروه. ذكره الخطابي. قال شيخ الإسلام: وهو كما قال. وهذا بخلاف الضرر، فقد أخبر سبحانه أن العباد لا يضرونه كما قال تعالى:{وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً}. فبين سبحانه أن الخلق لا يضرونه، لكن يؤذونه إذا سبوا مقلب الأمور.أهـ

    قلت: فيه نفي الضرر وإثبات الإخبار عن الأذى الحاصل بسب الدهر لتعظيم هذا الجرم.

    وجاء في الفتح عن الحافظ ابن حجر رحمه الله عند تعليقه على الحديث القدسي: " قَالَ اللَّهُ كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ....الحديث":
    قَالَ الحافظ: والمراد به بعض بني آدم، وهم من أنكر البعث من العرب وغيرهم من عباد الأوثان والدهرية ومن ادعى أن لله ولدا من العرب أيضا ومن اليهود والنصارى.أهـ

    قلت: ألمح الحافظ بأن هذا الحديث من جنس حديث سب الدهر وذلك بذكره الدهرية وقد ذهب إلى هذا الشيخ الألباني وسيأتيك قوله رحمه لله.

    ويؤكد هذا المعنى قول البغوي في تفسير قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَه....الأ ية}:
    قال ابن عباس رضي الله عنهما: هم اليهود والنصارى والمشركون......
    وروينا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقول الله سبحانه وتعالى: شتمني عبدي، يقول: اتخذ لله ولدا، وأنا الأحد الصمد الذي لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوًا أحد .
    وروينا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: "يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر أقلب الليل والنهار" .
    وقيل: معنى "يؤذون الله" يلحدون في أسمائه وصفاته.
    وقال عكرمة: هم أصحاب التصاوير.
    وقال بعضهم: "يؤذون الله" أي: يؤذون أولياء الله، كقوله تعالى: "واسئل القرية" (يوسف-82) ، أي: أهل القرية.أهـ

    قلت: وقول البغوي قال بعضهم أي يؤذون أولياء الله....الى أخره ,
    هذا التفسير تطبيق لقاعدة مقررة عند أهل العلم نقلها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في القواعد المثلى عند القاعدة الرابعة من قواعد في أدلة الأسماء والصفات, قال رحمه الله:
    ظاهر النصوص ما يتبادر منها إلى الذهن من المعاني، وهو يختلف بحسب السياق وما يضاف إليه الكلام، فالكلمة الواحدة يكون لها معنى في سياق، ومعنى آخر في سياق. وتركيب الكلام يفيد معنى على وجه ومعنى آخر على وجه.أهـ وأنظر تتمة الكلام مع الأمثلة فإنه مفيد جداً

    وخرّج الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة (3477): عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قالَ الله: استقرضتُ عَبدي فلم يُقرضني، وشتمني ولم يَنبغ له أن يشتُمني! يقول: وادَهراه! وأنا الدهر، أنا الدهر.

    قال رحمه الله معلقاً: وقد جاء الحديث في الصحيحين وغيرهما من طرق أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه نحوه بألفاظ مختلفة, وقد خرجت بعضها فيما تقدم برقم (531, 532) وهذا الحديث جاء على أسلوب الحديث القدسي الآخر:
    " يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي. قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ؟ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ. قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلاَناً مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ. أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟....الحد يث "أهـ المقصود

    يقول ابن عقيل عفا الله عنه: حديث رقم 531 في السلسلة هو حديث الباب " يؤذيني ابن آدم ....الحديث " فتنبه رعاك الله,
    وحاصل هذا الجمع أنه لم يذهب أحداً من الأئمة على جلالة قدرهم إلى القول بأن هذا الوصف الذي هو على سبيل الإخبار ممكن أن يكون صفة كمال للباري جل في علاه , فإن كانوا اختلفوا في توجيه المعنى ولكنهم اتفقوا في عدم مجرد التفكير في إثبات صفة التأذي من هذه النصوص.

    والغلط دخل عليك أخي عدنان عفا الله عنك حسب ظني من تفريقك الخاطئ بين معنى الآسف (وهو الغضب الشديد) في قوله تعالى { فلما آسفونا} وصفة الغضب الذي هو صفة فعلية ثابتة لله كما يليق بجلاله!!

    فالآسف المذكور في الأية ليس بصفة مستقلة ولكنه يدخل في صفة الغضب الثابتة لله جل في علاه , والله أعلم.

    وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    230

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    أخي الكريم ابن عقيل
    لست في مقام الرادّ عليك، فلست صاحب الموضوع
    ولكن هذه ملاحظات بدت لي
    أكثر كلامك عموميات
    وأمور خارج محل الاستدلال
    وتستدل بإلماحة ابن حجر، وهو معلوم محله في هذا الباب
    ابن عثيمين رحمه الله، يثبت صفة التأذّي، أنظر القول المفيد، ومنه: ( (أثبت الله الأذية في القرآن، قال تعالى: (إن الذين يؤذون الله) ).
    وشيخ الإسلام يثبت، قال في الصارم: (الخلق لا يضرونه سبحانه بكفرهم، و لكن يؤذونه تبارك وتعالى إذا سبوا مقلب الأمور). وفيه: (السب من أذى الله ورسوله باتفاق المسلمين).
    وابن القيم يثبتها، قال في الصواعق: (وليس أذاه سبحانه من جنس الأذى الحاصل للمخلوقين كما أن سخطه وغضبه وكراهته ليست من جنس ما للمخلوقين).
    أخي الكريم
    أراك قد أقحمت عقلك حفظك الله
    وقوام هذا الباب (أمرّوها كما جاءت)
    وإني سائلك أخي الكريم
    عندما تسمع قوله تعالى: (إن الذين يؤذون الله).
    ما موقفك من قوله: (يؤذون الله) ؟
    ما تعتبره الناس نهاية، اعتبره أنت بداية، فإنه لا حَـدَّ لكمال.
    (ابن المنير) لا يكتب بهذا المعرف إلا في المجلس العلمي، بالألوكة، فقط.

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    39

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    قال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين غفر الله له :
    هناك فرق بين الضرر والأذي، ولهذا قال الله تعالي في الحديث القدسي: " يا عبادي ! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني " (1)، وقال سبحانه وتعالي: { إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة } [ الأحزاب: 57]، وفي الحديث القدسي: " يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر، وأنا الدهر" (2)، فأثبت الأذي ونفي الضرر، وهذا ممكن، ألا ترى الرجل يتأذي برائحة البصل ونحوه، ولا يتضرر بها.

    وقال في كتابه القول المفيد:
    (يؤذيني ابن آدم). أي: يلحق بي الأذى؛ فالأذية لله ثابتة ويجب علينا إثباتها؛ لأن الله أثبتها لنفسها، فلسنا أعلم من الله بالله، ولكنها ليست كأذية المخلوق؛ بدليل قوله تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) (الشورى: 11) وقدم النفي في هذه الآية على الإثبات، لأجل أن يرد الإثبات على قلب خال من توهم المماثلة، ويكون الإثبات حينئذ على الوجه اللائق به تعالى، وأنه لا يماثل في صفاته كما لا يماثل في ذاته، وكل ما وصف الله به نفسه؛ فليس فيه احتمال للتمثيل؛ إذ لو كان احتمال التمثيل جائزاً في كلامه سبحانه وكلام رسوله فيما وصف به نفسه؛ لكان احتمال الكفر جائزاً في كلامه سبحانه وكلام رسوله.
    وقال أيضا رحمه في جواب لسؤال :
    " يؤذيني ابن آدم" أي إنه سبحانه يتأذى بما ذكر في الحديث، لكن ليست الأذية التي أثبتها الله لنفسه كأذية المخلوق، بدليل قوله تعالى { : ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } (1) فقدم نفي المماثلة على الإثبات، لأجل أن يرد الإثبات على قلب خال من توهم المماثلة، ويكون الإثبات حينئذ على الوجه اللائق به تعالى، وأنه لا يماثل في صفاته، كما لا يماثل في ذاته، وكل ما وصف الله به نفسه ليس فيه احتمال للتمثيل، إذ لو أجزت احتمال التمثيل في كلامه سبحانه وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم في صفات الله، لأجزت احتمال الكفر في كلام الله سبحانه وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم لأن تمثيل صفات الله تعالى بصفات المخلوقين كفر لأنه تكذيب لقوله تعالى: { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير }

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    1,184

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    منشأ الخلاف هنا مرجعه إلى اعتبار "التأذي" صفة مذمومة ، لذلك يحاول البعض "تنزيه" الخالق عنها مع ثبوتها بالنص ، وهذا هو منهج المعطلة في أسوأ الأحوال ومنهج المؤولة في أحسنها. صفة "التأذي" ليست بمذمومة على كل حال ، فعلى مستوى البشر ، ولله المثل الأعلى ، من لا يتأذى برؤية الظلم ووقوع الجور ، يعتبره العقلاء متبلداً عديم الغيرة ، ويرون خلاف ذلك من المحامد التي هي من مقتضى الطبع الحسن السوي ، أفلا يكون ذلك لله سبحانه على الوجه الذي يليق به ؟

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    الأخ ابن عقيل هداك الله للحق
    طريقتك في سرد ماذكرته ممَّا ظنَنْتَ أنَّه حُجَّة لك هو نفس منهاج المعطِّلة لو تأمَّلتَ، وقد حذَّرتك قبلُ بـ(إيَّاك).
    وقد كفاني الأخوة بارك الله فيهم النَّقل عن الأئمَّة في إثبات ما قرَّرْتُه، ولا والله ما اطَّلَعتُ على قول ابن عثيمين ولا ابن تيميَّة ولا ابن القيم رحمهم الله إلاَّ السَّاعة، ولم أفعل غير أني عقلت (قانون) السَّلف في هذا الباب فأجريته، فإذا النتيجة هي النتيجة، والحمدلله على توفيقه.
    وقد أقحمتَ -هداك الله- نفسك في شيء لم تنضج فكرته لديك، وقد كان في التأني لك السَّلامة.
    وفقني الله وإيَّاك لمحابِّه.
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري مشاهدة المشاركة
    كما قال صاحب الجوهرة الأشعريَّة:
    وأيُّ نصٍّ أوهم التشبيها * * * فوِّضه أو أوِّل ترم تنزيهًا
    ثم راجعت الجوهرة مع شرحها فإذا البيت هكذا:
    وأيُّ نصٍّ أوهم التشبيها أوِّلْهُ أو فوِّض ورُم تنْزيهًا
    ذكرت هذا للفائدة..
    طلب من الأخوة، هل أجد عند أحدكم منظومة ابن عاشر في وورد أو Pdf؟ أومضمَّنة في شرحها؟
    وفقني الله وإياكم لمحابِّه
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري مشاهدة المشاركة
    طلب من الأخوة، هل أجد عند أحدكم منظومة ابن عاشر في وورد أو Pdf؟ أومضمَّنة في شرحها؟
    وفقني الله وإياكم لمحابِّه
    عفواً على سبق اليد، قصدت منظومة أم البراهين للسنوسي.
    بارك الله فيكم
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,642

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.


    بارك الله فيكم يا شيخ عدنان وفي الإخوة الفضلاء

    يسرني متابعتك لصفحتي على الفيسبوك
    http://www.facebook.com/profile.php?...328429&sk=wall

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,469

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    وفق الله الجميع للخير
    لا تثريب على الجميع
    بل هي مدارسة أول من إستفاد منها أنا
    وكلٌ قال بما يعتقد أنه صواب ولا يعني ذلك أن الحق مع الجميع ولكن بهذا النقاش
    المبارك تبين الصواب وزالة الشبهة ...
    اللهم احفظ إخوتي وبارك لهم في علمهم وحببهم لبعضهم واجعلهم شوكة في نحر كل أشعري ....
    قال العلامة الأمين : العقيدة كالأساس والعمل كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار

  20. #20

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    هل يفهم من هذا الحوار أن إثبات صفة التأذي مبني على الظن؟
    هل من نفى صفة التأذي يعتبر معطلا أم لا؟

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •