تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 3 من 7 الأولىالأولى 1234567 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 60 من 140

الموضوع: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

  1. #41
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    211

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    هداك الله وأصلح حالك يا حمادي

    فقول الأخ عدنان بأن ما سقته من حجج وهي أقوال ائمة في العلم والعمل إنما هي من منهاج المعطلة ؟!!

    ثم تزعم بأنه لم يخطأ وذلك بقوله إن من نفى صفة واحدة لا يسمى معطلاً !!؟

    ما هذا الفتح !!

    ثم إني أعيذك من الظلم وقولك (أنت ومن شابهك)
    فأذهب إلى مشاركاتي ومع الأخ عدنان نفسه وأنظر هل فيها ما ترميني به
    وأما في هذه المشاركة فحالي هو أمتثال قول الله تعالى {لاَّ يُحِبُّ ٱللَّهُ ٱلْجَهْرَ بِٱلسُّوۤءِ مِنَ ٱلْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ ٱللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً}
    ومع ذلك لم أزد عن وصف حال الأخ عدنان في هذا الموضوع مع الدعاء له بالعفو والمغفرة
    والله المستعان

  2. #42
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    اترك مثل الجدر والوتد، فإنَّما هو مثال فيه نفس التشفي والانتقام، وأجب على ما ذكرت لك من حجج دون نبزٍ أو لمزٍ يعود عليك بالشين.
    وأمَّا مسألة اتهامك لي بأنَّي وصفتك بالتعطيل فأرجو منك إثباته، غاية ما ذكرته أنَّ نفيك للصِّفة بحُجَّة كونها ليست صفة كمال في مقابل النَّصِّ الصَّريح وكلام أهل العلم (السَّلفيين) =هو نفْسُ حُجَّة ومنهج المعطِّلة المؤِّولة، وبيَّنتُ في ردِّي على كلام (شرف الدين بن علي) أنَّه ليس مَن وافق المعطِّلة في شيءٍ صار منهم.
    ولا إشكال في كلام (شرف الدِّين) عليه لأنَّه ارتضى منهجًا هو سائرٌ عليه، لكن الإشكال في من ينتسب لمذهب السَّلف ويسير على منهج غيرهم بتخليط وتلفيق يزعمه علمًا.
    وأمَّا أنِّي وصفت أوقصدت أهل العلم -الذين لفَّقت عليهم قولَك- بالتعطيل =فهذا بهتان لا حُجَّة لك فيه.
    ولو اختصرتُ لك الجواب فهل لك أن تذكر نصًّا عن أحد من السَّلف في نفي هذه الصِّفة.
    وقد صبرت وغيري على تعقيبك وتخليطك الأخير أيامًا مديدة فهل لك أن تمهلني ليلة لأفرغ وأبين ما ذكرتَه من الخلط، الذي زعمته علمًا، ونسبته إلى أهل العلم، وحنى يتبيَّن من الجاهل في المسألة والظالم لأخيه!
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  3. #43
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,642

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل مشاهدة المشاركة
    هداك الله وأصلح حالك يا حمادي

    آمين، أسأل الله الهداية لي ولك
    لا أدري كيف تقرأ الكلام!

    أنا لم أحكم بأن الشيخ عدنان لم يخطيء، إنما حكمت على ما في أسلوبك من التجاوز
    وأما ما ذكرتُه لك من كون الشيخ لم يصفك بالتعطيل فهذا ظاهرٌ لا يحتاج إلى شرح
    فأنصحك بقراءة الكلام مراراً قبل الرد

    وأما زعمك أنك وصفتَ الشيخ عدنان بما هو فيه فدعوى باطلة
    وأما وصفي لك بكثرة الغمز في مشاركاتك فأمثلته متوفرة، وقد حذفت لك مشاركات كثيرة
    تضمنت إساءات لبعض المشايخ وبعض الأعضاء

    المهم، لا أريد الإكثار من الخوض معك في هذا الكلام، وليواصل الكلام العلمي في هذه المسألة
    بعيداً عن إساءة الأدب

    يسرني متابعتك لصفحتي على الفيسبوك
    http://www.facebook.com/profile.php?...328429&sk=wall

  4. #44
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده، وبعد.
    فإنِّي كنت أحسن الظَّنَّ بهذا الرجل وكنت قد أعرضتُ عن تخليطاته في تعقيبه الأوَّل وعن الذي أضاع وقته فيه من كتابة كثيرٍ شيءٍ لا علاقة له بما نحن فيه، إذ أتعب نفسه في إلقاء محاضرةٍ في قواعد الصِفات لم ولن ولا نختلف فيها، وبما أنَّ الرَّجل قد زاد تعنُّته وتخليطه في تعقيبه الآخِر فلم أشأ ترك ما سطَّره من التَّخليط في تعقيباته كلها وأحببت كشف ذلك له وللأخوة حتَّى يرتدع غيره ممَّن يعجلون فيغلطون.
    وسألتزم -إن شاء الله- في الغالب تعقُّب ما فيه النفع العلمي، مع غضِّ الطَّرف عن التنبيه على كثرة أخطائه النَّحويَّة والإملائيَّة التي ينبغي لطويلب العلم أن يصلحها قبل التأهُّل للكتابة، إذ هو أمرٌ معيبٌ، وكذا ما دوَّنه من الكلمات التي فيها نبز وهمز ولمز فسأكتفي فيها الآن بقوله تعالى: (سلامًا).
    وسأجعل الرد على حلقات لضيق الوقت وطول الكلام والتخليط الذي ساقه:
    وسأبدأ بأهم هذه النُّقاط، وهي مسألة (صفات الكمال والنَّقص)؛ لأنَّها الشبهة التي أوقعت هذا الرجل في تخليطه:
    قال :

    [/SIZE][/COLOR]
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل مشاهدة المشاركة
    يلزمك أخي في الله عند إثبات صفة لله جل في علاه عدة أمور ومنها: الأمر الأول: أن تكون الصفة صفة كمال محض كما نقلت لك عن ابن القيم رحمه الله وكما سأنقل لك عن ابن تيمية وابن عثيمين رحم الله الجميع.
    يقول شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوى ( 6/71) : الكمال ثابت لله بل الثابت له هو أقصى ما يمكن من الأكملية ، بحيث لا يكون وجود كمال لا نقص فيه إلا وهو ثابت للرب - تبارك وتعالى - يستحقه بنفسه المقدسة " اهـ .
    يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في القواعد المثلى: القاعدة الأولى من قواعد في صفات الله: صفات الله تعالى كلها صفات كمال، لا نقص فيها بوجه من الوجوه، كالحياة، والعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والرحمة، والعزة، والحكمة، والعلو، والعظمة، وغير ذلك. وقد دل على هذا السمع، والعقل، والفطرة.أهـ
    فهل ما جعلته صفة للباري جل في علاه هي من صفات الكمال المحض؟!
    هذه النُّقول التي نقلها عن الشَّيخين خلاصتها في السَّطر الأخير وهو قوله: "فهل ما جعلته صفة للباري جل في علاه هي من صفات الكمال المحض؟!".
    والجواب باختصار: (نعم).
    ولو أشغل وقته بدراسة قواعد الإملاء والنَّحو بدل صرفه في سرد هذه النُّقول التي يعرفها طويلب علمٍ مبتديءٍ لكان أولى له، وله والحمدلله الآن متَّسعٌ لإدراك ذلك.
    نعم.. قد تكون لنقوله تلك فائدة لو ذُكِر فيها نصُّ واحدٌ عن أيِّ إمامٍ سلفيٍّ في الدُّنيا يدلُ على كون التأذي صفة نقصٍ في حقِّه تعالى، ولكنَّه لم يفعل، ولن ولا؛ إذ فاقد الشيء لا يعطيه.
    وأمَّا التَّشكيك بالتَّخليط في كون هذه الصِّفة من صفات الكمال أوليست كذلك فقد نقلت له عن الإمام ابن القيِّم كلامًا واضحًا يبيِّن كيفيَّة كونه صفة كمالٍ فقام طويلب العلم هذا بتحريف معناه وتفسيره على ما اشتهاه، ويأبى كلام ابن القيِّم ذلك، وإليكم برهان ذلك:
    فممَّا نقلته لو كان ينفعه قولَ ابن القيِّم رحمه الله في الصَّواعق: "إنَّ ما وَصَفَ الله سبحانه به نفسه من المحبَّة، والرَِّضى، والفرح، والغضب، والبغض، والسَّخط =من أعظم صفات الكمال؛إذ في العقول: أنَّا إذا فرضنا ذاتين: إحداهما: لا تحبُّ شيئًا، ولا تبغضه، ولا ترضاه، ولا تفرح به، ولا تبغض شيئًا، ولا تغضب منه، ولا تكرهه، ولا تمقته.
    والذات الأخرى: تحبُّ كلَّ جميلٍ من الأقوال والأفعال والأخلاق، والشِّيَم، وتفرح به، وترضى به، وتبغضُ كُلَّ قبيحٍ يسمى، وتكرهه، وتمقته، وتمقت أهله، وتصبر على الأذى، ولا تجزع منه، ولا تتضرَّر به=كانت هذه الذَّات أكمل من تلك الموصوفة بصفات العَدَم، والموات، والجهل، الفاقدة للحِسِّ..." الخ كلامه، وانظرو باقيه في التعقيب السالف.
    ومع هذا النَّصِّ الصَّريح والبيان الجميل في كيفيَّة كون التأذِّي -لا الضَّرر- صفة كمالٍ فهل نفع هذا النَّقل صاحبنا وكبح من جماح العجلة والتَّخليط عنده؟ كلاَّ بل زاد الطِّين بِلَّة بتحريف معنى كلام ابن القيِّم وليِّه على هواه ومبتغاه ممَّا يدركه الأصاغر قبل الأكابر.
    انظروا بم علَّق هذا الرجل على هذا الكلام بعد أن قرأه:

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل مشاهدة المشاركة
    "...لم ينص أحد ممن ذكرتهم ولا حتى من ذكرهم الأخ عدنان أو غيره ممن وافقه على ما ذهب إليه من أن الأذية صفة كمال لله جل في علاه.....
    .
    الإمام ابن القيَّم يقول إنَّ من أعظم صفات الكمال الصِّفات التي تتَّصف بها الذات التي: "تصبر على الأذى، ولا تجزع منه، ولا تتضرَّر به"، وهو يتكلَّم عن صفات الله تعالى لا عن صفات زيد أوعمرو!
    فكيف يريد صيغة النصَّ إن كان كلام ابن القيِّم ليس نصًّا ظاهرًا فيما طلبَ؟
    ولو قلبت عليه حجَّته المتهاوية لقلت: ولم ينصَّ أحدٌ من (السَّلفيَّة) أنَّ التأذي صفة نقصٍ في حقِّه تعالى.
    والحُجَّة في إثبات الصِّفة ابتداءً كما تقدَّم في تعقيب سابق لي، لا له، إذ لن يجد هو ولا أحدٌ نصًّا عن السَّلف في إثبات كلِّ الصِّفات، بلْه وجدانه لنصٍّ فيه أنَّها صفات كمال لا نقص، حتى يرضي ذلك ابن عقيل فيقبله؟!
    ثم قال بعيد ذلك:

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل مشاهدة المشاركة
    فصفات الكمال الفعلية الثابتة لله جل في علاه هي إختيارية تتعلق بفعل الله ومشيئته لا بفعل المخلوق ومشيئته تعالى الله عن ذلك.
    ومثل ذلك صفات الغضب والرضى والسخط وغيرها قال تعالى{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَوَلَّوْاْ قوْماً غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُواْ مِنَ ٱلآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ ٱلْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ ٱلْقُبُورِ }[الممتحنة:13] وقوله{ كُلُواْ مِن طَيبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلاَ تَطْغَوْاْ فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ }[طه:81] وكما في صحيح مسلم (إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله). وكما في قوله تعالى{ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ } وقوله في الحديث القدسي في مسلم (سخطي) وقوله عليه الصلاة والسلام في مسلم (مِنْ ضِحْكِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
    رزقك الله الفهم والتأنِّي! قد لا يُدرى ابتداءًا ما علاقة هذه الخطبة بما نحن فيه؟
    وقد يُقال: أقال أحدٌ من النَّاس ههنا إن صفة التَّأذي قامت بالمخلوق، أوبالله لكن بإرادة المخلوق ومشيئته؟! فلم هذه الخطبة العصماء ههنا؟
    ولا عجبَ فسيأتي بعد قليل لم خطب هذه الخطبة وإلى أي شيءٍ ساقه هذا التَّخليط وإلامَ يرمي.

    قال:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل مشاهدة المشاركة
    فتجد صفة الكمال مصرحاً بها كقوله (غضبي) أو بإسناد الفعل له سبحانه كما في قوله (غَضِبَ الله).
    ولا تجد هذا المعنى في صفة التأذي المزعومة بل كلا الخبرين مسند الفعل فيهما للعبد وذلك في قوله (إن الذين يؤذون الله) وقوله (يؤذيني ابن آدم).
    لا أدري بأية لغة تتكلَّم؟ تقول: إنَّ مسند الفعل في الخبرين للعبد؟! يبدو أنَّك اختلطت فلم تعد تدري أتتكلَّم عن المؤذِي -بكسر الذال المعجمة- أو عمَّن حصلت له الأذية؟ إنَّ هذا لشيءٌ عجاب!
    يا هذا نحن نتكلَّم عن (التَّأذي)، لا (فعل الأذى) فافهم ما تقرأ!
    قد قامت صفة التأذي بالله تعالى في قوله: (يؤذيني)؟ الياء في (يؤذيني) ما موقعه من الإعراب وما معناه؟
    المتكلِّم بهذا الخطاب هو الله تعالى وقد قال: (يؤذيني)، ولو بسَّطتُ لك الشَّرح -كما يُفعل مع من الناشئة في متن الآجروميَّة- لقلت: إنَّ معنى (يؤذيني) يعني: (يؤذي فلانٌ أنا)!
    وأمَّا تخليطك بذكر مثال الغضب فأسألك: ما الفرق في الياء في (غضبي)، والياء في (يؤذيني)؟!
    معناه على نفس الطريقة المبسَّطة (غضب أنا!)، (يؤذي هو أنا).
    وكما أنَّه ليس المعنى في (غضبي) هو (غضب أنت!) فكذا ليس المعنى في (يؤذيني) هو (يؤذي أنت أنت؟!!!).
    والحاصل: أنَّ الغضب منسوبٌ إليه، والتأذِّي منسوبٌ إليه.
    واعذرونا على هذا التطريف فبه يحصل التَّفهيم!
    وأيضًا.. فإنَّك تقول إنَّ في قوله تعالى: (يؤذون الله) مسند الفعل للعبد؟ وهذا من عجائبك أيضًا ! أتتكلَّم عن المؤذِي -بكسر الذال المعجمة- أو عمَّن حصلت له الأذية؟ ما موقع (الله) من الإعراب حتى تعرف معنى ما تتكلَّم عنه!
    يا أخي ارفق بنفسك... فرَّق أوَّلًا بين مَن فعل الأذية ومن تأذَّى بها إن كنتَ تحسن الخطاب العربيَّ وتفهمه ثم تأهَّل لدخول نقاشٍ لا تحسنه.
    ولهذا فقد سألت هذا الكاتب وغيره سؤالًا مختصرًا فلم يجبني بغير اللَّتِّ والعجن، وأعيده الآن: ما معنى (يؤذيني) و(يؤذون الله)؟
    هل تفسِّره بما نقلته عن البغوي -تقليدًا- أي يؤذون عباد الله؟!!

    ونأتي الآن إلى المنزلق الخطير الذي يهون بجانبه كل ما تقدَّم من التَّخليط حين قال:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل مشاهدة المشاركة
    فعلى هذه الحال تكون صفة (التأذي) متوقفة على قيامها بذات الله سبحانه , بفعل الساب وذلك بسب الدهر أو بغيرها من أفعال العباد الموذية له تعالى الله عن ذلك.!! وهذا ممتنع في صفات الكمال لرب العزة والجلال".
    رزقك الله الفهم والتأنِّي في الكلام على صفات الله، وتعالى سبحانه عن هذا الكلام البدعي الذي سطرته ههنا، وقد حذَّرتك قبلُ لكن لا فائدة.
    فالذي يظهر من كلامك جليًّا أنَّ قيام صفة التأذِّي بالله يوهم أنَّه كان بتأثيرٍ من العبد، لا بإرادة الرب وقدرته! وأنَّ هذا سبب امتناعك من إثباتها!
    ولا معنى لكلامك غير هذا.
    ولن أطيل معك في الرَّدِّ على هذه الشُّبهة البدعيَّة التي لك سلفٌ من المبتدعة فيها، لكن ليس في هذه الصِّفة بل في كلِّها، ومن التزم قاعدة في الجميع خيرٌ ممَّن أعمل في بعض وأهمل في آخر، ولعلِّي أعود في مناسبةٍ أخرى لبيان هذه الشُّبهة البِدعيَّة وتفصيل القول فيها.
    والآن ليزمك بناء على هذه الشُّبهة البدعيَّة التي هي من أُسس نفيك لهذه الصِّفة أنْ تجريها على مثيلاتها إن كنتَ منصفًا غير متذبذبٍ في قواعدك المنخرمة التي سبقك بها المبتدعة المعطِّلة.
    وبناءً على قاعدتك الذَّهبيَّة فاللهُ لا يتَّصف بصفة الغضب؛ لأنَّ الذي قيامها به كان بفعل العبد حين كفر أوفسق.
    وأيضًا.. اللهُ لا يتَّصف بصفة المحبَّة؛ لأنَّ قيامها به كان بفعل العباد حين تابوا وتطهَّروا واتَّقوا الله.
    وهكذا في بقيَّة صفات الأفعال التي هي على مثالٍ واحدٍ زلق فيه الصِّفاتيَّة، وتبعهم من حيث لا يشعر هذا الكاتب.
    وتأمَّلُوا هذا التَّخليط: الرَّجل يتكلَّم مرَّةً عن صفة التأذِّي ويزعم أنَّها لا تثبت لله من منطلق أنَّها "بفعل المخلوق ومشيئته تعالى الله عن ذلك"، ومرَّةً لأنَّها: "متوقفة على قيامها بذات الله سبحانه, بفعل الساب، وذلك بسب الدهر أو بغيرها من أفعال العباد الموذية له تعالى الله عن ذلك.!! وهذا ممتنع في صفات الكمال لرب العزة والجلال".

    ما الممتنع يا أخي؟!
    قد خلق الله العبد وأذاه، والصِّفة قامت به لا بغيره، والعبد لم يفعلها له، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا.
    إن كانت صفة التأذِّي فلِمَ لا تجري هذا الامتناع في بقيَّة الصَّفات التي مثَّلت لك بها، كالغضب والمحبَّة.
    نسأل الله العافية والسَّلامة!
    وقد ألمحت سلفًا أنَّ: التشبيه طريق التعطيل!

    أكتفي بهذا القدر من الرَّدِّ على هذا التَّخليط، ولي وقفات أخرى في حلقات قادمة بحول الله وقوَّته، وصلَّى الله على نبيِّنا محمِّدٍ وآله وصحبه أجمعين.
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  5. #45
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    230

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    أحسنت أخي الحبيب الشيخ عدنان
    وسنجتهد إن شاء الله تعالى في متابعة ما ستتفضل به من بيان
    وإن كان ليس كل مَن خالف يُلتَفَت إلى خلافه ...
    ما تعتبره الناس نهاية، اعتبره أنت بداية، فإنه لا حَـدَّ لكمال.
    (ابن المنير) لا يكتب بهذا المعرف إلا في المجلس العلمي، بالألوكة، فقط.

  6. #46
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    بارك الله فيكم أخي الفاضل... ولعلَّك وبقيَّة الأخوة تشاركوني في الإفادة.

    فصلٌ: تعقيب ونقلٌ عزيزٌ في الرَّد على شبهة ابن عقيل (الجهميَّة):
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري مشاهدة المشاركة
    ونأتي الآن إلى المنزلق الخطير الذي يهون بجانبه كل ما تقدَّم من التَّخليط حين قال:
    رزقك الله الفهم والتأنِّي في الكلام على صفات الله، وتعالى سبحانه عن هذا الكلام البدعي الذي سطرته ههنا، وقد حذَّرتك قبلُ لكن لا فائدة.
    فالذي يظهر من كلامك جليًّا أنَّ قيام صفة التأذِّي بالله يوهم أنَّه كان بتأثيرٍ من العبد، لا بإرادة الرب وقدرته! وأنَّ هذا سبب امتناعك من إثباتها!
    ولا معنى لكلامك غير هذا.
    ولن أطيل معك في الرَّدِّ على هذه الشُّبهة البدعيَّة التي لك سلفٌ من المبتدعة فيها، لكن ليس في هذه الصِّفة بل في كلِّها، ومن التزم قاعدة في الجميع خيرٌ ممَّن أعمل في بعض وأهمل في آخر، ولعلِّي أعود في مناسبةٍ أخرى لبيان هذه الشُّبهة البِدعيَّة وتفصيل القول فيها.
    والآن ليزمك بناء على هذه الشُّبهة البدعيَّة التي هي من أُسس نفيك لهذه الصِّفة أنْ تجريها على مثيلاتها إن كنتَ منصفًا غير متذبذبٍ في قواعدك المنخرمة التي سبقك بها المبتدعة المعطِّلة.
    وبناءً على قاعدتك الذَّهبيَّة فاللهُ لا يتَّصف بصفة الغضب؛ لأنَّ الذي قيامها به كان بفعل العبد حين كفر أوفسق.
    وأيضًا.. اللهُ لا يتَّصف بصفة المحبَّة؛ لأنَّ قيامها به كان بفعل العباد حين تابوا وتطهَّروا واتَّقوا الله.
    وهكذا في بقيَّة صفات الأفعال التي هي على مثالٍ واحدٍ زلق فيه الصِّفاتيَّة، وتبعهم من حيث لا يشعر هذا الكاتب.
    وتأمَّلُوا هذا التَّخليط: الرَّجل يتكلَّم مرَّةً عن صفة التأذِّي ويزعم أنَّها لا تثبت لله من منطلق أنَّها "بفعل المخلوق ومشيئته تعالى الله عن ذلك"، ومرَّةً لأنَّها: "متوقفة على قيامها بذات الله سبحانه, بفعل الساب، وذلك بسب الدهر أو بغيرها من أفعال العباد الموذية له تعالى الله عن ذلك.!! وهذا ممتنع في صفات الكمال لرب العزة والجلال".

    ما الممتنع يا أخي؟!
    قد خلق الله العبد وأذاه، والصِّفة قامت به لا بغيره، والعبد لم يفعلها له، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا.
    إن كانت صفة التأذِّي فلِمَ لا تجري هذا الامتناع في بقيَّة الصَّفات التي مثَّلت لك بها، كالغضب والمحبَّة!
    قال في مختصر الصواعق المرسلة (ص/207-208): "فصلٌ : في ذكر حُجَّة الجهميِّ على أنَّه سبحانه لا يرضى ولا يحبُّ ولا يسخطُ ولا يفرح، والجواب عنها:
    احتجَّ الجهميُّ على امتناع ذلك عليه بأنَّ اهذا نفعالٌ وتأثيرٌ عن العبد، والمخلوق لا يؤثِّر في الخالق، فلو أغضبه أوفعل ما يفرح به لكان المحْدِثُ قد أثَّر في القديم تلك الكيفيَّات، وهذا محالٌ.
    هذا الشُّبهة من جنس شبههم التي تدهش السَّامع أوَّل ما تطرق سمعَهُ، وتأخذ منه وتروعه، كالسِّحر الذي يُدهشُ النَّاظر أوَّل ما يراه.
    والجواب من وجوه: ...".
    ثمَّ ذكر رحمه الله هذه الوجوه وهي خمسٌ، ألخِّصُها لعضيق وقتي عن نقله، وللقاريء مراجعة ذلك بعدُ:
    1- الوجه الأول: أنَّ الله تعالى خالق كلِّ شيءٍ وربِّه ومليكه، وكلُّ ما في الكون من أعيان وأفعالٍ وحوادث فهي بمشيئته وتكوينه... فالمخلوق أضعف وأعجز أن يؤثِّر فيه، بل هو الذي خلق ذلك كلَّه فيه على علمه...
    2- الوجه الثاني: أنَّ التأثير لفظٌ فيه اشتباهٌ وإجمالٌ، أتريد به أنَّ غيرَه لا يعطيه كمالًا لم يكن له، ويُوجِِدَ فيه صفةً كان فاقدها؟ فهذا معلومٌ بالضَّرورة.
    أم تريد أنَّ غيرَه لا يسخطهُ ولا يغضبه، ولا يفعل ما يفرح به أويحبَّه أو يكرهه، ونحو ذلك، وليس معك في نفيه إلَّا مجرَّد الدَّعوى بتسمية ذلك تأثيرًا في الخالق.
    3- الوجه الثالث: أنَّ هذا يبطل محبَّته لطاعات المؤمنين، وبغضه لمعاصي المخالفين، وكراهته لظلم الظالمين إذا فعلوا ذلك.
    4- الوجه الرابع: أنَّ هذا يُنْتَقض بإجابة دعواتهم، وإغاثة لهفاتهم، وسماع أصواتهم، ورؤية حركاتهم وأفعالهم، فإنَّ هذه كلها أمور متعلقة بأفعالهم.
    فما كان جوابك عنها في محل الإلزام، فهو جواب منازعيك لك في هذا المقام.
    وانظر أصل الكلام في الصَّواعق (4/1462).
    وللحديث بقيَّة.. وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد وآله وصحبه أجمعين.
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  7. #47
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,699

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن السديس مشاهدة المشاركة
    الأخ ابن عقيل وفقه الله
    كلام المشايخ واضح وفيه جواب على طلبك الأول، وكلامك الأخير: نقول مجملات خارج السياق، وزدت على هذا غلظة ليست في محلها، ثم أردفتها بتهمٍ أخونا الشيخ عدنان بريء منها.
    وحقيقة هذا النَفَس الذي يسلكه الأخ بن عقيل في النقاش نفس سيء مرفوض، يورث الشحناء وينفر القلوب، وقد اقترح بعض من المشرفين إيقافه، فإن استمر على هذا المنوال فنحن نعتذر له مقدما ونفيده أنا : لا نقبل تكدير الجوء الأخوي الذي نعيشه .
    الأخ الشيخ عدنان وفقه الله
    ليتك أخي الكريم
    علقت على كلام الأخ وبينت ما فيه من غير تعرض لتحقيره وتجهليه والتزمت ما ذكرتَ في أول مشاركتك.
    أقول هذا من باب العدل والنصيحة للجميع .
    نسأل الله أن يهدينا جميعا وأن يؤلف بين قلوبنا.

  8. #48
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    بارك الله فيكم على النَّصيحة.
    وإن كنت لا أراني حقَّرتُ الرجل بقدر ما بيَّنتُ خطأه ووصفت واقعه بتخليط المسائل والأقوال وعدم تحريره لها.
    ووصف الشَّخص بكونه لا ينتبه للأخطاء في النحو والإملاء أويخلط بين المسائل ويحرِّف مقصود أهل العلم بالبرهان ليس كاتِّهامه بتهمٍ باطلةٍ.
    ولم أصفه بظلمٍ وتعالم... ونحو ذلك من السِّباب كما فعل دون حجَّة ولا برهان، بل بيَّنت كلَّ ما ذكرته بالحُجَّة والبرهان، وما سيأتي في حلقات تالية يوضِّح ذلك بجلاء.
    وأنت تعلم أنِّي قد أعرضت عنه أولًا وثانيًا لكنَّه أبى إلَّا هذا الأسلوب الذي ارتضاه لغيره فليرض شيئًا منه لنفسه.
    وعلم الله أنِّي ما أردُّت ولا أريد في ذا الموضوع إلَّا الإفادة لا ما وقع ممَّا كان هو سببًا فيه.
    وعلى كلٍّ... فأنا ملتزمٌ البيان، وآخذٌ بالنُّصح، شاكرًا لك فيه.
    ثم إن أحببت أن أعود للمشاركة السَّابقة فأحذف منها تلك الكلمات التي فيها شدَّة فلا مانع عندي ألبتَّة، لكن أتيحوا لي المجال لأحرِّر وأحذف، وأسأل الله لنا العفو والتوفيق.
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  9. #49
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    211

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
    أما بعد,

    اعلم يا عدنان عفا الله عنك بأن نوع العالم المحمود الذي قرنه الله تعالى مع نفسه وملائكته في قوله تعالى {شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَٱلْمَلاَئِكَة وَأُوْلُواْ ٱلْعِلْمِ قَآئِمَاً بِٱلْقِسْطِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ} إنما هو العالم الذي يخشى الله كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: إنما العلم الخشية.

    والعكس بالعكس فقد حُذرنا من كل منافق عليم اللسان كما قد صح عند الألباني رحمه الله إن عمر خطب الناس فقال رضي الله عنه , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: : " إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان ".

    وقد أحسنت بمحاولتك إهدائي عيوبي بخصوص الأخطاء النحوية والإملائية كما تزعم ولكنك قصرّت في البيان ولعلك إن بينت جعلناها منقبة لك ولكنك بؤت بالمنقصة لقصدك السيء نعوذ بالله من التعالي والكبرياء.

    واعلم يا عدنان أصلحك الباري بأن إسماعيل بن أبي خالد وقد لقي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فاحش اللحن، قال عبد الله ابن الإمام أحمد: كان إسماعيل يقول: حدثني فلان عن أبوه.
    ورغم هذا قال الإمام أحمد : أصح الناس حديثًا عن الشعبي: إسماعيل ابن أبي خالد، وقال أبو حاتم: لا أقدِّم عليه أحدًا من أصحاب الشعبي، وهو ثقة. [ العلل ومعرفة الرجال (647)]

    وقال الذهبي في ترجمة إبراهيم النخعي في الميزان (1/ 75): " كان لا يُحكِم العربية، وربما لحن ".

    فأين المسكين ابن عقيل من هولاء الجبال , ولكنني أحول تلمس أثارهم , والسير على دربهم , وتأكد بأنني قد عقلت نصيحتك ولم ألو جهداً في تحقيقها ومن سار على الدرب وصل.

    ومع هذا فلتفهم يا عدنان بأن اللحن في العربية لا يعلو بخطره على خطر الجهل بالعقيدة بل وفي باب هو من أهم أبوابها وهو باب صفات الباري جل في علاه ابها إلا وهو صفات الله العُلى.

    والأن عليّ بيان هذا الوصف القائم في جانبكم يا شيخ عدنان غفر الله لنا ولك:

    أولاً: لازلت في بهتانك وتصميمك بأنني أنكر الأذية الثابتة لرب البرية بل وتدعي بأني أولتها تقليداً للإمام البغوي رحمه الله الذي أحسبك لا تعرف قدره عند أهل العلم.

    وحتى لا يغتر المغترون بما تخطه يداك فلا يعرفوا لهذا الإمام قدره أقول:
    الإمام البغوي رحمه الله لم يأول قول الله تعالى {إن الذين يؤذون الله ورسوله} ولكنه فسره في أحد أقواله على قاعدة المجاز التي يقول بها البغوي وبعض ائمة أهل السنة في اللغة ومنهم الخطيب البغدادي ومن المعاصرين الشيخ محمد على آدم الأثيوبي نزيل مكه.
    فهم يجيزون المجاز في اللغة ولكنهم لا يجيزونه في باب الصفات مطلقاً , وقد خالفهم القسم الثاني من أئمة أهل السنة وعلى رأسهم الإمامين ابن تيمية وابن القيم ومن المعاصرين الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان فنفوا المجاز مطلقاً.

    يقول الشيخ الشنقيطي في مذكرته في أصول الفقة:
    وأما تفسيره " يؤذون الله" بقوله يؤذون أولياءه فليس بصحيح ، بل معنى ايذاءهم الله كفرهم به وجعلهم له الأولاد والشركاء ، وتكذيبهم رسله . ويوضح ذلك حديث (ليس أحد اصبر على أذى يسمعه " من الله انهم يدعون له ولداً وأنه ليعافيهم ويرزقهم) ، وأكثر المتأخرين على أن في الآيات التي ذكرها المؤلف مجازاً ، كما هو معروف ، وقد بينا منع القول بالمجاز في القرآن في رسالتنا التي ألفناها في ذلك.أهـ

    وفي هذا النقل عن هذا الإمام صفعة لمن يزعم إثبات التأذي صفة كمال لله جل في علاه , حيث أن الشيخ رحمه الله أنكر تفسير الأية على قاعدة المجاز ولكنه فسرها بكفرهم بالله وتشريكهم معه غيره وتكذيبهم لرسله ولم يرى أن التأذى صفة قائمة بالمولى جل في علاه ثم أستدل بالحديث الذي في الصحيحين وسيأتي الكلام عليه.

    خرّج البخاري رحمه الله في صحيحه: عن أبي موسى الأشعريِّ قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:ما أحدٌ أصبَرُ على أذًى سمعَهُ منَ اللَّه، يَدَّعونَ له الولد ثم يُعافيهم ويَرزُقهم».

    يقول ابن القيم رحمه الله تعليقاً على هذا الحديث:
    أما الصبر فقد أطلقه عليه أعرف الخلق به وأعظمهم تنزيها له بصيغة المبالغة ففي الصحيحين من حديث أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله عز وجل يدعون له ولداً وهو يعافيهم ويرزقهم).
    وأما صبره سبحانه فمتعلق بكفر العباد وشركهم ومسبتهم له سبحانه وأنواع معاصيهم وفجورهم فلا يزعجه ذلك كله الى تعجيل العقوبة بل يصبر على عبده ويمهله ويستصلحه ويرفق به.

    قال الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه أصول الإيمان:
    هذا الحديث فيه إثبات صفة الصبر لله سبحانه وتعالى .أهـ

    وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
    السؤال: هل يوصف الله عز وجل بالصبر, مثلاً يقول: اليهود فعلوا كذا وكذا.. فصبر الله عليهم؟
    الجواب: يوصف بأنه صابر لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا أحد أصبر على أذىً سمعه من الله عز وجل) فجعل الله أصبر من كل الصابرين على أذىً سمعه، لكن لا يسمى بذلك، فلا يقال مثلاً: إن من أسمائه الصابر؛ لأن باب الإخبار أوسع من باب الإنشاء.
    [الباب المفتوح مفرغ الموسوعة الشاملة(103/16)]

    ويقول الشيخ عبد العزيز الراجحي في شرحه على كتاب التوحيد من صحيح البخاري عند هذا الحديث:
    قوله: (ما أحد أصبر..) (ما) حجازية من أخوات كان ترفع الاسم، وتنصب الخبر، أما (ما) التميمية فلا تعمل. قوله: (يرزقهم) فيه إثبات صفة الرزق، أما صفة القوة، فدل عليها قوله: (ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله..) وهذا فيه إثبات صفة القوة له -سبحانه- بخلاف المخلوق، فإنه لا يصبر على من أساء إليه.
    وهذا الأذى لا يضر الله -تعالى-، فلا يلزم من الأذى الضرر، فهو أذى، ولا يلزم منه الضرر، أما تأويل الشارح أن هذا أذى يؤذي الصالحين، فهذا تأويل غير صحيح مخالف للقرآن والسنة؛ لأنه توهم أن فيه تنقُّصًا من الله -تعالى- ولا يلزم ذلك، يدل على ذلك قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ الآية. فلا يلزم من ذلك إيصال الضرر لله ورسوله.
    [http://www.sh-rajhi.org/rajhi/?actio...0.Htm&docid=6]

    من ما تقدم تفهم يا من رزقك الله الفهم وطهر قلبك من الكبر , بأن قول ابن القيم رحمه الله وغيره من أهل العلم عند وصف ربنا بأنه يصبر على الأذى بأن هذا ما يليق بربنا جل في علاه كيف لا وهو وصف أعلم الخلق بربه سيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه.

    وأما عدنان هداه الله الذي أزبد وأرعد ورماني بالنقائص من تعطيل وتشبيه وأخرها التجهم نعوذ بالله من الظلم والجهل صدق الله ومن أصدق من الله قيلا وهو القائل { وَحَمَلَهَا ٱلإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً}

    فلو أني لم أوقن بجهل عدنان في هذا الباب لأتهمته بالفجور في الخصومة , ولكني أنزهه عن هذا لعلمي بحاله في هذا الباب بل يقيني بهذا الحال وإليكم البيان:

    يدندن الأخ عدنان حول النحو والإعراب وليته كلف نفسه فأعرب ما أستند عليه في إثباته لصفة التأذي كما يزعم!!

    (يؤذيني ابن آدم يسب الدهر):
    يؤذيني: فعل مضارع والياء ياء المتكلم في محل مفعول به.
    ابن آدم : فاعل.

    الفعل هو الأذى وهو غالباً بالقول في صورة سب الدهر ويأتي في صورة إدعاء الولد لله ويأتي في صورة تكذيب الرسل وغير ذلك من الأذى في حق الله.

    وابن آدم هو الفاعل لهذا الأذى الذي هو السب والإدعاء بالولد وتكذيب الرسل.

    وأخبرنا الله سبحانه بأنه يتأذى بدون أن يلحقه ضرر كما يليق بربنا جل في علاه , من أفعال العباد المتقدمة , ولكن الكمال هو في صبر ربنا على أذية عباده وقوته على تحمل هذا الأذى الذي { تَكَادُ ٱلسَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ ٱلأَرْضُ وَتَخِرُّ ٱلْجِبَالُ هَدّاً }
    هنا يكون الكمال الذي يوصف به رب العالمين وليس مجرد قيام الأذى به جل في علاه
    وهذا هو قول كل من تقدم وتكلم عن هذا الحديث أو عن الأذى الذي يليق بالمخلوق.
    فمن المستحيل أن يغفل كل هولاء الأئمة عن إثبات صفة الكمال المزعومة من عدنان دون أن يثبتوها له سبحانه وهم من هم في العلم والعمل.

    وأما صفات الله الفعلية مثل الغضب والسخط والرضا فكل النصوص جاءت بأن يكون الفاعل هو ربنا جل في علاه كقوله (غَضِبَ الله ) أو (رضي الله عنهم)

    غضب : فعل
    الله: فاعل
    رضي: فعل
    الله: فاعل
    عنهم: جار ومجرور في محل مفعول به.

    قال ابن القيم رحمه الله في عدة الصابرين:
    والرب تعالى يحب أسماءه وصفاته ويحب مقتضى صفاته وظهور آثارها في العبد فإنه جميل يحب الجمال عفو يحب أهل العفو كريم يحب أهل الكرم عليم يحب أهل العلم وتر يحب أهل الوتر قوي والمؤمن القوى أحب إليه من المؤمن الضعيف صبور يحب الصابرين.أهـ

    فهل نقول أن الله يحب التأذي ؟!!

    علماً بأن الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في الملخص لشرح كتاب التوحيد فسر معنى يؤذيني : يتنقصني !!

    فهل نثبت التنقص صفة كمال لله تعالى عن ذلك وجل في علاه.


    وأما ما رماني به عدنان زاده الله فهماً لعقيدة أهل السنة في هذا الباب وخصوصاً باب أفعال العباد التي لم يضبطها ؟!!

    قال عدنان غفر الله له متهماً ومزمجراً:
    وبناءً على قاعدتك الذَّهبيَّة فاللهُ لا يتَّصف بصفة الغضب؛ لأنَّ الذي قيامها به كان بفعل العبد حين كفر أوفسق.
    وأيضًا.. اللهُ لا يتَّصف بصفة المحبَّة؛ لأنَّ قيامها به كان بفعل العباد حين تابوا وتطهَّروا واتَّقوا الله.

    أقول ومن الله العون:
    إما إنك لم تفهم وهذا الظن بك أو أنك تبحث عن مخرج يحفظ ماء وجهك وليست هذه بخلق من يبحث عن الحق والأولى الأقرب.

    عندما أقول أن في قوله (يؤذيني ابن آدم) بأن الفعل هو فعل العبد والفاعل هو العبد , فليس هذا من جنس قول الجهمية في الصفات الثبوتية الفعلية الإختيارية عند أهل السنة والجماعة , فالجهمية لا تقول أن العباد هم من يفعلون الفعل الذي بناءاً عليه تقوم صفة الكمال في الذات الألهية لأن النصوص تكذبهم ولكنهم يقولون أن العبد يؤثر بطاعته ومعصيته في حب الله وغضبه وهذا على أصلهم الفاسد في القدر وهو أن العبد يخلق فعله بنفسه والذي كاد أن يوافقهم فيه أخونا عدنان فهمه الله .

    يقول شيخ الإسلام رحمه الله:
    والمقصود هنا: أن القائل إذا قال هذه التصرفات فعل الله أو فعل العبد؛ فإن أراد بذلك أنها فعل الله بمعنى المصدر فهذا باطل باتفاق المسلمين وبصريح العقل، ولكن من قال هي فعل الله وأراد به أنها مفعولة مخلوقة لله كسائر المخلوقات [فهذا حق].أهـ


    قول شيخ الإسلام: فإن أراد بذلك أنها فعل الله بمعنى المصدر فهذا باطل باتفاق المسلمين وبصريح العقل.
    فالظاهر هذا ما ذهب إليه عقل عدنان هداه وهو قوله: قد خلق الله العبد وأذاه، والصِّفة قامت به لا بغيره، والعبد لم يفعلها له،.

    فكأن عدنان أصلحه الله يقول أن الله هو الذي قام بفعل الأذى بحكم أنه خلق العبد وفعله فجعل عدنان فعل الله بمعنى المصدر وهذا باطل بإتفاق المسلمين كما قال ابن تيمية.


    والصحيح هو ما يقوله شيخ الإسلام هنا:
    وأما من قال: خلق الرب تعالى لمخلوقاته ليس هو نفس مخلوقاته قال: إن أفعال العباد مخلوقة كسائر المخلوقات، ومفعولة للرب كسائر المفعولات، ولم يقل: إنها نفس فعل الرب وخلقه، بل قال إنها نفس فعل العبد، وعلى هذا تزول الشبهة.أهـ

    فمن فرق بين فعل العبد وفعل الرب وهو يقصد هذا المعنى الصحيح لا يقال أنه جهمي أو وافق الجهمية في قولهم فالعبارات التي توهم معنى فاسداً: إن أطلقت باعتبار المعنى الصحيح، لم يضر ذلك إذا كان المعنى الصحيح معلوماً.

    وأخيراً يقول شيخ الإسلام مبيناً أن الأفعال القبيحة مثل السب وفعل الأذى والظلم وإن كان خلقها الله في العباد: [ فإنه يقال الكذب والظلم ونحو ذلك من القبائح يتصف بها من كانت فعلاً له، كما يفعلها العبد، وتقوم به، ولا يتصف بها من كانت مخلوقة له إذا كان قد جعلها صفة لغيره، كما أنه سبحانه لا يتصف بما خلقه في غيره من الطعوم والألوان والروائح والأشكال والمقادير والحركات وغير ذلك؛ فإذا كان قد خلق لون الإنسان لم يكن هو المتلون به، وإذا خلق رائحة منتنة أو طعماً مراً أو صورة قبيحة ونحو ذلك مما هو مكروه مذموم مستقبح لم يكن هو متصفاً بهذه المخلوقات القبيحة المذمومة المكروهة والأفعال القبيحة. ومعنى قبحها كونها ضارة لفاعلها، وسبباً لذمه وعقابه، وجالبة لألمه وعذابه. وهذا أمر يعود على الفاعل الذي قامت به؛ لا على الخالق الذي خلقها فعلاً لغيره].أهـ
    (مجموع الفتاوى ج 8 عنوان سئل عن حسن إرادة الله لخلق الخلق وهل يخلق لعلة)

    والله أعلم وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

  10. #50
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    قرأت كلامك و(سبابك) يا أخي الفاضل! وعجبًا لك والله... حين ابتدأت برمي بالجهل والتعالم وعدم الفهم واتهامك وأهل العلم بالتعطيل...الخ وكلها لم تقم عليها دعوى غير تخليط الأقوال، ولم يكن ذلك كبرًا فيك، ولمَّا بيَّنت ما فيك بالحُجَّة صار كبرًا!
    وانتظر ردك على سؤالي الذي كرَّرته لك مرَّات، ولم تجبني، ولم أرك تدفع عن نفسك -بالحُجَّة- أخذك بشبهة الجهميَّة في مشاركتي السَّابقة، فهلَّا فعلت ذلك، واختصرت فيما ليس له علاقة بما نحن فيه.
    تنبيه: ما زلت أدعو المشرفين -إن أردتم- تمكيني من تحرير الكلمات التي فيها تجهيلًا للرجل في مشاركتي السَّابقة؛ إذ لا فائدة منها معه، وبيان الجهل بالحُجَّة أبلغ من بيان الجهل دعوىً.
    نصيحة: لا يحتجُّ بالخطأ، فكون فلان أوفلان كان يخطئ في العربيَّة ليس ذا مسوِّغًا للاحتجاج به في مثل هذا.
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  11. #51
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    117

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    شكر الله لكم ..

    شيخ الإسلام أشار إلى المسألة إشارة كافية في الصارم وغيره وقد أشار أخ فاضل إلى بعض كلامه في مشاركة فليراجع.

  12. #52
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    لعلِّي أعجِّل بالرَّدِّ على بعض كلامه في مشاركته السَّابقة والتي شابهها التَّدليس:
    قال:

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل مشاهدة المشاركة
    عندما أقول أن في قوله (يؤذيني ابن آدم) بأن الفعل هو فعل العبد والفاعل هو العبد , فليس هذا من جنس قول الجهمية في الصفات الثبوتية الفعلية الإختيارية عند أهل السنة والجماعة , فالجهمية لا تقول أن العباد هم من يفعلون الفعل الذيبناءاً عليه تقوم صفة الكمال في الذات الألهية لأن النصوص تكذبهم ولكنهم يقولون أن العبد يؤثر بطاعته ومعصيته في حب الله وغضبه وهذا على أصلهم الفاسد في القدر وهو أن العبد يخلق فعله بنفسه والذي كاد أن يوافقهم فيه أخونا عدنان فهمه الله .
    لم أقل في مشاركةٍ ما إنَّك قلت: "الفعل هو فعل العبد والفاعل هو العبد".
    إنَّما قلتَ أنت لا غيرك -وتتنصَّل الآن- في مشاركتين سابقتين:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل مشاهدة المشاركة
    "فعلى هذه الحال تكون صفة (التأذي) متوقفة على قيامها بذات الله سبحانه , بفعل الساب وذلك بسب الدهر أو بغيرها من أفعال العباد الموذية له تعالى الله عن ذلك.!! وهذا ممتنع في صفات الكمال لرب العزة والجلال"....

    وكتب هو أيضًا، لا غيره:

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل مشاهدة المشاركة
    ولا تجد هذا المعنى في صفة التأذي المزعومة بل كلا الخبرين مسند الفعل فيهما للعبد وذلك في قوله (إن الذين يؤذون الله) وقوله (يؤذيني ابن آدم).
    فعلى هذه الحال تكون صفة (التأذي) متوقفة على قيامها بذات الله سبحانه , بفعل الساب وذلك بسب الدهر أو بغيرها من أفعال العباد الموذية له تعالى الله عن ذلك.!!
    وهذا ممتنع في صفات الكمال لرب العزة والجلال
    ....
    ما الفرق بين كلامك وكلام الجهميَّة؟!
    الجهميَّة قالوا: فعل الربَّ قام لأنَّ فعل العبد يؤثِّر فيه.
    وأنت قلت -لا غيرك- في مشاركتيك: (قيام الصِّفة متوقفة على فعل العبد، تعالى الله عن ذلك، وهو ممتنع)، ما الذي تعالى عنه الله، وما الممتنع؟
    لافرق غير أنَّك تتنصَّل ولا تعتذر.
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  13. #53
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,699

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    الأخ الشيخ عدنان وفقه الله
    شكر الله لك استجابتك .
    حرر مشاركتك وأرسلها لي على الخاص وأنا أغيرها.
    وكما أني أكرر دعواي للأخ ابن عقيل بتجنب هذا الأسلوب.

  14. #54
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    ثم زعمت أيضًأ أنَّ البغوي لم يؤوِّل، وأنَّي اتهمته بذلك في قولك:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل مشاهدة المشاركة
    الإمام البغوي رحمه الله لم يأول قول الله تعالى {إن الذين يؤذون الله ورسوله} ولكنه فسره في أحد أقواله على قاعدة المجاز التي يقول بها البغوي وبعض ائمة أهل السنة في اللغة ومنهم الخطيب البغدادي ومن المعاصرين الشيخ محمد على آدم الأثيوبي نزيل مكه.
    فهم يجيزون المجاز في اللغة ولكنهم لا يجيزونه في باب الصفات مطلقاً , وقد خالفهم القسم الثاني من أئمة أهل السنة وعلى رأسهم الإمامين ابن تيمية وابن القيم ومن المعاصرين الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان فنفوا المجاز مطلقاً.ً
    دخلنا في باب آخر، أتحاول القول بأنَّ القول بالمجاز في الصِّفات هو مذهبٌ من مذاهب أهل السُّنَّة في العقيدة، أم ماذا تريد؟!
    وأمَّا أنَّ تفسيره بالمجاز هو التأويل نفسه فانظروا إلى كلام الشيخ عبدالعزيز الرَّاجحي الذي نقله الأخ بنفسه:

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل مشاهدة المشاركة
    أما تأويل الشارح أن هذا أذى يؤذي الصالحين، فهذا تأويل غير صحيح مخالف للقرآن والسنة؛ لأنه توهم أن فيه تنقُّصًا من الله -تعالى- ولا يلزم ذلك، يدل على ذلك قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ الآية. فلا يلزم من ذلك إيصال الضرر لله ورسوله.
    وكنتَ ترجِّح تأويل البغوي هذا، ولا ترى فيه ضيرًا في مشاركتين سابقتين والآن تحوِّر معنى كلامه، وهذا كلامك الذي كتبته أنت لا غيرك:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل مشاهدة المشاركة
    قلت: وقول البغوي قال بعضهم أي يؤذون أولياء الله....الى أخره , هذا التفسير تطبيق لقاعدة مقررة عند أهل العلم نقلها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في القواعد المثلى عند القاعدة الرابعة من قواعد في أدلة الأسماء والصفات, قال رحمه الله: ظاهر النصوص ما يتبادر منها إلى الذهن من المعاني، وهو يختلف بحسب السياق وما يضاف إليه الكلام، فالكلمة الواحدة يكون لها معنى في سياق، ومعنى آخر في سياق. وتركيب الكلام يفيد معنى على وجه ومعنى آخر على وجه.أهـ وأنظر تتمة الكلام مع الأمثلة فإنه مفيد جداً
    وقلتَ أيضًا بعد ذلك:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عقيل مشاهدة المشاركة
    ومتجاهلاً كلام العلماء الذين نقلت عنهم توجيههم لمعنى الأذى الثابت لله جل في علاه ومنهم الإمام البغوي وابن تيمية والمجدد إمام الدعوة النجدية وحفيده والشيخ الألباني وهم من أصحاب عقيدة ناصعة في هذا الباب رحمهم الله جميعاً.

    هل هذا تأييد وتوكيد أم ردٌّ على البغوي في قوله بالمجاز في هذه الصِّفة وتأويلها؟!
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  15. #55
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حارث الهمام مشاهدة المشاركة
    شكر الله لكم ..
    شيخ الإسلام أشار إلى المسألة إشارة كافية في الصارم وغيره وقد أشار أخ فاضل إلى بعض كلامه في مشاركة فليراجع.
    الأخ الشيخ الفاضل (حارث)... وفقه الله ونفعنا بما يكتب
    لم أفهم ما الذي أشار إليه الشيخ ابن تيميّه، فلعلَّك توضِّح مقصودك.
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  16. #56
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    211

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    الأخ عدنان هداه الله
    حاشا الإمام البغوي رحمه الله من أن يستخدم المجاز في صفات الله وأتق الله في قولك هذا.

    ولا بد أن تعرف أن البغوي تعامل مع هذا الأية في أحد أقواله وتنبه لكلمة أحد أقواله على أن الباب ليس باب صفات الله تعالى لذلك قال فيه بالمجاز وهذا ما يؤكده كلام الشيخ الأمين الشنقيطي رحمه الله فقد رد التفسير بالمجاز للأية وفسر الأذى بالكفر والتكذيب ولم يتطرق إلى أنها من باب الصفات وهو من أبعد الناس عن المجاز والتأويل وكذلك كل من تكلم في الباب إما أن يثبتوا الصبر على الأذى أو يثبتوا القوة لله على إحتمال تنقص خلقه فلتفهم هذا هداك الله.

    وأعلم إني لم أرجح قول الإمام البغوي أوغيره فلست ممن يرجح بين هولاء الجهابذة ولكن هدفي كان بيان أن الباب ليس باب الصفات في قوله (يؤذون ) ثم ردك عن ظلم نفسك وإثبات ما لم يثبته أحد قبلك.

    ولم يكن هدفي نفي الصفات أو متابعة الجهمية كما رميتني بذلك والله المستعان

    وأعلم أن الحديث يتعلق بباب عظيم لا يجوز أن نلوكه بألسنتنا بدون علم ولو أني لست على يقين بما أقول لتوقفت ولو أعلم أنك على حق لصرحت بهذا فقد وفقني الله ورجعت عن كثير مسائل عندما يتبين لي الحق ولست بصاحب شأن.

    وأنصحك بالرجوع لأهل العلم في هذا الباب العظيم وهو الفيصل بينك وبين ما تعتقد.
    هذا ما عندي والله أعلم وأستغفر الله لي ولك

  17. #57
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    117

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    قال شيخ الإسلام: فبين أن الخلق لا يضرونه سبحانه بكفرهم و لكن يؤذونه تبارك و تعالى إذا سبوا مقلب الأمور و جعلوا له سبحانه ولدا أو شريكا و آذوا رسله و عباده المؤمنين ثم إن الأذى لا يضر المؤذى.

    وقبلها إشارات وبعدها إشارات في الصارم.

    ولعلي أتحفكم بهذا المقطع من تليقات الشيخ العلامة عبدالرحمن البراك

  18. #58
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    117

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    هذا رابط كلام الشيخ عبدالرحمن البراك من قراءة بعضهم في الصارم:


    http://www.fileflyer.com/view/ECZagAy

  19. #59
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    جزاكم اللَّـهُ خيرًا يا شيخ حَارث الهمام،


    وحفظ شيخنا العلاَّمة عبد الرَّحمن بن ناصر البرَّاك ،ونفع بـه .

  20. #60
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    117

    افتراضي رد: وصفُ الله سبحانه وتعالى نفسَه بالتأذِّي.

    وإياكم أخي الحبيب.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •