السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حياكم الله أخي الحبيب
قولك أخي الحبيب : " فمصطلح الحديث الحسن لم يعرفه أحمد و لا البخارى و لا مسلم و لا ابن ماجة رحمهم الله
ذلك أنه لم يشتهر على عهدهم
و إنما إشتهر على يدى الترمذى رحمه الله كما هو مشهور " .
هذا القول أخي الحبيب على عمومه غير صحيح , و ذلك لأنه ورد استعمال لفظة " الحسن " عند من هو أقدم من الترمذي , كعلي و البخاري و غيرهما .
و راجع في هذا كتاب الشيخ الدريس "حفظه الله" (الحديث الحسن) .
و إن كنت تقصد أن هذه اللفظة لم تكن معروفة عند هؤلاء بمعناها الإصطلاحي , المعروف عند المتأخرين .
فالترمذي أيضا لم يكن يقصد بهذه اللفظة المعنى المعروف عند المتأخرين
الترمذي يقصد معنى معين أراده , شرحه في اخر كتابه , في العلل الصغير
نعم هو قريب شيئا ما من الحسن عند المتأخرين , لكنه ليس هو , و الفرق واضح .
و أما قولك أخي المبجل : " فكل حديث حسن يقابله أحد هؤلاء الأئمة يحكم عليه بالضعف
فلا توجد كلمة أخرى لديه فى علم المصطلح !!! " .
هذا كلام غريب
أفهم من كلامك أخي الحبيب أن الحديث الحسن - بمعناه الإصطلاحي - عند المتأخرين هو عائد للضعيف عند المتقدمين
وهذا الكلام لم يقل به أحد فيما أعلم
سبحان الله أنا استشكلت قول شيخ الإسلام ابن تيمية , عندما قال إن الضعيف الذي يقدمه أحمد على القياس , و الذي يحتج به إذا لم يكن في الباب غيره
هو يقارب الحسن لغيره عند المتأخرين
أنا لم يعجبني هذا , لأنه تحكم بغير دليل , و المتبادر إلى الذهن يصادمه
فإذا بك تقول أن هذا الكلام هو مقصد جميع العلماء المتقدمين
معنى كلامك أخي الحبيب , أن الأحاديث التي هي محتج بها عند المتأخر كالحسن لغيره , كان العلماء الكبار يضعفونها
و تقول أنت إن السبب في هذا أنه لم يكن عندهم حسن
فلذلك قالوا عليه ضعيف
حسنا , و أنا أقول لك : لما لا يدخلوه في الصحيح , لأنه لم يكن عندهم حسن
و قولي أقوى من قولك
لأن القبول و الإحتجاج , يجمع كلا من الصحيح و الحسن
بعكس الحسن و الضغيف , فالأول مقبول محتج به و الاخر مردود .
الذي أعرفه أن العلماء قديما كانوا يطلقون الصحيح على المقبول , سواء كان صحيحا لذاته أو لغيره , و سواء كان حسنا لذاته أو لغيره
و صحيح البخاري و مسلم دليل قوي على هذا
و أعتقد هذا كلام واضح .
و أخيرا أخي الحبيب
قولك : " و لكن لكل حديث ضعيف فى الكتب الستة وجه يصير عليه حسنا
حتى و إن كان فى سنده راو مشهورا بالكذب
ذلك أن أصحاب الكتب الستة و أحمد رحمهم الله و غيرهم كثير إتفقوا فى كتبهم على شرط
"ألا يروى أحدهم عن كذاب حتى يتأكد أن ما رواه ليس مما كذب فيه" "
هذا تحكم بغير دليل
لي أن أسأل و أقول من من العلماء قال هذا
و أخيرا أقول إن الظاهر من كلام العلماء , إن الحسن بمعناه المعروف عند المتأخرين , كان داخلا في حد الصحيح عند المتقدمين , لا في حد الضعيف
والله أعلم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركات