### حرره المشرف ###
كتاب ضعيف في الجملة، وإن كان لا أجحد - كما قلت - أن فيه شيئا من الصواب، لكن الخطأ أكثر بكثير من الصواب، و .. هذا جواب إجمالي أيضا .. لما الشيخ يخطئ في كل مائة حديثٍ في سبعة عشر حديثا، هذا يعني أن الشيخ لا يفقه شيئا، لوْ وجدوا 17 حديثا ضعيفا في الخمسة آلاف حديث، أنا أستكثرهم على الشيخ. علماء الحديث، مثلا شريك بن عبد الله النخعي، كان يحفظ مئات الألوف من الأحاديث ، وأخطأ في 400 حديث فقط، فقال فيه العلماء : سيئ الحفظ ، كم تساوي 400 حديث في مئات الألوف ؟ أما كان يغتفر له 400 حديث ؟ لا، هذه كثيرة جدا عند علماء الحديث، 400 حديث .. خطأ شديد، قتيبة بن سعيد كان يحفظ مائة ألف، ما قالوا إنه أخطأ إلا في حديث واحد فـقط، حديث في جمع التقديم، حديث معاذ بن جبل [عن مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عته أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ أَخَّرَ الظُّهْرَ حَتَّى يَجْمَعَهَا إِلَى الْعَصْرِ فَيُصَلِّيَهُمَ ا جَمِيعًا، وَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ زَيْغِ الشَّمْسِ صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، ثُمَّ سَارَ، وَكَانَ إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ الْمَغْرِبَ أَخَّرَ الْمَغْرِبَ حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ الْعِشَاءِ، وَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ عَجَّلَ الْعِشَاءَ فَصَلَّاهَا مَعَ الْمَغْرِبِ. قَالَ أَبُو دَاوُد وَلَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ إِلَّا قُتَيْبَةُ وَحْدَهُ . ]، وقالوا إنَّ ـــ أدخله على الليث بن سعد، والمسألة فيها نظر كبير. فـأربع مائة حديث في مئات الألوف يستعظمونه، فلما يجعلون في المائة حديث الأولى 17 حديثا ضعيفا، تكون منزلة الشيخ في الحديث صغيرة، ما له باع ولا ذراع ولا حتى شبه في علم الحديث. فأنا أرى أن كتاب النظرات حصل فيه نوع من التسرع في إخراجه، وكان الأولى عدم إخراج هذا الكتاب. وقلت لمن قابلني ممن لهم اختلاط بالذين كتبوا الكتاب، وبعض الذين كتبوا الكتاب هو الأخ مصطفى العدوي ### حرره المشرف ### وتربطني به علاقة طيبة ، وهو أخ فاضل، لكن أنا أرى أنه تورط في إخراج هذا الكتاب، يعني ما كان ينبغي له - مع علمه وفضله - أن يخرج هذا الكتاب.
قلت: أرى أنه من السياسة الشرعية عدم إفراد ردود على علماء السنة في هذا العصر، لأنه الآن، هذه الأحاديث التي خالف فيها الشيخ الألباني .. سائغٌ أن أسكت عنها أم لا ؟ سائغ .. لأن هذا ليس من الأشياء التي يقال فيها: لا بد من إظهار الحق ، لأن هذه مسألة اجتهادية . إذا كان يسوغ السكوت عن مثل هذه الأخطاء ، فالأولى السكوت، لاسيما وأهـل البدع قاموا بِقَضِّهِمْ وقَضيضِهِمْ على أهل السنة يريدون هدمهم, العوام لا يتحققون بشيء ، فإذا رأوا سيول أهل البدع يهاجمون أهل السنة، ورأوا بعض أهل السنة ممن ينتمون للمنهج يهاجم الشيخ أيضا، يقولون: فعلا ..طيب ، هذا من المبتدعة .. حاقد.. لكن .. هذا حاقد ؟ الذي يمشي مع الشيخ، ويقول بنفس دعوة الشيخ، وعلى منهج الشيخ وعقيدة الشيخ، هذا حاقد ؟ سلَّمنا أن المبتدع حاقد، لكن هذا ليس بحاقد. فلذلك تقل منزلة هؤلاء العلماء في نظر كثير من الذين ينتسبون إلى أهل السنة، وكما وَسِعَ الحافظ ابن حجر أن يسكت عن أخطاء الهيثمي في " مجمع الزوائد "، يَسَعُنا أن نسكت عن أخطاء الشيخ .. لا أقصد : نسكت بإطلاق .. لا نفرد ردودا، ولكن إذا جاءت مناسبة لتصحيح الخطأ نصححه في مكانه ، يعني مثلا: أنا أُخَرِّجَ كتاباً، و مَرَّ بي الحديثُ ، وأنا انفصلت على أنه ضعيف، والشيخ صححه، أقول – وبعدما أفرد الحجج بالتضعيف - : وقد صححه فلان الفلاني في كذا وكذا، وما تقدم من التحقيق يرده. وانتهيتُ. بذلك أنا قلت رأيي وانتقدت الشيخ، لكن في موضعه ، فلا يصل إلى هذه الموضع إلا أهله ، الذين هم مهتمين بالتخريج ونحوه ، وغالبا ما يكون في المهتمين بالتخريج من يُقَدِّر هذه المسألة ، ويقول : هذه مسألة خلافية . لكن إفراد كتاب في الرد على فلان وفلان في مسائل يسوغ السكوت عنها .. أنا أرى من السياسة عدم سلوك هذا المسلك، والحافظ ابن حجر – كما ألمحت آنفاً – لما نظر في " مجمع الزوائد " لشيخه الحافظ نور الدين الهيثمي وجد أخطاء كثيرة، فبدأ يتعقب الهيثمي في بعضها، قال الحافظ ابن حجر: فبلغه – أي الهيثمي – ذلك، فشق عليه، فتركته رعاية له. يعني ترك التعقب على الهيثمي رعاية لشيخه، لأن هذه المسائل - طالما هي مسائل اجتهادية - مما يسوغ السكوت فيها، فالحقيقة أنا أتمنى أن يتفهم إخواننا هذا الكلام ، وأرجو – إذا وصل هذا الشريط لأحد منهم – إن لا يؤلف شريطا في الرد علي على هذه المسألة، ويقول: هو يريدنا أن نسكت عن أخطاء الشيخ، وهذه محاباة .. ، أنا لا أقول لك أن تسكت عن أخطاء أحد، بل أقول: نصحح الخطأ في مكانه، وما هنالك داعي لإفراد ردود على علماء السنة، لاسيما مع قيام أهل البدع ضدهم، حتى لا نلبس على العوام. والله أعلم.
[/b]