أيها الآباء ... ويا أولياء الأمور أذكركم ونحن في بداية العام الدراسي الجديد بحقوق المعلمين والمعلمات....فأقو ل لهم :اغرسوا في نفوس أبنائكم حبّ معلميهم واحترامهم وتقديرهم كما فعل سلفنا الصالح (رحمهم الله تعالى) .
هذا هارون الرشيد الذي حكم نصف العالم ، يطلب من الإمام العالم الأصمعي أن يؤدب له ولديه وان يعلمهما ، وفي ذات يوم مر هارون الرشيد فرأى الأصمعي يغسل قدمه والذي يصب له الماء هو ابنه ، ابن هارون هو الذي يصب للأصمعي
الماء حتى يغسل الأصمعي قدمه .. طلب هارون الرشيد الأصمعي وقال له : إنما طلبناك حتى تعلم ولدي وان تؤدبهم وكان يجدر بك أن تأمر ولدي أن يصب الماء بيد وان يغسل قدمك باليد الأخرى .
الله اكبر ..أين هذه التربية ؟ أين هذه الأخلاق ؟ أين هذه الآداب ؟
بل اسمع إلى هذه المواقف العظيمة التي تبين لنا وفاء الطالب مع معلمه ..والأدب العالي مع من أحسن إليه .يقول الإمام احمد بن حنبل : (ما بت منذ ثلاثين سنة إلا وأنا استغفر للشافعي ، وادعوا له )
ترى أي مكانة للمدرس في واقعنا ؟ أليس اليوم من أولياء الأمور ومع الأسف
الشديد من يتكلم بكلام فيه إنقاص من قدر المعلم أو المعلمة أمام مسامع الأبناء،وأمام مسامع الطلاب . بالله عليكم إذا كانت هذه أخلاق الآباء وأولياء الأمور مع المعلمين والمعلمات .. ماذا يبقى للقدوة؟! وماذا يبقى للتعليم؟! وماذا يبقى لهيبة العلم والمعلم والتعليم؟!
لما أساء بعض الآباء في قلة تقديرهم للمعلمين نتج لنا جيل يلعن المعلم ويضرب
المعلم ويتلف ممتلكات المعلم. أترجون أن نعلو على الأمم وهذه أخلاقنا مع من يعلمون أبناءنا؟!
إن المعلم والطبيب كلاهما……لا ينصحان إذا هما لم يكرما
فاقنع بدائك إن جفوت طبيبها ……واقنع بجهلك إن جفوت معلماً
أكرموا المعلمين والمعلمات، واغرسوا في قلوب الأبناء والبنات حبهم وتوقيرهم وإجلالهم والصبر على أذيتهم يكن لكم في ذلك خير كثير.