فائدة هامة جدا في العقيدة

الحلف بصفات الله جائز ودعاء صفاته لا يجوز........ لم ؟؟؟؟

الجواب يكونبمعرفة الفرق بين باب الدعاء وباب الحلف ، فإن باب الدعاء مبناه على الافتقاروالمذلة التي تقوم بالداعي وأنه لا يدعو إلا من يقدر على الإجابة ، الذي يملك الضروالنفع ، وهذا لا يملكه إلا الله تعالى فلا يفتقر إلا إليه ولا يملك النفع والضرإلا هو سبحانه وتعالى ، فمن هذا الباب لم يجز الدعاء إلا لله تعالى فصفاته لا تملكضرًا ولا نفعًا لأن الصفة ليست هي عين الموصوف . وأما باب الحلف فمبناه على التعظيمفلا تحلف إلا بمعظم والله وصفاته كلها عظيمة فمن هذا الباب جاز الحلف بالصفة واللهسبحانه وتعالى عظيم في ذاته عظيم في صفاته عظيم في أفعاله هذا الجواب الأول . ويقالثانيًا : أنه قد ثبت في السنة أن النبي - e - حلفببعض الصفاتلكن لم يرد قطأنه دعا صفة من الصفات وباب العبادة باب مبناه على الحظر والتوقيف ، والله تعالىأعلى وأعلم .
من كتاب القواعذ المذاعة في مذهب أهل السنة والجماعة

قال الشيخ السعيدان في مقدمة كتابه(القواعذ المذاعة في مذهب أهل السنة والجماعة) :
وهي عبارةٌ (أي الكتاب)عن شرح قواعد في معتقد أهل السنة والجماعة ، جمعت فروع المذهب في أيسر عبارةٍ ، فشرحتها بكلماتٍ يسيرةٍ ، وسميته (شرح القواعد المذاعة في مذهب أهل السنة والجماعة(
إلا أنني أقول إن هذه القواعد لم تجمع كل ما قاله أهل السنة والجماعة ، بل وإنما غالب ما قالوه من الأصول والقواعد ذكرتها هنا
وقد ذكر الشيخ 55 قاعدة .

شرح العقيدة الواسطية للشيخ صالح آل الشيخ - (ج 1 / ص( 260)
ما حكم الحلف بصفات الله مثل قول القائل يا غضب الله ؟

طبعا السائل واضح أنه ما هو فاهم الفرق بين الحلف والنداء ، الحلف بالصفات جائز بالإجماع ، فتحلف تقول وكلام الله وقدرة الله ومجيء الله وسمع الله وبصر الله هذا وتقول بسمع الله كان كذاوببصر الله كان كذا وبكلام الله كان كذا ، هذا جائز بالإجماع لأن صفات الله جل وعلا غير مخلوقة ، والذي يمتنع الحلف بالمخلوق ، أما تمثيله بقوله ( مثل قول القائل يا غضب الله ) هذا ليس بحلف هذا نداء ونداء الصفة لا يجوز وهو محرم بل قال شيخ الإسلام في رده على البكري في أوائله قال نداء الصفة كفر بالإجماع ، وهذا يعني به صفة معينة وهي ( الكلام ) الكلمة اللي هو ( يا كلمة الله ) ويُعنى بها المسيح عليه السلام أو على نحو معتقدات النصارى ، فهو كان يؤصله للفرق بين الكلام عند أهل السنة وغيرهم وضلال النصارى فقال : دعاء الصفة ويعني به دعاء الكلمة قال كفر بالإجماع ، وأما نداء الصفات الأخر فنقول محرم وذلك لأن الصفات من جهة النداء والدعاء غير الذات في ذلك المقام
شرح العقيدة السفارينية للعثيمين - (ج 1 / ص 269
ولهذا لا يصح لنا أن ندعو صفات الله ، حتى إن من دعا صفات الله فهو مشرك لو قال : يا قدرة الله اغفر لي ، يا مغفرة الله اغفر لي ، يا عزة الله أعزيني ، هذا لا يجوز بل هو شرك ، لأنه جعل الصفة بائنة عن الموصوف مدعوة دعاءً استقلالياً ، وهذا لا يجوز ،
وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( برحمتك أستغيث ) (1) ، فهذا من باب التوسل يعني أستغيث بك برحمتك ، فالباء هنا للاستغاثة ، والتوسل وليست داخلة على المدعو حتى نقول إن الرسول استغاث برحمة الله ، لكن استغاث بالله ، لأنه رحيم ، هذا هو معنى الحديث الذي يتعين أن يكون معناً له ،

(246)سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين : قلتم في الفتوى رقم "244" : إن عبادة صفة من صفات الله أو دعاءها من الشرك ، وقد جاء في شرح العقيدة الطحاوية إذا قلت : "أعوذ بعزة الله" فقد عذت بصفة من صفات الله ، ولم تعذ بغير الله . . فعلم أن الذات لا يتصور انفصال الصفات عنها بوجه من الوجوه . . وقد قال ، صلى الله عليه وسلم : " أعوذ بعزة الله وقدرته . . " وقال: "أعوذ بكلمات الله التامات . . . " . وقال ، صلى الله عليه وسلم : "اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ، وبمعافاتك من عقوبتك . . . " وقال صلى الله عليه وسلم : " ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا" . وقال : "أعوذ بنور وجهك . . . " ولا يعوذ ، صلى الله عليه وسلم ، بغير الله . فنأمل من فضيلتكم التكرم بالتوضيح؟ .
فأجاب بقوله : ما نقله السائل من كلام شارح الطحاوية لا ينافي ما ذكرناه فإن من المعلوم أنه لا توجد ذات مجردة عن صفة أبداً ولو لم يكن فيها إلا صفة الوجود ، وكونه واجباً أو ممكناً وكونها على صفة معينة من صغر أو كبر أو نحو ذلك لكان كافياً في الدلالة على أنه لا يمكن وجود ذات بلا صفة ما . ولكن إذا عبد الإنسان صفة من صفات الله أو دعاها فإن هذا يشعر بكون الصفة بائنة عن الله - تعالى - مستقلة عنه وهذا هو وجه كونه شركاً .
وأما ما جاء في الأحاديث التي ذكرها شارح الطحاوية مثل : "أعوذ بعزتك" "أعوذ بعظمتك" ، "أعوذ برضاك" ، "أعوذ بكلمات الله التامة" فحقيقته أنه استعاذة بالله متوسلاً إليه بهذه الصفات المقتضية للعياذ ،ولهذا قال شارح الطحاوية على ما نقله السائل : ولا يعوذ صلى الله عليه وسلم بغير الله . وإليك ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في أن دعاء صفة من صفات الله كفر قال في الصفحة الثمانين من تلخيص كتاب الاستغاثة ما نصه : إن مسألة الله- تعالى - بأسمائه وصفاته وكلماته جائز مشروع كما جاءت به الأحاديث وأما دعاء صفاته وكلماته فكفر باتفاق المسلمين فهل يقول : مسلم : يا كلام الله اغفر لي وارحمني وأغثني أو أعني أو يا علم الله أو يا قوة الله أو يا عزة الله أو يا عظمة الله ونحو ذلك أو سمع من مسلم أو كافر أنه دعا ذلك من صفات الله وصفات غيره أو يطلب من الصفة جلب منفعة أو دفع مضرة أو إعانة أو نصر أو إغاثة أو غير ذلك". ا هـ .
هذا والله أسأل أن يوفق الجميع لما فيه الخير لنا وللأمة.
__________________