ما سبب تنوين كلمة زينة في قوله تعالي ( بزينةٍ الكواكب ) ؟ أرجو جوابًا شافيًا
ما سبب تنوين كلمة زينة في قوله تعالي ( بزينةٍ الكواكب ) ؟ أرجو جوابًا شافيًا
قال السمين الحلبي في الدر المصون (12/185): "قوله: {بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ}: قرأ أبو بكر بتنوين "زينة" ونصب "الكواكب" وفيه وجهان، أحدهما: أَنْ تكونَ الزينةُ مصدراً، وفاعلُه محذوفٌ، تقديره: بأنْ زَيَّنَ اللَّهُ الكواكبَ، في كونِها مضيئةً حَسَنةً في أنفسها. والثاني: أنَّ الزينةَ اسمٌ لِما يُزان به كاللِّيْقَةِ: اسمٌ لِما تُلاقُ به الدَّواةُ، فتكون "الكواكبُ" على هذا منصوبةً بإضمارِ "أَعْني"، أو تكون بدلاً مِنْ سماء الدنيا بدلَ اشتمالٍ أي: كواكبها، أو من محل "بزينة".
وحمزةُ وحفصٌ كذلك، إلاَّ أنهما خَفَضا الكواكب على أنْ يُرادَ بزينة: ما يُزان به، والكواكب بدلٌ أو بيانٌ للزينة.
والباقون بإضافةِ "زينة" إلى "الكواكب". وهي تحتملُ ثلاثةَ أوجهٍ، أحدها: أَنْ تكونَ إضافةَ أعمَّ إلى أخصَّ فتكونَ للبيان نحو: ثوبُ خَزّ. الثاني: أنها مصدرٌ مضافٌ لفاعلِه أي: بأن زَيَّنَتِ الكواكبُ السماءَ بضوئِها. والثالث: أنه مضافٌ لمفعولِه أي: بأَنْ زَيَّنها اللَّهُ بأَنْ جَعَلها مشرِقةً مضيئةً في نفسِها.
وقرأ ابن عباس وابن مسعود بتنوينها، ورفعِ الكواكب. فإنْ جَعَلْتَها مصدراً ارتفع "الكواكب" به، وإنْ جَعَلْتَها اسماً لِما يُزان به فعلى هذا ترتفع "الكواكبُ" بإضمار مبتدأ أي: هي الكواكبُ، وهي في قوة البدلِ. ومنع الفراءُ إعمالَ المصدرِ المنوَّن. وزعمَ أنه لم يُسْمَعْ. وهو غلَطٌ لقولِه تعالى: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ} كما سيأتي إن شاء الله".
بارك الله فيك، قرأتُها مرارًا وحاولتُ الوصول إلى علّة تنوينها فكنت أنتَ لها.
بارك الله فيك وفي والديك
ومثلها:
((إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار)) سورة ص.
تُقرأ بتنوين (خالصة) وبغير تنوين.
ولا ينبغي أن يقال: ما سبب التنوين ...؟ بل يقال: ما توجيه كذا ...؟ ما دام فيها قراءتان، ومعلوم أن كل قراءة منهما صحيحة في نفسها، وإنما توجيهها يختلف عن القراءة الأخرى.
والله أعلم.
هي منونة على الأصل إذ هي غير مضافة إلى الكواكب وعليه فليست الكواكب مضافا إليه وإنما هي بدل من زينة حيث تتوافر فيها الشروط الأربعة للبدل حيث توالى اسمان ولم يفصل بينهما حرف عطف والكلمة الثانية هي المقصودة بالحكم وجواز وضع الثانية مكان الأولى وصدق العمريطي إذ يقول :
إذا اسم أو فعل لمثله تلا والحكم للثاني وعن عطف خلا
فاجعله في إعرابه كالأول ملقبـا له بلفظ البـــدل