تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: تخريج موسَّع لحديث: « من فطر صائمًا كان له مثل أجره » للأخ محمد بن عبدالله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي تخريج موسَّع لحديث: « من فطر صائمًا كان له مثل أجره » للأخ محمد بن عبدالله

    بسم الله الرحمن الرحيم

    تخريج موسَّع لحديث: « من فطر صائمًا كان له مثل أجره »
    للأخِ الفَاضِلِ مُحمَّدِ بنِ عَبدِ اللَّـه
    ـ حفظه اللَّـهُ تعالى ،ورَعَاهُ ـ

    الحمد لله رب العالمين، وصلاته وسلامه على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
    فإن مما اشتهر من الأحاديث وانتشر: حديث فضل تفطير الصائم، ووعد من فطَّر صائمًا بأن له مثل أجره، دون أن ينقص من أجر الصائم شيء.
    وبتأمل لأسانيد هذا الحديث وطرقه تبيَّن أن في صحته نظرًا، ولهذا كتبت هذه الدراسة الموسعة؛ راجيًا أن تكشف ذلك وتوضَّحه.
    وقد نبَّهت فيها إلى أن ضعف هذا الحديث لا يفيد البتة أنه لا فضل لتفطير الصائمين.
    كما أرجو من رأى ما يحتاج إلى تنبيه أن يبادر بالإفادة، شاكرًا له ومقدرًا وداعيًا.
    وقد سبق للمشايخ الكلام على هذا الحديث في الملتقى، ومن مواضع ذلك:
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13777

    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13773

    وهذا أوان الشروع في المقصود، والله المسدد والمعين.
    2636 ـ وَالعِلْمُ يَدْخُلُ قَلْبَ كُلِ مُـوَفَّـقٍ * * * مِنْ غَـيْـرِ بَـوَّابٍ وَلَا اسْـتئْذَانِ
    2637 ـ وَيَرُدُّهُ الـمَـحْرُوْمُ مِنْ خِذْلَانِـهِ * * * لَا تُـشْـقِـنَا الـلَّهُـمَّ بِالـحِـرْمَـان ِ
    قاله الإمامُ ابنُ قيِّم الجوزيّة .« الكافية الشافية » [ ج 3، ص 614 ]. ط بإشراف شيخِنا العلّامة بكر أبو زيد.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي رد: تخريج موسَّع لحديث: « من فطر صائمًا كان له مثل أجره » للأخ محمد بن عبدالله

    1- حديث زيد بن خالد:
    # التخريج:
    يرويه عطاء بن أبي رباح عنه، وعن عطاء جماعة:
    أ- محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى:
    أخرج حديثه عبدالرزاق في مصنفه (7905) -ومن طريقه الطبراني في الكبير (5/256 ح5269) [وقع في المطبوع: ابن أبي ذئب، وهو تحريف]- عن جعفر بن سليمان، والحميدي (818)، والفاكهي في أخبار مكة (992)، والترمذي (1629)؛ من طريق سفيان بن عيينة، وابن أبي شيبة (19555)، وابن ماجه (1746)؛ من طريق وكيع، والنسائي في الكبرى (3316)، وابن خزيمة (2064)، والطبراني في الكبير (5/256 ح5268)، وفي مكارم الأخلاق (144)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (7/98)؛ من طريق يزيد بن زريع، والطبراني في الكبير (5/255 ح5267)، وابن ماسي في فوائده (24) -ومن طريقه السبكي في معجم الشيوخ (ص593)-، وأبو نعيم في حلية الأولياء (7/98)، والبيهقي في الكبرى (4/240)، وشعب الإيمان (3826)؛ من طريق محمد بن كثير؛ كلاهما (يزيد بن زريع ومحمد بن كثير) عن سفيان الثوري، والطبراني في الكبير (5/256 ح5268)، ومكارم الأخلاق (144)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (7/98)؛ من طريق روح بن القاسم، والطبراني في الكبير (5/256 ح5270)، والبيهقي في الشعب (3827)؛ من طريق أبي عوانة، والطبراني في الكبير (5/256 ح5271) من طريق أبي شهاب؛ جميعهم (جعفر بن سليمان وابن عيينة ووكيع والثوري وروح بن القاسم وأبو عوانة وأبو شهاب) عن ابن أبي ليلى، به، ولفظ الثوري عنه: «من جهز غازيًا أو حاجًّا أو خلفه في أهله أو فطَّر صائمًا؛ كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجورهم شيء»، وللباقين نحوه، واقتصر جعفر بن سليمان على ذكر تفطير الصائم، واقتصر ابن عيينة على ذكر تجهيز الغازي.
    ب- حجاج بن أرطاة:
    أخرجه سعيد بن منصور في سننه (2328)، وابن ماجه (1746)؛ من طريق أبي معاوية، عن حجاج بن أرطاة، به، بلفظ: «من جهز حاجًّا أو معتمرًا أو غزيًّا أو خلفه في أهله أو فطَّر صائمًا؛ كان له مثل أجورهم»، واقتصر ابن ماجه في سياقه على ذكر تفطير الصائم.
    ج- عبدالملك بن أبي سليمان:
    أخرجه أحمد (4/114)، وعبد بن حميد (276-المنتخب)، والدارمي (1702، 2419)، وابن ماجه (1746)، والعقيلي في الضعفاء (225)، وابن عساكر في معجمه (571)؛ من طريق يعلى بن عبيد، وأحمد (4/116)، والطبراني في الكبير (5/256 ح5275)؛ من طريق إسحاق بن يوسف، وأحمد (5/192)، والترمذي (1630)، والبزار (3775)، وابن حبان (3429، 4633)؛ من طريق يحيى بن سعيد القطان، وأحمد -كما في أطراف المسند (2/410) عن يزيد وعبدالله بن نمير، والترمذي (807 -ومن طريقه البغوي في شرح السنة (1818)-، والطبراني في الكبير (5/257 ح5274)؛ من طريق عبدالرحيم بن سليمان، والنسائي في الكبرى (3317) من طريق خالد بن الحارث، وابن ماجه (2759) من طريق عبدة بن سليمان، وابن خزيمة (2064) من طريق محمد بن فضيل، وابن حبان (4630) من طريق محمد بن عبيد، والطبراني في الكبير (5/256 ح5273) من طريق عبدالله بن المبارك، وفيه (5/257 ح5274) من طريق جرير، والبيهقي في الكبرى (4/240)، والشعب (3666)، وفضائل الأعمال (71)؛ من طريق زائدة، وابن عساكر في تاريخ دمشق (54/129) من طريق أسباط بن محمد؛ جميعهم (يعلى بن عبيد وإسحاق بن يوسف ويحيى القطان ويزيد وعبدالله بن نمير وعبدالرحيم بن سليمان وخالد بن الحارث وعبدة بن سليمان وابن فضيل ومحمد بن عبيد وابن المبارك وجرير وزائدة وأسباط) عن عبدالملك بن أبي سليمان، به، ولفظ القطان عنه: «من فطَّر صائمًا كان له -أو: كتب له- مثل أجر الصائم، من غير أن ينقص من أجر الصائم شيئًا، ومن جهز غازيًا في سبيل الله كان له -أو: كتب له- مثل أجر الغازي، في أنه لا ينقص من أجر الغازي شيئًا»، وللباقين نحوه، واقتصر الترمذي في رواية القطان، وابن ماجه والعقيلي في رواية يعلى بن عبيد، وابن ماجه في رواية عبدة بن سليمان، وابن حبان في رواية محمد بن عبيد= على ذكر تجهيز الغازي، واقتصر الترمذي في رواية عبدالرحيم بن سليمان، والنسائي في رواية خالد بن الحارث= على ذكر تفطير الصائم.
    د- عمر بن قيس:
    أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (1/224)، والطبراني في الكبير (5/257 ح5276)، والقطيعي في جزء الألف دينار (94) -ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (40/367)؛ من طريق هوذة بن خليفة، عن عمر بن قيس، به، بلفظ: «من جهز غازيًا في سبيل الله أو خلفه في أهله؛ كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيئًا، ومن جهز حاجًّا أو خلفه في أهله؛ كان له مثل أجر الحاج من غير أن ينقص من أجره، ومن فطَّر صائمًا كان له مثل أجره».
    هـ- معقل بن عبيدالله:
    أخرجه الطبراني في الكبير (5/257 ح5275) عن أحمد بن النضر العسكري، وفي الأوسط (1048)، وابن عدي في الكامل (6/453)؛ عن أحمد بن عبدالرحمن بن عقال التميمي، وأبو الفضل الزهري في حديثه (50)، وابن بشران في أماليه (268)، والقضاعي في الشهاب (382)، والبيهقي (4/240)؛ من طريق جعفر بن محمد الفريابي، ثلاثتهم (أحمد بن النضر وأحمد بن عبدالرحمن بن عقال والفريابي) عن سعيد بن حفص أبي جعفر النفيلي، عن معقل، به، بلفظ: «من فطَّر صائمًا كان له مثل أجره، ولا ينقص من أجره شيء، ومن جهز غازيًا في سبيل الله كان له مثل أجره، ولا ينقص من أجره شيء»، لفظ العسكري، وللباقين نحوه، واقتصر أحمد بن عبدالرحمن بن عقال، وأبو الفضل الزهري والقضاعي في رواية الفريابي= على ذكر تفطير الصائم، وقال أحمد بن النضر العسكري عن النفيلي عن معقل: عن عطاء وعكرمة، عن زيد بن خالد.
    و- يعقوب بن عطاء:
    أخرجه الطبراني في الكبير (5/257 ح5277) والأوسط (7700) والصغير (836) -ومن طريقه الخطيب في تاريخ بغداد (1/243)-؛ من طريق أبي إسماعيل المؤدب، عن يعقوب بن عطاء، به، بلفظ: «من فطَّر صائمًا أو جهز حاجًّا أو غازيًا؛ كان له مثل أجورهم، من غير أن ينقص من أجورهم شيء».
    ز- ابن جريج:
    أخرجه البيهقي في الكبرى (4/240)، وشعب الإيمان (3667)، وقوام السنة في الترغيب والترهيب (1762)؛ من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن سفيان الثوري، عن ابن جريج، به، بلفظ: «من فطَّر صائمًا أو جهز غازيًا؛ فله مثل أجره».
    # دراسة الأسانيد:
    جاء الحديث عن عطاء بن أبي رباح من طرق، وفي أكثرها إثبات فضل تجهيز الغازي، وهذا يبين أن من لم يذكره إنما اختصر الحديث، لا أن ذكره زيادة زادها بعض الرواة.
    وقد اتُّفق عن ابن أبي ليلى، وحجاج بن أرطاة، وعبدالملك بن أبي سليمان، وعمر بن قيس، ويعقوب بن عطاء= على جعله عن عطاء، عن زيد بن خالد.
    والجماعة فيهم الصدوق والمتكلَّم فيه والضعيف، ورواياتهم تعتضد ببعضها، إلا أن عمر بن قيس متروك واهٍ.
    واختُلف على معقل بن عبيدالله فيه:
    فاتفق أحمد بن عبدالرحمن بن عقال التميمي وجعفر بن محمد الفريابي على روايته عن أبي جعفر النفيلي، عن معقل، به، كرواية الجماعة،
    ورواه أحمد بن النضر العسكري عن النفيلي، عن معقل، عن عطاء وعكرمة، عن زيد بن خالد، زاد عكرمة.
    وذكر عكرمة في هذا الحديث خطأ -فيما يظهر-؛ لانفراد أحمد بن النضر عن أحمد بن عبدالرحمن التميمي والفريابي بزيادته، والفريابي ثقة حافظ مشهور.
    وتركيبة (عكرمة عن زيد بن خالد) غريبة، ولا يصح قبولها بسند متأخر فرد.
    كما اختُلف على ابن جريج في الحديث:
    فرواه سفيان الثوري من رواية مؤمل بن إسماعيل عنه، عن ابن جريج، عن عطاء، عن زيد بن خالد، فخالف مؤمل أصحاب الثوري، قال البيهقي: (ورواه مؤمل بن إسماعيل عن الثوري؛ فخالف الجماعة في إسناده)، ثم أسنده، وكأنه يشير إلى إعلاله، وهو خطأ ظاهر من مؤمل، فقد خالف فيه يزيد بن زريع ومحمد بن كثير -وكلاهما من الثقات، وابن زريع ثبت حافظ-؛ حيث اتفقا فروياه عن الثوري عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، به.
    ومؤمل كثير الخطأ، والظاهر أنه سلك جادة (ابن جريج عن عطاء)، فغلط.
    وجاء عن ابن جريج من أوجه أخرى، يأتي بيانها، وبيان الراجح منها.
    فمدار هذا الحديث: عطاء بن أبي رباح، الإمام المعروف، يرويه عن زيد بن خالد الجهني، إلا أن عطاء لم يسمع من زيد، قاله ابن المديني -كما في علله برواية ابن البراء (ص328)، ومراسيل ابن أبي حاتم (ص155)-.
    ولم أجد من خالف ابن المديني أو وافقه في ذلك، إلا أن الترمذي حكم لهذا الحديث بالصحة، فكأنه لم ير فيه انقطاعًا.
    ويؤيد قول ابن المديني أن عطاء كثير الإرسال، وأنه لم يسمع -بحكم الأئمة- من بعض الصحابة ممن قاربت وفاته وفاة زيد بن خالد، كأبي سعيد الخدري، وابن عمر (وقد رآهما عطاء ولم يسمع منهما)، ورافع بن خديج.
    والراجح من ذلك -والله أعلم-: القول بالانقطاع؛ لجزم ابن المديني به، وهو إمام راسخ في هذا الفن، ولأن الترمذي لم يصرح بالقول بالاتصال، وإنما هو من مفهوم كلامه، ولعله لم يرده.
    وإذا ثبت ذلك؛ فلا بد أن عطاءً قد تحمَّله عن واسطة هي عندنا مجهولة، وحديث المجهول ضعيف، فكيف إذا خالف في المتن؟!
    فإن حديث زيد بن خالد في فضل تجهيز الغازي معروف من رواية بسر بن سعيد عنه، أخرجه البخاري في صحيحه (2843)، ومسلم (1895)، وجماعة كثيرون، ولفظه: «من جهز غازيًا في سبيل الله؛ فقد غزا، ومن خلف غازيًا في سبيل الله بخير فقد غزا»، وانظر في تخريجه: تحفة الأشراف (3/230)، إتحاف المهرة (5/10، 11)، المسند الجامع (5/579، 580).
    وقوله في رواية الصحيحين: «فقد غزا» له المؤدى نفسه من قوله: «كان له مثل أجره».
    وبسر بن سعيد الراوي عن زيد بن خالد ثقة جليل عابد، ولا شك أن الحديث حديثه، وأن زيادة ذلك الراوي المجهول بذكر تفطير الصائم زيادة منكرة.
    وعلى القول بأن عطاء بن أبي رباح قد سمع من زيد بن خالد، ففي زيادته نظر؛ لأن الشيخين قد أعرضا عن روايته، وخرجا رواية بسر متفقَيْن على صحتها، وصححها غيرهما.
    2636 ـ وَالعِلْمُ يَدْخُلُ قَلْبَ كُلِ مُـوَفَّـقٍ * * * مِنْ غَـيْـرِ بَـوَّابٍ وَلَا اسْـتئْذَانِ
    2637 ـ وَيَرُدُّهُ الـمَـحْرُوْمُ مِنْ خِذْلَانِـهِ * * * لَا تُـشْـقِـنَا الـلَّهُـمَّ بِالـحِـرْمَـان ِ
    قاله الإمامُ ابنُ قيِّم الجوزيّة .« الكافية الشافية » [ ج 3، ص 614 ]. ط بإشراف شيخِنا العلّامة بكر أبو زيد.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي رد: تخريج موسَّع لحديث: « من فطر صائمًا كان له مثل أجره » للأخ محمد بن عبدالله

    2- حديث ابن عباس:
    # التخريج:
    أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/225)، والطبراني في الكبير (11/187 ح11449)، من طريق الحسين بن حريث، عن نصر بن حاجب، عن الحسن بن رشيد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من فطَّر صائمًا فله مثل أجره».
    تنبيه: وقع اسم شيخ الحسين بن حريث في معجم الطبراني: نصر بن خالد.
    # دراسة الإسناد:
    هذا الإسناد وجه آخر من الاختلاف عن ابن جريج في الحديث.
    ولم أعرف نصر بن حاجب -أو خالد- راويه، وفي الرواة: نصر بن حاجب الخراساني، لكنه أقدم من هذا -فيما يظهر-.
    والراوي عن ابن جريج: الحسن بن رشيد قال فيه أبو حاتم -كما في الجرح (3/14)-: (مجهول)، وقال ابنه: (يدل حديثه على الإنكار؛ وذلك أنه روى عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، أنه قال: «من صبر في حر مكة ساعة؛ باعد الله -عز وجل- منه جهنم سبعين خريفًا، ومن مشى في طريق مكة؛ كل قدم يضعها ترفع له درجة، والأخرى حسنة»)، وقال العقيلي -في الضعفاء (1/225 = 1/578 ط. السرساوي): (في حديثه وهم، ويحدث بمناكير)، وقال الذهبي -في الميزان (1/490)-: ­(فيه لين).
    فالرجل له ما ينكر، خاصة عن ابن جريج، وهذا الحديث من ذلك، ولذا أخرجه العقيلي في ترجمته، وقال عَقِبَهُ: (لا يتابع الحسن على هذا).

    3- حديث أبي هريرة:
    # التخريج:
    أخرجه الطبراني في الأوسط (5818)، والخطيب في تاريخ بغداد (11/353)؛ من طريق علي بن بهرام، عن عبدالملك بن أبي كريمة، عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من حج عن ميت فللذي حج عنه مثل أجره، ومن فطَّر صائمًا فله مثل أجره، ومن دل على خير فله مثل أجر فاعله».
    # دراسة الإسناد:
    قال الطبراني عقبه: «لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا عبدالملك بن أبي كريمة، تفرد به علي بن بهرام».
    وعلي بن بهرام راويه ترجمه الخطيب في تاريخ بغداد، وأورد له هذا الحديث وحديثًا آخر، ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلاً.
    وعبدالملك بن أبي كريمة شيخه صدوق، وهو مغربي قدم مصر، وتفرده عن ابن جريج، مع تفرد علي بن بهرام عنه= مما يستنكر، خاصة أنه خولف عن ابن جريج:
    فقد أخرجه عبدالرزاق في مصنفه (7906) عن ابن جريج، عن صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة، قال: «من فطَّر صائمًا؛ أطعمه وسقاه؛ كان له مثل أجره»، موقوف.
    إلا أنه أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/225) من طريق إبراهيم بن محمد الصنعاني، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/221) من طريق محمود بن غيلان، والبيهقي في شعب الإيمان (3668) من طريق أحمد بن الأزهر؛ ثلاثتهم (إبراهيم بن محمد ومحمود بن غيلان وأحمد بن الأزهر) عن عبدالرزاق، به، فرفعوه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.
    والظاهر أن رفعه خطأ من عبدالرزاق حال حدَّثهم بالحديث، لأنه كان يغلط بأخرة بعدما عمي، وما في مصنَّفاته وكتبه أصح من غيره، قال أحمد -كما في تهذيب الكمال (18/57، 58)-: (هؤلاء سمعوا بعد ما عمي، كان يلقن فلقنه، وليس هو في كتبه، وقد أسندوا عنه أحاديث ليست في كتبه، كان يلقنها بعد ما عمي)، وقال: (من سمع من الكتب فهو أصح).
    ورواية المصنَّف بالوقف أصح؛ لأن الدَّبري راوي المصنف إنما روى كتاب عبدالرزاق، لا حديثه من حفظه.
    ثم في هذا الإسناد علة مرفوعًا وموقوفًا؛ فإن ابن جريج من المدلسين، ولم يصرح بتحديثه، وقد أبان العقيلي عن علة الحديث، فقال -في الضعفاء (1/225، 226 = 1/579 ط. السرساوي)-: (لم يبين ابنُ جريج فيه السماعَ من صالح، أحسب أن حجاج بن محمد يرويه عن ابن جريج، عن إبراهيم بن محمد، عن صالح)، فنقل العقيلي بظنِّه -وهو الإمام الحافظ- أن حجاج بن محمد رواه عن ابن جريج بغير تدليس؛ ذاكرًا الواسطة بينه وبين صالح مولى التوأمة، وهو: إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، وهو متروك مشهور الترك والضعف الشديد.
    وللحديث رواية أخرى موقوفة عن أبي هريرة:
    أخرجها عبدالرزاق في مصنفه (7908) عن عمر بن راشد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي هريرة؛ دعته امرأة ليفطر عندها، ففعل، وقال: «إني أخبرك أنه ليس من رجلٍ يفطر عند أهل بيت إلا كان لهم مثل أجره»، فقالت: وددت أنك تتحين -أو نحو ذلك- لتفطر عندي، قال: «إني أريد أن أجعله لأهل بيتي».
    إلا أن في عمر بن راشد كلام، وقد قال أحمد -كما في تهذيب الكمال (21/341)-: (حدَّث عن يحيى بن أبي كثير بأحاديث مناكير)، ونصَّ على ضعف حديثه عن يحيى بن أبي كثير خاصة غير واحد.
    ثم رواية يحيى بن أبي كثير عن أبي هريرة مرسلة.
    2636 ـ وَالعِلْمُ يَدْخُلُ قَلْبَ كُلِ مُـوَفَّـقٍ * * * مِنْ غَـيْـرِ بَـوَّابٍ وَلَا اسْـتئْذَانِ
    2637 ـ وَيَرُدُّهُ الـمَـحْرُوْمُ مِنْ خِذْلَانِـهِ * * * لَا تُـشْـقِـنَا الـلَّهُـمَّ بِالـحِـرْمَـان ِ
    قاله الإمامُ ابنُ قيِّم الجوزيّة .« الكافية الشافية » [ ج 3، ص 614 ]. ط بإشراف شيخِنا العلّامة بكر أبو زيد.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي رد: تخريج موسَّع لحديث: « من فطر صائمًا كان له مثل أجره » للأخ محمد بن عبدالله

    4- حديث عائشة:
    # التخريج:
    أخرجه الطبراني في الأوسط (7136، 8438) من طريق كثير بن هشام، عن عيسى بن إبراهيم، عن الحكم بن عبدالله الأيلي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عائشة، قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من فطَّر صائمًا كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيئًا، وما عمل من أعمال البر إلا كان أجره كصاحب الطعام ما كان من قوة الطعام فيه».
    # دراسة الإسناد:
    قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا الحكم بن عبدالله الأيلي، ولا عن الحكم إلا عيسى بن إبراهيم، تفرد به كثير بن هشام».
    وعيسى بن إبراهيم الراوي عن الحكم هو ابن طهمان الهاشمي، وهو متروك منكر الحديث، انظر ترجمته في لسان الميزان (4/391).
    والحكم بن عبدالله الأيلي متروك منكر الحديث، واتُّهم بالوضع، انظر ترجمته في لسان الميزان (2/332-334).
    فهذا الإسناد واهٍ جدًّا.
    وقد جاء عن عائشة موقوفًا عليها:
    أخرجه النسائي في الكبرى (3318) من طريق الحسين بن ذكوان المعلم، عن عطاء، عن عائشة، قالت: «من فطَّر صائمًا كان له مثل أجره، من غير أن ينتقص من أجر الصائم شيء».
    والحسين بن ذكوان فيه كلام، والحديث مشهور عن عطاء عن زيد بن خالد، وقد رواه عنه كذلك جماعة -كما سبق-.
    ثم إن عطاء لم يبين سماعه من عائشة، وقد قال أحمد -كما في تهذيب التهذيب (7/182)-: (ورواية عطاء عن عائشة لا يحتج بها الا أن يقول: سمعت).
    فإسناد هذا الموقوف فيه نظر.

    5- حديث عبدالله بن مسعود:
    # التخريج:
    أخرجه الخلال في المجالس العشرة (20) من طريق بهلول بن عبيد، عن حماد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من فطر صائمًا كان له مثل أجر الصائم، من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء».
    # دراسة الإسناد:
    بهلول بن عبيد المتفرد بهذا الإسناد ضعيف جدًّا، واتُّهم بسرقة الحديث، انظر ترجمته في لسان الميزان (2/67).
    2636 ـ وَالعِلْمُ يَدْخُلُ قَلْبَ كُلِ مُـوَفَّـقٍ * * * مِنْ غَـيْـرِ بَـوَّابٍ وَلَا اسْـتئْذَانِ
    2637 ـ وَيَرُدُّهُ الـمَـحْرُوْمُ مِنْ خِذْلَانِـهِ * * * لَا تُـشْـقِـنَا الـلَّهُـمَّ بِالـحِـرْمَـان ِ
    قاله الإمامُ ابنُ قيِّم الجوزيّة .« الكافية الشافية » [ ج 3، ص 614 ]. ط بإشراف شيخِنا العلّامة بكر أبو زيد.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي رد: تخريج موسَّع لحديث: « من فطر صائمًا كان له مثل أجره » للأخ محمد بن عبدالله

    6- ومن الشواهد: حديث سلمان الفارسي:
    # التخريج:
    أخرجه ابن أبي الدنيا في فضائل رمضان (41)، وابن خزيمة (1887) -ومن طريقه البيهقي في الشعب (3336) وابن بشكوال في الذيل على جزء بقي بن مخلد في الحوض والكوثر (67) وأبو اليُمن بن عساكر في جزئه في أحاديث شهر رمضان (7)-، وابن شاهين في فضائل رمضان (16)، والبيهقي في الشعب (3336)، والدعوات الكبير (532)، وفضائل الأوقات (37)، وابن أبي الصقر في مشيخته (43)، وقوام السنة في الترغيب والترهيب (1753)، والبغوي في تفسيره (1/202، 203)؛ من طريق يوسف بن زياد، عن همام بن يحيى،
    وابن أبي الدنيا في فضائل رمضان (58)، وابن حبان في المجروحين (1/247)، والطبراني في الكبير (6/262 ح6161)، وفي مكارم الأخلاق (146)، وابن عدي في الكامل (2/220)، والبيهقي في الشعب (3669)، وفضائل الأوقات (72)؛ من طريق حكيم بن خذام،
    والبزار (2501)، والطبراني في الكبير (6/262 ح6162)، وابن عدي في الكامل (2/306) -ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/192)-؛ من طريق الفضل بن قرة، وقوام السنة في الترغيب والترهيب (1763) من طريق عمرو بن سفيان القطيعي، كلاهما (الفضل وعمرو بن سفيان) عن الحسن بن أبي جعفر،
    والمحاملي في أماليه (293-رواية ابن البيع)، وابن عدي في الكامل (5/293)؛ من طريق عبدالعزيز بن عبدالله القرشي أبي وهب، عن سعيد بن أبي عروبة،
    وابن شاهين في فضائل رمضان (15) من طريق أحمد بن الفرج الحمصي، عن يحيى بن سعيد العطار، عن سلام بن سلم،
    والبيهقي في الشعب (3336) من طريق محمد بن الفرج الأزرق، عن عبدالله بن بكر السهمي، عن إياس بن عبدالغفار،
    جميعهم (همام وحكيم بن خذام والحسن بن أبي جعفر وابن أبي عروبة وسلام وإياس) عن علي بن زيد بن جدعان،
    وأخرجه الحارث في مسنده -كما في بغية الباحث (321) والمطالب العالية (106)-، وابن أبي حاتم في العلل (1/249) عن الحسن بن عرفة، والعقيلي في الضعفاء (1/35) من طريق أحمد بن عمران الأخفش -ومن طريقه الخطيب في تاريخ بغداد (4/333)-، ثلاثتهم (الحارث والحسن بن عرفة وأحمد بن عمران) عن عبدالله بن بكر السهمي، عن إياس،
    كلاهما (علي بن زيد بن جدعان وإياس) عن سعيد بن المسيب، عن سلمان الفارسي، قال: خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آخر يوم من شعبان فقال: «يا أيها الناس، إنه قد أظلكم شهر مبارك...»، فذكر حديثًا طويلاً في فضل رمضان، وفيه: «من فطَّر فيه صائمًا كان له عتق رقبة ومغفرة لذنوبه»، قيل: يا رسول الله، ليس كلنا نجد ما نفطِّر به الصائم، قال: «يعطي الله هذا الثواب من فطَّر صائمًا على مذقة لبن، أو تمرة، أو شربة ماء، ومن أشبع صائمًا كان له مغفرة لذنوبه، وسقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيئًا»، لفظ الحارث، وللباقين نحوه مختصرًا ومطولاً، وبعضهم يذكر فضائل أخرى مختلفة.
    # دراسة الأسانيد:
    رواه علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب، وعن علي جماعة:
    أ- همام بن يحيى:
    وقد تفرد عنه -فيما وجدت-: يوسف بن زياد البصري، وهو ضعيف منكر الحديث، انظر ترجمته في لسان الميزان (6/321).
    ب- حكيم بن خذام:
    وحكيم هذا منكر الحديث، بل قال أبو حاتم: (متروك الحديث)، انظر ترجمته في لسان الميزان (2/342).
    ج- الحسن بن أبي جعفر:
    ورواه عنه الفضل بن قرة ابن أخيه، ولم أجد له ترجمة، وعمرو بن سفيان القطيعي، وهذا ذكره ابن حبان في الثقات (8/481)، ولم أجد فيه جرحًا ولا تعديلاً.
    والحسن بن أبي جعفر نفسه ضعيف.
    د- سعيد بن أبي عروبة:
    ورواه عن سعيد: أبو وهب عبدالعزيز بن عبدالله الجدعاني القرشي، وهذا ذكره ابن حبان في الثقات (8/394) وقال: (يغرب، يجب أن يعتبر حديثه إذا بين السماع)، وذكره ابن عدي في الكامل، وقال: (عامة ما يرويه لا يتابعه عليه الثقات)، وذكر له هذا الحديث في أحاديث مما يستنكر له.
    وتفرده عن سعيد بن أبي عروبة في جلالته ورواية الناس عنه محل نكارة.
    هـ- سلام بن سليم:
    وهو -فيما يظهر- الطويل، وهو متروك معروف الترك.
    ورواه عنه: يحيى بن سعيد، ووقع في مطبوعة فضائل رمضان لابن شاهين نسبته: (القطان)، وهذا -فيما يظهر- تحريف عن (العطار)، فالراوي عنه (أحمد بن الفرج الحمصي) غير معروف بالرواية عن يحيى بن سعيد القطان، ويحيى بن سعيد العطار حمصي كأحمد بن الفرج، فهو بالرواية عنه أولى.
    ويحيى بن سعيد الحمصي هذا منكر الحديث، انظر ترجمته في تهذيب التهذيب (11/193).
    و- إياس:
    وقد اختُلف عن عبدالله بن بكر السهمي في روايته:
    فرواه الحارث بن أبي أسامة والحسن بن عرفة وأحمد بن عمران الأخفش عنه، عن إياس، عن سعيد بن المسيب، عن سلمان، به، ولفظ الصيغة عند الحارث: (حدثني بعض أصحابنا؛ رجل يقال له: إياس، رفع الحديث إلى سعيد بن المسيب).
    ورواه محمد بن الفرج الأزرق عن عبدالله بن بكر، عن إياس؛ فسماه: إياس بن عبدالغفار، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، به.
    ومحمد بن الفرج فيه ضعف، ورواية الثلاثة الثقات أصح، وروايته في تسمية والد إياس، وفي ذكر علي بن زيد بن جدعان= منكرة.
    ثم إن عبدالله بن بكر السهمي لم يضبط اسم شيخه في هذا الحديث، قال أبو حاتم الرازي -كما في العلل (1/249)-: (غلط فيه عبدالله بن بكر، إنما هو: أبان بن أبي عياش، فجعل عبدُالله بن بكر أبانًا إياسًا)، ولعل عبدالله بن بكر سمع الحديث قديمًا من أبان، أو كان صغيرًا، فلما قرأ اسم شيخه صحَّف.
    وقد سمى أحمد بن عمران في رواية العقيلي إياسًا: إياس بن أبي إياس، وعلى هذا ترجمَهُ العقيلي، ولعله داخل في التصحيف عن (أبان بن أبي عياش)، على أن الرواية بدون تسمية أبيه أقوى.
    وأبان بن أبي عياش الذي رجعت هذه الرواية إليه متروك مشهور الترك.
    وبهذا يتبين أن حديث سلمان هذا تكاثر عليه الضعفاء والمتروكون، وليس له طريق يمكن أن تثبت، وأسانيده لا يصح تقويتها ببعضها؛ لضعفها ونكارتها.
    فالحديث لا يثبت أولاً عن علي بن زيد بن جدعان، وحتى لو ثبت، فعليٌّ نفسه ضعيف، وتفرده عن سعيد بن المسيب محل نظر شديد.
    ولهذا؛ فقد تشكك ابن خزيمة في صحة الحديث، قال في التبويب عليه: (باب فضائل شهر رمضان إن صح الخبر)، وهذه عادته في أحاديث ضعيفة، وهو بريء بذلك من عهدة تصحيح الخبر، وقال أبو حاتم الرازي -كما في العلل (1/249)-: (هذا حديث منكر)، وترجم العقيلي في ضعفائه (1/35) لإياس -أحد رواة الحديث-، وقال: (مجهول، وحديثه غير محفوظ)، ثم أسند هذا الحديث، وقال: (قد روي من غير وجه، ليس له طريقٌ ثبت)، وقال ابن حبان في ترجمة حكيم بن خذام في المجروحين (1/247) بعد أن أسند له هذا الحديث: (وهذا لا أصل له)، وقال الذهبي في ترجمة إياس المذكور -في الميزان (1/282)-: (لا يعرف، وخبره منكر).
    2636 ـ وَالعِلْمُ يَدْخُلُ قَلْبَ كُلِ مُـوَفَّـقٍ * * * مِنْ غَـيْـرِ بَـوَّابٍ وَلَا اسْـتئْذَانِ
    2637 ـ وَيَرُدُّهُ الـمَـحْرُوْمُ مِنْ خِذْلَانِـهِ * * * لَا تُـشْـقِـنَا الـلَّهُـمَّ بِالـحِـرْمَـان ِ
    قاله الإمامُ ابنُ قيِّم الجوزيّة .« الكافية الشافية » [ ج 3، ص 614 ]. ط بإشراف شيخِنا العلّامة بكر أبو زيد.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي رد: تخريج موسَّع لحديث: « من فطر صائمًا كان له مثل أجره » للأخ محمد بن عبدالله

    7- ومن الشواهد: حديث جابر بن عبدالله:
    # التخريج:
    أخرجه ابن الفاخر في موجبات الجنة (250) من طريق أحمد بن عبدالله بن أحمد الساوي، عن محمد بن جعفر بن فضالة، ثنا مالك بن أنس، عن محمد بن عجلان، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من فطر صائمًا فله الجنة، ومن أشبع جائعًا فله الجنة...»، في حديث طويل فيه تعداد لخصال كثيرة توجب الجنة.
    # دراسة الإسناد:
    هكذا جاء الإسناد، وفيه غير واحد لم أعرفه، والراوي عن مالك بن أنس لم أعرفه أيضًا، وفي الرواة: محمد بن جعفر بن محمد بن فضالة، لكنه متأخر عن مالك، فالله أعلم.
    وإسناد متأخر كهذا، فيه تفرد مجهول عن إمام مثل مالك بن أنس= ليس إلا إسنادًا منكرًا.

    الخلاصة:
    لم يثبت لهذا الحديث إسناد يصح الاعتماد عليه، وتقوية أسانيده ببعضها تقويةٌ للمنكر بالمنكر، والخطأ بالخطأ.
    ولا شك أن هذا لا يعني إلغاء فضل تفطير الصائمين؛ فإن من المتقرر أن ضعف الدليل لا يعني انتفاء المدلول.
    والله أعلم.



    ــــ
    جزى اللَّـهُ الشَّيْخَ مُحَمَّدً خَيْرًا ،وزَادَهُ عِلمًا ، وَباركَ في جهودِهِ.

    أَخُوْكُم الْمُحِبُّ
    سَلْمَانُ بْنُ عَبْدِ القَادِرِ أبُوْ زَيْدٍ
    ـ سَدَّدَهُ اللَّـهُ فِيْمَا يُخْفِيْ وَيُبْدِيْ إِنَّهُ بِكُلِّ خَيْرٍ كَفِيْلٌ وَعَلَى كُلِّ شَئٍ وَكِيْلٌ ـ.
    2636 ـ وَالعِلْمُ يَدْخُلُ قَلْبَ كُلِ مُـوَفَّـقٍ * * * مِنْ غَـيْـرِ بَـوَّابٍ وَلَا اسْـتئْذَانِ
    2637 ـ وَيَرُدُّهُ الـمَـحْرُوْمُ مِنْ خِذْلَانِـهِ * * * لَا تُـشْـقِـنَا الـلَّهُـمَّ بِالـحِـرْمَـان ِ
    قاله الإمامُ ابنُ قيِّم الجوزيّة .« الكافية الشافية » [ ج 3، ص 614 ]. ط بإشراف شيخِنا العلّامة بكر أبو زيد.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي رد: تخريج موسَّع لحديث: « من فطر صائمًا كان له مثل أجره » للأخ محمد بن عبدالله

    قالَ الأخُ محمد بن عبدالله :

    تصحيحات:
    * في رواية عبدالملك بن أبي سليمان عن عطاء عن زيد بن خالد:

    اقتباس:
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله
    واقتصر الترمذي في رواية القطان، وابن ماجه والعقيلي في رواية يعلى بن عبيد، وابن ماجه في رواية عبدة بن سليمان، وابن حبان في رواية محمد بن عبيد= على ذكر تجهيز الغازي، واقتصر الترمذي في رواية عبدالرحيم بن سليمان، والنسائي في رواية خالد بن الحارث= على ذكر تفطير الصائم.

    تصحَّح إلى:
    واقتصر الترمذي في رواية القطان، وابن ماجه في رواية عبدة بن سليمان، وابن حبان في رواية محمد بن عبيد= على ذكر تجهيز الغازي، واقتصر الترمذي في رواية عبدالرحيم بن سليمان، والنسائي في رواية خالد بن الحارث، وابن ماجه والعقيلي في رواية يعلى بن عبيد= على ذكر تفطير الصائم.

    * في حديث سلمان الفارسي:

    اقتباس:
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله
    والبيهقي في الشعب (3336) من طريق محمد بن الفرج الأزرق، عن عبدالله بن بكر السهمي، عن إياس بن عبدالغفار،

    تُقَدَّم، وتصحَّح إلى:
    وابن أبي حاتم في العلل (1/249) عن الحسن بن عرفة، والبيهقي في الشعب (3336) من طريق محمد بن الفرج الأزرق، كلاهما (الحسن بن عرفة ومحمد بن الفرج) عن عبدالله بن بكر السهمي، عن إياس -سمَّاه الأزرق: ابن عبدالغفار-،

    اقتباس:
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله
    وأخرجه الحارث في مسنده -كما في بغية الباحث (321) والمطالب العالية (106)-، وابن أبي حاتم في العلل (1/249) عن الحسن بن عرفة، والعقيلي في الضعفاء (1/35) من طريق أحمد بن عمران الأخفش -ومن طريقه الخطيب في تاريخ بغداد (4/333)-، ثلاثتهم (الحارث والحسن بن عرفة وأحمد بن عمران) عن عبدالله بن بكر السهمي، عن إياس،

    يحذف التخريج من علل ابن أبي حاتم.

    اقتباس:
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله
    و- إياس:
    وقد اختُلف عن عبدالله بن بكر السهمي في روايته:
    فرواه الحارث بن أبي أسامة والحسن بن عرفة وأحمد بن عمران الأخفش عنه، عن إياس، عن سعيد بن المسيب، عن سلمان، به، ولفظ الصيغة عند الحارث: (حدثني بعض أصحابنا؛ رجل يقال له: إياس، رفع الحديث إلى سعيد بن المسيب).
    ورواه محمد بن الفرج الأزرق عن عبدالله بن بكر، عن إياس؛ فسماه: إياس بن عبدالغفار، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، به.
    ومحمد بن الفرج فيه ضعف، ورواية الثلاثة الثقات أصح، وروايته في تسمية والد إياس، وفي ذكر علي بن زيد بن جدعان= منكرة.


    تصحَّح إلى:
    و- إياس:
    وقد اختُلف عن عبدالله بن بكر السهمي في روايته:
    فرواه الحارث بن أبي أسامة وأحمد بن عمران الأخفش عنه، عن إياس، عن سعيد بن المسيب، عن سلمان، به، ولفظ الصيغة عند الحارث: (حدثني بعض أصحابنا؛ رجل يقال له: إياس، رفع الحديث إلى سعيد بن المسيب).
    ورواه الحسن بن عرفة ومحمد بن الفرج الأزرق عن عبدالله بن بكر، عن إياس، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، به.
    والظاهر أن عبدالله بن بكر -أو شيخه- كان يسقط علي بن زيد بن جدعان أحيانًا، ويذكره أحيانًا، وصيغة (رفع الحديث إلى سعيد بن المسيب) تشير إلى واسطة بين إياس وابن المسيب.
    وأما تسمية والد إياس بـ(عبدالغفار)؛ فجاء بذلك محمد بن الفرج، والرجل فيه ضعف، وروايته في ذلك لا تصح.
    2636 ـ وَالعِلْمُ يَدْخُلُ قَلْبَ كُلِ مُـوَفَّـقٍ * * * مِنْ غَـيْـرِ بَـوَّابٍ وَلَا اسْـتئْذَانِ
    2637 ـ وَيَرُدُّهُ الـمَـحْرُوْمُ مِنْ خِذْلَانِـهِ * * * لَا تُـشْـقِـنَا الـلَّهُـمَّ بِالـحِـرْمَـان ِ
    قاله الإمامُ ابنُ قيِّم الجوزيّة .« الكافية الشافية » [ ج 3، ص 614 ]. ط بإشراف شيخِنا العلّامة بكر أبو زيد.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي رد: تخريج موسَّع لحديث: « من فطر صائمًا كان له مثل أجره » للأخ محمد بن عبدالله

    قالَ الأخُ عبدُ الرَّحمن السُّدَيس :

    بارك الله فيكم ونفع بكم

    اقتباس:
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله
    ويؤيد قول ابن المديني أن عطاء كثير الإرسال، وأنه لم يسمع -بحكم الأئمة- من بعض الصحابة ممن قاربت وفاته وفاة زيد بن خالد، كأبي سعيد الخدري، وابن عمر (وقد رآهما عطاء ولم يسمع منهما) .

    وفي نظري أن هذه الجزئية بحاجة إلى زيادة بحث.
    وهنا فائدة .

    2636 ـ وَالعِلْمُ يَدْخُلُ قَلْبَ كُلِ مُـوَفَّـقٍ * * * مِنْ غَـيْـرِ بَـوَّابٍ وَلَا اسْـتئْذَانِ
    2637 ـ وَيَرُدُّهُ الـمَـحْرُوْمُ مِنْ خِذْلَانِـهِ * * * لَا تُـشْـقِـنَا الـلَّهُـمَّ بِالـحِـرْمَـان ِ
    قاله الإمامُ ابنُ قيِّم الجوزيّة .« الكافية الشافية » [ ج 3، ص 614 ]. ط بإشراف شيخِنا العلّامة بكر أبو زيد.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •