الهيمنة الفكرية والثقافية للعولمة ---------------------------- يتوجب علينا أن ندرك ان للثقافة دوراً هاماً و حيوياً ، وهي لم تكن بعيدة عن مفردات الحياة اليومية للإنسان فحسب ، بل تحتل حيزاً واسعاً للشعوب ايضاً ، وفي كلا الحالين تشكل حالة التقدم و الرقي و الحضارة عبر التاريخ ، وأصبحت اليوم تدخل بشكل كبير في ادارة الصراع في أساليب متفرقة و بصيغ متنوعة ، وهذا ما يفعله الغرب الآن بعد أن عجز الى حد ما عن تحقيق ما يصبو اليه ، و تنحى عنها جانباً ، وبدأ بمشاريع جديدة للهيمنة على المنطقة العربية ، اتضح ذلك بعد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق ، وقد فاضت مصطلحات كالمجتمع المدني ، واصبح له دعاة ومنظرون ،وخرج آخرون من قمقمهم ينشدون بالحرية و الديمقراطية ، وجيشاً عرمرما من الفضائيات التي تبث الانحلال الاخلاقي بين صفوف الفتية و الشباب باسم التخلص من القيود ، و العادات و التقاليد التي هي في نظرهم هي سبب تخلفهم ، واستخدام الوسائل و التقنيات الحديثة هي في غايتها الاولى كي يصبح مجمتعات بلدان العالم الثالث مستهلكةإن العولمة الثقافية القائمة في ظل ثورة المعلومات والاتصالات على قاعدة قانون التباين بين الدول القوية الغنية والدول الضعيفة والفقيرة تستهدف السيطرة على وعي الإنسان بدلاً من السيطرة المباشرة على الجغرافيا .. والتحكم في الوعي وإعادة صياغته من جديد ..وفق رؤى جديدة ومرتكزات جديدة .. ومتطلبات جديدة تستجيب لأهداف ومخططات الدول القوية .فالتبعية الثقافية التي تنتجها ظاهرة العولمة الثقافية بما تمثله من علاقة غير متكافئة تستهدف تفريغ الثقافات الوطنية من قيمها الذاتية كعامل وعي .. ومن هنا فإنها تدفع إلى نشوء مظاهر الاغتراب واهتزاز الشخصية وأزمة الهوية الناتجة عن غياب الوعي .. وهذا سيؤدي إلى الاستلاب والتفكك والتهميش والإقصاء .. وتطويق ثقافة الإبداع الوطني وتغييبها .. وتعميق ثقافة التقليد والاستهلاك .. ولذلك تستهدف العولمة الثقافية وثقافة العولمة إجراء تحويل جذري في الوظيفة التاريخية للثقافة القومية للأمم والشعوب من وظيفة التوحيد والتحصين والإبداع إلى وظيفة التبرير والتغييب والاستلاب . . وبذلك تبرز الوظيفة للهيمنة الفكرية والثقافية التي تستخدمها الدول القوية أداة لتجذير سيطرتها وهيمنتها على العالم على أنها عملية تاريخية ..أي عملية مستمرة بين الماضي والحاضر والمستقبل .. وبالتالي فهي عملية متكاملة مترابطة ..وهي أيضاً عملية مركبة تستهدف : أ*- تفكيك موجودات الدول النامية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والبشرية والسياسية ومنظومة الحياة القيمية .. والسلوك والوعي وخلال عملية التفكيك هذه تحاول نفي وتغييب العوامل والمرتكزات الذاتية والموضوعية الحاملة لوحدة هذه الدول والشعوب والدافعة لتطورها وتقدمها .ب*- إعادة صياغة وتركيب لكل المظاهر السابقة تحمل معها تعميم المصادر الخارجية للدول التي تقود العولمة وتعمل على فرضها كبديل للمرتكزات الداخلية لدى الدول والشعوب .. وبذلك تسهم في تغيير قانونية اجتماعية لعملية التطور والتقدم الاجتماعي . إن مثل هذه القانونية يربط دوماً بين العوامل الداخلية والخارجية في حالة من التفاعل والتكامل وتصبح عملية التغيير مرتبطة بعوامل خارجية فقط تصميماً وتنفيذاً وأهدافاً ووظائف .. بهدف نفي المرتكزات والعوامل والبنى الداخلية لعملية التطور الاجتماعي لصالح العوامل الخارجية الغربية المصدرة من الدول المهيمنة فقط .إن المخططات والمشاريع والهيمنة السابقة التي برزت حتى الآن وكذلك المشاريع والمخططات اللاحقة التي سوف تبرز تأتي في إطار الصراع التاريخي الممتد .. والحضاري الشامل على هوية المنطقة العربية وموقعها الجيو استراتيجي .. وثرواتها الكبيرة ونزوع أهلها نحو التطوّر والتقدم وإقامة الدولة العربية الواحدة وتحقيق الحرية والعدالة والمساواة .لقد انطلقت هذه المخططات تجاه الأمة العربية من خلال القضاء على ثقافتها القومية لأن الثقافة القومية العربية شكّلت عنصراً أساسياً من عناصر تكوين الأمة العربية وتمتين أواصر وحدتها وصياغة شخصيتها المتكاملة الفاعلة وخلق حياة قومية مزدهرة متطوّرة .. وأصبحت هذه الذاتية الثقافية القومية الواضحة والمتميزة منطلقاً أساسياً للعطاء والإبداع الثقافي المستمر على الصعيد القومي والمشاركة الإيجابية الفاعلة والتعاون البنّاء المثمر الذي يرتكز على الوعي القومي .ونتيجة ذلك انتقلت الثقافة القومية العربية من صيغتها النظرية المجردة للتحوّل إلى وسائل وأدوات مادية مجسّدة قومياً تبرز مظاهرها في النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية .. وشكّلت في الوقت نفسه وعياً قومياً كان أرضية راسخة للشخصية القومية العربية .. أي للإنسان العربي في وعيه وانتمائه .. في عمله وإبداعه .. في تطوره وتقدمه .. في رفده الحضارة الإنسانية بعطاءات متجدده متواصلة .. في تصدّيه الحازم لكل أشكال الغزو الخارجي ومحاولات السيطرة بما فيها الغزو الثقافي . لذا بقيت شخصية الأمة العربية واضحة السمات والهوية .. بارزة المعالم في مواجهة أشكال الغزو الثقافي .. وذلك لوعيها القومي المرتكز على وحدة بنيتها الثقافية وسلامتها الفكرية التي كان لها دور تحصيني مانع من الإنصهار .. ودور مقاوم لكل أشكال الغزو .والثقافة القومية العربية نتيجة احتوائها مضامين قومية محددة تسهم في تكوين نظرة جديدة للثقافة على أنها معطى حضاري وشكل من أشكال الوعي الاجتماعي .. وهذه النظرة الجديدة تعد تجسيداً لوحدة الجوانب المعرفية والأيديولوجية فيها .. فالمضمون القومي في الثقافة القومية العربية لم يفرض عليها من الخارج على نحو آلي وإنما نما وترعرع في إطارها .. وتطور خلال مسيرتها وكان كل جديد يندرج في بنيتها وتركيبها .. ويطور ويعدد وظيفتها وأهدافها .- وهنا لابد من القول أن الثقافة القومية العربية هي نتاج لوحدة الأمة العربية والوطن العربي .. وبالتالي تعبير عن شخصيتها القومية .. وقد نمت وتطورت في إطار مرتكزات موضوعية واحدة ..وشكلت وعياً قومياً واحداً ..ومارست ولم تزل .. دوراً. . توحيدياً في الوطن العربي .. وعاملاً محصناً في مواجهة الغزوات الخارجية .. وعاملاً مفتتاً ومحطماً لهذه الغزوات وإن استطالت ( الاحتلال العثماني ) ورغم قوة الثقافة الخارجية ( الاستعمار الأوربي ) .- من خلال ذلك تتوضح الوظيفة التاريخية لثقافة القومية العربية .. إنها وظيفة التوحيد المعنوي والروحي .. وظيفة الوعي والانتماء .. وظيفة الإبداع المستمر والتفاعل الخلاّق .. وهي ترتكز اليوم على قانونية عامة .. تربط بشكل مستمر ودائم وفاعل بين الوطن العربي كرقعة جغرافية وبيئة طبيعية .. والوعي والانتماء القومي كحاضن ووعاء للأمة العربية .. بين الإنسان العربي كحامل للوعي والانتماء .. وحامل لوحدة المصير القومي ..والوطن العربي كإطار يعيش فيه هذا الإنسان ويبدع من خلاله .- أما بالنسبة لمواجهة الوطن العربي لمشاريع ومخططات الهيمنة الفكرية والثقافية فإن نظرة شاملة دقيقة للواقع العربي تجعلنا نرى أن هناك مسافة كبيرة .. بين الحقيقة والواقع .. فالحقيقة تقول إن الأمة العربية تمتلك قدرات كبيرة .. ومرتكزات دافعة للتطور والتقدم .. وقيام قوة فاعلة في الحاضر والمستقبل .. في حين أن الواقع القائم يقول : إن هذه القدرات غائبة ومغيبة في المرحلة الراهنة ولذلك أدّت إلى تغييب الواقع وتغييب المستقبل ومصادرته أيضاً لمصلحة القوى المعادية للأمة العربية .- وهذه المسافة بين الحقيقة والواقع .. والماضي والحاضر والمستقبل لايمكن القفز عليها مرة واحدة .. ولايمكن إلغاؤها أو تجاهلها وإنما ينبغي فهمها وإبداع الوسائل والظروف المؤدية إلى ذلك . وإذا كان الوطن العربي يمتلك الآن الكثير من العوامل والمرتكزات التي تشكل عاملاً مساعداً له في بناء الحاضر والتأسيس للمستقبل والدخول فيه من موقع الفعل والتأثير فهذا بدوره يتطلب المزيد من الوعي والعمل والإنجاز لإيجاد المرتكزات اللازمة لذلك .- وعلى الأمة العربية أن تدرك أنها إذا أرادت إيجاد الأسس والعوامل اللازمة لمواجهة العولمة في الحاضر وبناء المستقبل أن هذا لن يتحقق إلاّ إذا أخذت بأسبابه ومتطلباته منذ الآن .. فالقرارات والإجراءات والمخططات التي تتخذ الآن وتوضع في هذه المرحلة ترتهن المستقبل ولابد أيضاً من تحقيق تغيرات جوهرية في الوعي والسلوك والقيم الاجتماعية .. وتحديد الأهداف التي تستجيب للواقع وللمستقبل وتفعل فعلها التراكمي في تحديد شكل هذا المستقبل .. وهذه تتطلب فرضيات علمية تستهدف المعرفة الوثيقة بالواقع العربي .. وتحديد الإمكانات والقدرات المتاحة .. وتحديد الأساليب اللازمة لتطوير هذا الواقع .. والمتابعة المستمرة للتطور في العلوم الأساسية وتطبيقاتها التقنية .. واستخدام الفكر التنموي الحديث في مجالات العلوم الاجتماعية كافة .. واستخدام الأساليب الكمية في تحديد نتائج المسارات المختلفة للتنمية .ز وفهم وإدراك النسق الاجتماعي الاقتصادي الحضاري بمكوناته وبنيته الرئيسية من أنساق وعلاقات فرعية .. ومعرفة الكيفية التي تتفاعل بها الأهداف وتحديدها في إطار النسق الكلّي والانطلاق من أن كل ما في المجتمع قابل للتغيير والتطور من الحاضر باتجاه المستقبل وفقاً لاختيار الإنسان ووعيه وإرادته .- والمطلوب أيضاً منهجية علمية متكاملة لوعي طبيعة المجتمع الدولي وتفاعلاته وعلاقاته .. كذلك يجب الأخذ بالحسبان التأثير الفعّال للعلاقات مع العالم الخارجي بأبعادها الإقليمية والدولية .. ولهذه العلاقات مفعولها التراكمي أيضاً في تشكيل المستقبل وإيجاد مرتكزات التطور .. وعلينا أن نستوعب طبيعة العالم الجديد الذي يتكوّن وأن نتابع باستمرار الجديد في عالم المعلومات والمعرفة ونحدد أهميته .. وإمكانات تطوّره المحتملة بوصفه واقعاً قائماً ..وبوصفه معالجاً موضوعياً للثقافة والتقانة المعرفة .. ووسيلة للتطوّر .. وأداة تمكين لإيجاد القوّة الذاتية .. ورابطاً كونياً .. وقناة اتصال وإيصال عالمية . - صياغة المستقبل وتحديد أسس النهضة العربية : والمستقبل اختيار إنساني .. والبشر يصنعون غدهم بما يتخذونه اليوم من قرارات وبما يحددونه من اختيارات .. فالفارق بين شعب وآخر .. أو أمّة وأخرى هو في قدرة قياداتها السياسية على استخلاص عبر الماضي ودروسه .. وتحديد أسس النهضة ومرتكزات التطور والتقدم في إطار المعطيات القائمة بأبعادها المحليّة والإقليمية والدولية .. الحالية والمستقبلية .إن الدراسات المستقبلية التي تهدف إلى صنع المستقبل عبر الحاضر في ظل الثورة العلمية التقنية الثالثة تحمل سيولة غير محدودة من المعطيات .. وسرعة غير مسبوقة عبر المراحل التاريخية الماضية .. ومنعكسات ونتائج لايمكن الإحاطة بها في كثير من الأحيان .. وامتلاك ناصية علم المستقبل لصنع المستقبل أصبحت الآن ضرورة ملحة لإيجاد مرتكزات ومعطيات قادرة على التعامل مع كل جديد آت .ومن خلال ذلك تبرز أهمية الوعي والسلوك والتصرف والإرادة والتصميم كمرتكزات راسخة لبناء المستقبل العربي .. لأنها تقدم لنا البدائل والاحتمالات الممكنة في موقف تاريخي محدد .. وفي كل مرحلة تاريخية .. كما ترشدنا إلى ما يمكن وما يجب القيام به أيضاً .. وإعداد الوسائل اللازمة لمواجهة التطورات والمظاهر السلبية وغير المرغوبة . . أو أيّة نتائج يمكن أن تبرز أو تترتب على أي سلوك سياسي في الحاضر والمستقبل .- لذلك يجب العمل على ربط الفكر العربي وتوجيهه بكل طاقاته وآليات عمله نحو المستقبل كعلم قائم بذاته وشروطه .. ونحو تأصيل جديد لمفهوم الزمن بامتداداته المختلفة وخاصة البعد المستقبلي منه .. وضرورة ربط الوعي بالمستقبل ..على أنه أحد دعامات تطوّر الحضارة العربية ومرتكزاتها .. وأحد الروافع الأساسية للمشروع النهضوي القومي العربي .إن السؤال حول مستقبل الأمة العربية يجب أن يُطرح من خلال علاقة عضوية جدلية بالتاريخ وحركة الحياة .. وبمطالب وتصوّرات فكرية سياسية اجتماعية عديدة .. تنسجم مع متطلبات العصر ومنطقه .فالفكر العربي يجب أن يرتبط بالمستقبل ويرنو إليه ويسير باتجاهه ويغير بنيته وآليّات عمله ووظائفه لبناء هذا المستقبل وتحويله إلى حقيقة تعيش فينا .. ونعيش فيها .. يجب أن يعمل الفكر العربي لتأسيس وظيفي وبنيوي ومعرفي للمستقبلية كعلم قائم بذاته .. يوحي بالعقلية والوعي والتخطيط وإيجاد الأسس اللازمة لإنتاج المستقبل المطلوب والمرغوب صنعه .. وهو من زاوية أخرى يعبّر عن حالة من الوعي تتجاوز حدود الزمان .. ورؤية أمة للقيم الإنسانية الأصيلة وتفاعلها معها .لذلك يجب أن ترتكز الأمة العربية في هذه المرحلة أكثر من أية مرحلة تاريخية سابقة على دراسة التجارب الحضارية الإنسانية بأبعادها ودلالاتها المختلفة .. فالفكر العربي بكل أجهزته المعرفية وأدواته المنهجية وتياراته ومظاهره المختلفة في الفن والأدب والعلم والتقنية والاقتصاد والسياسة والفلسفة والاجتماع والتاريخ يجب أن يشارك بشكل فعّال في عملية التفكير في المستقبل .. وفي عملية استشرافه وتشوفه وفي عملية تحديده وصنعه .وهكذا يبرز أمامنا سؤال الفكر العربي .. وسؤال الأمة العربية عن المستقبل .. سؤال يتعلّق بالوجود وبالمصير قبل أن يكون سؤالاً معرفيّاً وسياسياً .. منطلقه الوعي وقاعدته التفكير السليم والنقد الصحيح لأن الوعي والنقد مقدمتان لازمتان للتغيير وبناء المستقبل والخروج من حالة اليأس والتيئيس والسكون والدوران في إطار الواقع .- صياغة مشروع حضاري قومي عربي : وبالإضافة إلى ذلك مطلوب من الأمة العربية في هذه المرحلة التاريخية أكثر من أية مرحلة أخرى أن تبادر إلى صياغة مشروع حضاري قومي عربي يأخذ بعين الاعتبار الواقع القائم بأبعاده الوطنية والقومية والعالمية .. وينطلق من معطيات العصر ويستوعب منطقه وإنجازاته وتطوّراته السريعة والمتسارعة .. ويرتكز على رؤية شاملة يحقق فيها الترابط بين الإمكانات القائمة .. والمطلوبة .. والأساليب والصيغ القادرة على تحقيق ذلك والاستراتيجيّات والسياسات والرؤى اللازمة لإنجاز المشروع الحضاري .. وتحديد مكانة الإنسان ودوره في إنجاز عملية التحوّل الحضاري اللازمة والمطلوبة .. وإدخال المستقبل عاملاً زمنيّاً أساسياً فيه لنقل العقل من الحاضر باتجاه المستقبل للحفاظ على حيويّة مستمرّة وديناميّة فاعلة .. وكذلك تحديد الأهداف والغايات القومية والإنسانية .. وبذلك تصبح عملية التحدّي التاريخي والحضاري أمام الأمة العربية هي كيفية تحقيق مشروعها الحضاري .. وطريقة التعامل مع المعطيات القائمة التي تمثّل السياق الموضوعي لحركة الأمم والشعوب .. ومسيرة التطوّر الاجتماعي وتوظيفها لصالح الأمة العربية ومشروعها الحضاري .ويجب على واضعي هذا المشروع ومنفذيه الأخذ بعين الاعتبار ( الشباب ) في الوطن العربي كعامل أساسي في تنفيذ هذا المشروع في الحاضر .. وأداة حاملة لهذا المشروع باتجاه المستقبل أيضاً من خلال إدراك أهمية الشباب في الوطن العربي ومكانتهم الكبيرة التي ترتكز على حيويّتهم وفاعليّتهم .. وقدرتهم على استيعاب معطيات العصر وإنجازاته ومنطقه .إن توفير العوامل السابقة وتحقيق تفاعل إيجابي بينها وبين القدرات والإمكانات الكبيرة التي تمتلكها الأمة العربية والقاعدة الحضارية الواسعة التي تختزنها .. يشكّل مقدمات أساسية ومرتكزات لازمة لمواجهة مخططات الهيمنة الفكرية والثقافية .. وتشكّل جسراً قويّاً لحضور الأمة العربية والوطن العربي بقوّة فاعليّة في القرن الحادي والعشرين وتحويله إلى المدى الزمني المناسب لتحقيق أهدافها وتطلّعاتها وحدتها الفكرية والثقافية .. وحريتها وتقدّمها .هذه أنماط وأشكال الهيمنة الفكرية والثقافية التي تروج لها وسائل الاعلام الغربية ،وماتنوي فعله تجاه تلك الشعوب و مانراه اليوم وماعشناه خلال السنوات القليلة الماضية ،فهو ليس نظاماً دولياً ،بل نظام دولة ،أو بضع دول على هذه الفكرة الأرضية ،أما ماتبقى منها ،فهي سابحة في هذا النظام الغريب ،فكل مايتماشى مع رغبات تلك الدول الكبرى ديمقراطية وعدلاً .‏ المراجع و ا لمصادر : ------------------- 1" العولمة أم الهيمنة " مجلة الدعوة العدد 1701 2" العولمة رؤية في الواقع والهوية" لعبدالعزيز السبيل. 3 مجلة فكر ونقد ، العدد64"العولمة ليست آخر الكلام " إبراهيم العجلوني. حسين محي الدين سباهي سوريا – القامشلي ص. ب : 811 جوّال : 00963988845144 كاتب وباحث من سوريا