تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: اللغة بين نطقها وكتابتها

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    218

    افتراضي اللغة بين نطقها وكتابتها

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
    وبعد
    اللغة سر من الأسرار وهبها الله لخلقه وهي كما جاء في لسان العرب (و اللُّغة: اللِّسْنُ، وحَدُّها أَنها أَصوات يُعبِّر بها كل قوم عن أَغراضِهم، وهي فُعْلةٌ من لَغَوْت أَي تكلَّـمت، )
    وكل مخلوق له لغته التي يعبر بها عن نفسه وقد جاء في القرآن الكريم {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً }الإسراء ولقد أنعم الله على سيدنا سليمان فعلمه لغة الطيور والحشرات والحيوانات {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ }النمل. فاللغة وسيلة للتفاهم بين الخلق وهي وسيلة للتعبير عن الفكر فاللغة وعاء الفكر ووسائل التعبير عن الذات متنوعة أرقاها اللغة المنطوقة ومن وسائل التعبير عن الذات :
    1 -الإشارة ( لغة الإشارة ) وقد لجأ إليها سيدنا زكريا كما جاء في القرآن الكريم {قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّيَ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ }آل عمران {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً }مريم
    2 - الرسم ( وفق الضوابط الإسلامية ) ولقد عبر الرسول صلى الله عليه وسلم رسما كما جاء في صحيح البخاري (حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ أَخْبَرَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ مُنْذِرٍ عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ - رضى الله عنه - قَالَ خَطَّ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - خَطًّا مُرَبَّعًا ، وَخَطَّ خَطًّا فِى الْوَسَطِ خَارِجًا مِنْهُ ، وَخَطَّ خُطُطًا صِغَارًا إِلَى هَذَا الَّذِى فِى الْوَسَطِ ، مِنْ جَانِبِهِ الَّذِى فِى الْوَسَطِ وَقَالَ «هَذَا الإِنْسَانُ ، وَهَذَا أَجَلُهُ مُحِيطٌ بِهِ - أَوْ قَدْ أَحَاطَ بِهِ - وَهَذَا الَّذِى هُوَ خَارِجٌ أَمَلُهُ ، وَهَذِهِ الْخُطُطُ الصِّغَارُ الأَعْرَاضُ ، فَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا ، وَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا )
    ونأتي إلى أرقى وسيلة للتعبير عن الذات وهي اللغة المنطوقة وتلك اللغة سر من الأسرار فالله وحده هو من علم الإنسان كيف يبين عن نفسه قال تعالى (الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآن خَلَقَ الْإِنسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ) والله وحده هو الذي جعل اللغات تتعدد وتختلف مع أن مصدرها واحد قال تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ }فتعدد اللغات من آيات الله والسؤال الذي يطرح نفسه كيف يفهم الإنسان اللغة ؟
    نظرية المثلث الدلالي ( دي سوسير)
    هناك تصور لوجود صورة في ذاكرة الإنسان لكل رمز صوتي فمثلا إذا سمعت كلمة شجرة فهذه الكلمة تتحول إلى ذبذبات صوتية يترجمها المخ لتوافق الصورة الموجودة في ذاكرته فتتخيل أنت الشجرة وتتدرك المعنى وهذه الصور الموجودة في الذاكرة تزداد بازدياد خبرات الإنسان
    ويحدث عدم الفهم إذا كان الرمز الصوتي مجهولا فيفشل المخ في ترجمته فيظل مبهما وذلك عند سماع لغة أجنبية .
    ولعل هذه النظرية هي الأقرب فلقد جاء في القرآن {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }البقرة فالآية تدل على أن الله عز وجل أوجد المسميات كلها وعلمها لآدم ومن هنا انطبعت هذه الصور في ذاكرته .وللعلم هناك اختلافا كبيرا في تأويل الأسماء بين علماء التفسير
    وللحديث بقية إن شاء الله
    عادل أبوجليل / مدرس لغة عربية
    https://www.facebook.com/adahmo

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    218

    افتراضي رد: اللغة بين نطقها وكتابتها

    ومن بين الروايات التي أوردها الطبري قول قتادة : وَعَلَّـمَ آدَمَ الأسْماءَ كُلَّها قال: علـمه اسم كل شيء: هذا جبل، وهذا بحر، وهذا كذا وهذا كذا، لكل شيء، ثم عرض تلك الأشياء علـى الـملائكة .
    وهنا يتبادر سؤال هل المراد بالأسماء هي الموجودات المادية المدركة بحاسة النظر مثل الشجر ؟ أم أن الأسماء تشمل كل الألفاظ من أسماء وأفعال وحروف والذي أميل إليه أن المراد بالأسماء هي كل الألفاظ من اسم وفعل وحرف
    الدليل على ذلك
    تأمل الآيات التالية
    (قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ )
    َ(قُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ )
    (فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَ ا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى )
    (وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ )
    في الآيات السابقة نرى أن سيدنا آدم يتحدث ويدرك المعاني كلها المادية والمعنوية
    والخلاصة
    أن الله سبحانه وتعالى خلق آدم وعلمه كيف يعبر عن نفسه ولكن قد يسأل سائل كيف تعددت اللغات واختلفت وأصلها واحد ؟
    قلت علم ذلك عند ربي فاللغة تنتقل بالمحاكاة والتقليد فأنت سمعت من أبيك وهكذا حتى سيدنا آدم فتفسير الاختلاف والتنوع من الأسرار التي لم تكشف حتى الآن
    اللغة المكتوبة
    كيف كتب الإنسان ؟
    هذا سؤال أطرحه ولا تتوقع مني أن أجيب عليه في تلك السطور القليلة ولكن أردت أن أنبه الأذهان إلى أشياء اعتدناها ولم نفكر في مصدرها وإجابة هذا السؤال تجدها في الكتب التي تتحدث عن أصل الكتابة ونشأتها ومنها تاريخ الكتابة العربية وتطورها للباحث السوري محمود حاج حسين وننتقل الآن إلى مسألة أخرى
    هل نجحت اللغة المكتوبة في التعبير بدقة عن اللغة المنطوقة ؟
    وللحديث بقية



    عادل أبوجليل / مدرس لغة عربية
    https://www.facebook.com/adahmo

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    218

    افتراضي رد: اللغة بين نطقها وكتابتها

    في حقيقة الأمر نجحت اللغة المكتوبة في التعبير عن اللغة المنطوقة إلى حد كبير ولكن هناك أمورا تعجز اللغة المكتوبة عن التعبير عنها فاللغة المكتوبة لن تنقل إحساس قائلها فمثلا قد يلقي الشاعر قصيدته وهو يبكي ثم تكتب هذه القصيدة فمن يقرأ القصيدة لن يستشف من تلك الحروف المكتوبة أن صاحبها كان يبكي وهو ينشدها ولقد راعى كتاب الأعمال المسرحية ذلك فوصفوا المشاعر المرتبطة بالكلمات كأن يقول ( وقالت له السلام عليكم بارتباك شديد ...) ولقد أضيفت علامات الترقيم وشكل الحروف بالفتحة والضمة والكسرة والسكون والشدة والمد حتى تعبر عن اللغة المنطوقة تعبيرا دقيقا ونجح علم التجويد في جعل الرسم العثماني محاكيا لتلاوة الرسول صلى الله عليه وسلم
    وفي الختام أدعو الله لي ولكم بحسن الخاتمة
    عادل أبوجليل / مدرس لغة عربية
    https://www.facebook.com/adahmo

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •