تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: أكبر عقل إستراتيجي في العالم العربي يعرفه اليهود ولا يعرفه أبناء الصحوة الإسلامية

  1. #1

    افتراضي أكبر عقل إستراتيجي في العالم العربي يعرفه اليهود ولا يعرفه أبناء الصحوة الإسلامية

    محمود شيت خطاب
    محمود شيت خطاب (19191998 م) ولد بمدينة الموصل، ونشأ نشأة إسلامية ملتزمة، هو رجل عسكري، درس العسكرية في العراق وبريطانيا، وشارك في حرب عام 1948م، وتلقد مناصب وزارية عدة، وشارك في عضوية لجان عربية وإسلامية عديدة، وله العديد من المؤلفات العسكرية واللغوية والفكرية.
    حياته
    ونشأ خطاب في أسرة تعمل في التجارة، وقد كفلته جدته التي كان لها دور الكبير في زرع مبادئ الإسلام في نفسه منذ صغره. ودرس في حلقات الكتاتيب في المساجد فتعلم التجويد والكتابة ثم التحق بالمدرسة الابتدائية، رغب بعد تخرجه بدراسة الحقوق، ولكن القدر قاده للالتحاق الكلية العسكرية عام 1937م، وتخرج منها برتبة ملازم في سلاح الفرسان، ويقال بأن آمر السرية وجه إلى بضعة اسئلة حين انضم إلى مجموعته: أتشرب الخمر؟ أتلعب القمار؟ أتلهو مع النساء؟ ولما نفى خطاب كل ذلك، أجاب آمر السرية: إن انضمامك إلى سريتي نكبة علي!.
    أرسل خطاب في دورة إلي بريطانيا لمدة سنتين فتم ترفيعه إلى رتبة لواء أركان حرب. شارك في ثورة رشيد عالي الكيلاني سنة 1941م، واعتقل أيام عبد الكريم قاسم وناله تعذيب شديد وأصابته كسور كثيرة. عمل في سلك التدريس في الكليات العسكرية في العراق ومصر، وكان من فراسته ودقة دراسته للعدو الصهيوني، أنه حدد اليوم الذي تعتزم فيه إسرائيل أن تضرب ضربتها وهو يوم 5 حزيران 1967م، ونشر هذا التوقع في جريدة "العرب" الصادرة في بغداء يوم 1 حزيران 1967م، حتى أن المؤلف الإسرائيلي صاحب كتاب "الحرب بين العرب وإسرائيل" أثنى على عبقرية شيت خطاب ووصفه بأنه أكبر عقل إستراتيجي في العالم العربي، لكن لا يوجد من يستفيد منه.
    اختير خطاب رئيسا للجنة توحيد المصطلحات العسكرية في الجيوش العربية، فدعا لوضع معجم عسكري موحد، وصدر المعجم في أربعة أجزاء، بثلاث لغات هي : العربية والإنجليزية والفرنسية. كما ألف كتاب "المصطلحات العسكرية في القرآن الكريم"، وقد شارك في عضوية كثير من المجامع العلمية واللغوية والمؤسسات الإسلامية وتولى عددا من الحقائب الوزارية، فكان:
    ـ عضو المجمع العلمي العراقي.
    ـ عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
    ـ رئيس لجنة توحيد المصطلحات العسكرية للجيوش العربية في جامعة الدول العربية.
    ـ عضوا مؤسسا لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة.
    ـ عضوا في المجلس الأعلى العالمي للمساجد بمكة المكرمة.
    ـ وتقلد مناصب وزارية لعدة مرات.
    وهو إلى جانب ذلك يكتب الشعر، وله فيه إسهام طيب، وإن كان مقلا فيه.
    زار الكويت أواخر سنة 1969م وألقى سلسلة من المحاضرات منها "إرادة القتال" وعبر عن قناعته بأن الحكومات العربية غير جادة في محاربة إسرائيل، وتحدث عن الاضطهاد الذي يمارس ضد الشعوب، وتصرف الحكام في مقدرات البلاد وفق أهوائهم ونزواتهم، وابتعادهم عن التعبئة الإيمانية للجنود، فكانت الأغاني الوطنية القومية هي زاد الجنود، وصور الزعيم والممثلين والممثلات والمغنين والمغنيات هي سلاحهم، من هنا كانت الهزيمة الكبرى وضياع المقدسات، وانتهاك الحرمات. في وجهة نظره.
    مؤلفاته
    له أكثر من مائة وعشرين كتابا منها:
    الرسول القائد، الوجيز في العسكرية الإسرائيلية، حقيقة إسرائيل دراسات في الوحدة العسكرية العربية، أهداف إسرائيل التوسعية في البلاد العربية، طريق النصر في معركة الثأر، الأيام الحاسمة قبل معركة المصير وبعدها، بين العقيدة والقيادة، الإسلام والنصر عدالة السماء تدابير القدر، تاريخ جيش النبي، دروس عسكرية في السيرة النبوية، غزوة بدر الكبرى، العسكرية العربية الإسلامية، المصطلحات العسكرية في القرآن الكريم، الصديق القائد، الفاروق القائد، عمرو بن العاص، خالد بن الوليد المخزومي، قادة فتح المغرب العربي، قادة فتح مصر، القتال في الإسلام، جيش النبي، العدو الصهيوني والأسلحة المتطورة التصور الصهيوني للتفتيت الطائفي، التدريب الفردي ليلا، القضايا الإدارية في الميدان، تعريف المصطلحات العسكرية وتوحيدها المجمع العسكري الموحد، الشورى في المواثيق والمعاهدات النبوية ومضات من نور المصطفى، قادة فتح الجزيرة، قادة فتح فارس، إرادة القتال في الجهاد الإسلامي، الشورى العسكرية النبوية، قادة النبي، قادة فتح السند وأفغانستان، قادة الفتح الإسلامي في بلاد ما وراء النهر، قادة الفتح الإسلامي في بلاد أرمينيا، سفراء النبي صلى الله عليه وسلم، عقبة بن نافع الفهري، قادة فتح بلاد الشام، قادة فتح بلاد الروم، قادة فتح بلاد الأندلس، الرسالة العسكرية للمسجد، دروس في الكتمان، أسباب انتصار الرسول القائد، التوجيه المعنوي للحرب، الرقيب العتيد، اليوم الموعود، أقباس روحانية، نفحات روحانية، السفارات النبوية، أسرار الحرب العالمية الثانية، الأمثال العسكرية في كتاب "مجمع الأمثال"،أهمية توحيد المصطلحات العسكرية. وله عدد كبير من الأبحاث والمقالات المنشورة في معظم الصحف والمجلات العربية والإسلامية.
    حمل بعضا من مؤلفاته من هنا
    http://ahmedbn221.blogspot.com/2008/12/blog-post_3556.html
    مقتطفات من شعره
    قال في رثاء جدته :
    أجهدت نفسك فاستريحي قليلا ... قد كان عبئك في الحياة ثقيلا
    نزلت عليك مصائب الدنيا ولو ... نزلت على جبل لخر مهــيلا
    وجد القنوط إلى الرجال سبيله ... وإليك لم يجد القنوط سبيــلا
    ولرب فرد في سمو فعاله ... وعلوه خلقا يعادل جيــلا
    معركة جنين وقال بعد استرداد قواته لمدينة جنين من الصهاينة، وقبل أنصراف قواته إلى العراق بعد الهدنة:
    هذي قبور الخالدين وقد قضوا ... شهداء حتى ينقذوا الأوطانا
    المخلصون تسربلوا بقبورهم ... والخائنون تسنموا البنيانـا
    لا تعذلوا جيش العراق وأهله ... بلواكم ليست سوى بلوانـا
    أجنين يا بلـد الكرام تـجلـدي ... ما ضاع حق ضرجته دمانا
    من أقواله
    "لما ذهبت للدراسة في الكلية العسكرية بلندن، سألني عميد الكلية: لماذا قدمت؟
    قلت : لتجديد معلوماتي العسكرية، ولتلقي أي جديد في العلم.
    فعقب العميد علي كلامي : بل قدمت لتتعلم مغازلة الفتيات.
    فكظمت غيظي وقلت في نفسي: إن هذا لا يلقي كلامه جزافا وإنما يحكم علي بما شاهده في سواي. ولما ذهبت إلى السكن المخصص لي، وجدت فراشا وفتاة تعمل على ترتيب غرفة نومي، فأنتظرت في البهو دون أن أعيرها أهتماما، حتى إذا خرجت تسألني:
    هل لديك توجيهات؟
    قلت : شيء واحد هو أن تحضري لأداء مهمتك حين لا أكون موجودا".
    ويروي أيضا فيقول:
    "بعد تخرجي ضابطا سنة 1937 م، كان من تقاليد الجيش أن تولم وليمة للضباط الجدد، وشهدت الحفلة مع زملائي، فجاء قائد الكتيبة وقد ملأ كأسا من الخمر، وأمرني أن أبدأ حياتي بشرب الخمر، وكان الليل قد أرخى سدوله، وكانت السماء صافية تتلألأ فيها النجوم، وكان قائد الكتيبة برتبة عقيد يحمل على كتفيه رتبته العسكرية وهي بحساب النجوم اثنتا عشرة نجمة، فقلت له:
    إني أطيعك في أوامرك العسكرية، وأطيع الله في أوامره، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، إنك تحمل على كتفيك اثنتي عشرة نجمة، فانظر إلى سماء الله لترى كم تحمل من النجوم.
    فبهت القائد وردد : السماء.. السماء.. نجوم السماء!
    ومضى غضبان أسفا، وشعرت بأن موقفي هذا ليس مصاولة بيني وبين القائد، ولكنها مباراة بين إرادته بشرا، وبين إرادة الله خالق البشر".
    ويقول : "إن الدعوة التي تبناها المبشرون وعملاء الاستعمار وأذنابهم في إبعاد الدين الإسلامي عن الحياة، دعوة مريبة، هدفها إبعاد العرب عن الناحية المعنوية في حياتهم فالعرب جسم الإسلام وروحه، ولا بقاء للجسم بدون روح.
    إن قوى هائلة تعمل على تحطيم هذا الجيل، وتفتيت قدراته وكانت قبل مقصورة على العدو الخارجي، أما اليوم فقد وجدت لها مرتكزات، لا تحصى في الداخل وإن ارتباط مستقبل هذا الجيل صعودا أو هبوطا بمدى التزامه هداية الإسلام، أو إعراضه عنه. إن المسلمين اليوم في حاجة ماسة إلى قادة كخالد والمثنى وغيرهم إلا أن حاجتهم إلى العلماء العاملين أمس وأشد.
    هناك أزمة ثقة بين الشيوخ والشباب.. ومرد ذلك إلى فقدان عنصر القدوة الصالحة في معظم الذين يعدون في الشيوخ ويظنون أن كل ما عليهم هو أن يحسنوا عرض الموعظة السطحية ولو كان سلوكهم الشخصي أبعد ما يكون عما يدعون إليه."
    مواقفه
    كان للواء الركن محمود خطاب موقف مجيد في الدفاع عن اللغة العربية، ومحاربة الدعوة إلى اللهجة العامية الدارجة، والشعر الحر وأن الشعر الموزون المقفى هو من دعائم اللغة العربية، كما حارب الدعوة لكتابة العربية بالأحرف اللاتينية، ورحب بالجانب العلمي من الحضارة الغربية، ورفض ما عداه من المبادئ والأخلاق والعادات والسلوك الغربي الذي أنحدر إلى الحضيض في العلاقات الجنسية والإباحية وغيرها من المبادئ المادية وما تتركه من آثار على إنسانية الإنسان وروحه وسلوكه. وقد كانت الصهيونية أعدى أعدائه، ومحور تفكيره وهمومه، وكان يرى أن العلاج لها هو الجهاد، فإسرائيل لا تفهم غير لغة القوة وهي الطريق لتحرير فلسطين، وسحق إسرائيل العنصرية.
    وأن الإسلام هو الحل لسائر القضايا السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية للأمة الإسلامية، ونحن أمة أعزنا الله بالإسلام، فإذا طلبنا العزة بغيره أذلنا الله، وأن الوحدة قدر والقدر أقوى من البشر، ويجب العمل للوحدة من أجل العزة والمجد، ومن أجل القضاء على إسرائيل.
    تجربته في فلسطين
    في هذه الاستراحة نتحدث عن سيرة رجل عراقيٍّ شهير من خيرة الرجال، وعن بطل مجاهد بسيفه وقلمه،لم يتوانَ عن الجهاد يوماً بكليهما، إنَّه اللواء الركن محمود شيت خطاب - رحمه الله - القائد الشهير، والوزير المعتذر عن منصبه في سبيل التأليف والتصنيف، واللغوي في أكثر من دارة ومجمع، والعضو في أكثر من مؤتمر ومنتدى، والمحاضِر في أكثر من جامعة وكلية.

    ولندع كلَّ الأوسمة التي توشَّح بها، ولنسلط الضوء على وسامه الفلسطيني.
    وما علاقة عراقيٍّ مثل هذا الرجل المقدام بفلسطينَ التي قد تجلب المتاعب لمن يبحث عن منصب أو حظوة في هذا العالم الظالم؟
    كان يرابطُ قبل ستين عاماً في فلسطين - بالتحديد في مدينة جنين - يرابط في حقولها الواسعة، وفي أزقَّتها الضيقة، وفي مساجدها العتيقة، ويحضر مجالسها العامرة، لقد عقد روابط صداقة متينة مع أهلها، حتَّى صار واحداً منهم، وصاروا لهم إخوة.

    ولكن من هُوَ؟ وما الذي أوصله إلى جنين؟
    أما كيف وصل إلى فلسطين؛ فهاكم كُتُبَ مَن كتبَ عنهُ، فاقرؤوها.
    نقلوا عنه قوله: كنتُ طالباً في كلية الأركان، فلمَّا تخرَّجت عام 1948م، قدَّمت طلباً إلى وزارة الدفاع العراقية أن أتطوعَ في فلسطينَ، فأُرسلت إليها ضابط ركن، للواء الرابع في مدينة جنين الفلسطينية، وبقيتُ هناك قدر عامٍ، حتى عدت مع الجيش العراقي[1].

    فالمتخرج الجديد من كلية الأركان والقيادة العراقية - والحاصل على شهادة الماجستير منها بتقدير جيد جدّاً - لم يصطبر على ما حلَّ بفلسطين من احتلال وانتهاك، فها هو يقدم طلبه عن طيب خاطر؛ للالتحاق بأرض المعركة، ليشهدَ الحرب هناك، ويكون بعدها عليها شهيدًا، وسرعان ما نال سؤله؛ فتحققت أمنيته في جهاد من لا يرعون إلاًّ ولا ذمةً..

    ولم تكن تلك بداية علاقته بالفلسطينيين في ذلك التاريخ؛ بل بدأت علاقته بهم قبل أن يكمل عامه العشرين؛ يقول: "وكنتُ أعرف قسماً من الفلسطينيين قبل عام 1948، فقد كنت على اتصال وثيق بالمجاهدين الفلسطينيين منذ عام 1938، حين كان الشهيدان البطلان: العقيد الركن صلاح الدين الصباغ، والعقيد الركن محمد فهمي سعيد، يمدَّان الثورة الفلسطينية بالسلاح والعتاد سرًّا، وكنت يومها أسلمُ السِّلاح والعتادَ لهؤلاء المجاهدين الفلسطينيين في منطقة "أبي غريب" من ضواحي بغداد[2].

    حيِّيت يا محمود من شابٍّ نشأ في طاعة الله، جعلتَ قادة الفتح الإسلامي نبراسًا لك منذ صغرك، فها أنت تخاطر بنفسك وتنقل السلاح للمجاهدين الفلسطينيين وأنت ابن تسعة عشر عامًا، لقد اكتشفتُ سرًّا في حياتك الحافلة بالعطاء!!

    الآن عرفت أنَّ وَلَعَكَ بقادة الأمة كتابةً قد سبقه ولعٌ بمحاكاتهم في سلوكهم وجهادهم، لقد عرفتُ لمَ كان اهتمامك بقادة فتح العراق والجزيرة، وقادة فتح الأندلس وبلاد الشام ومصر والمغرب، وبالفاروق، وبسيف الله المسلول، وقبلهم بالرسول القائد - عليه الصلاة والسلام - وكأن لسانك يقول منذ نعومة أظفارك:
    فَتَشَبَّهُوا إِنْ لَم تَكُونُوا مِثلَهُم إِنَّ التَّشَبُّهَ بِالكِرَامِ فَلاحُ


    وهذا ما ترجمتَه على أرض الواقع في حياتك كلها، ولا يسعنا في هذه العجالة إلا أن نسلط الضوء على سَنَةٍ - فقط - من حياتك، قضيتَها بين أهلك وأحبائك في فلسطين، وبالتحديد في جنين.

    جهاده في جنين:
    اشتُهر عند الشعب الفلسطيني أنَّ الجيشَ العراقيَّ لم يدافع عن فلسطينَ كما يجب، بل خابَ ظنُّه فيه، وأنه كلما راجع الوجهاءُ وأهلُ الحلِّ والعقد قيادةَ الجيش من أجل قتال اليهود، أو صدِّ هجومهم، كانت العبارة المشهورة: "ماكو أوامر"، التي ما زالت تتردَّد إلى يومنا هذا، إذ أصبحت جزءًا من ثقافتنا الشعبية، وتعني أن أوامر الدفاع عن فلسطين لم تصل بعد من قيادة الجيش في بغداد، ولكن يبدو أن اللواء محمود شيت خطاب لم تكن تعنيه أوامر قيادته في بغداد؛ فهو يتصرف من حسِّه الديني والوطني، يقول:
    "وكان أهل جنين منسجمين إلى أبعد الحدود مع الجيش العراقي؛ لأن هذا الجيش أعاد جنين إلى العرب في ذلك الوقت، وانتصر فوجٌ واحدٌ، بلغ تعداده (822) ضابطاً وجندياً على عشرة آلاف صهيوني، كانت خسائرهم في تلك المعركة أكثر من تعداد الجنود العراقيين، بينما خسائر العراقيين 30 شهيداً، مع أن المعركة (تصادفية)، ولم يكن أيٌّ من المنتسبين إلى الجيش العراقي قد سمع بـ (جنين)، أو يعرف حتى مكانها! ولا توجد لديهم خرائط؛ بل إن الهجوم كان ليلاً، ومع ذلك انتصر العراقيون"[3].

    ويكمل المرحوم محمود شيت خطاب حديثه:
    "ومن الذكريات التي ما زالت عالقة، أن قتلى الصهاينة كان بينهم ابنة "ابن جوريون"، فكان يأتي مع الضباط الصهاينة، برفقة ممثلي الهدنة، ويتوسل بإلحاح شديدٍ؛ ليأخذ جثة ابنته"[4].

    ومن خلال حديث الأستاذ المرحوم؛ نجد إصرار "ابن جوريون" - رئيس وزراء ما سمِّي بإسرائيل - على تسلُّم جثة ابنته، مع قبول الشروط المهينة التي فرضها الجيشُ العراقيُّ والمقاتلون الفلسطينيون بحقهم، فقد وافق المذكور أن ينسحب إلى منطقة بعمق 12كم، تمتد من جنين إلى أم الفحم من أجل استعادة جثة ابنته فقط، في حين لم يطالب بجثث الصهاينة الآخرين!!

    هذه هي الأخلاق اليهودية التي أوصلته إلى قمة هرم السلطة في دولة الكيان الصهيوني.
    ونستشفُّ من حديثه أن الوطني والمخلص يستطيع أن يتحايل ويلتف على القرارات السياسية من أجل وطنه، أو من أجل المبادئ التي يؤمن بها؛ فليس هناك أبيض وأسود في السياسة إلا عند ضعاف النفوس، يقول:
    "وكانت هناك تعليماتٌ بعدم التعرُّض للعدو الصهيوني، إلا بأوامر صريحة، ولكنني استطعتُ أن أتَّفق مع اثني عشر فلسطينياً، منهم المرحوم فوزي الجرَّار، نتواعد تحت القنطرة ليلاً؛ لنهاجم إحدى القرى .. وحدثَ أن هاجمْنا قرية "فقوعة" بعد منتصف الليل؛ فوجدنا الصهاينة نائمين، وما كادوا يحسُّون بالحركة ووقع الأقدام؛ حتى هربوا تاركينَ سيارةَ الجيب وأسلحتهم، وتجهيزاتهم في تلكَ القرية، وبعد ذلك عدنا بالسيارة والتجهيزات قبل شروق الشَّمس بساعتين، وأوينا إلى فُرُشنا، كأنَّ شيئاً لم يحدث!! وهذا مثالٌ واحدٌ تكرَّر مرارًا"[5].

    أيُّ جبنٍ هذا من قِبَل اليهود؟! وأيُّ خوفٍ ذاقوه تلك الليلة، من أبطال لو تُركت لهم الحرية في المقاومة؛ لما حلَّ بنا ما نحن فيه اليوم؟!.

    علاقته بأهل جنين:
    لا شكَّ أنَّ أيَّ مسؤول عسكري – أو غير عسكري - يتمتع بالصفات التي ذكرناها؛ لابُدَّ أن تكون علاقته مع أهل البلد التي يعمل بها من أفضل العلاقات، لاسيما إذا كان البلد ينتمي للدين والثقافة التي ينتمي إليها المسؤول؛ فعلاقة محمود شيت خطاب بأهل جنين كانت من أقوى العلاقات، فبعد سنة قضاها هناك؛ صار كأنه من أهل البلد، يستشيرونه في أمورهم، ويدعونه إلى حفلاتهم، ويحضر أفراحهم، وقبلها أتراحهم، يتناول الطعام معهم، وما إلى ذلك من أواصر المحبة والصداقة، يقول في تقديمه لكتاب صالح مسعود أبو بصير "جهاد شعب فلسطين خلال نصف قرن":

    "لم أكن غريباً عن أهل فلسطين عندما قدمتها مع الجيش العراقي الذي استقر في المثلث العربي: (نابلس – طولكرم – جنين)؛ ولكنني بعد مكوثي فيها سنةً كاملةً؛ ازددت علماً بها، فربطتني بأهلها – خاصةً أهل جنين الكرام – روابط من الصداقة، والثقة المتبادلة، والحب الصادق، تلك الروابط التي لا تزداد مع الأيام إلا قوةً ومتانةً، فكنتُ أتَّصلُ بهم بالرسائل، وأرعى أولادهم من التلاميذ والطلاب، الذين يدرسون في مدارس العراق ومعاهده وجامعاته.

    كانت رسائلهم تردني تباعاً - كل يوم تقريباً - قبل نكبة 5 حزيران (يونيو) 1967، وكان أكثرهم يحلُّ ضيفاً بداري ببغداد كلما زاروا العراق، وكان أولادهم ولا يزالون أولادي، يزوروني وأزورهم، ويعرضون عليَّ مشاكلهم كلما حزبهم أمرٌ من الأمور، فإذا غابوا عني مدة من الزمن، فتَّشت عنهم في مدارسهم ومعاهدهم وكلياتهم؛ أسائلهم عن دروسهم، وأتسقَّط أخبار أهلهم، فأفرح لفرحهم، وأحزن لحزنهم، وما أكثر أحزانهم وأقل أفراحهم اليوم!

    ذكرتُ ذلك لأني أريد أن أنبه على ما طوَّقني به وطوَّق به أهلُ جنين الأكارم كلَّ العراقيين، من فضلٍ لا يُنسى أبداً.
    كان أهل جنين يرعون العراقيين رعايةً لا توصف: بيوتهم مفتوحة للجميع، يتلقونهم بالأحضان، ويغدقون عليهم من كرمهم وأريحيتهم، فكانوا بحقٍّ أهلهم بعد أهلهم، وقد أنسوهم - بما بذلوه من كرم ولطف - أنهم بعيدون عن وطنهم، وأشعروهم بأنهم بين ذويهم الأقربين.

    أذكرُ أنني كنت أتناول الطعام في منازلهم أكثر مما كنت أتناوله في مطعم الضباط، وقد تدخلوا حتى في أيسر شؤوني الإدارية، وكنت إذا مرضتُ عادوني، وإذا غبتُ عنهم سألوا عني. لقد كانوا أهلي، وكانت جنين بلدي، ولا أزال حتى اليوم أتحسَّر على تلك الأيام التي قضيتها بين أهلي - أهل جنين - وفي بلدي جنين. وما يُقال عني، يُقال عن العراقيين الآخرين.

    تلك هي لمحاتٌ من إنسانية أهل فلسطين، ممثَّلة بأهل جنين؛ فماذا عن جهادهم الذي لمسته فيهم يوم كنتُ مع الجيش العراقي في الأرض المقدسة؟
    منذ حللتُ أرضَ فلسطين، كانت أفواج الفلسطينيين تتقاطر على المقرَّات العسكرية؛ تطالب بالسلاح وبالتدريب العسكري، وبإلقاء مهمَّات عسكرية على عاتقها للنهوض بها. وكانت إسرائيل قد احتلَّت جنين في شهر حزيران (يونيو) 1948، فاستطاع الجيش العراقي طرد الصهاينة من جنين بمعاونة المتطوعين الفلسطينيين.

    وقد جرت معاركُ طاحنةٌ بين جيش إسرائيل والجيش العراقي؛ لاستعادة قرية عارة، وقرية عرعرة، وقرية صندلة من قرى جنين، وكان للمتطوعين الفلسطينيين أثرٌ أيّ أثر في انتصار الجيش العراقي على القوات الإسرائيلية، وإعاده هذه القرى وغيرها إلى العرب.

    وكان للمتطوعين الفلسطينيين جهادٌ مشكورٌ في منطقة طولكرم، وفي المناطق الفلسطينية الأخرى، وكان لجماعة (الجهاد المقدس) جهادٌ عظيمٌ في منطقة القدس، إذا نسيه الناس؛ فلن ينساه ربُّ الناس، وكان للشهيد عبد القادر الحسيني - رضوان الله عليه - جهادٌ عظيمٌ في منطقة القدس، حتى قدَّم حياته الغالية في معركة القسطل ..."[6].

    ويقول في موضعٍ آخر: "بلغت علاقتي بهم حدًّا أنَّ الذي كان يريد أن يتزوج فتاة من فتيات آل جنين؛ يسألني أن أذهب لأبيها، ولم يحدث أن أحدًا من الآباء ردَّني خائبًا، والسرُّ في ذلك أن علاقتي بهؤلاء المقربين نشأت في المسجد، فصداقة المسجد لها نكهةٌ خاصةٌ، ووفاءٌ خاصٌّ، وثقةٌ بغير حدود، وما زلتُ إلى اليوم تصلني رسائلُ من أولاد جنين المقيمين في فرنسا وأسبانيا، يطلبون العون، فلا أتأخر عنهم أبدًا"[7].

    شيت خطاب شاعراً:
    غريبٌ أمر هذا الضابط؛ فمع مهماته العسكرية والقتالية، كان كاتباً ومؤلِّفاً، كما عُرف بقَرْض الشعر، وقد بلغت مؤلفاته نحو 126 كتاب، وله نحو 320 بحث، كما قرض العديد من القصائد الشعرية، وكيف لا يكون على درجة من الثقافة وهو الذي يقول:

    "كنتُ أحمل وأصحب معي - طَوال أيام عملي في العسكرية - أربعةَ كتبٍ ترافقني في حلِّي وترحالي، وهي: القرآن الكريم، والمنتقى في أخبار المصطفى لابن تيمية، ووحي القلم للرافعي، والقاموس المحيط للفيروزآبادي"[8].

    فإذا كانت هذه عُدَّة الضابط مع سلاحه؛ فحريٌّ به أن يكون أديباً وشاعراً، في عصر عزَّ فيه الشعر والأدب في ضباطنا الأجلاء، أصحاب الأوسمة المفتخرة، وهي ذخيرة القادة المخلصين من قادة الفتح الإسلامي الأماجد، أمثال: خالد بن الوليد، وأبي عبيدة بن الجرَّاح، ومحمد بن القاسم، وصلاح الدين، ونور الدين الشهيد، ومحمد الفاتح، وعمر المختار، وغيرهم ممَّن غيروا خريطة العالم نحو الحضارة والرقيِّ.

    يقول: "رأيتُ من واجبي أن أودِّع أهل جنين بشيء من القول يستحقونه؛ فعكفت في غرفتي وأنا في غاية التأثر من جرَّاء العودة للعراق، لفراق من أحبُّ من أهل جنين، وخوفاً عليهم من العدو الصهيوني، الذي كان يُرى بالعين المجرَّدة.

    في ذلك الجو من الانفراد والتأثر، انطلق قلمي في شعرٍ، أتذكر منه اليوم أبياتٍ فيها:
    هَذِي قُبُورُ الْخَالِدِينَ وَقَدْ قَضَوا شُهَداءَ حَتَّى يُنْقِذُوا الأَوْطَانَا
    قَدْ صَاوَلُوا الْعُدْوَانَ حَتَّى اسْتُشْهِدُوا مَاتُوا بِسَاحَاتِ الْوَغَى شُجْعَانَا
    أَجِنِينُ يَا بَلَدَ الْكِرَامِ تَجَلَّدِي مَا ضَاعَ حَقٌّ ضَرَّجَتْهُ دِمَانَا
    إِنِّي لأَشْهَدُ أَنَّ أَهْلَكِ قَاوَمُوا غَزْوَ الْيَهُودِ وَصَاوَلُوا الْعُدْوانَا
    المُخْلِصُونَ تَسَرْبَلُوا بِقُبُورِهِم وَالْخَائِنُونَ تَسَنَّمُوا الْبُنْيَانَا
    لاَ تَعْذِلُوا جَيْشَ الْعِرَاقِ وَأَهْلَهُ بَلْوَاكُمُ لَيْسَتْ سِوىَ بَلْوَانَا
    إِنَّ السِّنَانَ يَكُونُ عِنْدَ مُكَبَّلٍ بِالْقَيْدِ فِي رِجْلَيْهِ لَيْسَ سِنَانَا
    فَإِذَا نُكِبْتَ فَلَسْتَ أَوَّلَ صَارِمٍ بَهَظَتْهُ أَعْبَاءُ الْجِهَادِ فَلانَا
    مَرْجُ ابْنِ عَامِرَ خَضَّبَتْهُ دِمَاؤنَا أَيَصِيرُ مِلْكاً لِلْيَهُودِ مُهَانَا؟
    وَهُوَ الْخُلُودُ لِمَنْ يَمُوتُ مُجَاهِداً لَيْسَ الْخُلُودُ لِمَنْ يَعِيشُ جَبَانَا "[9]



    خطاب يتوقع حرب 1976م:
    وكان من فراسته ودقة دراسته للعدو الصهيوني؛ أنه حدد اليوم الذي تعتزم فيه إسرائيل شن حربها يوم 5/6/1967، ونشر توقُّعه في جريدة "العرب"، الصادرة في بغداد يوم 1/6/1967، تحت عنوان: (حربٌ أو لا حرب)، قال فيه: "إن نفير إسرائيل سيكتمل يوم الخامس من يونيو/ حزيران سنة 1967م؛ فتكون إسرائيل جاهزة للحرب في هذا اليوم، وستهاجم إسرائيل العرب في هذا اليوم حتماً"، ولكن لا مجيب!!

    ثم قال بعد أن حدثت المأساة: "وقد صدَّقت الأحداثُ ما توقعته، ولستُ نبيّاً، ولكنَّ الفنَّ العسكري أصبح علماً له قواعد وأسس، إليها استندتُ في كل ما كتبته من مقالات".
    حتى إن المؤلف الإسرائيلي صاحب كتاب "الحرب بين العرب وإسرائيل" أثنى على عبقرية محمود شيت خطاب، ووصفه بأنه أكبر عقل إستراتيجي في العالم العربي، لكن لا يوجد من يستفيد منه.

    هذه لمحةٌ خاطفةٌ عن سيرة الرجل في فلسطين، بيد أن حياته مملوءة بالجدِّ والعطاء في فلسطين وغيرها، واكتفينا بتسليط الضوء على فلسطين؛ علَّ هذه السيرة العطرة تعيد الثقة بين الشعبَيْن الكريمَيْن إلى ما كانت عليه.

    قالوا عنه
    يقول الدكتور يوسف إبراهيم السلوم:
    "زرته بالمستشفى العسكري بالرياض عام 1410هـ قبل وبعد العملية التي أجريت له في القلب، ولمست منه الشجاعة الأدبية والإيمان القوي، والرضاء بالقدر، وصبره على الآلام، مع كبر سنه، ورغم ذلك كانت حقيبته لا تخلو من بعض المؤلفات الجديدة له، وتفضل مشكورا بإهدائي بعض النسخ منها، كان يتحدث مع زواره بروح عالية، فازددت تعلقا به، ومحاولة معرفة المزيد من سيرته و حياته، وكنت أتابع ما يصدر له من كتب ومؤلفات وبحوث ومقالات، فأجد فيها المعين لي في حياتي العسكرية لتأصيل العلوم والثقافة العسكرية حتى أصبحت مدرسة متميزة".
    ويقول الأديب عبد الله الطنطاوي:
    "عاش اللواء خطاب عصرا متفجرا من أعنف العصور، وكان نصيب العراق كبيرا من الحرائق والمعاول بعد فلسطين الذبيحة وكان اللواء خطاب شاهد القرن على تلك الكوارث والمآسي التي اجتاحت العراق والشعوب العربية والإسلامية، فكان ميلاد إسرائيل، ثم شهد هزيمة الأنظمة العربية في حرب حزيران/يونيو سنة 1967 م.
    عاش محمود شيت خطاب عصره بكل ما فيه، وناله الكثير مما فيه وعاه بعقله وذكاء قلبه، وأسهم في إطفاء بعض الحرائق."
    تكريمه
    وفي حفل تكريمه ألقى الشاعر وليد الأعظمي هذه القصيدة :
    اليوم أنشد في تكريم " محمود " شعرا يعبر عن حب وتمجــيد
    أشدو به بين أهل الفضل مبتهجا ولا ابتهاجي في عرس وفي عيد
    هذا سروري لم أنعم به زمنـا مما أكابد من هم وتســهـيد
    موكل بهموم الناس أحملها وقرا على كاهلي المكسور أو جيدي
    وفاته
    في صباح اليوم الثالث عشر من شهر ديسمبر سنة 1998 م كان اللواء خطاب يجلس على كرسي عتيق تحت درج منزله، وجاءت ابنته تودعه قبل أن تغادر المنزل إلى الجامعة، طلب منها أن تجلس إلى جانبه لتقرأ سورة يس فجلست وجاءت زوجته وجلست وقرأت البنت سورة يس، وكان يقرأ معها، فأحس بجفاف في حلقه بعد الانتهاء من قراءة السورة، فطلب من زوجته أن تأتيه بكاس من الشراب، وأسرعت الزوجة إلى المطبخ وهي تسمع زوجها يردد : أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله. وكررها مرارا ثم سكت، وأبنته تنظر إليه وتردد معه شهادة الحق، فأسرعت زوجته إليه لتراه كالنائم، قد أسلم الروح لبارئها. رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين كل خير.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    633

    افتراضي رد: أكبر عقل إستراتيجي في العالم العربي يعرفه اليهود ولا يعرفه أبناء الصحوة الإسلامية

    ( و كان من فراسته ودقة دراسته للعدو الصهيوني ، أنه حدد اليوم الذي تعتزم فيه إسرائيل أن تضرب ضربتها و هو يوم 5 حزيران 1967م ، و نشر هذا التوقع في جريدة "العرب" الصادرة في بغداء يوم 1 حزيران 1967م )

    ليت أحدا يجد هذا العدد و يصور لنا المقال الذي حوى هذا التوقع !

  3. #3

    افتراضي رد: أكبر عقل إستراتيجي في العالم العربي يعرفه اليهود ولا يعرفه أبناء الصحوة الإسلامية

    (ابتسامة ) بعض او قل جل ابناء الصحوة بتبعون من يقول لهم لاتنشغلوا الا بالعلم الشرعى ( بمعناه وتقسيمه الاصطلاحى

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: أكبر عقل إستراتيجي في العالم العربي يعرفه اليهود ولا يعرفه أبناء الصحوة الإسلامية

    إن قوى هائلة تعمل على تحطيم هذا الجيل، وتفتيت قدراته وكانت قبل مقصورة على العدو الخارجي، أما اليوم فقد وجدت لها مرتكزات، لا تحصى في الداخل وإن ارتباط مستقبل هذا الجيل صعودا أو هبوطا بمدى التزامه هداية الإسلام، أو إعراضه عنه. إن المسلمين اليوم في حاجة ماسة إلى قادة كخالد والمثنى وغيرهم إلا أن حاجتهم إلى العلماء العاملين أمس وأشد.
    هناك أزمة ثقة بين الشيوخ والشباب.. ومرد ذلك إلى فقدان عنصر القدوة الصالحة في معظم الذين يعدون في الشيوخ ويظنون أن كل ما عليهم هو أن يحسنوا عرض الموعظة السطحية ولو كان سلوكهم الشخصي أبعد ما يكون عما يدعون إليه."
    هذا الرجل كنز يسيل اللعاب...كم نحتاج منه بعد..جزاك الله خيرا و آتاك من الخير العميم..

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •