الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
فهذه قراءة نقدية في تحقيقات الأخ حمزة الجزائري لبعض الأجزاء الحديثية ، التي كَثُرَ فيها التصحيف والتحريف – على صِغَر حجمها - ، وليعلم القارىء الكريم أن نقد الكتب والتنبيه على الخلل و( بيان الوهم والإيهام ) ، سنة ماضية ، وسكيكة مطروقة عند أهل العلم بُغية تصحيح الخطأ ، ونشر العلم على وجهه الصحيح ، لا تشوبه شائبة . ويَعْظُمُ الأمر إذا تعلقت هذه الأخطاء بحديث المصطفى .
وقد كانت بداية هذه القراءة لجزء ( أبي عبدالله الحسين الغضائري عن شيوخه ) طبعة مكتبة دار النصيحة ، ودار المدينة النبوية ، وعلى غلافه الخارجي ( يطبع لأول مرة ) .
قيدت على حواشي نسختي – التي أهدانيها الأخ حمزة – جمعاً هائلاً من التصحيفات والتحريفات في الأسانيد والمتون ، والأخطاء التي شوهت الجزء ؛ وقد أخبرت بها الأخ حمزة الجزائري من باب النصيحة قبل ما يَقْرُبُ من عامٍ تقريباً ! صُحْبَةَ أحد أفاضل إخواننا من طلبة العلم ، ووعدنا بأنه سيقوم بتصحيح هذه الأخطاء في الطبعة الجديدة !
ومع صدور مجموعٍ جديد للأخ حمزة فيه عدة أجزاء حديثية بعنوان ( كتاب سلوك طريق السلف في ذكر مشايخ عبدالحق بن خلف ) ! تخريج البرزالي ومعه ستة أجزاء أخرى وبعد مطالعة الكتاب ، ومقابلة بعض أجزائه بالمخطوطات ، وجدت أن الأخ حمزة لم يستفد من النصيحة التي وُجِهت له ، ووقع فيما وقع فيه في تحقيقاته الأولى .فكان لزامًا عليّ بيان حال تحقيقاته لهذه الأجزاء ، براءة للذمة ونصرة للحديث وأهله .
ومما يجدر الإشارة إليه ما جاء في مقدمة تحقيق الأخ حمزة لـ( جزء فيه أحاديث عوال من مسموعات محمد بن عبدالمنعم بن عمار بن هامل ) طبعة الدار الأثرية ، والتي أنتقد فيها نشر الأخ إبراهيم الميلي عمله على هذا الجزء على موقع ( ملتقى أهل الحديث ) خدمة لطلبة العلم .
فقال في مقدمته منتقداً عمل الأخ إبراهيم :
( .... فعزمت بعدها على مقابلة النص الذي نسخه مع المخطوط ، فوقع والله المستعان ما كان في الحسبان :
أولاً : نصه لم يسلم من إسقاط بعض العبارات رغم وجودها في النسخة الخطية .
ثانيًا : أنه أقحم في النص ما ليس منه .
ثالثًا : وقوعه في كثير من التصحيفات والتحريفات التي أدت إلى تغيير المعنى .
والذي يبدو لي والله أعلم أن المحقق الفاضل تسرع في إخراج النص حيث لو أعاد مقابلته مع المخطوط لما رضي هو نفسه عن عمله لما مُني به من الخطل .
وفي الأخير أقول الحمد لله أن المحقق لم يُخرج عمله لعالم المطبوعات لكثرة الأخطاء والتصحيفات ، وسترى ذلك في موضعه ، والله الموفق . اهـ ص 9- 10 حاشية
قلت : لقد وقع الأخ حمزة فيما انتقد على الأخ الميلي حذو القذة بالقذة ! بل لعلنا نعذر الميلي إذ أنه نشر عمله على الشبكة العنكبوتية دون تحقيق ، فماذا يقال فيمن طبع ، وحقق ؟! ثم جاء بأمورٍ لا تمت للتحقيق بصلة ، [والذي يبدو لي والله أعلم أن المحقق الفاضل تسرع في إخراج النص حيث لو أعاد مقابلته مع المخطوط لما رضي هو نفسه عن عمله لما مُني به من الخطل ، وسترى ذلك في موضعه ] بإذن الله تعالى
وهذا آوان الشروع في المقصود :
ملاحظات عامة :
- طبع هذا المجموع في مجلد متوسط ، وعلى طرته من الخارج عنوان عريض ( كتاب سلوك طريق السلف في ذكر مشايخ عبدالحق بن خلف ) ! تخريج زكي الدين محمد بن يوسف البرزالي وستة أجزاء أخرى ، والمتبادر إلى ذهن القارىء أن جزء مشيخة عبدالحق بن خلف هو الأول في ترتيب الأجزاء فإذا به قبل الأخير !
- تميزت بعض أجزاء المجموع بحواشي ، وتصويبات – بخط ابن هامل الحراني المجود - لم يسر معها المحقق على وتيرة واحدة ، فتارة يلحقها بالأصل وتارة يتركها بدون أي أشارة ولو في حاشية كتابه ! وأمثلة ذلك كثيرة , وسيأتي ذكر بعضها في النقد .
- أختصر المحقق صيغة ( أنبأنا ) إلى ( أنبا ) في مواضع كثيرة جداً من كتابه ، ومعلومٌ عند أهل الصنعة بالحديث أنها لا تختصر ، وإنما الموجود في النسخة الخطية ( أبنا ) اختصار أخبرنا !! ولا أدري كيف غفل عنها .
- عدم الإهتمام بعلامات الترقيم .
- تَرَكَ المحقق ضبط المُشكل من الأسماء – وبعضها مَشْكُولٌ بخط ابن هامل رحمه الله – !! وكذلك بيان معاني الغريب من الألفاظ ، بل أخطأ في ضبط بعض أحاديث المصطفى أخطاءً فاحشة ، ومثاله : (ومن مَنَحَ مَنِيحَةَ لَبَنِ أو منيحة وَرقٍ أو هدى زقاقاً كان كعتقِ نَسَمَةً أو رَقَبَةً ) !
والبقية تأتي إن شاء الله تعالى