بسم الله الرحمن الرحيم
---
الغضب وطلب الانتصار للنفس من الظالم :
ورد عن عائشة هجرها لابن الزبير , ودعاء سعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد على من ظلمهما و.. .
فهذا وأشباهه يدل على جواز هذا الأمر لأنه من طبيعة النفس البشرية طالما المنتصر لم يتعد إلى الظلم ,
ولذلك أُجيز قتل القاتل وانتصار الولي مالم يسرف ووُضِعَتْ الحدود والقصاص والقضاء .
ولكن الأكمل
هو ترك هذا الأمر لله وعدم شغل النفس بِهذا الغضب والانتقام
لأن الدنيا فانية والنفس أمارة ,
ولو كان العبد كله لله
لم يلتفت إلى هذه الانتقامات الشخصية التي لا ترجع بالمصلحة إلى الدين .
ألا ترى أن النبي – صلى الله عليه وسلم -قيل في وصفه : أنه لم ينتقم لنفسه قط إلا أن تكون تنتهك حرمات الله فيغضب ..
ومنها أيضاً قول اليهود السام عليك, فإن النبي– صلى الله عليه وسلم -لم يزد على أن رد عليهم بما يكون لهم إن أرادوا خيراً فخير أو شراً فشر. ووجه عائشة إلى ذلك .
ومثاله أيضاً : أبو بكر لما رد على الرجل الذي كان يتكلم فيه أمام النبي– صلى الله عليه وسلم -قام رسول الله– صلى الله عليه وسلم –
فلما سأله أخبره : لما كان ساكتاً كان ملكاً يرد ...
في حين أنه – صلى الله عليه وسلم - لم يفعل الأمر نفسه مع عائشة عندما انتصرت لنفسها من ضرتها أمامه.
وكذلك قصته رضي الله عنه مع مسطح بن أثاثة .. قريبٌ له فقيرٌ عائل , وأبو بكر يعوله وأمه, فله منةٌ عليه وفضلٌ ..
ومع ذلك وقع في عرضه مع أهل الإفك فما أعظمها من نقيصة !!
فما تعدى أبو بكر إلا أن قطع نفقته التي لم تجب عليه أصلاً ,
فأنزل الله فيه قرآناً يتلى يوجهه للأكمل وهو: ترك حظ النفس والعودة إلى فعل الخير,
ذلك لأن الله جل وعلا والنبي صلى الله عليه وسلم اعتادا منه على الأكمل فلم يرضيا منه بالأدنى...
سبحانه وتعالى وصلى الله على نبيه وآله ورضي عن صاحبه .
*****************************
والله الموفق ...
من خواطر أبي محمد (أحمر العين)