تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: من مواقف شيخ الإسلام ابن تيمية مع خصومه ومخالفيه (للعبرة )

  1. #1

    افتراضي من مواقف شيخ الإسلام ابن تيمية مع خصومه ومخالفيه (للعبرة )

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
    أما بعد
    فهذه كلمات تجلي لنا موقف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى من أعدائه ومخالفيه ومعروف أن هؤلاء ما بين أشعري وصوفي ونحو ذلك ، وقد قام شيخ الإسلام في جهادهم بكل ما أوتي من قوة عقلية وعلمية، لكن لننظر كيف كان يعاملهم مع ما هم عليه من بدع، وما قاموا به تجاهه حيث بدعوه وفسقوه وكفروه وأحلوا سفك دمه؟؟

    - محاولته إطفاء الفتنة التي كانت بين الحنابلة والأشاعرة:
    قال رحمه الله :
    "والناس يعلمون أنه كان بين الحنبلية والأشعرية وحشة ومنافرة. وأنا كنت من أعظم الناس تأليفًا لقلوب المسلمين وطلبًا لاتفاق كلمتهم واتباعًا لما أمرنا به من الإعتصام بحبل الله، وأزلت عامة ما كان في النفوس من الوحشة وبينت لهم أن الأشعري كان من أجل المتكلمين المنتسبين إلى الإمام أحمد رحمه الله ونحوه، المنتصرين لطريقه، كما يذكر الأشعري ذلك في كتبه.
    ثم قال: وكنت أقرر هذا للحنابلة وأبين أن الأشعري وإن كان من تلامذة المعتزلة ثم تاب، فإنه كان تلميذ الجبائي ومال إلى طريقة ابن كلاب وأخذ عن زكريا الساجي أصول الحديث بالبصرة ثم لما قدم بغداد أخذ عن حنبلية بغداد أمورًا أخرى، وذلك آخر أمره كما ذكره هو وأصحابه في كتبهم " مجموع الفتاوى( 3/227) أ.هـ.

    - وقال في الفتنة التي كانت بينه وبين ابن مخلوف
    "وأنا والله من أعظم الناس معاونة على إطفاء كل شر فيها وفي غيرها وإقامة كل خير وابن مخلوف لو عمل مهما عمل والله ما أقدر على خير إلا وأعمله معه ولا أعين عليه عدوه قط ولا حول ولا قوة إلا بالله هذه نيتي وعزمي مع علمي بجميع الأمور فإني أعلم أن الشيطان ينزغ بين المؤمنين ولن أكون عونا للشيطان على إخواني المسلمين ولو كنت خارجا لكنت أعلم بماذا أعاونه لكن هذه مسألة قد فعلوها زورا والله يختار للمسلمين جميعهم ما فيه الخيرة في دينهم ودنياهم ولن ينقطع الدور وتزول الحيرة إلا بالإنابة إلى الله والإستغفار والتوبة وصدق الإلتجاء فإنه سبحانه لا ملجأ منه إلا إليه ولا حول ولا قوة إلا بالله". مجموع الفتاوى - (ج 3 / ص 271)

    - وقال في مقابلته لرسول نائب السلطان في سجنه في مصر:
    "ولكن هذه القصة ضررها يعود عليكم؛ فإن الذين سعوا فيها من الشام أنا أعلم أن قصدهم فيها كيدكم وفساد ملتكم ودولتكم وقد ذهب بعضهم إلى بلاد التتر وبعضهم من قيم هناك فهم الذين قصدوا إفساد دينكم ودنياكم وجعلوني إمامًا بالتستر لعلمهم أني أواليكم وأنصح لكم وأريد لكم خير الدنيا والآخرة، والقضية لها أسرار كلما جاءت تنكشف، وإلا فأنا لم يكن بيني وبين أحد بمصر عداوة ولا بغضًا وما زلت محبًا لهم مواليًا لهم: أمرائهم ومشائخهم وقضاتهم" أ.هـ مجموع لفتاوى (3/269).

    - موقفه لما عرض عليه السلطان قتل بعض القضاة الذين أفتوا بقتل ابن تيمية، لكلامه في الصفات ولرده على ابن العربي وأمثاله:

    قال بعض أصحاب شيخ الإسلام:
    "وسمعت الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله يذكر أن السلطان لما جلسا(يعني السلطان وشيخ الإسلام) بالشباك أخرج من جيبه فتاوى لبعض الحاضرين في قتله واستفتاه في قتل بعضهم
    قال ففهمت مقصوده وأن عنده حنقا شديدا عليهم لما خلعوه وبايعوا الملك المظفر ركن الدين بيبرس الجاشنكير
    فشرعت في مدحهم والثناء عليهم وشكرهم وأن هؤلاء لو ذهبوا لم تجد مثلهم في دولتك أما أنا فهم في حل من حقي ومن جهتي وسكنت ما عنده عليهم
    قال فكان القاضي زيد الدين ابن مخلوف قاضي المالكية يقول بعد ذلك ما رأينا أتقى من ابن تيمية لم نبق ممكنا في السعي فيه ولما قدر علينا عفا عنا"
    (العقود الدرية ص 298)

    - موقفه من الأذرعي أحد مخالفيه
    قال رحمه عن ذلك:
    "وكان من مدة لما كان القاضي حسام الدين الحنفي مباشرا لقضاء الشام أراد أن يحلق لحية هذا الأذرعي وأحضر الموسى والحمار ليركبه ويطوف به فجاء أخوه عرفني ذلك فقمت إليه ولم أزل به حتى كف عن ذلك وجرت أمور لم أزل فيها محسنا إليهم " مجموع الفتاوى - (ج 3 / ص 270)



    - موقفه لما قام عليه بعض مقلدة أهل البدع وضربوه وآذوه:
    "... رجل فيما بلغني إلى أخيه الشيخ شرف الدين وهو في مسكنه بالقاهرة فقال له إن جماعة بجامع مصر قد تعصبوا على الشيخ وتفردوا به وضربوه
    فقال حسبنا الله ونعم الوكيل وكان بعض أصحاب الشيخ جالسا عند شرف الدين قال فقمت من عنده وجئت إلى مصر فوجدت خلقا كثيرا من الحسينية وغيرها رجالا وفرسانا يسألون عن الشيخ فجئت فوجدته بمسجد الفخر كاتب المماليك على البحر واجتمع عنده جماعة وتتابع الناس وقال له بعضهم يا سيدي قد جاء خلق من الحسينية ولو أمرتهم أن يهدموا مصر كلها لفعلوا .
    فقال لهم الشيخ لأي شيء قال لأجلك
    فقال لهم هذا ما يحق ، فقالوا نحن نذهب إلى بيوت هؤلاء الذين آذوك فنقتلهم ونخرب دورهم فإنهم شوشوا على الخلق وأثاروا هذه الفتنة على الناس، فقال لهم هذا ما يحل قالوا فهذا الذي قد فعلوه معك يحل هذا شيء لا نصبر عليه ولا بد أن نروح إليهم ونقاتلهم على ما فعلوا
    والشيخ ينهاهم ويزجرهم فلما أكثروا في القول قال لهم إما أن يكون الحق لي أو لكم أو لله فإن كان الحق لي فهم في حل منه وإن كان لكم فإن لم تسمعوا مني ولا تستفتوني فافعلوا ما شئتم وإن كان الحق لله فالله يأخذ حقه إن شاء كما يشاء
    قالوا فهذا الذي فعلوه معك هو حلال لهم
    قال هذا الذي فعلوه قد يكونون مثابين عليه مأجورين فيه
    قالوا فتكون أنت على الباطل وهم على الحق فإذا كنت تقول إنهم مأجورين فاسمع منهم ووافقهم على قولهم
    فقال لهم ما الأمر كما تزعمون فإنهم قد يكونون مجتهدين مخطئين ففعلوا ذلك باجتهادهم والمجتهد المخطىء له أجر" العقود الدرية ص 302)

    - أقول: الله أكبر!! هكذا علماء الآخرة لا ينتصرون لأنفسهم!

    - ومن كلامه رحمه الله فيمن آذوه، في رسالة كتبها لأصحابه:
    " فلا أحب أن ينتصر من أحد بسبب كذبه علي أو ظلمه وعدوانه فإني قد أحللت كل مسلم وأنا أحب الخير لكل المسلمين وأريد بكل مؤمن من الخير ما أحبه لنفسي والذين كذبوا وظلموا فهم في حل من جهتي وأما ما يتعلق بحقوق الله فإن تابوا تاب الله عليهم وإلا فحكم الله نافذ فيهم فلو كان الرجل مشكورا على سوء عمله لكنت أشكر كل من كان سببا في هذه القضية لما يترتب عليه من خير الدنيا والآخرة لكن الله هو المشكور على حسن نعمه وآلائه وأياديه التي لا يقضى للمؤمن قضاء إلا كان خيرا له
    وأهل القصد الصالح يشكرون على قصدهم وأهل العمل الصالح يشكرون على عملهم وأهل السيئات نسأل الله أن يتوب عليهم " العقود الدرية ص 281)


    - ومن مواقفه لما مات أحد أعدائه:
    قال ابن القيم :
    "وكان بعض أصحابه الأكابر يقول : وددت أني لأصحابي مثله لأعدائه وخصومه.
    وما رأيته يدعو على أحد منهم قط وكان يدعو لهم وجئت يوما مبشرا له بموت أكبر أعدائه وأشدهم عداوة وأذى له فنهرني وتنكر لي واسترجع ثم قام من فوره إلى بيت أهله فعزاهم وقال : إني لكم مكانه ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه ونحو هذا من الكلام فسروا به ودعوا له وعظموا هذه الحال منه فرحمه الله ورضى عنه" مدارج السالكين (ج2 - ص 345)

    -قلت :اقرأ هذه المواقف مرتين وثلاثا ، فإن فيها من العظة والعبرة ما لا يمكن التعبير عنه إلا في كتب مطولة. والله المستعان!

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    6,048

    افتراضي رد: من مواقف شيخ الإسلام ابن تيمية مع خصومه ومخالفيه (للعبرة )

    بارك الله فيك ونفع بك.
    كلمات رائقة، واختيارات منك موفقة.
    وآفة العقلِ الهوى ، فمن علا *** على هواه عقله ، فقد نجا
    ابن دريد

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    2,967

    افتراضي رد: من مواقف شيخ الإسلام ابن تيمية مع خصومه ومخالفيه (للعبرة )

    الاخ على الروبي جزاك الله كل خير وبارك فيك على هذه النبذة الرائعة من موقف شيخ الاسلام مع خصومة ومخالفية.
    ويطرى عليه قول تلاميذه ابن القيم عندما يذكر انه يتمنى لو يقدر ان يعامل اصحابه واخوانه كما يعامل ابن تيمية خصومه!!
    الليبرالية: هي ان تتخذ من نفسك إلهاً ومن شهوتك معبوداً
    اللهم أنصر عبادك في سوريا وأغفر لنا خذلاننا لهم

  4. #4

    افتراضي رد: من مواقف شيخ الإسلام ابن تيمية مع خصومه ومخالفيه (للعبرة )

    بارك الله فيكم جميعا، ونفعنا بما نقرأ وبما نكتب!

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: من مواقف شيخ الإسلام ابن تيمية مع خصومه ومخالفيه (للعبرة )

    موضوع مشابهٌ لهذا الموضوع:
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27185
    مدرّس بدار الحديث بمكة
    أرحب بكم في صفحتي في تويتر:
    adnansafa20@
    وفي صفحتي في الفيس بوك: اضغط على هذا الرابط: عدنان البخاري

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    34

    افتراضي رد: من مواقف شيخ الإسلام ابن تيمية مع خصومه ومخالفيه (للعبرة )

    شيخ الاسلام رحمه الله .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    136

    افتراضي رد: من مواقف شيخ الإسلام ابن تيمية مع خصومه ومخالفيه (للعبرة )


    جزاك الله خيرا.. ورحم شيخ الإسلام رحمة واسعة
    ترك لنا العلماء بهذا أدبا وخلقا وتربية قبل أن يتركوا علما

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •