سلامة الرجل من الطعن في عدالته لا تحصل بمجرد حضوره لصلاة الفجر، وهذا أمر معلوم لصغار طلبة العلم.
ثم إنه يجب أن تعلم أن صلاح الرجل لا علاقة له بضبطه، ولو كنت درست علم المصطلح لظهر لك هذا، ولذا كثير من كلامك هذا خارج السياق .
وصلاح الرجل لا يعني أن يستقيم فهمه ويعرف مقاصد تصرفات الناس خصوصا مع الفارق الكبير بين علم وعقلية المتصرِف والمحلل.
أما مسألة المفاضلة بين طالبة العلم والعامي... = فليست مما يحسن أن تخوض فيها.
ولا شك أن في كلامك نظرا ظاهرا.
فإن كان طالب العلم قد يبدي رأيه بدون تثبت ـ ولا يتصور أن تكون صفة لازمة ـ فإن العامي يبدي رأيه بتخرص، مع سوء تصوره أو فساده.
نعم قد يكون العامي صادقا لكنه قد يفهم غلطا ويستنتج بفهمه ما لا يخطر على بال العالم.
ثم هذا احتجاج في موطن النزاع، فما الفائدة من تكرير الكلام ؟!
لا أدري لكن هذا الذي يفهم من سياق كتابكم.
تأويل بعيد مستكره لا يوافق المنقول ولا يمت له بصلة.
يا أخي دع الكلام في المفاسد والمصالح فليست من شأنك، هو يحكي أن الشيخ يلح بإحضار هؤلاء المدخنين ويريده أن يفهم أنه لا يمانع من تدخينهم!
وكيف يكون عالم عنيزة وكبيرها ليس له القوة بالإنكار على مجموعة من الشباب أصدقاء ولده في منزله ؟!
ثم لماذا ينكر عليهم أليس هو من ألح في حضورهم ويريد من ابنه أن يعرف أنه لا مانع عنده ؟!
ثم ما علاقة الهروب بسياق الحدث المذكور فما الداعي للتهويل بمثل هذا الكلام ؟!
وهذا الكلام المتعلق به من الكتاب وأدع المقارنة للقارئ:
ص80: ذكر أن له مع أصحابه جلسة تدور عليهم في منازلهم وكان محرجا من بعضهم حيث إنهم يدخنون وبعضهم لا يستحتي إن حضر في منزل الشيخ دخن فكان في إشكال هل يدعوهم فيدخنوا في منزل الشيخ مع أنه لا يحب منعهم أو يتركهم فينحرج مع والده ... معنى كلامه.
ثم قال: والوالد يعرف ذلك منهم لعموم البلوى ذلك الوقت بين الشباب !
ولكن لا يريد أن يصرح لي بالسماح لهم بالتدخين ويعلم ـ رحمه الله ـ أني محرج منه ومنهم ويود أن أعرف ذلك من كثر إلحاحه !!
أولا: تسميتها أحداثا= غلط، وقد بينت أن كثيرا من الكلام المستنكر = إنما هو استنتاجات من خياله وليس قصصا وأخبارا .
وقياس خالك بطلبة العلم = ممنوع، للفارق المذكور أولا.
وهذه إنما ذكرتها قرينة ولم تكن عمدة وقلت: إنها مظنة التخليط، والنسيان للحفاظ فكيف بمن دونهم.
على كل حال الكلام المنقول عن الشيخ مختلف، وقد بينت أن كثيرا من الأمور المستنكرة في هذا الكتاب إنما هي من استنتاجات خالك، ولم يحضرها الشيخ .
ماذا تريد من هذا ؟!
أتريد أن تقول: إن الشيخ يرى أن التصوير حرام وكبيرة أعظم من التدخين =واستحله = فالتدخين من باب أولى ؟!
ألم تجد اعتذارا لأبيك خيرا من هذا ؟!
عجبي لا ينتهي من هذ الفهم .
ورحم الله العلامة ابن سعدي ورحم الله الإمام الشافعي حين قال:
رامَ نَفعاً فَضَرَّ مِن غَيرِ قَصدِ = وَمِنَ البَرِّ ما يَكونُ عُقوقا