المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأمل الراحل
بارك الله فيك .. لكن أراكِ ركزتِ على حقوق الزوجة الأولى ، وهمشت الثانية ، وكأن قلبها خلي من المشاعر بل وكأن ليس لها حقوق !
ولو كانت المقالة عن حقوق الزوجة الأولى لكان أنسب .
القصد من الرسالة هو الرجل المعدد وكيفية تعامله مع هذا الموضوع ، وليس الحديث عن الحقوق والواجبات ، فكلا الزوجتان لهما حق كامل .
واقع التعدد ليس مجهولا فكلنا نعرفه ، والزوجة الثانية ، تريد حقوقها كاملة أيضا مثلما للأولى ، ولها أن تغار كالأولى .
ثم لم لا يجزل العطاء مع الثانية ؟ أم إن الحكمة في استقبالها ببرود ولا مبالاة ؟
التعدد حياة جديدة للزوجة الثانية ، فبعض الأزواج يبالغ في حب الثانية ويجزل العطاء ، ولكل جديد وقته ، ثم بعد أن تزول السكرة ، وتذهب النشوة ، يتغير الحال ، ويتبدل المقال ، فتعاني المسكينة من هذا الواقع ، وتتأثر من هذا التبدل ، لذا أوصيته بالقصد والعدل معها ، وهذا لمصلحتها ودفاعاً عنها .
المؤسف أن بعض الرجال المتزوجين يرى الزوجة الثانية وضيعة ، لأنها قبلت به ، فيحرمها حقوقها ، وكأنها عجوز لا رغبة لها في حياة كريمة كغيرها .
ينبغي على الزوج أن يحتمل ما يصدر من الأولى ، لكن ليس على حساب الثانية .
مشكلة الزوجة الأولى ، أنها تظن أن زوجها ملك لها ، وإذا تزوج عليها قلبت حياته إلى نكد .
لو كل امرأة آمنت بأن للرجل حق في أربع نساء قبل أن يتزوجها ، ووطنت نفسها على ذلك ، لمرّ التعدد بسلام عليها وعلى غيرها .
التعدد ليس مشكلة ، المشكلة في المعدد الذي لا يتعامل مع القضية بعدل وحكمة ، وهذا ما قصدت .
إحدى الأخوات تقول :
ينبغي على الزوجة الثانية أن تتحمل ما يصدر من ضرتها - الزوجة الأولى - لأنها هي التي دخلت عليها وأخذت زوجها منها ، ولا يحق لها الاعتراض !!
قلت : سبحان الله ، وبأي حق تملك الأولى الرجل ، وتجعله لها وحدها !
إحدى الأخوات عملت استبانة للزوجة الأولى والثانية ( لغرض إخراج كتاب حول التعدد وإيجابياته وسلبياته ) ، وكانت معظم إجابات الزوجات الأول عدوانية وحاقدة ! وبعضهن أكاديميات مع الأسف .
للأسف هولاء لم يربين أنفسهن على التعامل مع الأزمات ، وربما هي ردود أفعال لتصرفات سيئة من معدد لا يعدل ولا يوازن في تصرفاته .
أرى أن نوجه رسالة للزوجة الأولى ولنبصرها بحقوق ضرتها ، والحدود التي يجب عليها أن تقف عندها .
ونوجه رسالة للزوج لنحذره من اتخاذ الزواج هزوا ، لئلا يظلم بنات المسلم ويجعل منهن حقل تجارب لرغبته المؤقتة في التعدد .
مشكلة الزوجة الأولى : الوهم ؛ فهي تتوهم أن حياتها فعلا انقلبت رأسا على عقب بسبب زواج زوجها . . غير صحيح هذا ، لو أنها استقبلت الأمر بنفس راضية ، واثقة ، لكان الأمر أهون بكثير مما تصوره هي وأمثالها .. ويقول الشاعر أحمد شوقي : والناس في أوهامهم سجناءُ !
الصبر والرضى لا يعارض القول بأن الحياة تغيرت ، فمن الطبيعي أن تشعر الزوجة بتغير حياتها ، لأنها عاشت مع زوجها عشر أو خمس عشرة سنة ، بنظام واحد ، وحياة واحدة ، وبرنامج ثابت يومياً ، تنام وتستيقظ على هذه الحياة ، ثم فجأة يتغير هذا الواقع ، أفلا تحتاج إلى تدرج ومراعاة وترويض على الحياة الجديدة .
الزوج سيظل ساكن في قلب زوجته ، حتى وإن تزوج عليها .
ومن تكفر العشير بمجرد زواجه عليها ؛ فلا تلومن إلا نفسها .
مشكلة المرأة أنها جعلت ( غيرتها غير الطبيعية ) هي المشرع ، تستحل بها ما حرمه الله . . وإن نوصحت قالت : أغار ، والغيرة طبيعة في المرأة .
المرأة لا تكفر العشير بسبب زواجه ، بل الزوج هو الذي يكفر العشرة أحياناً ، حين يتخلى عن زوجه الأولى ، ويدير لها ظهره ، ليستقبل عروساً جديدة ، ما تلبث أن تكون قديمة بعد وقت .
سبحان الله .. أعرف نماذج مشرقة لنساء ، لم أسمع منهن اعتراضا عن تعدد الزوجات ووقتها كن فتيات في عمر الزهور ، وتزوج زوج إحداهن بأخرى ، فما سمعتُ منها اعتراضا ولا تأففا ، ضربت أروع الأمثلة في الصبر والحكمة والطيبة واللين وسلامة الصدر .
وأخرى - اعرفها جيدا - تزوج زوجها عليها بامرأة بكر ، ثلاثينية ، موظفة .
وبعد شهر ، صارح الرجلُ زوجته الأولى برغبته في تسريح الثانية .. ماذا تتوقعون جواب زوجته ؟
قالت : والله لا تطلقها .. امرأة بكر وتأخرت عن الزواج ، ثم قبلت بك وكلها شوق وأمل في حياة مستقرة ، تطلقها بسهولة ؟ ولماذا ؟ ألا تخشى الله فيها ؟
وظلت مع زوجها تقنعه بالإبقاء عليها .. حتى اقتنع !
هذه المرأة عملة نادرة .. كثر الله من أمثالها .
ليست عملة نادرة لأنها تحب لها ما تحب لنفسها ، بل هي امرأة عاقلة لزوج عادل محب وفي ، ولو كانت لزوج ظالم ، فلا تضحية ولا كرامة ولا مثالية .
قرأتُ رسائل جميلة للزوجة الأولى والثانية وللزوج وكذلك رسالة من زوجة لضرتها ، لكنها لإحدى الأخوات تنوي إخراجها في كتاب فحقوق النسخ محفوظة ، ولعله يخرج إلى النور قريبا .