تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: استشكال قول للشيخ حافظ حكمي رحمه الله

  1. #1

    افتراضي استشكال قول للشيخ حافظ حكمي رحمه الله

    استشكال قول للشيخ حافظ حكمي رحمه الله
    الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم :
    قال الشيخ حافظ رحمه الله : س : إذا قيل لنا : هل السجود للصنم والاستهانة بالكتاب وسب الرسول والهزل بالدين ونحو ذلك هذا كله من الكفر العملي فيما يظهر ، فلم كان مخرجا من الدين وقد عرفتم الكفر الأصغر بالعملي ؟
    جـ : اعلم أن هذه الأربعة وما شاكلها ليس هي من الكفر العملي إلا من جهة كونها واقعة بعمل الجوارح فيما يظهر للناس ولكنها لا تقع إلا مع ذهاب عمل القلب من نيته وإخلاصه ومحبته وانقياده ، لا يبقى معها شيء من ذلك ، فهي وإن كانت عملية في الظاهر فإنها مستلزمة للكفر الاعتقادي ولا بد .
    أعلام السنة المنشورة
    ووجه الإشكال ظن بعض الإخوة أن الشيخ حافظ حكمي رحمه الله لا يجعل هذه من المكفرات , إلا لاستلزامها اعتقاد أو قل استحلال !
    وكان الجواب لهذا الإشكال كما يلي :
    1- الأصل أن يؤخذ كلام العالم في مواضعه المختلفة ويجمع بينها , ولا يصح التعلق بلفظة أو جملة من كلامه .
    2- أنه حكم على هذه الأفعال أنها من الكفر العملي المخرج من الملة , وقوله بالكفر العملي زيادة وأعم من مجرد استلزام الاعتقاد أو الاستحلال .
    وقوله بالكفر العملي تأكيد لمذهب أهل السنة في أن الكفر العملي منه المخرج من الملة ومنه غير ذلك .
    قال ابن القيم رحمه الله : وأما كفر العمل فينقسم إلى ما يضاد الإيمان وإلى ما لا يضاده فالسجود للضم والاستهانة بالمصحف وقتل النبي وسبه يضاد الإيمان وأما الحكم بغير ما أنزل الله وترك الصلاة فهو من الكفر العملي قطعا ولا يمكن أن ينفي عنه اسم الكفر بعد أن أطلقه الله ورسوله عليه فالحاكم بغير ما انزل الله كافر وتارك الصلاة كافر بنص رسول الله ولكن هو كفر عمل لا كفر اعتقاد ومن الممتنع أن يسمي الله سبحانه الحاكم بغير ما انزل الله كافرا ويسمى رسول الله تارك الصلاة كافرا ولا يطلق عليهما اسم كافر وقد نفى رسول الله الإيمان عن الزاني والسارق وشارب الخمر وعمن لا يأمن جاره بوائقه وإذا نفي عنه اسم الإيمان فهو كافر من جهة العمل وانتفى عنه كفر الجحود والاعتقاد .
    الصلاة وحكم تاركها (72)
    3- أن أهل السنة عابوا على من جعل مثل هذه المكفرات ليست كفرا بحد ذاتها بل دلالة وعلامة على الكفر .
    قال ابن حزم رحمه الله في رده على المرجئة : وقال هؤلاء إن شئتم الله عز و جل وشئتم رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس كفرا لكنه دليل على أن في قلبه كفرا .
    ثم قال بعد ذلك : وأما قولهم إن شتم الله تعالى كفرا وكذلك شتم رسول الله صلى الله عليه و سلم؛ فهو دعوى لأن الله تعالى : { قال يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم }
    فنص تعالى على أن من الكلام ما هو كفر وقال تعالى: { وإذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم}
    فنص تعالى أن من الكلام في آيات الله تعالى ما هو كفر بعينه مسموع .
    وقال تعالى: { قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم أن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة }
    فنص تعالى على أن الاستهزاء بالله تعالى أو بآياته أو برسول من رسله كفر فخرج عن الإيمان , ولم يقل تعالى في ذلك أني علمت أن في قلوبكم كفرا بل جعلهم كفارا بنفس الاستهزاء , ومن أدعى غير هذا فقد قول ا لله تعالى ما لم يقل وكذب على الله تعالى .
    الفصل (2|224-219)
    وقال أيضا : وأما سب الله تعالى فما على ظهر الأرض مسلم يخالف في أنه كفر مجرد إلا أن الجهمية والأشعرية وهما طائفتان لا يعتد بهما يصرحون بأن سب الله تعالى وإعلان الكفر ليس كفرا . قال بعضهم: ولكنه دليل على أنه يعتقد الكفر لا أنه كافر بيقين بسبه الله تعالى .
    المحلى (11|411)
    ومعلوم أن شيخ الإسلام صوب معتقد ابن حزم في القدر والإيمان .
    وقال شيخ الإسلام : و ذلك أن نقول : إن سب الله أو سب رسوله كفر ظاهرا و باطنا سواء كان الساب يعتقد أن ذلك محرم أو كان مستحلا له أو كان ذاهلا عن اعتقاده هذا مذهب الفقهاء و سائر أهل السنة القائلين بأن الإيمان قول و عمل .
    الصارم (512)
    وقال : و هذا موضع لابد من تحريره و يجب أن يعلم أن القول بأن كفر الساب في نفس الأمر إنما هو لاستحلاله السب زلة منكرة و هفوة عظيمة و يرحم الله القاضي أبا يعلى قد ذكر في غير موضع ما يناقض ما قاله هنا و إنما وقع من وقع في هذه المهواة بما تلقوه من كلام طائفة من متأخري المتكلمين ـ و هم الجهمية الإناث الذين ذهبوا مذهب الجهمية الأولى في أن الإيمان هو مجرد التصديق الذي في القلب و إن لم يقترن به قول اللسان و لم يقتض عملا في القلب ولا في الجوارح .
    الصارم (515)
    4- أو يحمل كلامه على قول أهل السنة على الارتباط بين الظاهر والباطن .
    قال شيخ الإسلام : كما لو أخذ يلقي المصحف فى الحش ويقول أشهد أن ما فيه كلام الله أو جعل يقتل نبيا من الأنبياء ويقول أشهد أنه رسول الله ونحو ذلك من الأفعال التى تنافى إيمان القلب فإذا قال أنا مؤمن بقلبى مع هذه الحال كان كاذبا فما أظهره من القول فهذا الموضع ينبغي تدبره فمن عرف ارتباط الظاهر بالباطن زالت عنه الشبهة فى هذا الباب .
    مجموع الفتاوى (7|616)
    وقال ابن القيم : قاعدة الإيمان له ظاهر وباطن وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له وإن حقن به الدماء وعصم به المال والذرية ولا يجزىء باطن لا ظاهر له إلا إذا تعذر بعجز أو إكراه وخوف هلاك فتخلف العمل ظاهرا مع عدم المانع دليل علي فساد الباطن وخلوه من الإيمان ونقصه دليل نقصه وقوته دليل قوته فالإيمان قلب الإسلام ولبه واليقين قلب الإيمان ولبه وكل علم وعمل لا يزيد الإيمان واليقين قوة فمدخول وكل إيمان لا يبعث على العمل فمدخول .
    الفوائد (86)
    و قال ابن القيم : وإذا كان الإيمان يزول بزوال عمل القلب فغير مستنكر أن يزول بزوال أعظم اعمال الجوارح ولا سيما إذا كان ملزوما لعدم محبة القلب وانقياده الذي هو ملزوم لعدم التصديق الجازم كما تقدم تقريره .
    الصلاة وحكم تاركها (71)
    والله أعلم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    أينما رحلتُ فإنما أسيرُ في أرضي
    المشاركات
    414

    افتراضي رد: استشكال قول للشيخ حافظ حكمي رحمه الله

    بوركت
    (ومعرفة الحق بالرّجال عادة ضعفاء العقول)
    الإمام الغزالي

  3. #3

    افتراضي رد: استشكال قول للشيخ حافظ حكمي رحمه الله

    وفيكم بارك الله

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    3

    افتراضي رد: استشكال قول للشيخ حافظ حكمي رحمه الله

    الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم :
    قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلا خيراً، وأنت تجد لها في الخير محملا " ذكره ابن كثير في تفسير آية12 , 4/ 271 سورة الحجرات.
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- :
    ( ومعلوم أن مفسر كلام المتكلم يقضي على مجمله وصريحه يقدم على الكناية ) الرد على البكري (2/623).

    قال الشيخ علوي السقاف :
    (وقد يشكل على البعض عبارات صدرت لبعض العلماء عللت التكفير بالتكذيب أو الإرادة أو أنها مستلزمة للكفر الاعتقادي ففرق بين من يقول هذا العمل أو القول كفر لكذا وبين من يقول هذا ليس كفراً لكنه دليل أو علامة على الكفر فالأول يثبت الكفر ويعلله والآخر ينفي الكفر ويثبت دليله أو علامته ) التوسط والاقتصاد (21).

    قال الشيخ حافظ حكمي- رحمه الله - :
    س : إذا قيل لنا : هل السجود للصنم والاستهانة بالكتاب وسب الرسول والهزل بالدين ونحو ذلك هذا كله من الكفر العملي فيما يظهر ، فلم كان مخرجا من الدين وقد عرفتم الكفر الأصغر بالعملي ؟
    جـ : اعلم أن هذه الأربعة وما شاكلها ليس هي من الكفر العملي إلا من جهة كونها واقعة بعمل الجوارح فيما يظهر للناس ولكنها لا تقع إلا مع ذهاب عمل القلب من نيته وإخلاصه ومحبته وانقياده ، لا يبقى معها شيء من ذلك ، فهي وإن كانت عملية في الظاهر فإنها مستلزمة للكفر الاعتقادي ولا بد ولم تكن هذه لتقع إلا من منافق مارق أو معاند مارد ، وهل حمل المنافقين في غزوة تبوك على أن { قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا } إلا ذلك مع قولهم لما سئلوا : { إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ } . قال الله تعالى : { قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ }{ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } . ونحن لم نعرف الكفر الأصغر بالعملي مطلقا ، بل بالعملي المحض الذي لم يستلزم الاعتقاد ولم يناقض قول القلب ولا عمله .) أعلام السنة المنشورة

    قال الشيخ علوي السقاف معلقاً على كلامه السابق رحمه الله :
    ( كلامه هنا رحمه الله – أي الشيخ حافظ حكمي _ صريح في الفريق بين الكفر العملي الذي يخرج من الملة والكفر العملي الذي لا يخرج من الملة فليس كل كفر عملي يعد كفراً أصغر كما يظن البعض بل هناك من الكفر العملي –أي الوقوع في المكفرات القولية والعملية- ما يعد كفراً مخرجاً من الملة كما مثل الشيخ له بالسجود للصنم وسب الرسول أما الكفر العملي الذي لا يخرج من الملة فهو ما سماه الشيخ بالكفر العملي المحض الذي يستلزم الاعتقاد ولم يناقض قول القلب ولا عمله أي أعمال وأقوال غير مكفرة وهي ما عرفه الشيخ (ص 179) بقوله : هي كل معصية أطلق عليها الشارع اسم الكفر مع بقاء اسم الإيمان على عامله) التوسط والاقتصاد (125).

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله - :
    (فإنا نعلم أن من سب الله ورسوله طوعا بغير كره ؛ بل من تكلم بكلمات الكفر طائعا غير مكره ومن استهزأ بالله وآياته ورسوله فهو كافر باطنا وظاهرا وأن من قال : إن مثل هذا قد يكون في الباطن مؤمنا بالله وإنما هو كافر في الظاهر فإنه قال قولا معلوم الفساد بالضرورة من الدين .) مجموع الفتاوى (7/557).

    وقال رحمه الله :
    (كما لو أخذ يلقي المصحف في الحش ويقول أشهد أن ما فيه كلام الله أو جعل يقتل نبيا من الأنبياء ويقول أشهد أنه رسول الله ونحو ذلك من الأفعال التي تنافى إيمان القلب فإذا قال أنا مؤمن بقلبي مع هذه الحال كان كاذبا فما أظهره من القول فهذا الموضع ينبغي تدبره فمن عرف ارتباط الظاهر بالباطن زالت عنه الشبهة فى هذا الباب .
    مجموع الفتاوى (7|616)

    قال الشيخ الألباني –رحمه الله- :
    ( ومن الأعمال أعمال قد يكفر بها صاحبها كفراً اعتقادياً لأنها تدل على كفره دلالة قطعية يقينية بحيث يقوم فعله هذا مقام إعرابه بلسانه عن كفره كمثل من يدوس المصحف مع علمه به وقصده له ( حاشية التحذير من فتنة التكفير (72)
    ( إنما مراده (أي الألباني) بذلك أن كل عمل في الظاهر لا يكون كفراً مخرجاً من الملة إلا إذا كان دالاً على كفر اعتقاده في الباطن والأعمال إن دلت على كفر الباطن فهي كفر وإلا لم تكن كفراً)
    قلت: هذا في الغالب وعلى ذلك يحمل كلام الشيخ حافظ حكمي _رحمه الله_ والله أعلم.

    وقال الشيخ حافظ -رحمه الله:-
    س : ما هو الكفر العملي الذي لا يخرج من الملة ؟
    جـ : هو كل معصية أطلق عليها الشارع اسم الكفر مع بقاء اسم الإيمان على عامله.....) أعلام السنة المنشورة.
    قلت :- ويقصد رحمه الله الكفر العملي المحض الذي لم يستلزم الاعتقاد وكذلك يفهم من كلامه أن هنالك كفر عملي يخرج من الملة وهو المنافي لقول القلب وعمله أو أحدهما والله أعلم .

  5. #5

    افتراضي رد: استشكال قول للشيخ حافظ حكمي رحمه الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قاسم القضاه مشاهدة المشاركة
    ( ومن الأعمال أعمال قد يكفر بها صاحبها كفراً اعتقادياً لأنها تدل على كفره دلالة قطعية يقينية بحيث يقوم فعله هذا مقام إعرابه بلسانه عن كفره كمثل من يدوس المصحف مع علمه به وقصده له .
    أحسنت جزاك الله خيرا
    ومن ذلك سب الله تعالى !

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    616

    افتراضي رد: استشكال قول للشيخ حافظ حكمي رحمه الله

    بوركتم ،
    الحاصل أن الإيمان هو المحبة و التعظيم ، فمتى انتفيا أو أحدهما انتفى الإيمان الذي يمنع صاحبه من الخلود في النار ، فإلقاء المصحف في النجاسة هو نفسه احتقار للرب العظيم ، فهو كفر أكبر ، و كذلك سب الرب عز و جل أو سب دينه أو سب النبي صلى الله عليه و سلّم .
    و الله أعلم ،،،

  7. #7

    افتراضي رد: استشكال قول للشيخ حافظ حكمي رحمه الله

    جزاك الله خيرا
    ويمكن تلخيص المسألة كما يلي :
    ا- الكفر العملي غير الاعتقادي
    2- الكفر العملي ينقسم إلى مخرج من الملة وغير مخرج .
    غير المخرج كقوله عليه الصلاة والسلام : وقتاله كفر , وقوله : اثنتان من الناس هما بهم كفر الطعن بالأنساب والنياحة على الميت .
    وحكم العلماء بعدم خروج صاحبه لأدلة وقرائن أخرى .
    3- الكفر العملي المخرج من الملة يتقسم إلى :
    أ- ما يضاد الإيمان من كل وجه , وهو يستلزم الاعتقاد , وعليه يحمل كلام الشيخ حافظ حكمي .
    كالسجود للصنم والاستهزاء بالمصحف وسب الله تعالى .
    ب- ما لا يضاد الإيمان من كل وجه , ولا يستلزم الاعتقاد : كترك الصلاة كما مثل على ذلك ابن القيم رحمه الله .
    وهذا القسم هو الذي يخلط بينه وبين سابقه .
    4- لا يصح تقييد الكفر العملي المخرج من الملة فقط بما استلزم الاعتقاد كما تقدم .
    والله أعلم .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •