السلام عليكم ورحمة الله .
أثناء تصفحي لجريدة المساء المصرية ، وبالتحديد أثناء قراءتي لمقال ( وماذا بعد )
وسوف تجدونه على هذا الرابط ، والذي كان بعنوان : طابور الصباح.. وتحية العَلَم
وإليكم نص المقال :
عندما كنا تلاميذ في الابتدائي والاعدادي والثانوي تشبعنا بمبادئ كثيرة مازالت
محفورة في الذاكرة وأصبحت من نسيجنا.. وهي التي تحكم تصرفاتنا لا إراديا حتي اليوم.
من أهم هذه المبادئ طابور الصباح وتحية علم مصر بمصاحبة الطبلة والسكسفون.
***
الأمر ليس هيناً أو تافهاً.. بالعكس.. فإن الطابور وتحية العلم كانا وقود التعليم في زماننا.
وللأجيال التي حرمت منهما أقول بكل ثقة إنطلاقاً من واقع عشته وانغمست فيه..
إن طابور الصباح علمني الانضباط والنظام وتقديس قيمة الوقت واحترام المدرسة والأستاذ والعلم بوجه عام.
من هذا الطابور شعرت بأنني في محراب لا يقل تقديراً وعظمة وخشوعاً عن أي بيت من بيوت الله.
أحسست بأنني مقبل علي مهمة كبيرة وعظيمة وهي لقاء أساتذتي الأجلاء
الذين سيعلمونني ما لا أعلمه باخلاص وحب وتفان وأبوة وأدب..
رسالة يحملونها إلينا ويوصلونها كما يجب ولا يبغون من ذلك سوي رضاء المولي عز وجل.
***
وتحية العَلَم بمنتهي النشاط والاحترام والأدب والخشوع علمتني قيمة هذا العلم وما يمثلها.. مصر.
تعلمت أن تحية العَلَم بهذا الشكل معناها أنني أحب بلادي واحترمها واقدرها..
وأن تعليمي من أجلها قبل أن يكون من أجلي.. أن أفيدها وأرفع من شأنها
ليس طمعاً في مال أو منصب أو جاه أو سلطان ولكن لكي تظل هي في موقعها العلوي
وتنافس علي العالمية.
لم يكن مسموحاً أو لائقاً بل ومن المحرمات والموبقات أن التفت جانبي أو
انشغل بأي شيء آخرخلال تحية العَلَم.
إنه علم مصر.. تحيته فرض عين لا فرض كفاية.
***
ماذا بقي الآن من طابور الصباح وتحية العَلَم.. وبالتالي من التعليم؟.. لاشيء.
معظم التلاميذ لايشاركون في الطابور.. إذا كان هناك طابور أصلاً!!
وغالبية القلة القليلة من الذين يتعطفون ويذهبون إلي المدرسة صباحاً "يتسكعون"
في حوش المدرسة في وصلة هزار وتهريج ولعب ونكات!! وفي احيان كثيرة
يتبادلون الشتائم بالأم والأب والجوارح!!
***
لقد دقت الوزارة أول مسمار في نعش التعليم بعدم متابعة طابور الصباح وتحية العَلَم..
وبالتالي لم يعد التلميذ مقبلاً علي تحصيل دروسه واحترام المدرسة والأستاذ
والعلم بوجه عام مثلما كنا نتعامل مع هؤلاء وكأننا مقبلون علي
مهمة قومية تشرف من يؤديها.
التلميذ الآن يشعر بأنه في نزهة لتغيير الجو والهزار مع زملائه ومع الأساتذة
الذين حطموا جدار الهيبة والاحترام ومدوا أيديهم لتلاميذهم ليحصلوا علي أجر الدروس الخصوصية!!
التلميذ الآن يذهب إلي المدرسة وكأنه ذاهب إلي مقهي أو كافيتريا..
للسمر والضحك وتبادل النكات الخارجة عن الأدب!!
للأسف... فقدت المدارس عنوان وزارتها.. وأصبحنا لا نري فيها تربية أو تعليماً!!
انتهي المقال .
قلتُ : سبحان الله أحضور الطابور و تحية العلم ( أية علم ) وأنت تسمع الطبلة
والسكسفون يجعلك تشعر بأنك في محراب لا يقل تقديراً وعظمة ًوخشوعاً
عن أي بين من بيوت الله ؟!
بل وصل به الحب والهيام إلى قوله : إن تحية العلم فرض عين لا فرض كفاية !
إن حب الوطن ( المكان الذي نشأ فيه الإنسان وترعرع ) حب غريزي في الإنسان
فليس هناك إنسان لا يحب وطنه فكما أحب وطني ، يحب الآخرون أوطانهم
لكن المذموم هو الغلو في حب الوطن إلى درجة تفضيله على الدين أو مساواته به .
حب وطنك كيفما شئت لكن ذلك الحب ينتهي عندما يتعارض مع دينك ،
وإلا فلماذا هاجر المهاجرون وتركوا أوطانهم وراء ظهورهم ؟ فراراً بدينهم !