سبب تأليفه:
لم يذكر المصنف سبب تأليفه لهذا الكتاب ؛ غير أن محتواه يدل على أن مؤلفه أراد أن يبين في كتابه هذا العقيدة الصحيحة ؛ كما جاءت في كتاب الله وسنة رسوله.
موضوعه:
ذكر فيه مسائل عقديه كثيرة وركز على مسائل كثر فيها الخلاف بين طوائف الأمة أو ظهر فيها الجهل عند بعض الناس.
وكان من أهم مباحث الكتاب:
- الحث على التمسك بالسنة ونبذ البدعة والتحذير من المبتدعة ، وترك الجدل والخصومة في الدين.
وكان هذا من اكبر المحاور التي يدور عليها موضوع الكتاب ، وقد كرر المؤلف ذكره في مناسبات كثيرة سواء في أول الكتاب أو آخره وأثنائه ، وذكر شيئا مما يميز أهل السنة ، كما ذكر علامات أهل البدع وأطال في ذلك .
- ما يجب لله تعالى من الأسماء والصفات والمنهج الصحيح فيها نفيا وإثباتا، وركز كذلك على مسالة الرؤية ومسالة كلام الله ، وان القران كلامه حقيقة؛ وما يتعلق بهذا كمسألة اللفظ ونحوها.
- الإيمان بالقدر وترك الخوض فيه – يعني بالباطل –.
- ذكر ما يتعلق بتفسير الإيمان عند أهل السنة وما يتعلق بهذا من مسالة الزيادة والنقصان .
- الإيمان باليوم الأخر ومنه الإيمان بعذاب القبر وما يكون يوم القيامة من الحوض والميزان والشفاعة والصراط والجنة والنار.
- مايجب لولاة الأمر من المسلمين من السمع والطاعة لهم في غير معصية الله.
والحج والجهاد معهم والصبر على جور الأئمة وتحريم الخروج عليهم.
- مايجب لأصحاب النبي من ذكر فضلهم ومحاسنهم وترك ما شجر بينهم.
وثم مسائل أخرى أشار إليها كبعض الأحكام الفقهية التي قد يخالف فيها أهل البدع كالرجم والمسح على الخفين وقصر الصلاة في السفر وغيرها ، وكذا بعض المسائل الأخرى كالتوبة من الذنب وحسن الظن بالله ورجائه.
قيمته العلمية
نظرا لما تميز به الكتاب من التحذير الشديد من البدعة وأهلها بلهجة صادقة ، تدل أن المؤلف كان خبيرا بالآثار السيئة الناتجة عن انتشار البدع والضلالات ، نقلَ عنه عدد من العلماء مما يدل على اعترافهم بقدره ومكانته.
منهم:
ابويعلى في طبقات الحنابلة 2 / 18 – 43
العليمي في المنهج الأحمد 2 / 27 – 37
الذهبي في العلو 1 / 501
ابن مفلح في الآداب الشرعية 1 / 203
ما يؤخذ على الكتاب:
- تكرار المؤلف لبعض المسائل بعينها في أكثر من موضع
انظر: الصفحات ( 81 ، 107 ، 106 ، 109 ، 89 ، 91 ، 93 ، 77 ، 106 وغيرها)
- لم يتبع في عرضه للمسائل ترتيب معين ، فيذكر مثلا مسالة في الصفات ثم يتبعها بمسالة الإيمان ثم يعود للأولى.
- يستطرد أحيانا فيذكر مسائل في الفقه والآداب ، وذكرها غريب في هذا الكتاب انظر الصفحات : ( 72 ، 106 ، 77 ، 104 )
- أورد بعض الأحاديث والآثار الواهية.
انظر الصفحات ( 177 ، 122 ، 128 )
-مبالغة المؤلف بالإشادة بكتابه هذا مبالغة شديدة يُنتقد عليها
-حيث يقول في صفحة 100 (فمن اقر بما في هذا الكتاب وآمن به واتخذه إماما ولم يشك في حرف منه ولم يجحد حرفا واحدا فهو صاحب سنة وجماعة كامل قد كملت فيه السنة ، ومن جحد حرفا مما في هذا الكتاب ، أو شك أو وقف فهو صاحب هوى ! )
وفي صفحة 125 ( من استحل شيئا خلاف ما في هذا الكتاب ؛ فانه ليس يدين لله بدين ، وقد رده كله ، كما لو أن عبدا آمن بجميع ما قاله الله تبارك وتعالى إلا انه شك في حرف ؛ فقد رد جميع ما قاله الله تعالى ؛ وهو كافر ...)
الإحالة على الطبعة التي حققها خالد بن قاسم الردادي
----------------------
المصدر
كتاب تدوين علم العقيدة
عند أهل السنة والجماعة
مناهجه ومصنفاته
جمع ودراسة لمؤلفات أهل السنة والجماعة المطبوعة
مع تتبع للمخطوط والمفقود
(مابين عامي 301هـ - 600هـ)
تاليف
د.يوسف بن علي الطريِّف
من صفحة 112 ومابعدها