تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: هل تغير رأي الأستاذ ( أنور الجندي ) في المؤرخ ( عبدالله عنان ) ؟!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    964

    افتراضي هل تغير رأي الأستاذ ( أنور الجندي ) في المؤرخ ( عبدالله عنان ) ؟!

    بسم الله الرحمن الرحيم
    - كانت البداية عندما نشر الأستاذ المؤرخ عبدالله عنان مقالاً في جريدة " السياسة الأسبوعية " بتاريخ 7 سبتمبر 1929م بعنوان " فلسطين بين اليهود والعرب " ، زمن مأساة فلسطين واحتلالها من قِبل الإنجليز ، تمهيدًا لتسليمها لليهود ، حاول فيه أن يكون " حياديًا " " عقلانيًا " ! كما يزعم ، وكما هي وجهة الجريدة التي يكتب فيها وتتبع " حزب الأمة " الذي يمثل مدرسة تلاميذ محمد عبده ؛ مما أداه إلى مدح جهود الحركة الصهيونية ذلك الوقت ! وتحكيم العقل الموهوم في القضايا الشرعية الدينية .

    - تولت صحيفة " الفتح " للشيخ المجاهد محب الدين الخطيب – رحمه الله – الرد على مقال عنان بعدد من المقالات ، أبرزها مقال مَن رمز لنفسه بـ( ن ) – ويقال إنه شكيب أرسلان - ، وصدّرت به ( العدد 165 و 166 ) ، وعنوانه : ( هل ماكتبه عبدالله عنان في قضية فلسطين هو جهل أو تجاهل ؟ ) . وهذه صورة حلقته الأولى :
    http://www.shawati.cc/download.php?img=13645

    http://www.shawati.cc/download.php?img=13646

    http://www.shawati.cc/download.php?img=13647

    -اعتمد الأستاذ أنور الجندي – رحمه الله – على مقالات الفتح في كتابه القديم " الشعوبية في الأدب العربي الحديث " ، فأدرج عبدالله عنان ضمن دعاة الشعوبية ( ص 166 – 169 ) ، ونبه – أيضًا – إلى مجاراته لدعاة تغريب المرأة في قضاياها المطروحة في ذلك الزمن . وأيضًا ذكر هذا في كتابه " مقدمات العلوم والمناهج " ( 4 538 – 540 ) .
    وهذه صورة ماكتبه الجندي – رحمه الله - :
    http://www.shawati.cc/download.php?img=13648

    http://www.shawati.cc/download.php?img=13649

    http://www.shawati.cc/download.php?img=13650

    http://www.shawati.cc/download.php?img=13651

    http://www.shawati.cc/download.php?img=13652

    -ولكنه عاد في كتابه " مفكرون وأدباء من خلال آثارهم " ( ص 253 – 259 ) ، فكتب عن جهود عنان في التاريخ الأندلسي ، ومدحه ، وأطلق عليه : ( مؤرخنا الإسلامي الكبير ) . ولم يتعرض لنقده . وهنا صورة ما كتب :
    http://www.shawati.cc/download.php?img=13653

    http://www.shawati.cc/download.php?img=13654

    http://www.shawati.cc/download.php?img=13656

    http://www.shawati.cc/download.php?img=13657

    http://www.shawati.cc/download.php?img=13658

    -قلتُ : الذي أظنه أن الأستاذ الجندي علم بعد مرور السنين أن عبدالله عنان خاض فيما خاض فيه سابقًا عن جهل ومجاراة لمدرسة " حزب الأمة " ، وأن محور حياته الفكرية وأبحاثه ومقالاته وكتبه هي في التاريخ ( خاصة الأندلسي ) ، أما الفلتات السابقة فلا يُبنى عليها توجه معين له ، على سوئها ووجوب الرد عليها ، ولهذا أنصفه في كتابه " مفكرون وأدباء " .

    -ويشهد لهذا : ماذكره الأستاذ عنان في " مذكراته " التي طبعتها دار الهلال المصرية ، وأنتقي منها : قوله ( ص 7-8 ) : " أود أن أنوه قبل كل شيء بأن كل ما يصدر مني خلال هذه المذكرات من آراء وتعليقات، إنما يصدر مني أولاً كمصري، لم تكن له طوال حياته أي ميول أو أهواء سياسية خاصة، ولم يتصل مطلقاً بأي حزب أو أية طائفة سياسية، وقد عاش طول حياته مصرياً فقط، ينظر إلى سائر الأحداث والتقلبات بنظرته المصرية ليس غير. وثانياً كمؤرخ، ينظر إلى الحوادث ويحللها بمعياره وقوانينه التاريخية، وأنه بالرغم من اشتغاله بالصحافة فترة من الزمن لم يشأ أن يغمس قلمه قط في غمر المسائل السياسية الحزبية، وأنه حرص طول حياته على الابتعاد عن أي مؤثرات أو اتجاهات خاصة، ولبث يحمل قلمه حراً، منزها عن مثل هذه المؤثرات والاتجاهات، وهو ما كان دائماً وما يزال موضع فخره واعتزازه " .

    وقوله ( ص 12 ) : " أكتب هذه الصفحات، وهي خاتمة ما يخطه قلمي، الذي خط الكثير خلال هذه الحياة الطويلة الحافلة وأنا على استعداد في كل لحظة إلى لقاء ربي، قرير العين، مغتبط النفس بما قدمته في حياتي، إلى وطني العزيز مصر، وإلى أمتي العربية العظيمة من ثمار تفكيري وبحوثي، راجياً أن تكون للخلف خير ذخر، ولكاتبها خير ذكرى " .

    وقوله ( ص 54-55 ) : " وكنا سواء في المجتمع أو في الصحافة، نبدي أشد الإعجاب بمصطفى كمال قائد تركيا الحديثة ومنقذها، ولم نكن ندري يومئذ أن هذا الزعيم سوف يتنكر بعد ذلك، وبعد أن اشتد ساعده للإسلام والعالم الإسلامي واللغة العربية لغة القرآن ، ويعمل جاهداً لمقاومة تراث الإسلام والعربية في تركيا، ويُصدر مختلف القوانين للحد من آثاره، ويأمر بإلغاء معظم الكلمات والأصول العربية التي استعارتها اللغة التركية واستبدالها بكلمات أوربية حيثما اتفق، وإلغاء الكتابة العربية للغة التركية، واستبدالها بحروف لاتينية، وإلغاء الأذان بالعربية، ثم إلغاء الشريعة الإسلامية، التي كانت تقوم في تركيا مدى عصور على أساس الفقه الحنفي، واستبدالها بتشريعات أوربية حديثة، ألغيت فيها سائر الاعتبارات الدينية، وسمح بمقتضاها للمرأة التركية المسلمة أن تتزوج بنصراني، بل لقد ذهبت العصبية الكمالية فيما بعد إلى محاولة إلغاء الصلاة الإسلامية كلية، واستبدالها بصلاة الوقوف بالأحذية في المسجد، ومتابعة الموسيقى على نحو ما يتبع في الكنيسة النصرانية، لولا ما أثارته هذه المحاولة الجريئة من السخط في سائر أنحاء العالم الإسلامي. والخلاصة أن الحركة الكمالية التي حيوناها في البداية بفيض حبنا وإعجابنا، انتهت بمختلف المحاولات إلى فصل تركيا عن العالم الإسلامي، ومخاصمة سائر الأمم الإسلامية، ومحاولة الاندماج في العالم الأوربي النصراني " .

    قلت : رحم الله الأستاذين " الخطيب والجندي " ، وجزاهما خير الجزاء عن جهادهما ، ودفاعهما عن الإسلام وقضاياه ، في زمن التيارات والأمواج العاتية التي مرت بالأمة ؛ حيث أصبحت كتاباتهما عن الشخصيات والأحزاب التي ماجت بها أرض الإسلام منارة للسائلين ، وعفى الله عن الأستاذ عنان خوضه وفلتاته ، التي لم يتبقَ منها إلا جهوده التاريخية النافعة ، والله الهادي .

    - للفائدة : كتب الأستاذ عنان مقالاً في مجلة " الرسالة " شنّع فيه على أتاتورك وأنصاره بعنوان ( حرب منظمة يُشهرها الكماليون على الإسلام ) إلا أنه عمم الإساءة على جميع الأتراك ! فقال : ( إن الإسلام أقوى وأرسخ من أن يتأثر بمثل هذه الثورات العصبية الطارئة ... – إلى أن قال – ولن يضير الإسلام أن يُسقط من عداده تركيا الكمالية ، وإذا كان الإسلام لم يعتز قط بتركيا يوم كانت دولة قوية شامخة ، فكيف يحاول اليوم أن يعتز بهذه البقية الضئيلة من تركيات القديمة ؟ ) . فآذت هذه العبارة التي تحتها خط الشيخ مصطفى صبري – رحمه الله - ؛ فجعلها مدخلاً لكتابه الشهير " موقف العقل .. " قائلاً ( 1 / 71 – 72 ) : ( إن لهذا الكتاب المعروض على نظر القارئ قصة تستحق الذكر هنا ، وهي أني كنت قرأت مقالة نشرتها مجلة الرسالة قبل أكثر من عشر سنوات للأستاذ محمد عبدالله عنان ... ) إلخ رده على عنان في مقالته السابقة وفيما ذكره في كتابه " مصر الإسلامية " عن الأتراك . ( موقف العقل .. ، 1 / 71 – 102 ) .

    - لعل الأستاذ محمد مبروك – الكاتب معنا في الألوكة - يُفيد بما عنده ، بحكم تخصصه في تراث الأستاذ الجندي ، فهو يحضر رسالة دكتوراة عنه .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,444

    افتراضي رد: هل تغير رأي الأستاذ ( أنور الجندي ) في المؤرخ ( عبدالله عنان ) ؟!

    الأمر أسهل من ذلك يا سيدنا..

    وعبد الله عنان مؤرخ بارع لا يُشق له غبار وهو من أجل علماء القرن المنصرم..وليس في الأمر تغير..بل رد أنور الجندي باطل عنان..أما مقام عنان وعلمه فلا يُسقطه هذا الخطأ فلا جرم أقر به الأستاذ أنور..

    بارك الله فيكم..
    اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وأصلح لنا شأننا كله ..

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    587

    افتراضي رد: هل تغير رأي الأستاذ ( أنور الجندي ) في المؤرخ ( عبدالله عنان ) ؟!

    وفقكم الله يا شيخ سليمان...
    وزادكم من فضله
    على الزعازع والأهوال والباسِ***لو مادت الأرض يبقى الشامخ الراسي
    ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    964

    افتراضي رد: هل تغير رأي الأستاذ ( أنور الجندي ) في المؤرخ ( عبدالله عنان ) ؟!

    الأخ الكريم : أبافهر : وبارك فيكم ..
    قولكم : " وهو من أجل علماء القرن المنصرم " !
    عالم بالتأريخ - الأندلسي خاصة - : نعم .
    غيرها .. تحتاج بينة .
    وأنت - كما عهدتك - أبو البينات ..

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,444

    افتراضي رد: هل تغير رأي الأستاذ ( أنور الجندي ) في المؤرخ ( عبدالله عنان ) ؟!

    يا سيدنا يقال للرجل عالم وكفى ..أما في ماذا = فبحث خاص..

    والشيخ الألباني من أجل علماء القرن المنصرم..وهو في بعض العلوم من عامة الطلبة وليس عالماً وعلى هذا فقس..

    أما بالتاريخ الأندلسي فقط..فهذا خطأ وكتب الرجل أوسع من التاريخ الأندلسي بل له دراسات رائعة حول التاريخ المصري..وغيره ككتابه في الجمعيات السرية ..
    اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وأصلح لنا شأننا كله ..

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    964

    افتراضي رد: هل تغير رأي الأستاذ ( أنور الجندي ) في المؤرخ ( عبدالله عنان ) ؟!

    الأخ الكريم : العطاب : آمين ، ولكم بمثل ، نفع الله بجهودكم ..

  7. #7

    افتراضي رد: هل تغير رأي الأستاذ ( أنور الجندي ) في المؤرخ ( عبدالله عنان ) ؟!

    أحسنت أيها الشيخ الجليل الداناج النطس ، ما حللت لك مقالاً إلا وقرت عيني و سر لبي ، وما مجت أذني كلمك ولا رفضته قريحتي بل إني أسر غاية السرور لاسيما في تلك المقالات التي تسلك فيها مسلك السلف في جرح أهل الكذب والسفاهة والهراء وتعديل أهل الصدق والعلم ممن لهم السبق في مضمار الخير ودروبه .
    قناة روح الكتب على التيليجرام فوائد متجددة
    https://telegram.me/Qra2t

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    80

    افتراضي رد: هل تغير رأي الأستاذ ( أنور الجندي ) في المؤرخ ( عبدالله عنان ) ؟!

    بارك الله فيكم
    الذي تغير هو محمد عبد الله عنان!!!
    لدي مجموعة من الحقائق تجيب عن تساؤلكم
    1- الحقيقة الأولى التي أبدأ بالإشارة إليهاهي أن الأستاذ أنور الجندي مر بمراحل فكرية متعددة تغيرت لديه عدد من المفاهيم وتكشفت لديه حقيقة كثير من الأعلام كانوا ملء السمع والبصر لفترة طويلة من القرن العشرين.
    وقد أشار إلى ذلك في كتابه "شهادة العصر التاريخ" حيث ذكر أنه تغيرت لديه الكثير من المسلمات ووضحت الرؤية أمامه بمرور السنين يقول الجندي:
    (...فقد وقعت أخطاء كثيرة حول بعض الشخصيات التي كنّا نقيّمها في ظل المسلمات الضالة التي كانت مطروحة في ساحة الفكر الإسلامي والتي كان علينا من بعد تصحيحها وكشف زيفها ، وكذلك شاركنا مع إخوة أبرار في تعرية هذه الزيوف من ذلك الموقف مع الدولة العثمانية والخلافة الإسلامية والسلطان عبد الحميد وجلينا الموقف المضبب حول مدحت ومصطفى كمال أتاتورك ومفهوم القومية العربية الذي طرحه أمثال ساطع الحصري وميشيل عفلق ومن مفاهيم الإقليمية المصرية التي طرحها سعد زغلول والأحزاب السياسية ومن بعض الشخصيات اللامعة .
    وفي هذه المرحلة كانت لنا أخطاء في متابعة التيار الغالب سواء في فهم الشخصيات التاريخية (أمثال السلطان عبد الحميد أو مدحت ، أو الشخصيات المعاصرة) (أمثال غاندي ونهرو) أو بالنسبة لأناس عرفناهم من أهل العصر (أمثال سعد زغلول ولطفي السيد) أم من العاملين في الصحافة وممن أسدوا
    إلينا بعض الخدمات (أمثال زكي عبد القادر ومصطفى أمين) فقد اختلفت الوجهة .)
    ثم يشير إلى حقيقة يتغافل عنها عدد من الكتاب وهي التراجع عن الخطأ بعدما تبين الصواب "على الكاتب المسلم أن يكشف ما أخطأ فيه إذا تبين له وجه الحق ،ولقد كانت هناك جوانب من التاريخ خفيت علينا زمناً ، ومن ثم فقد ضللنا الطريق بالنسبة لمجموعة من الأعلام فكتبنا عنهم سواء في موسوعة (الأعلام الألف) أو في مؤلفات أخرى . جاء الخطأ من نقص في المعلومات التي كانت بين أيدينا والتي كان النفوذ الأجنبي قد قدمها إلينا سواء في مناهج الدراسة أو في الثقافة وكانت أخطر ما هنالك كان خفي عنا من مخططات الشعوبية أو الماسونية أو بروتوكولات صهيون .
    وهذه بعض الأخطاء التي تنبه إليها الأستاذ أنور الجندي تجاه شخصيات بعينها لعبت الشهرة وعدم التوثيق الصحيح لحيوات هؤلاء بالإضافة إلى عوامل أخرى على نشر تلك الصورة المغلوطة عن مشاهير ظلموا وشوه تاريخهم أو طمس بغير وجه حق أو نالوا شهرة ليسوا جديرين بها :
    أولاً : كان الخطأ في تقدير شخصية السلطان عبد الحميد وما أثير حوله
    من شبهات ولم تكن الصفحة الخاصة بموقفه من اليهودية العالمية قد كشفت به وخاصة ما يتعلق بالاتصالات التي جرت بينه وبين هرتزل .
    ثانياً : ما يتصل بالعصر التركي الذي جاء بعد السلطان عبد الحميد وهو عصر الاتحاديين ودورهم الخطير في التسليم للصهيونية العالمية وإسقاط عبد الحميد وتقسيم طرابلس (الغرب) وإدخال الدولة العثمانية في الحرب العالمية دون وجه من وجوه الحاجة إلى ذلك .
    ثالثاً : ما يتصل بالدور الذي قام به مصطفى كمال أتاتورك مكملاً لدور الاتحاديين وإسقاطه للخلافة الإسلامية وإلغائه للحروف العربية والشريعة الإسلامية .
    وقد أثر هذا كله على عدة شخصيات : منها بعد شخصية السلطان
    عبد الحميد شخصية (مدحت) الذي كان على رأس مخططات الماسونية وكنا نظن كما كان يطلقون عليه (أبي الأحرار) .
    رابعاً : ما يتصل بأعلامنا في الأدب والفكر الذين تابعوا التغريب
    والنفوذ الأجنبي وكل ما يتصل بما قدموه من سموم وفي مقدمة هؤلاء طه
    حسين وسلامة موسى وعلي عبد الرزاق ومحمود عزمي .
    ومن هنا كانت شخصيات فرويد ، وماركس ودوركايم من الشخصيات الموصومة التي كانت داخل إطار المؤامرة التلمودية الصهيونية لإفساد مفاهيمنا الإسلامية .
    خامساً : ما يتصل بإحياء الفكر الوثني اليوناني والفكر الشعوبي الشرقي وإحياء أمثال الحلاج وابن عربي والسهروردي ، وأبي نواس وبشار وغيرهم وكذلك شخصيات ابن المقفع وإخوان الصفا .
    سادساً : ما يتصل بالتاريخ الوطني والقومي والشخصيات التي أعطيت مزيداً من الشهرة والبطولة الكاذبة أمثال سعد زغلول ، لطفي السيد ، قاسم أمين .
    سابعاً : الشخصيات التي كانت من وجهة نظر السياسة الحزبية والنظرة الوطنية ذات أهمية بينما هي في موازين الإسلام لا تعد شيئاً من أمثال :
    طلعت حرب الذي كان ضالعاً في طريق النظام الربوي أو مختار الذي كان يعمل في مجال التماثيل .
    ثامناً : كل ما يتصل بالشخصيات الفرعونية والجاهلية أمثال أخناتون ورمسيس والإسكندر وتوت عنخ آمون .
    تاسعاً : الشخصيات التي خدعت المسلمين في بلادها واغتصبت منها حركة النهضة أمثال غاندي في الهند والدور الذي قام به في سلب زعامة المسلمين للحركة الوطنية .
    عاشراً : شخصيات أعطاها التغريب والماركسية قدراً أكبر من مكانها وحقها ، وذلك تحليل آثارها التي لم يكن في طريق المفهوم الإسلامي أمثال رفاعة الطهطاوي والكواكبي .
    حادي عشر : شخصيات أخذت طابع البطولة الوطنية بينما لم يكونوا إلا أعداء للإسلام ومحاربين له أمثال سوكارنو ، عبد الناصر ، ميشيل عفلق .
    ثاني عشر : شخصيات كان لها دور عظيم في مجال العالم الإسلامي والحضارة الإسلامية سواء في مجال الطب أو الكيمياء ولكنهم كانوا في مجال الفلسفة معارضين للمفهوم الإسلامي أو خاضعين لمفهوم الفكر الباطني والإغريقي وتوابع له ، أمثال ابن سينا والفارابي وابن رشد والكندي .
    ثالث عشر : أسماء لمعت في مجال الصحافة وكانت في خدمة النفوذ الأجنبي أمثال شبلي شميل وفرح أنطون وجبرائيل نقلا وأنطون الجميل
    وجرجي زيدان ويعقوب صروف .
    ونحن نأسف كثيراً لما كتبناه عن السلطان عبد الحميد قبل أن نتبين دوره الحقيقي وقد وضعناه مرة في صف الطغاة ومرة في صف المستبدين ولم يكن
    من ذلك من شيء .
    كما نأسف لما التمسناه من إعجاب بشخصيات غربية ضالة لها أسماء
    لامعة ، ولكنها لم تكن إلا شطائر الصهيونية التلمودية والماسونية أمثال فرويد وداروين ، وكرومويل ، ونهرو ، ومنزيني ، ومارتن لوثر ، وسافونارولا (وقد جاء ذلك في كتابنا "الأعلام الألف") .
    ويرجع هذا كله أساساً إلى المرحلة المضطربة التي جرفتنا قبل أن نتنبه
    إلى تطبيق مفهوم الإسلام الصحيح في مجال التاريخ والتراجم ) (كتاب شهادة العصر والتاريخ)
    الحقيقة الثانية: تراجع بعض الكتاب عن آرائهم
    عدد من الكتاب تراجع عن بعض آرائه بعدما سار في دروب التغريب والفلسفات والمناهج الغربية حينا من الدهر ومنهم الدكتور محمد حسين هيكل والدكتور منصور فهمي ومحمد عبد الله عنان فهؤلاء وغيرهم كانوا قد التمسوا العلم في أوروبا وظنوا في بادئ الأمر أن الغرب لديه الحلول السحرية للأزمة التي كان يعاني منها العالم العربي في تلك الفترة ونادوا بحلول تبتعد تماما عن المنهج الإسلامي لكن سرعان ما تكشفت لهم الحقيقة فعادوا مسرعين إلى المنهج الإسلامي وابتعدوا عما كانوا ينادون به من أفكار أو نظريات لا تتوافق والفكر الإسلامي لذا كان من الطبيعي أن تجد رأيين مختلفين للأستاذ أنور الجندي في شخص واحد وقد امتدح أنور الجندي هذا المسلك من هؤلاء الكتاب والمفكرين الذين تراجعوا عن أفكارهم وغيروا من آرائهم وذكر ذلك في أكثر من موضع منها "موسوعة مقدمات العلوم والمناهج"
    وتناول مراجعات محمد حسين هيكل ومنصور فهمي وزكي مبارك وغيرهم فيما سماه (مرحلة الانتقاض على حركة التغريب).ص402
    وهنا نأتي إلى قضية جديدة كل الجدة وهي الصهيونية وموقف المفكرين المصريين منها :
    فالصهيونية لم تكن تعد في نظر البعض خطر في ذلك الوقت ا-كما هو حادث الآن- لذا كانت هناك أصوات عربية تقف مع الدعوة لتعايش اليهود مع الفلسطينيين في وطن وواحد وهذه وجهة نظر تبناها أحد اليهود ودعا إليها في أوساط المفكرين العرب الذين تحمسوا لهذه النظرية.
    فقد كان هناك من المفكرين اليهود الداعين إلى إقامة وطن لليهود مع الشعب الفلسطيني دون أن يكون هناك أي عدوان على حقوق الفلسطينيين وقد تبنى اليهودي ماجنس الذي كان يؤمن بضرورة قيام كياني سياسي لليهود في فلسطين باتفاق مع العرب يأخذ شكل دولة ثنائية الهوية ، يهودية عربية...وهو ما جعله
    يختلف مع أتباع الصهيونية السياسية في فلسطين من أمثال دافيد بن جوريون. وفي خضم هذا الاختلاف عمل ماجنس على تأسيس الجامعة العبرية كصرح ومنبر للمطالبين بحل يأخذ مصالح الفلسطينيين واليهود بعين الاعتبار...وقد أخذ الاختلاف داخل الحركة الصهيونية في فلسطين مأخذ الجد عند بعض رجال الفكر والسياسة في مصر...فكان أحمد لطفي السيد وعد من أتباعه من أمثال طه حسين والأستاذ محمد عبد الله عنان وغيرهم على وعي ومعرفة بالخلافات الصهيونية وكان من رأيهم دعم أفكار ماجنس الداعية لحل توافقي يهودي عربي...وبالفعل ذهب وفد من مصري وشارك في افتتاح الجامعة العبرية عام 1925 شارك فيه الأستاذ أحمد لطفي السيد و طه حسين...وبعد عودتهما تابع طه حسين عن طريق تلميذه إسرائيل ولفنسون الذي كان قد درس في دار العلوم وقدم رسالة الدكتوراه تحت إشراف طه حسين...ثم انتقل للعمل في الجامعة العبرية وكان كثير ما يتواصل مع طه حسين وغيره من زملاء دراسته في القاهرة ...وتوالت زيارات بعض المفكرين المصريين الى فلسطين كنوع من دعم الجناح الصهيوني الثقافي والحل القائم على دوله لشعبين فزار الأستاذ المؤرخ والصحفي محمد عبد الله عنان فلسطين وكتب عدة مقالات بعد عودته في جريدة السياسة الأسبوعية عن انطباعاته عن تل أبيب وانبهاره بحركة التعمير والحداثة التي جلبها يهود أوربا إلى فلسطين....وكانت السياسة من أوسع الجرائد المصرية انتشارا وكان يترأس تحريرها محمد حسين هيكل...وفي ذات الوقت زار أيضا توفيق الحكيم المدن اليهودية الحديثة في فلسطين... محمد
    حسين هيكل سمح لرئيس تحرير جريده هاارتس الصهيونية بنشر بعض المقالات لتوضيح وجهة
    نظر الصهيونية السياسية.
    هكذا تبدو ملامح الصورة تتضح فالذي كتبه محمد عبدالله عنان وانتقده بشده أنور الجندي بشدة كانت هي تلك الكتابات التي تبنى فيها محمد عبد الله عنان تلك النظرية التي ظهر من بعد فسادها وأن الصهيونية ما هي إلا حركة استعمارية جديدة زرعت لتكون يدا للغرب في قلب العالم العربي والإسلامي وقد تنبه الكثيرون ممن كانوا يتبنون التسامح مع الصهيونية في بدايتها ورجعوا إلى الدفاع عن العروبة والإسلام في مواجهة الصهيونية.
    الحقيقة الثالثة :
    أن كتاب أنور الجندي مفكرون وأدباء من خلال آثارهم " هذا الكتاب قد صدر في عام1967م وهذا التاريخ يعد نهاية مرحلة الكتابات الأدبية والتوجه الكامل إلى الكتابة في الإسلاميات وتجريد القلم لتصحيح المفاهيم وكشف الشبهات وتصحيح الأخطاء وبيان حقيقة القمم والشوامخ وهي المرحلة التي سيعرف فيها أنور الجندي بكتاباته الغزيرة في مجال الفكر الإسلامي ومن خلال النظرة الإسلامية الجامعة بعد أن ظل عقدين من الزمن يشتغل بالتأريخ الأدبي والاجتماعي والصحافي لمصر والعالم العربي خلال مائة سنة بدءا من 1845حتى1945 وظهرت له في خلال هذه المرحلة موسوعته الأدبية الضخمة معالم الأدب العربي المعاصر وكثير من الكتابات وهو يشير إلى ذلك في بداية هذا الكتاب- مفكرون وأدباء من خلال آثارهم- فقد كان هذا الكتاب أول عمل بعد الموسوعة وقبل التوجه إلى الكتابات الإسلامية كما قلت سابقا. فهناك في الكتاب بعض الأمور احتاجت إلى المراجعة من أنور الجندي وقد قام بذلك فيما بعد كما أشرت في الحقيقة الأولى في بدء حديثي.
    وعلى الرغم مما يحويه هذا الكتاب من متعة أدبية وحقائق جديد عن عدد من الكتاب والمفكرين إلا أن عيبا كبيرا يشوبه فالكتاب يقوم منهجه على تناول عمل واحد للكاتب أو المفكر وفي هذا قصور في الرؤية الشاملة لفكر الكاتب أو الأديب المتحدث عنه ففي هذاالكتاب نجد أنور الجندي تناول مجموعة من الكتاب والأدباء من خلال عمل واحد يرى أنه الأبرز واختصه بالحديث دون أن يربط أو يتتبع المراحل الفكرية لهؤلاء الكتاب والأدباء وشاهد على ذلك فصول الكتاب فنجده اختار كتاب تاريخ الأندلس لمحمد عبد الله عنان دون أن يتحدث عن باقي مؤلفاته وهكذا كل علم من الأعلام تجد أنور الجندي قد تناوله من خلال كتاب أو عمل أدبي واحد وإليك بعضا من عناوين تلك الفصول لتتبين لكم الصورة عن طبيعة هذا الكتاب والمنهج الذي سار عليه أنور الجندي في فصوله :
    عمر الدسوقى - تطور الأدب العربي.........125
    كامل السوافيرى - شعر فلسطين.........177
    كامل كيلانى - أدب الطفل العربي.........185
    محب الدين الخطيب - مجلة الفتح.........193
    الدكتور محمد صبري - دراسات الشعر العربي المجهول.........207
    محمد صبيح - دراسة القومية والتاريخ العربي.........225
    محمد عبد الغنى حسن - أدب التراجم والترجمة.........233
    محمد على دبوز - كتابة تاريخ المغرب الكبير.........247
    محمد عبد الله عنان - الإسلام والأندلس.........253
    الدكتور محمد محمد حسين - تطور الأدب.........261
    الدكتور مصطفى الحفناوى - تاريخ قناة السويس.........267
    هلال ناجى - الزهاوى وديوانه المفقود.........273
    وديع فلسطين - قضايا الفكر العربي.........281
    الدكتور يوسف عز الدين - الأديب العربي والثورة.........289

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    964

    افتراضي رد: هل تغير رأي الأستاذ ( أنور الجندي ) في المؤرخ ( عبدالله عنان ) ؟!

    - أخانا الكريم الطيب : أباالطيب : بارك الله فيكم ، وأشكر حسن ظنكم ، وأستفيد من أمثالكم ..

    -أستاذنا القدير : محمد : بارك الله في قلمكم وتوضيحكم وفوائدكم .. وننتظر رسالتكم التي أتمنى أن تعتنوا بطباعتها ؛ لأن كثيرًا من دور النشر ستهتم بها - إن شاء الله - .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    80

    افتراضي رد: هل تغير رأي الأستاذ ( أنور الجندي ) في المؤرخ ( عبدالله عنان ) ؟!

    كتب الأستاذ أنور الجندي تحت عنوان محمد عبد الله عنان : التاريخ المدفون
    "محمد عبد الله عنان واحد من مؤرخينا الذين غطت دراساتهم مرحلة ضخمة هامة من تاريخنا العربي والإسلامي وفق الإسلوب العلمي الحديث ، وقد عني يتاريخ العرب ومعارك الإسلام وتاريخ مصر كما عني بدراسة جوانب متعددة من التاريخ العالمي الذي لم يكن معروفا في أدبنا العربي....."
    وقد ذكر الأستاذ أنور الجندي -رحمه الله- أن محمد عبد الله عنان قد تأثر بالموجة التغريبية التي تعرضت لها مصر والدول العربية في الفترة من1930-1940-يقول أنور الجندي:
    ومحمدعبد الله عنان المؤرخ الذي دعا إلى القومية المصرية وكان متحمسا لها حتى وصف بأنه أبرز دعاتها الذين أقاموا دعوتهم على أساس الإشادة بأمجاد مصر التاريخية ، كان إلى ذلك كاتبا سياسيا وصحافيا بارزا عمل مع هيكل والمازني وطه حسين في السياسة اليومية والأسبوعية وترجم من الفرنسية رسالة ابن خلدون التي قدمها طه حسين أطروحة للدكتوراة في جامعة باريس- السربون-..."
    ....ولاشك-الكلام للاستاذ أنور الجندي- أن عنان كان واقعا تحت تأثير الموجة التغريبية الضخمة التي مرت بالبلاد العربية في هذه الفترة 1930/1940-والتي حمل لواءها هيكل في السياسة الأسبوعية وسلامة موسى في المجلة الجديدة ، وكانت تهدف إلى بعث الدعوة إلى الفرعونية في مصر والأشورية في العراق والبربرية في المغرب وتغليب اللهجات المحلية على اللغة العربية الفصحى.."
    (موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر في المجلد الخاص بالنثر العربي المعاصر ص560 وما بعدها)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •