تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: حديث "اختلاف أمتي رحمة".. أقوال علماء الاسلام ..

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    176

    Lightbulb حديث "اختلاف أمتي رحمة".. أقوال علماء الاسلام ..


    رقـم الفتوى : 7158
    عنوان الفتوى : أقوال العلماء في حديث "اختلاف أمتي رحمة"
    تاريخ الفتوى : 06 ذو الحجة 1421 / 02-03-2001


    السؤال

    1
    -أبي يكنز الأموال في مكان غير معروف ولا يرينا شيئا من هذه الأموال فما حكمه ؟
    2- ما صحه الحديث الذي يقول اختلاف أمتي رحمة؟

    الفتوى

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

    فلا يلزم الأب شرعاً أن يخبر أبناءه عن ماله، أو محل اكتنازه، والأمر في ذلك راجع إليه حسب ما يراه مناسباً لمصلحته.

    ولا ينبغي لأولاده الإلحاح عليه في ذلك، وإنما الذي يلزمه أن ينفق على أولاده بالمعروف، ما داموا ممن يستحقون النفقة، ويلزمه أيضاً أن يحرر وصية يبين فيها مكان ماله، وما له عند الآخرين، وما عليه، حتى إذا قدر الله عليه الموت اهتدى ورثته إلى ماله، وعرفوا ما لهم وما عليهم.
    والله أعلم.

    وأما حديث: "اختلاف أمتي رحمة"، فهو حديث موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    قال الألباني في السلسلة الضعيفة في حديث رقم 57:

    لا أصل له وقد جهد المحدثون في أن يقفوا له على سند، فلم يوفقوا حتى قال السيوطي في الجامع الصغير:
    ولعله خرّج في بعض كتب الحفاظ التي لم تصل إلينا.

    وهذا بعيد عندي إذ يلزم منه أنه ضاع على الأمة بعض أحاديثه صلى الله عليه وسلم، وهذا مما لا يليق بمسلم اعتقاده.

    ونقل المناوي عن السبكي أنه قال:
    "ليس بمعروف عند المحدثين،
    ولم أقف له على سند صحيح، ولا ضعيف، ولا موضوع.

    وأقره الشيخ زكريا الأنصاري في تعليقه على تفسير البيضاوي. انتهى.

    وقال فيه ابن حزم: باطل مكذوب.

    وهذه العبارة قد أوردها كثير من العلماء والأئمة في كلامهم عن الاختلاف،
    وقد يشكل معناها خصوصاً مع تضافر نصوص الكتاب والسنة على ذم الاختلاف،
    وقد وفق بين ذلك ابن حزم في (الإحكام في أصول الأحكام)،



    فقال بعد ذكر هذه العبارة
    :

    وهذا من أفسد قول يكون، لأنه لو كان الاختلاف رحمة لكان الاتفاق سخطاً، وهذا مما لا يقوله مسلم،
    لأنه ليس إلا اتفاق أو اختلاف، وليس إلا رحمة أو سخط.. إلى أن قال بعد سرد الأدلة على ذم الاختلاف،

    فإن قيل: إن الصحابة قد اختلفوا وهم أفاضل الناس ـ أفيلحقهم الذم المذكور؟.

    قيل: كلا، ما يلحق أولئك شيء من هذا، لأن كل امرئٍ منهم تحرى سبيل الله، ووجهته الحق،
    فالمخطئ منهم مأجور أجراً واحداً لنيته الجميلة في إرادة الخير، وقد رفع عنهم الإثم في خطئهم، لأنهم لم يتعمدوه،
    ولا قصدوه، ولا استهانوا بطلبهم، والمصيب منهم مأجور أجرين،
    وهكذا كل مسلم إلى يوم القيامة فيما خفي عليه من الدين ولم يبلغه،

    وإنما الذم المذكور، والوعيد المنصوص لمن ترك التعلق بحبل الله:
    وهو القرآن،
    وكلام النبي صلى الله عليه وسلم بعد بلوغ النص إليه،
    وقيام الحجة عليه، وتعلق بفلان بفلان مقلداً عامداً للاختلاف، داعياً إلى عصبية، وحمية الجاهلية، قاصداً للفرقة،


    متحريا في دعواه برد القرآن والسنة إليها، فإن وافقها النص أخذ به،
    وإن خالفها تعلق بجاهلية، وترك القرآن وكلام النبي صلى الله عليه وسلم، فهؤلاء هم المختلفون المذمومون.

    وطبقة أخرى وهم قوم بلغت بهم رقة الدين وقلة التقوى إلى طلب
    ما وافق أهواءهم في قولة كل قائل، فهم يأخذون ما كان رخصة في قول كل عامل، مقلدين
    له غير طالبين ما أوجبه النص عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم. انتهى.


    والله أعلم.

    المصدر :
    الشبكة الإسلامية ـ إسلام ويب


    المفتـــي: مركز الفتوى

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    176

    افتراضي رد: حديث "اختلاف أمتي رحمة".. أقوال علماء الاسلام ..

    بسم الله الرحمن الرحيم

    - السؤال:
    ما هو صحة حديث الرسول صلى اله عليه وسلم بقوله : خلاف أمتي رحمة . ؟

    الجواب:

    حديث : ((اختلاف أمتي رحمة)) باطل لا أصل له ..

    قال الشيخ الألباني -رحمهُ اللهُ- في مقدمة كتابه العظيم"صفة صلاة النبي -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- " :

    " 1 - قال بعضهم : لا شك أن الرجوع إلى هدي نبينا صلى الله عليه وسلم في شؤون ديننا أمر واجب لا سيما فيما
    كان منها عبادة محضة لا مجال للرأي والاجتهاد فيها لأنها توقيفية كالصلاة مثلاً،
    ولكننا لا نكاد نسمع أحداً من المشايخ المقلدين يأمر بذلك بل نجدهم يقرون الاختلاف ويزعمون أنها توسعة
    على الأمة ويحتجون على ذلك بحديث -

    طالما كرروه في مثل هذه المناسبة رادين به على أنصار السنة - :

    ( اختلاف أمتي رحمة ) فيبدو لنا أن هذا الحديث يخالف المنهج الذي تدعو إليه وألفت كتابك هذا وغيره عليه فما قولك في هذا الحديث؟

    والجواب من وجهين :

    الأول : أن الحديث لا يصح بل هو باطل لا أصل له قال العلامة السبكي : ( لم أقف له على سند صحيح ولا ضعيف ولا موضوع ) .

    قلت : وإنما روي بلفظ : ( . . . اختلاف أصحابي لكم رحمة ) . و( أصحابي كالنجوم فبأيهم اقتديتم اهتديتم ) .

    وكلاهما لا يصح : الأول واه جدا والآخر موضوع وقد حققت القول في ذلك كله في ( سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ) ( رقم 58 و59 و61 ) .

    الثاني : أن الحديث مع ضعفه مخالف للقرآن الكريم فإن الآيات الواردة فيه -
    في النهي عن الاختلاف في الدين والأمر بالاتفاق فيه - أشهر من أن تذكر ولكن لا بأس من أن نسوق
    بعضها على سبيل المثال قال تعالى : ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم [ الأنفال 46 ] .

    وقال : ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون [ الروم 31 - 32 ] .

    وقال : ولا يزالون مختلفين . إلا من رحم ربك [ هود 118 - 119 ] فإذا كان من رحم ربك لا يختلفون
    وإنما يختلف أهل الباطل فكيف يعقل أن يكون الاختلاف رحمة ؟

    فثبت أن هذا الحديث لا يصح لا سنداً ولا متناً وحينئذ يتبين بوضوح أنه لا يجوز اتخاذه شبهة
    للتوقف عن العمل بالكتاب والسنة الذي أمر به الأئمة .

    موقع الشيخ أبى عمر العتيبى

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    176

    افتراضي رد: حديث "اختلاف أمتي رحمة".. أقوال علماء الاسلام ..

    العنوان هل اختلاف الأمة رحمة؟
    التاريخ 16/6/1425هـ



    السؤال
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    كثر الحديث بين الخطباء والمحدثين بأن اختلاف الأمة رحمة، واختلاف العلماء والفقهاء
    رحمة لأمة محمد -عليه الصلاة والسلام-، والسؤال هو: كيف يستقيم ذلك إن كان الإسلام
    يدعو دائماً للوحدة ونبذ الاختلاف؟،
    كما أن الفطرة تبين لكل ذي لب بأن الاختلاف ليس دائماً ممدوحاً ومفيداً،
    فما الموقف الصحيح في هذه المسألة من حيث الشرع والدين والفتيا واتباع الحق؟
    وفقنا الله وإياكم للطريق المستقيم، وجعلنا وإياكم من عباده الصالحين، والحمد لله رب العالمين.




    الجواب


    بسم الله الرحمن الرحيم
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.


    هذه المسألة مهمة، فإن مسألة اختلاف الأمة وكونه رحمة،

    قد وردت في حديث غير ثابت،
    رواه البيهقي بسند منقطع عن ابن عباس – رضي الله عنهما- بلفظ:


    قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "مهما أوتيتم من كتاب الله فالعمل به،
    لا عذر لأحدكم في تركه، فإن لم يكن في كتاب الله، فسنة مني ماضية، فإن لم يكن سنة مني ماضية،
    فما قال أصحابي، إن أصحابي بمنزلة النجوم في السماء، فأيها أخذتم به اهتديتم، واختلاف أصحابي لكم رحمة"
    وخرجه الألباني في الضعيفة(59) وقال: إنه موضوع.


    وكذلك أورد هذا الحديث ابن الحاجب بلفظ: "اختلاف أمتي رحمة"،

    وكذلك الملا علي القاري الذي قال: إن السيوطي قال: أخرجه نصر المقدسي في الحجة،
    والبيهقي في الرسالة بغير سند، ورواه القاضي حسين، وإمام الحرمين وغيرهم،
    ولعله خُرج في بعض كتب الحفاظ التي لم تصل إلينا،

    ونقل السيوطي عن عمر بن عبد العزيز أنه كان يقول:

    "ما سرني أن أصحاب النبي محمد – صلى الله عليه وسلم-
    لم يختلفوا؛ لأنهم لو لم يختلفوا لم تكن رخصة"،
    وكذلك أخرج الخطيب أن هارون الرشيد قال لمالك بن أنس:

    يا أبا عبد الله نكتب هذا الكتاب – يعني الموطأ-، ونحمل الناس عليه،
    ونفرقه في آفاق الإسلام لنحمل عليه الأمة، فقال يا أمير المؤمنين:
    إن اختلاف العلماء رحمة من الله –تعالى-
    على
    هذه الأمة، كل يتبع ما صح عنده، وكلهم على هدى، وكل يريد الله –تعالى-.فهذه الأقوال تدل على أن حديث:

    "اختلاف الأمة رحمة" ليس ثابتاً، ولكن مع ذلك هناك ما يدل على أن المسألة لها أصل،
    فكلام عمر بن عبد العزيز، وكلام مالك – رحمهما الله تعالى- يدل على أن المسألة لها أصل،
    ومعنى ذلك: أن الاختلاف الحميد الذي تكون له أسباب وجيهة من دلالات الألفاظ،
    ومن معقول النص، هي اختلافات حميدة وسائغة، ولهذا سماها ابن القيم – رحمه الله-: الخلاف السائغ بين أهل الحق،
    فهذا النوع من الاختلاف لا حرج فيه،
    ويجب على المسلم أن يوسع صدره لتلك الحكمة التي كتبها العالم يوصى بها ابنه:

    اعرف الخلاف يتسع صدرك، فإذا عرف اختلاف العلماء ،
    وأسباب هذا الاختلاف لوجود دلالات الألفاظ المختلفة، ولوجود مسائل معقول النص،

    فالاختلاف في الاجتهاد -كما يقول ابن القيم – رحمه الله- إذا لم يكن في المسألة سنة ولا إجماع،
    وللاجتهاد فيها مساغ لم ينكر على من عمل به مجتهداً ومقلداً،
    ويقول العز بن عبد السلام:
    من أتى شيئاً مختلفاً في تحريمه اعتقد تحليله، فلا ينكر عليه إلا أن يكون قول المحلل ضعيفاً جداً.


    إذاً الاختلاف بهذه المثابة يكون توسعة على الناس في الفروع،
    فمن عمل بشيء من أقوال العلماء في ذلك يكون إن شاء الله مصيباً،
    وحتى لو كان مخطئاً فإنه معفو عنه، ومن اجتهد فأصاب فله أجران، ومن اجتهد وأخطأ فله أجر كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري(7352)،
    ومسلم(1716)

    عن عمرو بن العاص –رضي الله عنه-، فحينئذ لا ينكر هذا الاختلاف،
    وهذا هو الاختلاف الذي يمثل الرحمة؛ لأنه يمثل سعة واتساعاً لحل قضايا الأمة ومشاكلها،
    وكذلك يحمل الناس على التعايش مع بعضهم دون وجود ضغن وأحقاد لا مبرر لها.


    أما الاختلاف المنهي عنه، والذي يمثله قوله تعالى:
    "وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ" [الأنفال: من الآية46]،
    هذا الاختلاف الذي يؤدي إلى التباغض والتدابر، وقد نهى النبي –صلى الله عليه وسلم- عن ذلك فقال:

    "لا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا تناجشوا، وكونوا عباد الله إخواناً" رواه البخاري(6066)، ومسلم(2563)

    من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه-،
    هذا الاختلاف الذي يؤدي إلى التباغض والتدابر هو الاختلاف الذي يمس العقائد الكبرى،
    وهو أمر يتجاوز -على حد التعبير المعاصر- الخطوط الحمراء،
    وبمعنى أنه يتجاوز الاختلاف المقبول إلى التناحر وإلى أن يضرب بعض الأمة بعضها،
    وألا تتحد سياساتها، وألا تواجه عدوها معاً، هذا الاختلاف مذموم.


    إذاً الاختلاف منه حميد،
    ويكون علامة صحية، هو اختلاف عرفت أسبابه وظهرت آثاره الطيبة على الأمة،
    وأحدث يسراً، وهناك اختلاف ظهرت آثاره السيئة على الأمة وهو الاختلاف المذموم، فعلى المجتهد العالم أن يعرف ذلك ببصيرته،
    وأن يكون بصيراً بأنواع الخلاف التي يتسامح بها، وخبيراً بأنواع الخلاف التي تؤدي إلى تدمير وحدة الأمة،
    وتؤدي إلى التباغض والتدابر الذي نهى الشرع عنه
    .

    أرجو أن يكون قد فهم ذلك السائل،

    والله – سبحانه وتعالى- أعلم.

    الإسلام اليوم

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    176

    افتراضي رد: حديث "اختلاف أمتي رحمة".. أقوال علماء الاسلام ..

    معنى حديث ( اختلاف أمتي رحمة ) ::
    21/9/2002

    يقول السائل :
    ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم ( اختلاف أمتي رحمة ) ؟


    الجواب : هذا الكلام المنسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم لم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم وقد رواه البيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى 1/147 بلفظ :[ واختلاف أصحابي لكم رحمة ] .
    ورواه الطبراني والديلمي وغيرهم وقد بين السخاوي حال الحديث في المقاصد الحسنة ص26-27 .
    وكذلك العجلوني في كشف الخفاء 1/64-65 .

    وفصل الشيخ الألباني الكلام عليه حيث قال :
    [ لا أصل له ولقد جهد المحدثون في أن يقفوا له على سند
    فلم يوفقوا حتى قال السيوطي في الجامع الصغير : [ ولعله خرج في بعض كتب الحفاظ التي لم تصل إلينا ] .

    وهذا بعيد عندي إذ يلزم منه أنه ضاع على الأمة بعض أحاديثه صلى الله عليه وسلم وهذا مما لا يليق بمسلم اعتقاده .

    ونقل المناوي عن السبكي أنه قال :[ وليس بمعروف عند المحدثين ولم أقف له على سند صحيح ولا ضعيف ولا موضوع ] .

    وأقره الشيخ زكريا الأنصاري في تعليقه على تفسير البيضاوي ( ق92/2 ) .
    ثم إن معنى هذا الحديث مستنكر عند المحققين من العلماء ، فقال العلامة ابن حزم في الإحكام في أصول الأحكام 5/64 بعد أن أشار إلى أنه ليس بحديث : [ وهذا من أفسد قول يكون لأنه لو كان الاختلاف رحمة لكان الاتفاق سخطاً وهذا ما لا يقوله مسلم لأنه ليس إلا اتفاق أو اختلاف وليس إلا رحمة أو سخط ] سلسلة الأحـاديث الضعيفـة والموضوعة 1/76 . فالحديث ليس بثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن معناه صحيح إذا حملناه على الاختلاف في الفروع الفقهية كما قال بعض أهل العلم كما سيأتي .

    وأما قول الشيخ ابن حزم في رد الحديث دراية:[ لأنه لو كان الاختلاف رحمة لكان الاتفاق سخطاً ] فغير مسلم لأن كون الاختلاف رحمة لا يعني أن يكون الاتفاق سخطاً كما قال وهذا الكلام من ابن حزم إنما هو أخذ بمفهوم المخالفة وابن حزم لا يأخذ بمفهوم المخالفة أصلا فكيف يحتج به هذا أولاً .

    وأما ثانياً فقد قال الإمام النووي :[ قال الخطابي : وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
    ( اختلاف أمتي رحمة ) فاستصوب عمر ما قاله .

    قال : وقد اعترض على حديث اختلاف أمتي رحمة رجلان أحدهما مغموض عليه في دينه وهو عمرو بن بحر الجاحظ والآخر معروف بالسخف والخلاعة وهو إسحق بن إبراهيم الموصلي فإنه لما وضع كتابه في الأغاني وأمكن في تلك الأباطيل لم يرض بما تزود من إثمها حتى صدر كتابه بذم أصحاب الحديث وزعم أنهم يروون ما لا يدرون
    وقال هو والجاحظ : لو كان الاختلاف رحمة
    لكان الاتفاق عذاباً ثم زعم إنما كان اختلاف الأمة رحمة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم خاصة
    فإذا اختلفوا سألوه فبين لهم والجواب عن هذا الاعتراض الفاسد أنه لا يلزم
    من كون الشيء رحمة أن يكون ضده عذاباً ولا يلتزم هذا ويذكره إلا جاهل أو متجاهل وقد قال تعالى :
    ( ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه)

    فسمى الليل رحمة ولم يلزم من ذلك أن يكون النهار عذاباً وهو ظاهر لا شك فيه .

    قال الخطابي : والاختلاف في الدين ثلاثة أقسام :

    أحدها في إثبات الصانع ووحدانيته وإنكار ذلك كفر والثاني في صفاته ومشيته وإمكارها بدعة والثالث في أحكام الفروع المحتملة وجوهاً فهذا جعله الله تعالى رحمة وكرامة للعلماء وهو المراد بحديث اختلاف أمتي رحمة هذا آخر كلام الخطابي رحمه الله ] شرح النووي على صحيح مسلم 4/258 .

    وأما ثالثاً فالاختلاف المذكور هو الاختلاف في الفروع الفقهية والاختلاف فيها ليس فيه حرج ما دام أنه قد صدر عن أهل الاجتهاد .

    والاختلاف في الفروع موجود منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم كما حصل
    في نهاية غزوة الأحزاب عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه ( لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة ) رواه البخاري ومسلم .


    فقد اختلف الصحابة في ذلك فمنهم من قال إنه أراد منا الإسراع فصلى العصر في الطريق إلى ديار بني قريظة ومنهم من لم يصل العصر إلا في بني قريظة وصلوها بعد أن غابت الشمس ولما عرض الأمر على النبي صلى الله عليه وسلم لم يعنف أحداً من الفريقين .

    كما أن كبار الصحابة قد اختلفوا في مسائل الفروع وهذا أمر مشهور معروف واختلافهم فيه توسعة على الأمة .

    قال الشيخ ابن قدامة المقدسي في مقدمة كتابه العظيم المغني ما نصه :

    [ أما بعد : فإن الله برحمته وطَوْله وقوته وحوله ضمن بقاء طائفة من هذه الأمة على الحق لا يضرهم من
    خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك وجعل السبب في بقائهم بقاء علمائهم واقتدائهم بأئمتهم وفقهائهم وجعل هذه الأمة
    مع علمائها كالأمم الخالية مع أنبيائها وأظهر في كل طبقة من فقهائها أئمة يقتدى بها وينتهى
    إلى رأيها وجعل في سلف هذه الأمة أئمة من الأعلام مهد بهم قواعد الإسلام .

    وأوضح بهم مشكلات الأحكام اتفاقهم حجة قاطعة واختلافهم رحمة واسعة .

    تحيا القلوب بأخبارهم وتحصل السعادة باقتفاء آثارهم ثم اختص منهم نفراً أعلى
    قدرهم ومناصبهم وأبقى ذكرهم ومذاهبهم فعلى أقوالهم مدار الأحكام وبمذاهبهم يفتي فقهاء الإسلام ] المغني 1/3-4 .

    وقد ذكر الحافظ ابن عبد البر عن جماعة من فقهاء السلف أن الاختلاف في الفروع فيه سعة فروى عن القاسم بن محمد بن أبي بكر قال :
    [ لقد نفع الله باختلاف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في أعمالهم لا يعمل العامل
    بعمل رجل منهم إلا رأى أنه في سعة ورأى أنه خير منه قد عمله …

    وعن القاسم بن محمد قـال :
    لقد أوسع الله على الناس
    باختلاف أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أي ذلك أخذت به لم يكن في نفسك منه شيء …

    وعن رجاء بن جميل قال :
    اجتمع عمر بن عبد العزيز والقاسم بن محمد فجعلا يتذاكران الحديث قال فجعل عمر يجيء بالشيء مخالفاً فيه القاسم قال وجعل ذلك يشق على القاسم حتى تبين فيه فقال له عمر لا تفعل فما يسرني أن لي باختلافهم حمر النعم …

    وعن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أنه قال : لقد أعجبني قول عمر بن عبد العزيز
    ما أحب أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا لأنه
    لو كانوا قولاً واحداً كان الناس في ضيق وأنهم أئمة يقتدى بهم فلو أخذ رجل بقول أحدهم كان في سعة .

    قال أبو عمر هذا فيما كان طريقه الاجتهاد

    وعن أسامة بن زيد قال سألت القاسم بن محمد
    عن القراءة خلف الإمام فيما لم يجهر فيه فقال
    إن قرأت فلك في رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة وإذا لم تقرأ فلك في رجال
    من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة …

    وعن يحيى بن سعيد قال ما برح أولو الفتوى يفتون فيحل هذا ويحرم هذا فلا يرى المحرم
    أن المحل هلك لتحليله ولا يرى المحل أن المحرم هلك لتحريمه ] جامع بيان العلم وفضله 2/80 .

    وقال الشيخ شاه ولي الله الدهلوي تحت عنوان اختلاف الصحابة في الأحكام كثير ،

    ما نصه
    :[ وقد كان في الصحابة والتابعين ومن بعدهم من يقرأ البسملة ومنهم من لا يقرؤها ومنهم من يجهر بها ومنهم
    من لا يجهر بها وكان منهم من يقنت في الفجر ومنهم من لا يقنت في الفجر ومنهم من يتوضأ من الحجامة
    والرعاف والقيء ومنهم من لا يتوضأ من ذلك ومنهم من يتوضأ من مس الذكر ومس النساء بشهوة ومنهم من
    لا يتوضأ من ذلك ومنهم من يتوضأ مما مسته النار ومنهم من لا يتوضأ من ذلك ومنهم من يتوضأ من أكل لحم الإبل ومنهم من لا يتوضأ من ذلك .


    ثم قال الشيخ الدهلوي :
    ما كان خلاف الأئمة تعصباً أعمى : ومع هذا فكان بعضهم يصلي خلف بعض مثل ما
    كان أبو حنيفة وأصحابه والشافعي وغيرهم رضي الله
    عنهم يصلون خلف أئمة المدينة من المالكية وغيرهم وإن كانوا لا يقرؤون البسملة لا سراً ولا جهراً .


    وصلى الرشيد إماماً وقد احتجم فصلى الإمام أبو يوسف خلفه ولم يعد .

    وكان الإمام أحمد بن حنبل يرى الوضوء من الرعاف والحجامة فقيل له :

    فإن كان الإمام قد خرج منه الدم ولم يتوضأ هل تصلي خلفه ؟ فقال : كيف لا أصلي خلف الإمام مالك وسعيد بن المسيب .

    وروي أن أبا يوسف ومحمداً كانا يكبران في العيدين تكبير ابن عباس لأن هارون الرشيد كان يحب تكبير جده .

    وصلى الشافعي رحمه الله الصبح قريباً من مقبرة أبي حنيفة رحمه الله فلم يقنت تأدباً معه وقال أيضاً :

    ربما انحدرنا إلى مذهب أهل العراق …
    وفي البزازية عن الإمام الثاني وهو أبو يوسف رحمه الله أنه صلى يوم الجمعة مغتسلاً
    من الحمام وصلى بالناس وتفرقوا ثم أخبر بوجود فأرة ميتة في بئر الحمام فقال :

    إذاً نأخذ بقول إخواننا من أهل المدينة إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل خبثاً ] حجة الله البالغة 1/295-296 .

    وبعد اختلاف الصحابة والتابعين وتابعيهم اختلف الأئمة والعلماء في فروع الدين وما الاختلاف
    بين أصحاب المذاهب الأربعة عنا ببعيد .


    ولا يجوز أن يقال إن اختلاف هؤلاء الفقهاء شر وسخط وعذاب بل فيه السعة والرأفة والرحمة بالأمة .

    وينبغي أن لا تضيق صدورنا بالخلافات الفقهية فهي أمر تعارف عليه المسلمون منذ الصدر الأول للإسلام بل
    إن الإمام مالك بن أنس رفض حمل جميع المسلمين على مذهب واحد لما عرض عليه بعض
    الخلفاء العباسيين أن يحملوا المسلمين على ما قرره مالك في موطئه
    فرفض حمل الناس على ذلك حباً في التوسعة على المسلمين وعدم التضييق عليهم .

    قال ابن أبي حاتم :[ قال مالك : ثم قال لي أبو جعفر المنصور :
    قد أردت أن أجعل هذا العلم علماً واحداً فأكتب به إلى أمراء الأجناد وإلى القضاة فيعملون به فمن خالف ضربت عنقه !

    فقلت له : يا أمير المؤمنين أو غير ذلك قلت :إن النبي صلى الله عليه وسلم كان في هذه الأمة
    وكان يبعث السرايا وكان يخرج فلم يفتح من البلاد كثيراً حتى قبضه الله عز وجل ثم قام أبو بكر
    رضي الله عنه بعده فلم يفتح من البلاد كثيراً ثم قام عمر رضي الله عنه بعدهما ففتحت البلاد على يديه
    فلم يجد بداً من أن يبعث أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم معلمين فلم يزل يؤخذ عنهم كابراً
    عن كابر إلى يومهم هذا فإن ذهبت تحولهم مما يعرفون إلى ما لا يعرفون رأوا ذلك كفراً .

    ولكن أقر أهل كل بلدة على ما فيها من العلم خذ هذا العلم لنفسك فقال لي :

    ما أبعدت القـول اكتب هذا العلـم لمحمد يعني ولده المهدي الخليفة من بعده ] أدب الاختـلاف ص36-37 .

    ولكن المذموم في الاختلاف في الفروع هو التعصب للرأي وإن ثبت أن
    هذا الرأي مخالف لما صح عن رسول صلى الله عليه وسلم فالتعصب صفة ذميمة لا ينبغي للمسلم أن يتصف بها .

    وخلاصة الرأي أن الاختلاف في الفروع لا بأس به وأن فيه توسعة على الأمة ما دام صادراً عن أهل العلم والاجتها
    د .


    الدكتور / حسام الدين عفانه

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    176

    افتراضي رد: حديث "اختلاف أمتي رحمة".. أقوال علماء الاسلام ..

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ما صحة حديث "اختلاف أمتي رحمة"،؟

    هذا ليس بحديث وهو باطل باتفاق علماء الحديث كما حكى ذلك ابن تيمية وغيره-
    رحمة اللـه تعالى على الجميع-، ولكن الاختلاف في الأمور الاجتهادية قد يكون فيه سعة للأمة،
    واللـه أعلم.



    موقع الشيخ سليمان الماجد
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــ


    هل حديث " اختلاف أمتي رحمة " صحيح ؟

    سؤال:
    ما هي درجة حديث " اختلاف أمتي رحمة " ؟.

    الجواب:

    الحمد لله

    هذا الحديث موضوع .

    انظر : "الأسرار المرفوعة" (506) ، و"تنزيه الشريعة" (2/402) ، و"السلسلة الضعيفة" (11) .



    الإسلام سؤال وجواب


  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي

    نفع الله بكم .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •