تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: « رحيل فقيه العلماء ابْن جبرين »، للشَّيْخِ عبدِ الوَهَّابِ الزّيد.

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي « رحيل فقيه العلماء ابْن جبرين »، للشَّيْخِ عبدِ الوَهَّابِ الزّيد.

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    « رحيل فقيه العلماء ابْن جبرين »،
    للشَّيْخِ عبدِ الوَهَّابِ الزّيد.

    وفاةُ سَمَاحَةِ الشَّيْخِ عَبدِ اللَّـهِ بنِ عبد الرَّحمن الجِبْرِيْن ـ رَحْمَةُ اللَّـهِ تَعَالَى عَلَيْهِ ـ .


    فُجعت أُمَّةُ مُحمَّدٍ ـ صلَّى اللَّـهُ عليه وسلَّم ـ بعد ظهر يوم الإثنين 20/رجب/1430 هـ بوفاة سَمَاحَةِ الإِمامِ الشَّيْخِ عَبدِ اللَّـهِ بْنِ عبد الرَّحمنِ ابنِ جِبْرِينٍ رَحِمَهُ اللَّـهُ تَعَالَى رَحمةً واسعة وأعلى منزلته في عليين وجعل مأواه جنات الفردوس.

    وأقل حقوق شيخي علي أن أذكر شيئًا من ترجمته وسيرته المليئة بالعظات والعبر، وهي ترجمة كتبتها في حياة شيخِنا ـ رَحِمَهُ اللَّـهُ ـ وعرضتها عليه وصوبها بخط يده، أعرضها بنصها ، ولم أضف عليها ما تجمع لدي فيما بعد، وسأضيف كل ذلك في التَّرجمة التي ضمنتها كتابي « المُغني في تراجم وأسانيد أَهلِ السُّنَّةِ والحَديثِ » وهذه مقدمات مهمات بين يدي هذه التَّرجمة :

    أولاً : إن وفاةَ عَالِمٍ ربَّانيّ من عُلَمَاءِ أَهلِ السُّنَّة ليس بالأمر الهيّن على المسلمين ، إذ هؤلاء العلماء الربانيون هم نورُ هذه الأمَّة وطريقُ هدايتها وسبيلُ رشادها ، وهم ورثةُ الأنبياء. وبوفاةِ هؤلاء العلماء تنقصُ الأرضُ من خيارها وهداتها كما فسَّر بذلك بعضُ أهل العِلمِ قوله تعالى : ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ﴾ [ سورة الرَّعد، الآية 41 ].

    ثانيًا : سَمَاحَةُ شيخِنا ـ رَحِمَهُ اللَّـهُ تَعَالَى ـ قد زكَّى علمَه الذين حواه قلبُه وعقلُه ، فقد كان يعطي من العِلمِ لطلاَّبه وعامَّةِ النَّاسِ ما لا يقوى عليه الكثير من أهلِ العِلمِ ممن سبقه أو أدركه ، فقد كان يدرّس في الأسبوع أكثر من أربعين درسًا لطلاّب العلم في عدّة مساجد في مدينة الرِّياض وحدها؛ في شمالها وجنوبها وشرقها وغربها ، هذا غير المحاضرات التي كان يلقيها في المساجد ولا تحصر، بل غير الكلمات الوعظيّة التي يلقيها في المحافل وغيرها . بالإضافة إلى الرّحلات الدّعوية السّنويّة التي يزور فيها كثيرًا من مدن وقرى المملكة ويلقي فيها الدّروس العلمية، والمحاضرات والكلمات الوعظية، وقلَّ أن تجد ناحيةً من نواحي البلاد إلاَّ وللشَّيخِ ابْنِ جِبْرِينٍ تلاميذ فيها ، بل له في كثير من الأقطار العربية والإسلامية تلاميذ يدينون له بالفضل في تعليمهم.

    ثالثاً : حوى شَيْخُنا علمًا كبيرًا ، وحفظًا غزيرًا ، إذا تكلَّم في مسألةٍ كأنما يَغرفُ من بَحْرٍ ؛ لكثرة علمه وسعة محفوظاته ، وقد كان في قوّةِ علمِه رحمةً للسُّنَّةِ وأهلها، شديدًا على أهلِ الأهواء والبِدَعِ وأهلِها ، ناصحًا للَّـهِ ولرسولِهِ ولعامَّةِ
    المسلمين ، وكان مقصدًا للمستفتين من المسلمين ، وكان ـ رَحِمَهُ اللَّـهُ ـ إمامًا فقيهًا له فتاوى مهمة في النَّوازل ِ كفتواه في جواز الرَّمي قبلَ الزَّوالِ ، وجواز توسعة المسعى ، وغيرهما من فتاواه المهمة التي يستشهد بها أهل العلم.


    رابعًا : اقتضاء العِلْمِ العَمَل ؛ فسماحةُ شَيْخِنا ـ رَحِمَهُ اللَّـهُ تَعَالَى ـ عالِمٌ جمع بين العِلمِ والعَمَلِ ، والصَّلاح والعِبَادَة ، وقد كانت أوقاته مليئة بالطَّاعات، وقلَّ أن رأينا أو رأى الناسُ مثله ، وكان ـ رَحِمَهُ اللَّـهُ ـ قُدوةً حسنةً مثالاً للعالمِ الصَّالِح المُوافق قوله عمله وهذا ظاهر لكل من خالط الشَّيْخ.

    خامِسًا : لِينُ سَمَاحَةِ شَيْخِنا ـ رَحِمَهُ اللَّـهُ تَعَالَى ـ للنَّاس عانة ولطلاَّب العِلمِ خاصة، فلم نرَ بعد سَمَاحَةِ الإِمَامِ شَيْخِنَا عَبدِ العزيزِ ابْنِ بَازٍ ـ رَحِمَهُ اللَّـهُ تَعَالَى ـ في هذا مثله ، فقد كان غايةً في التَّواضعِ والمباسطةِ ، وقد كانت له أيادٍ بيضاء لكل من عرفه أو لجأ إليه في حاجة يحتاجها في أيّ مكانٍ وعند أيّ شخصٍ ، وشفاعاتُ شَيخِنا لا يمكن عدّها وحصرها ، وابتسامته للنَّاسِ كلهم لا يفرّق بين رفيعٍ أو وضيعٍ ولا كبيرٍ أو صغير ، وكذلك مجلسه في بيته يَغصُّ بالناسِ والمحتاجين ؛ فيشفع لهذا ويعطي ذاك ويزكّي الآخر ، وهكذا دأبه ـ رَحِمَهُ اللَّـهُ ـ مع المحتاجين ، ولشَيْخِنا اهتمامٌ خاص بطلاَّب العلم وتحبيبهم إلى العلم.

    سادِسًا : إمامةُ شَيْخِنا ابْنِ جِبْرِينٍ ـ رَحْمَةُ اللَّـهِ عَلَيْهِ ـ ومنهجه العلمي المتميز:
    سأوجز بيان ذلك من جهات سَبْع، وإلا فالمقام يحتاج لبسط وبيان يطول :

    الأولى : تميّزُ شيخنا بأنه عالِمٌ يذكرك بعلماء السَّلَفِ ؛ لايقول أو يعمل إلا بما أدى إليه اجتهاده ونظره العلميّ ، مع الورع في الفتوى ، وهذا ممَّا لفت نظري منذ أن ابتدأتُ الدّراسة على يديه.

    الثَّانية : تميّزُ شيخنا بإتقانه لعلومِ الشَّريعةِ والآلةِ بما هو مشهودٌ له فيه من كِبار أهل العِلمِ ، بل يُعدُّ شيخنا أحدُ أركان العِلْم في هذا العَصرِ ، وإِمامٌ لأهلِ السُّنَّةِ ومرجعٌ لأهل العِلمِ من أقرانه وطلاَّب العِلم في سائر الأقطار الإِسلاميَّة .

    الثَّالِثة : قوّّةُ شيخنا العلميّة ونظرته الأصولية بما يُراعي المصالحَ العامّة للمسلمين حيث أفتى في نوازِلَ عِلميّة بما أدى إليه اجتهاده كما سبق ذكره، وسعة فقهه ممّا أحجمَ عنه الكثيرُ من أهل العِلم .

    الرَّابِعة : التّيسيرُ في الأحكام هو سبيلُ شيخنا في فتاواه ولكن بضوابط سيأتي بيانها في الفقرة التالية، وهذا أمر ظاهرٌ لمن تأملَ فقه وأحكام وفتاوى شيخنا .

    الخَامِسة : حِرْصُ شيخنا على تقرير رأي الجمهور في المسائل العلميّة دون التقيّد بمذهبٍ معيّنٍ لا يتجاوزه ، وهذا إذا لم يؤدي إلى التّشديد في المسألة أو يُخالفُ دليلاً مُحْكمُ الدِلالة.

    السَّادِسة : الأدبُ التّربويُّ الجمُّ الذي تميَّز به شيخنا مع تلاميذه ومحبّيه ، وهذا لا شكَّ أمر واضح في منهج شيخِنا ، وكم من شيخ قل عنده هذا الجانب التّربوي المهم فذهبت بركة علمه ونفر عنه النَّاس.

    السَّابِعة : تميّزُ شيخنا بالحِفظِ للمسائل وأدلتها وأقوالِ أهلِ العِلم فيها بما يَنْدرُ وجوده في كثيرٍ من أَهلِ العِلمِ اليَوْم، وقد بهرَ شيخنا كلَّ من رآه أوسمع كلامه، فَرَحِمَهُ اللَّـهُ وَرَفَعَ مقامه.

    وهذا أوان الشّروع في ترجمة شَيْخِنَا وَإِمَامِنَا العَلَّامَةِ عَبدِ اللَّـهِ بْنِ عَبدِ الرَّحمنِ ابْنِ جِبْرِيْنٍ عليه من اللَّـهِ الرَّحمة والرّضوان .
    2636 ـ وَالعِلْمُ يَدْخُلُ قَلْبَ كُلِ مُـوَفَّـقٍ * * * مِنْ غَـيْـرِ بَـوَّابٍ وَلَا اسْـتئْذَانِ
    2637 ـ وَيَرُدُّهُ الـمَـحْرُوْمُ مِنْ خِذْلَانِـهِ * * * لَا تُـشْـقِـنَا الـلَّهُـمَّ بِالـحِـرْمَـان ِ
    قاله الإمامُ ابنُ قيِّم الجوزيّة .« الكافية الشافية » [ ج 3، ص 614 ]. ط بإشراف شيخِنا العلّامة بكر أبو زيد.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي رد: « رحيل فقيه العلماء ابْن جبرين »، للشَّيْخِ عبدِ الوَهَّابِ الزّيد.



    تَرجمةُ سَمَاحَةِ الإِمامِ الشَّيْخِ عَبْدِ اللَّـهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحمنِ ابْنِ جِبْرِينٍ ـ رَحِمَهُ اللَّـهُ تعالى ـ .
    (1349هـ ـ 1430 هـ )

    * اسمه ونسبه :
    عبد اللَّـه بن عبد الرَّحمن بن عبد اللَّـه بن إبراهيم بن فهد بن حمد بن جبرين بن مُحمَّد بن عبد اللَّـه بن رشيد، من بني زيد القبيلة المشهورة ، وكان أصلهم في شقراء، ثم تفرقوا إلى كثير من القرى ومنها القويعية بلدة الشيخ.
    وأخواله هم آل مسهر المشهورون هناك، وجدُّه لأمه يلقب بمسهر، واسمه عبد الرَّحمن بن مُحمَّد بن سليمان بن عبد اللَّـه بن عثمان بن محمد بن عبد اللَّـه بن رشيد، فعثمان أخو جبرين.



    * مولده :
    ولد في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة وألف من الهجرة النبوية، في بلد محيرقة ، وهي إحدى قرى القويعية.

    * نشأته وطلبه للعلم :
    نشأ الشَّيْخ ـ حفظه اللَّـهُ تَعَالَى ـ في قرية الرّين ومحيرقة ، وقرأ القرآن وتعلَّم العلم على والده، وعلى عمه إمام جامع المحيرقة الشيخ سعد بن عبد اللَّـه بن جبرين بن فهد، وعلى قاضي الرّين فَضِيلَةِ الشَّيْخِ عبدِ العزيزِ بن مُحمَّد الشَّثريّ أَبُو حَبِيْب الدَّاعية المعروف ـ رَحِمَهُ اللَّـهُ ـ ، وكان عمره في بداية طلبه للعلم عشر سنوات.

    وقد حفظ القرآن الكريم كاملاً عند ما كان عمره سبعة عشر عامًا، وأول متن حفظه عن ظهر قلب هو ثلاثةُ الأصول، ومتن الأربعين النَّوويَّة، والرَّحبية في الفرائِض، والآجرُّومية في النَّحو.

    وحصل لشيخِنا من التّفوق والنّجاح ما يرجع إلى أمرين هامين :

    أولا : توفيق اللَّـهِ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى له، حيث هيأ له سبل العلم والفهم ، وجعله ممن يقدِّمون العلم على كل شيء، فهو الموفق لكل خير، وبيده مفاتيح العلم والفهم، ولا حول ولا قوة إلا باللَّـه.

    ثانيًا : إنكبابه على العلم والمذاكرة والبحث والاطلاع ، مع انشغال غيره بما لا يعود نفعه إلا لنفسه، فهو أعطى وقته كله للعلم، فوصل بإذن ربه عز وجل إلى ما وصل إليه.

    وطلبُ العِلم في القِدَم ـ في زمن الشَّيْخِ ـ لا شك أنه كان من الصّعوبة بمكان، حيث لا اتصالات، ولا تقنيات، ولا مواصلات سريعة، فكان الذي يطلب العلم يطلبه بصِدقٍ وصَبرٍ وتحمل مشاق، وقد تحمل الشَّيْخ في ذلك مشقة عظيمة، إذ كان يسافر من بلد إلى آخر مشيا على الأقدام، وإن وجد راحلة فهي الإبل، ومن المعلوم أن الركوب على الإبل لا فرق بينه وبين المشي على الأقدام إلا الشيء اليسير من الوقت ، بل قد لا تتحصل الرواحل لكل أحد.

    *ومما ذكره الشَّيْخ في سفره قديمًا :

    أولا : سفره إلى بلدة محيرقة سنويا في الغالب وقت الصيف، للقراءة على إمام جامع محيرقة سعد بن عبد اللَّـه بن جبرين ـ رَحِمَهُ اللَّـهُ تَعَالَى ـ، وبالأخص في القُرآن الكريم ، وكان سفره على الرّواحل من المطايا، والمسافة بين الرين ومحيرقة نحو خمس وستين كيلاً، وتقطع في يومين قاصدين، لكن السّير يكون نهاراً، مع إراحة الرواحل وقت القيلولة، والاستظلال تحت شجر العضاه حتى تنكسر حرارة الشّمس.

    ثم يواصل السير مع من معه آخر النهار مع أول اللَّيل، ثم ينزل وقت العشاء، ويبيت إلى الصَّباح، ويتعاقب الاثنان أو الثَّلاثة على بعير يركب كل واحد عقبه، ويسير الآخر إذا كان قادراً على المسير كما هي عادة المسافرين منذ القدم.

    ثانيًا : ذهابه للعَالِمِ في المكان البعيد سيرًا على الأقدام، فهناك عالِمٌ كبيرٌ وهو الشَّيْخ صَالِح بن مطلق ـ عَلَيْهِ رَحْمَةُ اللَّـهِ ـ، وكان إمامًا في إحدى قرى الرّين، فكان يذهب إليها راجلاً بصحبة والده ـ رَحِمَهُ اللَّـهُ ـ، وبعض زملائه للتزود من علم الشَّيْخِ صَالِحٍ ـ رَحِمَهُ اللَّـهُ ـ، والاستفادة منه يومًا أو نصف يوم، وإن تيسر ركوب حمار فهو من وسائل التنقل، وهي تبعد عن قرية الشَّيْخ ثمان كيلو متر وكان يقطعها في ساعتين تقريبًا.

    وكثيرا ما يقدم الشَّيْخ صَالِح إلى القرية التي فيها الشَّيخ رغم كونه ضرير البصر تواضعًا منه واعترافًا بفضلِ الشَّيْخِ عبدِ العزيزِ الشَّثريِّ، فيتحمل مشقة السّير راجلاً ذهابًا وإيابًا، ولمدة ساعتين في الطريق للسَّلام والإفادة والاستفادة رَحِمَ اللَّـهُ الجميعَ، فهنالك يستقبل الشَّيخ صَالح بالحفاوة والاحترام، ويلقي على الحاضرين أنواعا من الفوائد في الآداب والأحكام والغرائب، ويودع بمثل ما استقبل به من الإكرام رَحِمَ اللَّـهُ الجميعَ.

    *انتقال الشَّيْخ للرِّياض لطلبِ العلم :
    وبعد انتقاله إلى الرياض عام 1374هـ التحق بمعهد إمام الدَّعوة واستمر فيه دارسًا إلى أن انتهى من القسم العالي في عام 1381هـ.
    وكان ـ حَفِظَهُ اللَّـهُ تعالى ـ متفوقًا في المراحل الدّراسية كلها، وكان الأول بين الطُّلاب النَّاجحين.

    قلتُ : وقد حدَّثني الشَّيْخ العلَّامة القاضي عبد الرَّحمن بن سحمان أن الشَّيْخَ ابْنَ جِبْرِينٍ والشَّيْخَ ابْنَ فَوْزَانَ كانا يفتيان أيام الشَّيْخِ مُحمَّد بْنِ إبراهيمَ ـ رَحِمَهُ اللَّـهُ تَعَالَى ـ.

    * مشايخه :
    وأما مشايخه الذين قرأ عليهم فمنهم :

    1 ـ سماحة الشَّيْخِ المُفْتِي العام للمملكة مُحمَّد بن إبراهيمَ بن عبد اللَّطيف آل الشَّيْخِ.
    2 ـ فضيلة الشَّيْخِ عبد اللَّطيفِ بن إبراهيمَ آل الشَّيْخِ الفَرَضيّ المعروف ـ رَحِمَهُ اللَّـهُ ـ.
    3 ـ سماحة الشَّيْخِ الإمام عبد العزيز بن بازٍ. المُفْتِي العام للمملكة ـ رَحِمَهُ اللَّـهُ ـ.
    4 ـ فَضيلةِ الشَّيْخِ الإمام مُحَمَّد الأمين الشَّنْقِيطيّ صاحب « أضواء البيان » ـ رَحِمَهُ اللَّـهُ ـ.
    5 ـ فضيلة الشَّيْخِ عبد اللَّـه بن حُمَيد. رئيس مجلس القضاء الأعلى ـ رَحِمَهُ اللَّـهُ ـ.
    6 ـ فضيلة الشَّيْخِ عبد الرَّزَّاق عفيفي. نائب الرَّئيس العام لإدارات البحوث العلميّة والإفتاء والدَّعوة والإرشاد ـ رَحِمَهُ اللَّـهُ ـ.
    7 ـ فضيلة الشَّيْخِ حَمَّاد بن مُحمَّد الأنصارِيّ. العلامة المُحَدِّث والأُستاذ بالجامعة الإسلاميَّة ـ رَحِمَهُ اللَّـهُ ـ.
    8 ـ فضيلة الشَّيْخِ عبد العزيز بن ناصِر بن رشيد. الفقيه الفَرَضيّ ـ رَحِمَهُ اللَّـهُ ـ.
    9 ـ فضيلة الشَّيْخِ إسماعيل بن مُحمَّد الأَنصاريّ.العل مة المُحَدِّث والباحث في إدارة الإفتاء ـ رَحِمَهُ اللَّـهُ ـ.
    10 ـ فضيلة الشَّيْخِ عبد الرَّحمن بن مُحمَّد بن هويمل.
    11 ـ فضيلة الشَّيْخِ مُحَمَّد بن إبراهيمَ المهيزع.
    12 ـ فضيلة الشَّيْخِ عبد الحميد عمار الجَزائِريّ.
    13 ـ فضيلة الشَّيْخِ مُحَمَّد البيحانيّ.
    14 ـ فضيلة الشَّيْخِ مُحَمَّد الجنديّ المصريّ.
    15 ـ فضيلة الشَّيخِ عبد العزيز بن محمد أبو حبيب الشَّثريّ. وقد قرأ عليه شيخنا « صحيح البُخَاريِّ » و « صَحِيْح مُسْلِمٍ ».
    16ـ فضيلة الشَّيْخِ صَالِح بن مطلق.

    ـ رَحِمَهُم اللَّـهُ جَمِيعًا ـ.
    *تدريس شيخنا لطلبة العلم :
    في عام 1381هـ درَّس شيخنا في معهد إمام الدعوة.
    وفي عام 1395هـ درَّس شيخنا في كلية الشريعة.
    وفي عام 1409هـ درَّس شيخنا في المعهد العالي للقضاء.

    وفي عام 1402هـ باشر شيخنا العمل في دار الإفتاء وهي برئاسة شيخه المُفتِي العام سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز ـ رَحِمَهُ اللَّـهُ ـ حتى عام 1417هـ حيث تقاعد الشَّيخ بعد أن مُدِّدَ له.

    أما ابتداء شيخنا التَّدريس للطلبة ففي سنة 1381هـ وذلك في معهد إمام الدَّعوة ، ثم في بيته عام 1387هـ، وأول مادة ألقاها على طلابه في البيت متن الرَّحبية في الفرائض، وكان عدد الطُّلاب ما يقارب أحد عشر طالبًا أغلبهم من اليمن.
    وفي عام 1389هـ جلس لطلاب العلم في مسجده لما عُيّن إمامًا فيه، وهو مسجد آل حماد قرب دخنة ، ودرَّس ـ كما هي عادة المربين من أهل العلم ـ بالمتون المختصرة كثلاثة الأصول، وكتاب التَّوحيد، وكشف الشبهات، والعقيدة الواسطية، وغيرها.

    ثم نقل الدَّرس من مسجده إلى المسجد الواقع بحلة الحمادي بسبب هدم المسجد، وجاهد هناك في استمرار الدرس بكرةً وعشيًا، مع إقبال طلبة العلم لحضور دروسه.

    وفي عام 1398هـ بدأ بدرس في العقيدة تخصص به بعض الطُّلاب، وذلك لمدة يومين في الأسبوع بعد العشاء، وكان ابتداؤه في المنزل في حلة الحمادي، ونقلهم إلى منزله الحالي في شبرا، وما زال يتزايد العدد حتى نقل الدرس إلى المسجد المجاور لمنزله.

    وقد أنابه سماحة الشَّيْخ عبد العزيز بن بازٍ ـ رَحِمَهُ اللَّـهُ تَعَالَى ـ كي يدرّس في الجامع الكبير وذلك بعد المغرب لمدة أربعة أيام في الأسبوع.

    وفي عام 1408هـ أقام شيخنا درسًا في مسجد ( السالم ) في العليا في العمدة في الفقه، وغيره في الاعتقاد.
    وفي عام 1409هـ أقام درسًا في مسجد الرَّاجحيّ بالرّبوة، يشرح فيه كتاب « شرح الطحاوية » لابن أبي العز الحنفي ـ رَحِمَهُ اللَّـهُ ـ. ثم تعددت دروس الشَّيْخِ في عدد من المساجد، وحتى الآن وللشَّيخِ دروسٌ في مختلف أنحاء الرِّياض.

    *صفاته :
    والشَّيْخ ـ حَفِظَهُ اللَّـهُ تَعَالَى ـ له خصال عديدة يتميز بها.
    منها: سماحته لطلاب العلم ورفقه بالطلبة والحرص عليهم. وكذلك قيامه بتسهيل أمور العامة من المسلمين والشفاعة لهم عند المعنيين من ولاة الأمر والوجهاء وأهل الخير والاحسان. فشيخنا حفظه الله له اعتناء بهذا الشأن من البذل والعطاء ما يفوق الوصف، ويشبه في هذا بشيخه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز ـ رَحِمَهُ اللَّـهُ ـ.

    ومنها: أنه ـ حَفِظَهُ اللَّـهُ ـ أكثر العلماء بذلاً للعلم في الوقت الحاضر، تجد مثلاً يشرح كتباً عديدة تصل أحيانًا إلى عشرة أو تزيد في وقت واحد، كبعد الفجر مثلا أو بعد العشاء. وأيضاً فقد تعددت الأماكن التي يدرس فيها الشيخ في أنحاء متفرقة خلال أيام الأسبوع بكامله.
    2636 ـ وَالعِلْمُ يَدْخُلُ قَلْبَ كُلِ مُـوَفَّـقٍ * * * مِنْ غَـيْـرِ بَـوَّابٍ وَلَا اسْـتئْذَانِ
    2637 ـ وَيَرُدُّهُ الـمَـحْرُوْمُ مِنْ خِذْلَانِـهِ * * * لَا تُـشْـقِـنَا الـلَّهُـمَّ بِالـحِـرْمَـان ِ
    قاله الإمامُ ابنُ قيِّم الجوزيّة .« الكافية الشافية » [ ج 3، ص 614 ]. ط بإشراف شيخِنا العلّامة بكر أبو زيد.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي رد: « رحيل فقيه العلماء ابْن جبرين »، للشَّيْخِ عبدِ الوَهَّابِ الزّيد.

    تلاميذُ شَيخِنا ابن جِبْرينٍ :

    وتلاميذُ شَيخِنا كُثُر لا يمكن حصرهم، وفيهم العلماء والقضاة وطلبة العلم، ومنهم :
    1 ـ الشَّيْخ القاضي مُحمَّد بن عبد اللَّـهِ العمار.
    2 ـ الشَّيْخ صَالِح بن غانم السَّدلان. أُستاذ الدّراسات العليا بجامعة الإمام.
    3 ـ الشَّيْخ القاضي عبد العزيز بن إبراهيم بن عبد العزيز المهنا. العضو القضائي بالمحكمة الكبرى الرياض.
    4 ـ الشَّيْخ القاضي عبدالعزيز بن عبد اللَّـهِ بن ناصر الوشقيري. العضو القضائي بالمحكمة الكبرى الرِّياض.
    5 ـ الشَّيْخ القاضي عبد اللَّـهِ بن إبراهيم بن عبدالكريم العريني. العضو القضائي بالمحكمة الكبرى بالرِّياض.
    6 ـ الشَّيْخ القاضي عبد اللَّـهِ بن عبد الرَّحمن بن عثمان الدهش. العضو القضائي بالمحكمة الكبرى الرِّياض.
    7 ـ الشَّيْخ القاضي مُحمَّد بن عبد اللَّـهِ بن جار اللَّـه الجار اللَّـه. العضو القضائي بالمحكمة الكبرى الرِّياض.
    8 ـ الشَّيْخ القاضي عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد اللطيف العجلان. العضو القضائي بالمحكمة المستعجلة بالرياض.
    9 ـ الشَّيْخ القاضي عبد اللَّـهِ بن ناصر بن مُحمَّد السليمان. قاضي محكمة الضمان والأنكحة بالرياض.
    10 ـ الشَّيْخ القاضي سعد بن عبد العزيز العسكر. العضو القضائي بمحكة الخرج.
    11 ـ الشَّيْخ القاضي عبد الرَّحمن بن عبد العزيز بن إبراهيم بن سلمة. قاضي محكمة الدرعية.
    12 ـ الشَّيْخ القاضي عبد العزيز بن مُحمَّد بن عبد الرَّحمن المشعل. قاضي محكمة مرات.
    13 ـ الشَّيْخ القاضي عبد العزيز بن زيد العميقان. قاضي محكمة القويعية.
    14 ـ الشَّيْخ القاضي محمد بن عبد الرَّحمن بن عبد اللَّـهِ الهويمل. قاضي محكمة الرين بمحافظة القويعية.
    15 ـ الشَّيْخ القاضي مسعود بن عبد الرَّحمن بن عمار الحقباني. رئيس محاكم وادي الدّواسر.
    16 ـ الشَّيْخ القاضي عبدالرحمن بن سعد بن عبدالرحمن بن الشيخ حمد بن عتيق. القاضي بمحكمة وادي الدواسر.
    17 ـ الشَّيْخ القاضي عبدالعزيز بن سعود بن عبدالعزيز العمار. قاضي محكمة الأرطاوية.
    18 ـ الشَّيْخ القاضي عبدالرحمن بن محمد المغامس. كاتب عدل الحوطة.
    19 ـ الشَّيْخ القاضي إبراهيم بن محمد بن علي العسكر. قاضي محكمة الأفلاج.
    20 ـ الشَّيْخ القاضي سعد بن ناصر بن سالم الفريدي. قاضي محكمة الفيضة بالسر.
    21 ـ الشَّيْخ القاضي سعد بن عبدالله بن محيميد الهويمل. مساعد رئيس محكمة ساجر.
    22 ـ الشَّيْخ الشيخ عبدالعزيز بن محمد السدحان.
    23 ـ الشَّيْخ بدر بن ناصر البدر.
    24 ـ [ الشَّيْخ ] سعد بن فلاح العريفي.
    25 ـ [ الشَّيْخ ] أحمد بن عبدالرحمن بن مهنا.
    26 ـ [ الشَّيْخ ] إبراهيم بن عبدالله بن غيث. الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
    27 ـ [ الشَّيْخ ] عثمان بن عبدالرحمن بن شعلان.
    28 ـ [ الشَّيْخ ] عبدالله بن عبدالرحمن الشثري.
    29 ـ [ الشَّيْخ ] عبدالإله بن سالم الشمري.
    30 ـ [ الشَّيْخ ] محمد بن أبكر بن معيض -رحمه الله-.
    31 ـ [ الشَّيْخ ] عبدالعزيز بن عبدالله الجهني.
    32 ـ [ الشَّيْخ ] سعد بن عبدالله بن حُمّيد. أستاذ الحديث بجامعة الملك سعود.
    33 ـ [ الشَّيْخ ] سعد بن عبدالله البريك. الداعية المعروف.
    34 ـ [ الشَّيْخ ] عبدالله بن علي بن عامر.
    35 ـ [ الشَّيْخ ] يوسف بن زين الله بن محمد العطير.
    37 ـ [ الشَّيْخ ] خالد بن محمد الحمود.
    38 ـ [ الشَّيْخ ] تركي بن عبدالعزيز العقيل.
    39 ـ الشَّيْخ عبدالله بن عبدالرحمن السعد. المحدث المشهور.
    40 ـ كاتب هذه الأسطر عبدالوهاب بن عبدالعزيز الزيد.
    41 ـ [ الشَّيْخ ] عبدالرحمن بن عبدالعزيز أبا نمي.
    42 ـ [ الشَّيْخ ] عبدالله بن ناجي المخلافي.
    2636 ـ وَالعِلْمُ يَدْخُلُ قَلْبَ كُلِ مُـوَفَّـقٍ * * * مِنْ غَـيْـرِ بَـوَّابٍ وَلَا اسْـتئْذَانِ
    2637 ـ وَيَرُدُّهُ الـمَـحْرُوْمُ مِنْ خِذْلَانِـهِ * * * لَا تُـشْـقِـنَا الـلَّهُـمَّ بِالـحِـرْمَـان ِ
    قاله الإمامُ ابنُ قيِّم الجوزيّة .« الكافية الشافية » [ ج 3، ص 614 ]. ط بإشراف شيخِنا العلّامة بكر أبو زيد.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي رد: « رحيل فقيه العلماء ابْن جبرين »، للشَّيْخِ عبدِ الوَهَّابِ الزّيد.

    وألف شيخنا عددًا من المؤلفات، منها:

    1- أخبار الآحاد في الحديث النبوي.
    2- الشهادتان معناهما ومدلولهما.
    3- الجواب الفائق في الرد عل مبدل الحقائق.-وسيأتي نص الكتاب بكامله في عقيدة شيخنا-.
    4- التدخين مادته وحكمه في الإسلام.
    وأيضاً فقد جمع بعض تلاميذ الشيخ بعض فتاويه ودروسه، ومنها:
    - الكنز الثمين في فتاوى الشيخ ابن جبرين .
    - الثمرات الجنية شرح المنظومة البيقونية. اعتنى بإخراجها الأخ الشيخ أبو أكثم سعد بن عبدالله السعدان.
    - الدرر المبتكرات في شرح أخصر المختصرات.
    - السبك الفريد في شرح كتاب التوحيد.
    إعداد: الشيخ محمد أمان الجبرتي. وقد عمل جزاه الله خيراً ترجمة مطولة في أول كتابه لشيخنا ابن جبرين، وقد استفدت منها في ترجمتي هذه. وفقنا الله وإياه لما يحبه ويرضاه.
    - شرح القواعد الأربع، اعتنى به الأخ الشيخ عبدالله بن ناجي المخلافي -وهو قيد الطبع-.
    وللشيخ دروس كثيرة في كتب الفقه والحديث والاعتقاد واللغة وغير ذلك وهي لا زالت في أشرطة مسجلة. أسأل الله أن يقيض لها من يخرجها. إنه سميع مجيب.
    - وقد حقق شيخنا -حفظه الله- كتاب « شرح الخرقي ». للفقيه شمس الدين محمد بن عبدالله بن محمد الزركشي (772هـ). وكان تحقيق شيخنا له لنيل درجة الدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
    - وأشرف شيخنا -حفظه الله- على طبع كتاب « حاشية الروض المربع ».
    2636 ـ وَالعِلْمُ يَدْخُلُ قَلْبَ كُلِ مُـوَفَّـقٍ * * * مِنْ غَـيْـرِ بَـوَّابٍ وَلَا اسْـتئْذَانِ
    2637 ـ وَيَرُدُّهُ الـمَـحْرُوْمُ مِنْ خِذْلَانِـهِ * * * لَا تُـشْـقِـنَا الـلَّهُـمَّ بِالـحِـرْمَـان ِ
    قاله الإمامُ ابنُ قيِّم الجوزيّة .« الكافية الشافية » [ ج 3، ص 614 ]. ط بإشراف شيخِنا العلّامة بكر أبو زيد.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي رد: « رحيل فقيه العلماء ابْن جبرين »، للشَّيْخِ عبدِ الوَهَّابِ الزّيد.

    صلتي بشيخي ابن جبرين ـ [ رَحِمَهُ اللَّـهُ تعالى ] ـ :


    هو شيخنا العلامة الفقيه المجتهد المفتي سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن ابن جبرين.

    وهو شيخي الذي تعلمت العلم على يديه، وأخذت عنه القرآن والفقه والاعتقاد والحديث وفنون العلم وكان جامعاً حافظاً بارعاً مفتياً إذا تكلم في شيء فهو عَلَم فيه.

    وقد انتفع طلبة العلم من دروس شيخنا ـ حفظه اللَّـهُ ـ
    وانتفعوا بعلمه وسعة اطلاعه، ورسوخ قدمه في النظر والتحقيق، والجرأة العلمية التي تميز بها دون كثير من أقرانه.


    ولا زال شيخنا يدرّس ويعلم ما استطاع إلى ذلك سبيلا، فلا يكلّ ولا يملّ في ذلك، فله دروس بعد الصلوات طيلة أيام الأسبوع حتى بلغت أكثر من (30) ثلاثين درساً نفع الله بعلمه.
    وشيخنا ابن جبرين هو أول شيخ لازمه منذ أن بدأت بطلب العلم -وكان ذلك في عام 1405هـ ولأكثر من ثلاث سنوات متواصلة - وكانت دراستي على شيخنا ابن جبرين قبل دراستي عند شيخنا ابن باز بأشهر، فلازمت حلقة شيخنا في الجامع الكبير خاصة وفي بعض دروسه في بعض المساجد عامة، فدرست عنده واستفدت منه الكثير الكثير، والعلم الأصيل. بحمد الله تعالى.

    * وإن أهم ما استفدته من شيخنا أمران :
    الأول: أخذت عنه صحة الاعتقاد مما هو مقرر عند أئمة الإسلام حتى أئمة الدعوة في نجد.

    الثاني : وقلّ وجوده عن كثير من المشايخ في العالم الإسلامي وهو فتح الباب في النظر في آراء العلماء فقهاء الملة في الحدود المطلوبة شرعاً، وأن كلام الفقهاء ليس شرعاً وإنما الشرع هو أدلتهم...، وكان الشيخ في درسه يتكلم على المسائل الفقهية بطلاقة فتراه يبسط الأقوال لأئمة الفقه ويعرض الأدلة، ويرجح منها ماكان على أصول الفقهاء- وهي معرفة القرآن ثم السنة ثم الإجماع ثم القياس ثم المصالح وغير ذلك من القواعد المعروفة عند الأئمة- فلم أجد شيخنا يتقيد بمذهب الإمام أحمد ويتعصب له، ولا لمذهب آخر ويدلّل له، بل كثيراً ما أجده ينحو لرأي الجمهور سواء وافق قول أحمد أم خالفه، ويعتمد الدليل في ذلك بحسب قوة دلالته ورجحانه.
    وهذا كله أوجد عندي بحمد الله أن الحُجَّة في العلم هو الفهم الصحيح للأصول والقواعد قبل النظر في الأقوال وحججها، وأن رأي الرجال له قيمته وأهميته لكن في حدود الموافقة أو المخالفة لحجج أهل العلم، وفوق ذلك كله قوة الدلالة ورجحانه ولهذا لم يستغرب فتوى شيخنا في مسائل لم يقل بها إلا القليل من السابقين، ومنها فتواه في الرمي في الحج، وفتاواه مشهورة ومعروفة.
    وبحمد الله تيسر لي الاستفادة من شيخنا ما تقدم ذكره، وكتبت في مسائل فقهية من ذلك الوقت وهي لا زالت عندي، ولم أطبع منها سوى « الاستسقاء » فحمده المشايخ وأهل العلم. والحمد لله أولاً وآخراً.
    2636 ـ وَالعِلْمُ يَدْخُلُ قَلْبَ كُلِ مُـوَفَّـقٍ * * * مِنْ غَـيْـرِ بَـوَّابٍ وَلَا اسْـتئْذَانِ
    2637 ـ وَيَرُدُّهُ الـمَـحْرُوْمُ مِنْ خِذْلَانِـهِ * * * لَا تُـشْـقِـنَا الـلَّهُـمَّ بِالـحِـرْمَـان ِ
    قاله الإمامُ ابنُ قيِّم الجوزيّة .« الكافية الشافية » [ ج 3، ص 614 ]. ط بإشراف شيخِنا العلّامة بكر أبو زيد.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي رد: « رحيل فقيه العلماء ابْن جبرين »، للشَّيْخِ عبدِ الوَهَّابِ الزّيد.

    الكتب التي درسناها على الشَّيْخِ :

    بحمد الله لازمت شيخنا -كما تقدم- من عام 1405هـ وقل أن انقطعت عن دروسه إلا ما ندر لأكثر من ثلاث سنوات متواصلة، وحتى الآن وأنا أحضر دروس شيخنا حفظه الله.

    ومما [ درسناه وأخذناه ] عليه :

    ففي القرآن :
    سمعت وأخذت تصحيح القراءة والتجويد عن شيخنا ابن جبرين أثناء تدريسه لنا في الجامع الكبير، فقد كان الشيخ يبدأ الدرس بقراءة لأحد طلبة العلم -وهو من اليمن- فيقرأ من كتاب الله، ويصحح له الشيخ فيما يحتاج لتصحيح، حتى إن الطالب ليعيد الآية الواحدة مرات عدة.

    وأما في الحديث :
    فقد درسنا على الشيخ بعض الأجزاء من كتب الحديث وغيرها، ومنها:
    1- صحيح البخاري، وهو «الجامع المختصر المسند الصحيح من أمور رسول الله ، وسننه وأيامه ». للإمام أبي عبدالله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الجعفي مولاهم البخاري (194-256هـ).

    2- صحيح مسلم، وهو «المسند الصحيح المختصر من السنن بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله ». للإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (204-261هـ).
    3- «السنن» للإمام أبي داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق الأزدي السجستاني (202-275هـ).


    وفي كتب الأحكام :
    - كتاب: «بلوغ المرام من أدلة الأحكام». للحافظ أبي الفضل أحمد بن علي ابن حجر الكناني العسقلاني المصري (773-852هـ).

    وفي الآداب العلمية:
    - كتاب: «تذكرة السامع والمتكلم في آداب العالم والمتعلم». للشيخ القاضي بدر الدين أبي إسحاق إبراهيم بن سعدالله بن جماعة الكناني (639-733هـ).

    وفي المصطلح:
    - كتاب: «نزهة النظر في شرح نخبة الفكر». للحافظ أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر الكناني العسقلاني المصري (733-852هـ).

    وفي العقيدة:
    - بعض كتب: شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن عبدالحليم ابن تيمية الحراني (661-728هـ). ومنها «العقيدة الواسطية».
    - بعض كتب: الإمام أبي عبدالله محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي المعروف بابن قيم الجوزية (691-751هـ).
    ومنها نونية ابن القيم المسماة «الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية». والتي شرحها العلامة أحمد بن إبراهيم بن عيسى (ت 1329هـ) وسمى شرحه «توضيح المقاصد وتصحيح العقائد».
    - كتاب: «شرح العقيدة الطحاوية». للإمام صدر الدين علي بن علي بن محمد ابن أبي العز الدمشقي الحنفي (731-792هـ).
    - وكتاب «الاعتصام». للعلامة أبي إسحاق إبراهيم بن موسى اللخمي الغرناطي المالكي الشاطبي (ت 790هـ).
    - كتاب: «فتح المجيد شرح كتاب التوحيد». لشيخ الإسلام عبدالرحمن ابن حسن بن شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب (1193-1285هـ).

    وفي الفقه وأصوله :
    - كتاب: «تقرير القواعد وتحرير الفوائد»، المسمى بالقواعد. للإمام الحافظ أبي الفرج عبدالرحمن بن أحمد بن رجب السلامي البغدادي الحنبلي (736-795هـ)
    - كتاب: «العمدة» لشيخ الإسلام الموفق أبي محمد عبدالله بن أحمد بن محمد ابن قدامة المقدسي (541-620هـ).
    - وشرح كتاب: «العُدَّة شرح العمدة». للشخ بهاء الدين أبي محمد عبدالرحمن بن إبراهيم بن أحمد المقدسي (556-624هـ) وهو ابن عم البخاري والد الفخر.
    - كتاب: «زاد المعاد في هدي خير العباد». للإمام أبي عبدالله محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي المعروف بابن قيم الجوزية (691-751هـ).
    - كتاب: «الروض المربع شرح زاد المستقنع». للعلامة أبي السعادات منصور بن يونس بن صلاح الدين البهوتي المصري الحنبلي (1000-1051هـ).
    - وبحاشيته «حاشية الروض المربع» للعلامة عبدالرحمن ابن محمد بن قاسم العاصمي النجدي (1312- 1392هـ).

    وفي اللغة:
    - كتاب: «ألفية ابن مالك». للإمام أبي عبدالله محمد بن عبدالله بن مالك الطائي الجياني النحوي (600-672هـ).
    ...
    انتهت الترجمة التي قرأها شيخنا رحمه الله بنفسه وصحَّحها ، وكما تقدَّم سيضاف إليها ماعندي من الزيادات والتوسّع السابقِ ذِكره ، وكذا إضافة أسماء تلاميذ شيخنا وهم كُثُر من العلماء والقضاة وطلبة العِلم حيث لم يذكر في النُّسخة الأولى التي قرأها شيخنا سوى عدد قليل منهم .
    2636 ـ وَالعِلْمُ يَدْخُلُ قَلْبَ كُلِ مُـوَفَّـقٍ * * * مِنْ غَـيْـرِ بَـوَّابٍ وَلَا اسْـتئْذَانِ
    2637 ـ وَيَرُدُّهُ الـمَـحْرُوْمُ مِنْ خِذْلَانِـهِ * * * لَا تُـشْـقِـنَا الـلَّهُـمَّ بِالـحِـرْمَـان ِ
    قاله الإمامُ ابنُ قيِّم الجوزيّة .« الكافية الشافية » [ ج 3، ص 614 ]. ط بإشراف شيخِنا العلّامة بكر أبو زيد.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي رد: « رحيل فقيه العلماء ابْن جبرين »، للشَّيْخِ عبدِ الوَهَّابِ الزّيد.

    وفاةُ شَيخِنا ابْنِ جِبْرِينٍ ـ رَحِمَهُ اللَّـهُ تعالى ـ :

    أُجريَ لشيخنا عملية في القلب قبل ستة أشهر في مستشفى الملك فيصل التخصصي ، وتعرَّض بعدها بأسبوع إلى مضاعفات وصعوبة في التنفّس أدت إلى إصابته بالتهاب رئويّ ، ممّا استدعى عمل فتحة للأكسجين في القصبة الهوائية ، وسافر إلى المانيا وبقيَ هناك لمدة شهر ، ثم عاد وبقيَ في العناية بمستشفى التخصصي حتى قُبضت روحه بعد ظهر الاثنين 20/7/1430 هـ ، وصُليَ عليه في الجامع الكبير ؛ جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض بعد صلاة الظهر يوم الثلاثاء 21/7/1430 هـ وحضر الصلاة جمعٌ غفيرٌ من المشايخ وطلاب العلم وجماعة المسلمين حتى امتلأة بهم الشوارع والطرقات ، وكان عددهم بالآلاف .

    أسأل المولى الرحمن الرحيم أن يلحق شيخنا ﴿ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِين َ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّـهِ وَكَفَى بِاللَّـهِ عَلِيمًا (70) .

    والحمد لله ربّ العالمين وصلَّى الله وسلَّم على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

    وكتبه تلميذه الباحث العلميّ بالأمانة العامة لهيئة كبار العلماء
    عَبدُ الوهَّابِ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ زَيْدٍ الزَّيْدُ
    بالطائف 21/7/1430 هـ

    موقع : جامع أهل السنة والحديث www.hdeeth.com


    2636 ـ وَالعِلْمُ يَدْخُلُ قَلْبَ كُلِ مُـوَفَّـقٍ * * * مِنْ غَـيْـرِ بَـوَّابٍ وَلَا اسْـتئْذَانِ
    2637 ـ وَيَرُدُّهُ الـمَـحْرُوْمُ مِنْ خِذْلَانِـهِ * * * لَا تُـشْـقِـنَا الـلَّهُـمَّ بِالـحِـرْمَـان ِ
    قاله الإمامُ ابنُ قيِّم الجوزيّة .« الكافية الشافية » [ ج 3، ص 614 ]. ط بإشراف شيخِنا العلّامة بكر أبو زيد.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    2,967

    افتراضي رد: « رحيل فقيه العلماء ابْن جبرين »، للشَّيْخِ عبدِ الوَهَّابِ الزّيد.

    نسأل الله ان يرحم شيخنا وان يوسع مدخله ويرفع رتبته في الفردوس الأعلى
    الاخ سليمان ابو زيد جزاك الله كل خير انت والشيخ عبد الوهاب الزيد

    ولدي ملاحظة بسيط وهي مؤلفات الشيخ اكثر بكثير من ما ذكر
    ودار اشبيليا في الرياض لوحدها نشرت اكثر من عشرين مادة للشيخ رحمه الله
    الليبرالية: هي ان تتخذ من نفسك إلهاً ومن شهوتك معبوداً
    اللهم أنصر عبادك في سوريا وأغفر لنا خذلاننا لهم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •