التذكرة بتحقيق التوحيد )
الحمدلله المستحق للعبادة ، والحمدلله الذي له كمال المحبة وغاية الذل .
إخواني : أوصيكم ونفسي بتحقيق توحيد الله ، ولا يتم لنا تحقيق التوحيد إلا باجتناب الشرك والبدع والمعاصي .
وليعلم الموحد فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب ، وأن من حققه دخل الجنة بغيرحساب ولاعذاب . وإذا علم فضل التوحيد وثواب من حققه ، عليه بالدعاء إلى شهادة أن لاإله إلا الله ، وبعد معرفة فضله وثوابه والدعوة إليه عليه الحذر والخوف الشديد من الوقوع في الشرك فقد خافه الأنبياء والصحابة والعلماء والدعاة ،ولا أدل على ذلك من قول إبراهيم عليه السلام : ( واجنبني وبني أن نعبد الأصنام ) . والحذر الحذر من أن يحارب الموحد دعاة الشرك وليس معه سلاح العلم والحجة ، فغالب دعاة الشرك معهم حجج وشبهات تشبه الحق وتلتبس به جعلها الله فتنة لكل مفتون .
وليعلم الموحد أن بدعوته لتحقيق التوحيد تزداد أذيته بين الناس ويصبح غريباً بين أهله ومجتمعه ، بل بين أقرب قريب إليه ، كل ذلك امتحان من الله . وليحذر الموحد من ضياع عمره في ملح العلم فضلاً عن كثرة الجدال في مسائل لاطائل من تحتها ، ويترك الأمر الذي خلق له وهوتوحيد الله فيغفل عن تحقيقه والدعوة إليه .
وعلى الموحد أن يعرف شبهات دعاة الشرك للرد عليها فغالب شبهاتهم متكررة أخذها مبتدع عن مبتدع ولا جديد كما سطر ذلك أئمتنا من أهل التوحيد .
وليحذر الموحد من مصاحبة أهل البدع والمعاصي فمصاحبتهم تضعف تحقيق التوحيد .
وعلى الموحد أن يعرف نعمة ما أنعم الله عليه من التوحيد وتحقيقه ، ولا يغتر بنفسه من عدم الوقوع في الشرك فعليه أن يدعوا الله بالثبات على دينه , وإذا نظر لأهل الشرك والبدع والمعاصي فلا ينظر إليهم بعين الكبر والعجب ، بل ينظر إليهم بعين الرحمة وطلب الهداية فقد يكون مثلهم .
وختاماً على الموحد أن يقرأ كثيراً في جهود وسير أئمة التوحيد ، لتكون عوناً له في دعوته وتسلية لغربته .
جعلنا الله من أئمة التوحيد وختم لنا بالتوحيد ، وحشرنا في زمرة المنعم عليهم ، آمين ...
كتبه الفير إلى الله رياض بن عبدالمحسن بن سعيد