تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: في بيتنا عبق الرياحين

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    124

    افتراضي في بيتنا عبق الرياحين

    في بيتنا عبق الرياحين !!




    أحسب أن البيت الذي يمتلأ إناثاً هو بيتٌ يعجّ بالحيوية و النشاط ، يكاد يهتز فرحاً منذ الصباح الباكر ، يضجّ بالجمال أينما قلّبت ناظريك ، و يموج مرحاً و لعباً ناعِمَين ، إن جاورته عابراً أو مقيماً داعب أنفك في كل يومٍ أزكى الروائح و أشهاها .. ، فلا يكاد أبو البنات يبيت ليلة ً إلا و قد تمتع بأصنافٍ من أدسم الأطعمة ، و ألذ الحلوى ، بل لا يتردد في اصطحاب من يُشاركه فيها من الأصحاب و الجيران وقت ما يشاء ، و لذا ترى باب منزله مشرّعاً في الغالب ! ، أما أم البنات فهي ترفلُ في الديباج و الحلل ، نوّامة الضحى ، مخضّبة البنان ، مرتاحة البال ، سعيدة الحال ، لأنها فارقت ضرب العصيدة ، و هرس الهريسة منذ سنين .. ! ، و أوكلتها إلى بُنيّاتها اللاتي ما برحن يعالجن سُبُل الرضا و التفنن فيها .. ، فمِن مُلبيةٍ للنداءات ، مسرعةٍ في الطلبات ، قد فازت بالدعوات ، و مِن مؤنسةٍ في الحديث ، معلمةٍ للمفيد ، جالبةٍ للطُرفة و الفريد قد نالت المنزلة القُربى ، و مِن صاحبةٍ للمفاجآت السارة .. حمّالة للهدايا .. و لو بفلقتي تفاحة .. ! ، و من متقربةٍ بالقهوة .. مُتملقةٍ بغَمز قدمي والديها قد نالت الجوائز و العطايا ..!



    فسبحان من قال في كتابه الكريم : " يهب لمن يشآء إناثاً و يهب لمن يشآء الذكور " [ الشورى : 49 ] .

    لقد وقف بعض أهل العلم على أسرارٍ عجيبةٍ في هذه الآية _ فتح الله بها عليهم _ في تقديم الإناث على الذكور في مسألة الهبة ، بل لنقف ابتداءً حول معنى " الهبة " بحد ذاتها .. ! فطيبي نفساً يا مسلمة ، لقد كرّم المولى مقامك ، و رفع لك مكانك ..



    ريحانة الديار .. لكِ أكتب ، و إليكِ أصبو و أطمح .. أن تنالي من المجد ذروته ، و من المعالي غايتها . في ربا الفضائل تنعمين ، و من شمائل نبيك تنهلين ، و بالعلم تصعدين فترتقين و تتقدمين ، و على الأخص علوم الشريعة أوليها عنايتك فبها تظفرين .. ، كتاب الله و سنة رسوله حاكِمك و مَحكمتُك و حدّك و فيصلك إذا تضاربت الأهواء ، و تنازعت الشهوات ، فعندهما تقفين و تسلمين .



    شبيهة السحاب رِفعةً عن سفاسف الأمور و رِقةً و لطفاً ، تُبشّرين بالخيرات ، و تُغيثين اللهفان ، و كالنخل باسقاتٍ طِيبةً و كرماً و أصالةً .. جذورها ثابتة قوية ، و فروعها سامية عالية .. ، تُرمى فتبذل رطباً جنياً يانعاً ، كقطرات الندى حياءً و عِفةً و طُهراً ، و كالرياحين إن حركتها ريحٌ لم تبُث إلا أريجاً و عِطراً !



    أنتِ منارةٌ للهدى ، و منبرٌ للدعوة وقّّاد ، و أهلك الأولى بالبرّ و النصح و الإرشاد ، تُصيرين البيت جنّةً بإذن الله ، فتُشعلين به دفء المودة و العطف و الحنان و الرحمة ، تقربين وجهات النظر بين والديك ، صديقة أمِ ، و صاحبة أختٍ ، و رفيقة أخٍ و مُستأمنٌ له ، صندوق الأمانات ، و مستودع الأسرار ، و معينةٌ _ بعد المولى _ في الأزمات ، و مجاهدةٌ في حل المشكلات بعون الله ..


    أنتِ الفقيهة في صناعة الإنسان السويّ بفضل الله و منّه ، فأنتِ المجتمع لأنكِ نصفه و من ينجب نصفه الآخر ، مُربيةٌ الرجال ، صانعةٌ للمآثر و القادة و الأبطال و الشهداء _ بمشيئة الله _ أباً أو أخاً ، زوجاً أو ابناً ، و كما يقال : " وراء كل رجلٍ عظيمٍ امرأة " ، أنتِ معلمةٌ للإخوان و الأولاد كيف يحافظون على الروابط الأسرية المتينة ، و يشدون من صلات الرحم و القرابة كلما أوشكت الحبال أن تُرخى ..



    أنتِ الواصلة إذا قطع الآخرون ، المُبادرة إذا تأخر الباقون ، المُعطية إذا منع المقربون .. ، و لذا فأنتِ جوهرةٌ بين أهلك .. عزيزٌ عليهم فقدك ، و لا غرو أن يقول المتنبي :

    فإن تفُق الأنام و أنت منهم ... فإنّ المسكَ بعض دم الغزالِ .



    فاسعي لتسلم الراية .. فالدور ذو قيمة .. و المَهمّة عظيمة .. و قديماً قال حافظ إبراهيم :



    الأمُّ مدرسةٌ إذا أعددتها ... أعددتَ شعباً طيب الأعراق .
    الأمُ روضٌ إن تعهّده الحيا ... بالرّي أورق أيما إيراق .
    الأم أستاذ الأساتذة الألي ... شغلت مآثرهم مدى الآفاق .
    في دورهن شؤونهن كثيرة ... كشؤون رب السيف و المزراق.


    و بالله التوفيق ..


    شوال / 1429 هـ .

    بقلم : إيمان الغامدي .
    " فاطر السموات و الأرض أنت وليّ في الدنيا و الآخرة توفني مسلما و ألحقني بالصالحين "

  2. افتراضي رد: في بيتنا عبق الرياحين

    بارك الله فيك غاليتي على تلك النقله المميزه وبارك الله في أختنا في الله ايمان الغامدي
    كلمات لها بريق خاص فعلا
    ]قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له"

    قلبي مملكه وربي يملكه>>سابقا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •