تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 41 إلى 59 من 59

الموضوع: ما المقصود بقولهم : فهم سلف الأمة؟

  1. #41

    افتراضي رد: ما المقصود بقولهم : فهم سلف الأمة؟

    شيخنا السكران : استغفر الله في حقك , وانا عبد الرحمن وليس والده (ابتسامة) .. وإنما قصدت بلم استسغه : لم يعجبني .
    وأرجو أن العذر قد قام (ابتسامة).

    كل هذا الكلام والتطويل فليس فيه إلا :
    1-إجماع السلف واجب اتباعه : وهذا إجماع لازم عند الجمهور والأغلبية الساحقة من الأمة.
    2-إن اختلفوا فلا مزية لقول أحد على الآخر إلا بالدليل : والدليل من نص أو لغة .
    3-نقول : الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة قطعا لدابر المبتدعة وأتصور أن مجرد تقعيد قواعد الإستنباط الصحيحة كاف لهذا الغرض , وذلك أن البعض صار يستغل مسألة فهم السلف : لتحريم كل شئ ولتبديع كل أحد ولقمع كل مخالف!

    _ما سؤالك البرئ يا شذى الجنوب : فنحن في منتدى تأمل ونقاش و وغذا لم نتناقش فليغلق المنتدى إذ ما فائدته آنذاك : تحميل الكتب فقط!

  2. #42
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: ما المقصود بقولهم : فهم سلف الأمة؟

    يعلم الله يا أخي الحبيب المبارك (عبد الرحمن) يخشى والله ان تتطور الأمور فيما بعد إلى أبعد من مسألة (ترك فهم السلف والإعراض عنه) إلى مسألة أخطر وأعظم وهي (ترك السلف أنفسهم وهجرهم) ومن ثم الدخول شيئا فشيئا إلى (الهالة السوداء أو الثقب الأسود) الذي لا رجعة معه.

    والله الذي لا إله إلا هو لولا الله ثم السلف لما وصلت هذه السنة الغراء إلى كل من يحاول طمس أثرهم وفهمهم، يقولون في الأمثال: (أعط القوس باريها) فوالله لأن الخلق بعد نبيهم صلى الله عليه وسلم عيال عليهم، ولهم في رقبة كل منصف للحق دين لابد من إيفائه.

    ومن ثم يأتي من يقول: لا عبرة بفهم السلف!!
    سألتكم بالله تعالى وهل هؤلاء السلف سيفهمون فهما مجانبا للصواب غير مقبول وسيسكت عنهم بقيتهم ويقرونهم عليه بدون نكير؟!
    وهل قد سمعنا عن واحد من السلف الصالح أنه فهم فهما لنص من النصوص مجانبا للصواب ومن ثم جعلنا فهمه هذا حجتنا بيننا وبين الله؟!

    من هم سلف الأمة بنظركم؟
    بشر المريسي! عبد الله بن سبأ! واصل بن عطاء! الجهم بن صفوان!

    والله ما سلف الأمة إلا: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن و...، أمة وصحبة قد اختارها الله لرسوله، فنأتي نحن ونضرب بفهمهم عرض الحائط!

    ثم من خلفهم؟
    ابن كلاب! الحلاج! الجعد! ابن عربي!
    والله ما خلفهم إلا: سعيد والحسن والثوري وابن عيينة وإبراهيم و...، أمة لا يوجد في فضل رجالها منازع، لكن هي الأهواء والتعصب الأعمى.

    ماذا أقول وماذا أكتب، والله إني لأتحسر من أجد من يتبنى مثل هذا الأمر وهم من بني جلدتنا. فالله الأمر من قبل ومن بعد.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  3. #43
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: ما المقصود بقولهم : فهم سلف الأمة؟

    الله المستعان! ألم أقل لك أنك تعجل وترد بلا تأمل!

    لا ادري أين ذكرتُ العامة و أشباه الأعاجم في كلامي ، حتى تجعل كلامي يتضمن الإشارة إليهم ..، فأنا أقصد اهل النظر و الاجتهاد ..

    وكيف يصبح العامي أعجمي اللسان واحدا من أهل النظر والاجتهاد؟ أليس بتعلم تلك الآلات التي بها يضبط الناس الفهم الصحيح لخطاب رب العالمين، التي لا يوصف الرجل بأنه مجتهد إلا بتحقيقها؟؟

    ، و مع ذلك فما قلتَه عن العامة يهوي عليه الواقع بقذائف الفساد و البطلان


    دع عنك هذا القرع الأجوف أصلحك الله، فلا تقوم به الحجة ولا يُروى به الغليل!
    فأنت إن سألتَ شخصا من عامة الناس عن معنى آية ، أعطاك معناها الجمْلي الذي يتبادر إلى ذهن كل شخص له بالعربية صلة - و إن كانت هشة-..، و مع أن معانيه لائحة للعامة فهو في نفس الوقت معجز النظم ، تعجز الأقحاح عن الإتيان بمثله ..، وهذا لا ينكره إلى مكابر او معاند ..، وهذه من آيات الله ..،

    الله المستعان! أنا ما ذكرت "العامة" إلا لأبين لك الضرورة إلى تعلم لسان القرءان والسنة، لسان المخاطبين الأوائل، لا الأخذ بألسنتنا نحن على حالها هذا!! واللسان ليس إلا جزءا من أجزاء يلزم الناس تعلمها حتى يتأهل الواحد منا للاحتجاج بالقرءان والسنة في مثل هذا الذي نحن فيه! فإن كنت لا ترى وجوب هذا التعلم حتى يتأهل الناس للاجتهاد، فلا أدري لماذا أنت هنا أصلا؟!
    يا أخ حميدي، القصد من هذا المثال - كما لا أظنه قد خفي على أحد سواك - أننا لم نكن حاضري الوحي ولا شهدناه، ونحن مطالبون بالعمل به كما عمل أول المخاطبين به الذين زكاهم الله، فلا الفهم الصحيح ولا العمل الصحيح يستقيمان لنا إلا اقتداءا بهم .. (واللغة – لغة هؤلاء المخاطبين الأوائل - ليست إلا جانبا من جوانب كثيرة يلزمنا الإلمام بها حتى نرجو أن نفهم الخطاب كما فهموه وأن يسعنا ما وسعهم وألا نشذ عن سبيلهم الذي زكاه الله وأمر باتباعه)
    فلا الكتاب ولا السنة ولا الإجماع ولا غير ذلك يمكن الاستفادة منهما على الوجه الصحيح في معرفة أحكام الله تعالى ومراداته من خطابه إلا بتلمس طرق تحقيق هذا الفهم...
    فهل عندك اعتراض على هذا المعنى ؟؟؟
    أنا لا أتكلم عن العامة الأعاجم وأشباههم ومدى فهمهم لما يصلهم من القرءان إذا ما سمعوه! ففهمهم لا تقوم به حجة في الدين أصلا، إلا إن كنتَ من جملة القائلين بأن القرءان يمكن لأي أحد أن يفهمه كما يشاء، وأنه علينا أن نتخذ له تفسيرا عصريا جديدا يناسب زماننا، من باب تجديد الدين وتحقيق المرونة التي تناسب أحوالنا – زعموا! فإن كان للفظ الواحد في القرءان أربعة أو خمسة وجوه في اللغة، وقال السلف الأول بوجه منها، فلا يلزمنا ذلك الوجه، ولنختر نحن ما يحلو لنا، ما دامت اللغة العربية تتسع له!!!
    فإن قلت أنك ترى جواز هذه الطريقة في التعامل مع النصوص، فاسمح لي أن أنهي حواري معك الآن ولا أعقب، والله المستعان.

    ما سميته أنت الآن بفهم السلف ، متناقض مع ما ذكره إخوانك المناصرون لك أعلاه ، فهم لا يقولون أن طريقة فهم النصوص أو النظر الصحيح في النصوص ، هو ( فهم السلف) ..، إذ هذا محل اتفاق ، فاستجماع نصوص الباب مع توظيف الأدوات المسدِّدة للفهم و الاجتهاد أمر لا يخالف فيه مخالف ...، و ليست هي المقصودة بـ(فهم السلف).
    أهذا ما فهمته من كلامهم؟ أنهم لا يقولون بأن طريقة فهم النصوص أو النظر الصحيح هي من فهم السلف؟؟ سبحان الله!
    أراك والله ما تدري ما تقصده بقولك "طريقة فهم النصوص والنظر الصحيح في النصوص"!
    من أين أخذ الناس هذا النهج نفسه بالأساس : "استجماع نصوص الباب مع توظيف الأدوات المسدِّدة للفهم و الاجتهاد أمر لا يخالف فيه مخالف" إلا من فهم السلف ومن طريقتهم، وسعيا للوصول إلى ما وصلوا إليه وما جرى به عملهم؟؟؟
    ما هذه المكابرة؟؟؟

    إذ المقصود بـ( فهم السلف ) هو الأخذ بمؤدى فهمهم ، أو الأخذ بنِتاج أنظارهم ، و تبنيها دون الخروج عنها ، أو الالتزام بفهوهم مع عدم الإتيان بفهم لا يتفق مع فهمٍ فهمَه أحدُهم ، و إلا عُد شذوذا عنهم ...، و ذلك بعدة اعتبارات ذكرها بعض الأفاضل منها : الأفضلية و غيرها...،

    فهذه هي المعاني التي يحوم حولها من يتبنى الأخذ بـ(فهم السلف) ، و أما ان نسلك المسلك السديد في فهم النصوص ..، فهذا ليس محل النزاع ..،


    أقول وبالله المستعان، هذا الصدع الذي ضربتَه بين "الفهم" و"مؤدى الفهم" أو "نتاج الفهم" إنما هو مصدر ذلك الخلل الأصيل عندك لو تأملت بروية وإنصاف! المجتهد يا أخي الكريم عندما يشرع في جمع النصوص والنظر فيها، ماذا يريد؟ لا يريد إلا الوصول إلى حكم الله تعالى التكليفي على مراد الله جل وعلا من عباده! أليس كذلك؟ بلى ولا شك!
    فإن كان ذلك كذلك، فهل هو أول من خوطب بهذا النص، وحضر مهبط الوحي وسمع من أمين الوحي ما سمع ورأى منه ما رأى؟ أم أنه خرج في زمان غير الزمان ومكان غير المكان ولسان غير اللسان، فهو مطالب بتلمس السبل لما علم أنه ينقصه ولا شك، حتى يفهم كما فهموا ويجيب كما أجابوا؟؟؟
    أو تراه اكتشف هذا النص في رقاع في صندوق في قاع البحر – مثلا -، فهو أول آخذ لما فيه من الأحكام غير مسبوق إلى ذلك ؟؟؟
    المراد بالاجتهاد معرفة حكم جرى به عمل قرون طويلة من المسلمين فيمن سلف (فهو موجود فيهم وإلا أجمعوا على ضلالة وهو ممتنع) - بخلاف النوازل التي سبيلها القياس والأشباه والنظائر وغير ذلك مما عرفناه من طريقة الصحابة رضي الله عنهم!

    فإن كان ذلك كذلك، واختلف الناس على أقوال شتى، فما المرجع إن لم يكن اتفاق وخلاف الأولين المشهود لهم بحسن الأداء والإجابة، الذين رأوا من رسول الله ما لم نره وسمعوا منه ما لم نسمعه، ومات عليه السلام وهو عنهم راض؟؟؟ إن فهمت كما فهموا، فستخرج بما ترجو معه أن تكون على الحكم الصحيح الذي نجزم بأنه لم يخرج عما قالوا به!!
    فمن أين يا رعاك الله جئت بهذا الفصل بين الفهم وأدواته وبين ما يؤدي إليه الفهم؟؟
    والله لو فهمت النصوص كما فهموها لما وصلت إلا لما وصلوا إليه!!

    يا أخي راجع الكلام وتأمل بروية بارك الله فيك ولا تعجل في الرد، فلسنا هنا في حرب مذهبية، وإنما الغاية بيان الحق ومعرفته بدليله، والله الموفق المستعان.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  4. #44

    افتراضي رد: ما المقصود بقولهم : فهم سلف الأمة؟

    بارك الله فيك يا شيخنا التميمي : وكلامك صحيح , وكل من يقول قول الصحابي لا عبرة به وفهم السلف نطرحه...فقد فهم الأمر على غير وجهه...
    لكنني أريد تحرير المسألة فقط ومحاولة التحرير هذه -لك ان ترى أين أصولتنا- فلم يستطع أحد ان يوصل المسألة ببيان ناصع ...
    وكل ما يقوله الشيخ البخاري وغيره : فأنا أوافقهم فيه : لأن حاصل قولهم "ما أطبق عليه السلف نطبق عليه" وهذا المعنى جيد لأنه هو الإجماع بعينه...
    ولكم أن تلاحظوا يا شيخنا التميمي : أن الكثير يستخدم هذا المصطلح -أعني فهم السلف- من غير انضباط علمي : بل وربما بلا مستند أصلا !!

  5. #45
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,444

    افتراضي رد: ما المقصود بقولهم : فهم سلف الأمة؟

    يا أبا الفداء رضي الله عنك وعن والديك...مكن تصحح سؤالي وتحرره زي ما انت عاوز بس تجاوبني عليه ...

    الاحتجاج بفهم السلف هل هو احتجاج بإجماعهم على فهم معين من نص معين أو هو من جنس ذلك أو هو غيره ؟؟
    اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وأصلح لنا شأننا كله ..

  6. #46
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: ما المقصود بقولهم : فهم سلف الأمة؟

    آمين وعنك وعن والديك والمسلمين.
    والله يا أخي في ظني أني أجبتك.
    فإن كان قد خفي عليك الجواب فأقول:
    حجية النص في العقائد والأحكام (وفي منزلتها تأتي حجية إجماع السلف) شيء، وضبط فهم النص بالأساس - ومن ثم مآل الاستدلال به - على الفهم الصحيح ومنهج النظر الصحيح (فهم السلف المفضي ولا شك إلى لزوم أقوالهم بالجملة عند اختلافهم) شيء آخر.

    فهل تقوم بالنص حجة أصلا دون فهمه الفهم الصحيح؟؟
    وهل اختلاف الناس إلا من زعم كل طائفة منهم أن فهمها هو الفهم الصحيح؟؟
    فما المرجع وما المآل عندئذ لتحقيق الفهم الصحيح؟؟
    القصد أن لزوم فهم السلف واجب لا من جهة حجيته كالنص .. وإنما من جهة أنه السبيل الصحيح إلى معرفة معنى ومآل النص وكيفية الانتفاع به عند النظر والاستنباط، وبالتالي كيفية الاحتجاج به على الوجه الصحيح.
    وهذا مؤداه وحاصله عند التأمل: قولنا بأنهم إن اختلفوا لم يجز لنا الخروج عن جملة أقوالهم، وجاز أن يسعنا ما وسعهم.. أما أن نخرج عما وسعهم بقول لم يروا هم ولا من تبعهم أي اعتبار له - مع توافر الدواعي لنقله بين المنقول من المذاهب - (على افتراض أنه قد وجد فيهم أصلا) فهذا شذوذ عن الفهم الصحيح والسبيل المستقيم، ولا فرق في ذلك بين العقائد والأحكام..

    هذا جوابي إن كنتُ قد فهمتُ سؤالك الفهم الصحيح (ابتسامة)
    فأفصح عما في خاطرك، بارك الله فيك.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  7. #47
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي رد: ما المقصود بقولهم : فهم سلف الأمة؟

    سأترك بعضا من كلامك الذي لا أرى له صلة بما نحن فيه ، و أحادثك فيما يندرج في صلب المسألة ..،

    أراك والله ما تدري ما تقصده بقولك "طريقة فهم النصوص والنظر الصحيح في النصوص"!


    راجع كلامي و تمعنه جيدا ..، فقد قررت أن "النظر الصحيح " عُلم من صنيع السلف الصالح ...، فالأناة الأناة ..،



    فإن كان ذلك كذلك، واختلف الناس على أقوال شتى، فما المرجع إن لم يكن اتفاق وخلاف الأولين المشهود لهم بحسن الأداء والإجابة، الذين رأوا من رسول الله ما لم نره وسمعوا منه ما لم نسمعه، ومات عليه السلام وهو عنهم راض؟؟؟ إن فهمت كما فهموا، فستخرج بما ترجو معه أن تكون على الحكم الصحيح الذي نجزم بأنه لم يخرج عما قالوا به!!
    فمن أين يا رعاك الله جئت بهذا الفصل بين الفهم وأدواته وبين ما يؤدي إليه الفهم؟؟
    والله لو فهمت النصوص كما فهموها لما وصلت إلا لما وصلوا إليه!!


    فمفاد كلامك هذا بين البطلان ، لأنك ظننت بأن اتحاد المسلك - أو الطريقة - في فهم النصوص ، يلزم منه أن تكون النتيجة واحدة، و هذا يدري بطلانه كل من له بالفقه أدنى اعتناء ..،


    اعلم أنه لا يلزم من انتهاج نفس النهج في فهم النصوص أن تتفق الأقوال ..، و ذلك لعوارض قد تعرض للمجتهد ، و انا هنا اتكلم بالخصوص عن السلف - رضي الله عنهم - فمع سلوكهم المنهج الصحيح في فهم النصوص لم يتفقوا ، بل اختلفوا ، و سبب الاختلاف سطرها الإمام الأشم في ( الإحكام) و شيخ الإسلام في (رفع الملام) ..،


    و ما يهمني هنا ، هو : تفاوت الناس في قوة الفهم ، فهذا أمر جبل عليه الإنسان ، و هذا ينطبق على السلف ، إذ مراتب الفهم لديهم متفاوتة كل بحسبه ،

    و من ادعى أن فهم السلف على اتفاق ، فقد ادعى باطلا ، و يستثنى من هذا ما اجمعوا عليه ..،

    و قد يأتي من بعد السلف من يسلك مسلكهم في فهم النصوص ، و يفهم منه فهما لم يقل به أحد منهم (أي السلف) ، و هو فهم مبني على النظر الصحيح ، فهل يطرح هذا الفهم لأن أحدا من السلف لم يقل به ؟

    فطريقة الفهم ، ليس هو مؤدى الفهم ، الذي يتمثل في أقوالهم التي بنوها على هذا الفهم ...،

    فطريقتهم في فهم النصوص ننتهجها ، ولا يلزم من ذلك أن ما توصلنا سيكون متفقا و ما توصلوا إليه ..،


    فلزوم فهم السلف واجب لا من جهة حجيته كالنص .. وإنما من جهة أنه السبيل الصحيح إلى معرفة معنى ومآل النص وكيفية الانتفاع به عند النظر والاستنباط، وبالتالي الاحتجاج به على الوجه الصحيح.
    عندي سؤال : هل السلف اختلفوا في ( فهم النص) أم لا ؟



    وهذا مؤداه قولنا بأنهم إن اختلفوا لم يجز لنا الخروج عن جملة أقوالهم، وجاز أن يسعنا ما وسعهم..

    ما دليلك على هذا من ( القرآن و السنة) ..؟؟؟؟


    أما أن نخرج عما وسعهم فهذا شذوذ عن سبيلهم، ولا فرق في ذلك بين العقائد والأحكام..
    ما معنى الشذوذ بارك الله فيك ...،؟؟


    تنبيه : أشكرك على تنبيهك على الخطأ النحوي الذي وقعت فيه ..،

    طلب : حاول أن تناقشني بدون إطالة ..، حتى لا أطيل أيضا ..،

  8. #48
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: ما المقصود بقولهم : فهم سلف الأمة؟


    فمفاد كلامك هذا بين البطلان ، لأنك ظننت بأن اتحاد المسلك - أو الطريقة - في فهم النصوص ، يلزم منه أن تكون النتيجة واحدة، و هذا يدري بطلانه كل من له بالفقه أدنى اعتناء ..،
    إن كنتَ قد فهمتَ من كلامي أن اتحاد المسلك يلزم منه الانتهاء إلى قول واحد، فأعد قراءة الكلام واجمع بعضه إلى بعض، واسأل عما أشكل عليك فيه لأعيد بيانه إن لك إن لزم الأمر!! أما هذه الجعجعة التي يحسنها الأقزام ولا يحسنون غيرها (يدري بطلانه كل من له بالفقه أدنى اعتناء) فلن أصبر على مواصلة الحوار معك بها!!
    وكم من عائب قولا صحيحا وآفته من الفهم السقيم!!!
    اعلم أنه لا يلزم من انتهاج نفس النهج في فهم النصوص أن تتفق الأقوال ..، و ذلك لعوارض قد تعرض للمجتهد ، و انا هنا اتكلم بالخصوص عن السلف - رضي الله عنهم - فمع سلوكهم المنهج الصحيح في فهم النصوص لم يتفقوا ، بل اختلفوا ، و سبب الاختلاف سطرها الإمام الأشم في ( الإحكام) و شيخ الإسلام في (رفع الملام) ..،

    أكرر: لإن كنت فهمت من كلامي أن لازمه عدم وقوع الخلاف بين السلف، فوالله ما فهمتَ شيئا ولن أكرر بيان ما أمللتُ قراء هذا الشريط وغيره في تلك البابة من أجل أنك لا تقرأ إلا ما يعجبك!!
    قد تقدم الكلام مفصلا على ما قاله ابن حزم رحمه الله في الإحكام فراجعه.. (وفي انتظار غربلتك "للجهالات")!
    و قد يأتي من بعد السلف من يسلك مسلكهم في فهم النصوص ، و يفهم منه فهما لم يقل به أحد منهم (أي السلف) ، و هو فهم مبني على النظر الصحيح ، فهل يطرح هذا الفهم لأن أحدا من السلف لم يقل به ؟


    في مسألة القول المندثر وتوافر دواعي النقل تفصيل قد تقدم بيانه في مشاركات آنفة، لو كلفت نفسك قراءته بروية لما قلتَ هذا الكلام، والله المستعان.
    أما قولك "فهم مبني على النظر الصحيح" فقول مقلوب، بل النظر الصحيح – الذي هو عندي بمعنى الاستنباط، ولا أدري ما معناه عندك - هو الذي لا يتأتى إلا بعد تحقيق الفهم الصحيح لآحاد النصوص ومفرداتها واتباع الجادة الصحيحة المتبوعة في تفقهها، وكل هذا بجملته وتفصيل ما فيه من المذاهب (التي حاصلها جملة الأقوال) هو ما نصطلح عليه بفهم السلف ..
    ولو شئتُ أن أعكر عليك صفو الحوار لقلتُ مثلما تهوى أنت أن تقول – هداك الله – : "وهذا أمر يعرفه من له أدنى قدر من الدراية بالأصول والفقه وعلوم الشريعة"!!!
    وأقول: حرر لو تكرمت ما تصطلح عليه بالفهم وما تقصده بالنظر إن أردت لهذا الحوار أن يصل بنا إلى ثمرة!!
    فطريقة الفهم ، ليس هو مؤدى الفهم ، الذي يتمثل في أقوالهم التي بنوها على هذا الفهم ...، فطريقتهم في فهم النصوص ننتهجها ، ولا يلزم من ذلك أن ما توصلنا سيكون متفقا و ما توصلوا إليه
    سبحان الله!
    يا أخ حميدي، المسائل القديمة التي اختلف فيها الصحابة والتابعون في القرون الفاضلة على أقوال معدودة، ولم يُنقل عنهم خلافها مع توفر الداعي القوي إلى ذلك النقل عن أئمة النظر والفهم منهم (لا عن عامتهم الذين لا اجتهاد لهم ولا قول لهم ينقل) لا يُتصور أن يخرج الحق عنها، كما لا يُتصور – لزوما - أن يؤدي الفهم الصحيح للنصوص عندهم إلى استنباط قول خارج عما نُقل عنهم! وإن وقع ذلك في مجتهد منا فإنه يدل على فساد فهمه هو وطريقته هو، لا على ضياع نظير ذلك القول الذي جاء به في المنقول عن السلف!!
    الذي يأتي بقول لم يعمل به أحد في الأمة من قبل فيما مضى به علم وعمل وفتيا أئمة تلك الصناعة، في مسألة كأمثال هذه المسائل القديمة (لا النوازل فهذه لها شأن آخر) ثم يقول لعله قد قيل به من قبل ثم اندثر، هذا يُجَهِّل ويضلل سالف الأمة من قبله!! إذ لو كان حقا لما أخفاه الله على المسلمين من قبله، ولكان أولى الناس به خير القرون ولا ريب، ولكان – ولابد - من جملة ما اعتنى الأتباع وأتباعهم به من الأقوال التي تناقلوها وجرى عليها عمل الناس في أقطار المسلمين من بعدهم، فتأمل!!
    الأشاعرة – مثلا - يقولون أن ما عندهم من أقوال لا سلف لهم فيها (يعني في ذات الأقوال)، إنما هي تأويلات للنصوص يسوغ لنا بفهم السلف الخلاف فيها، وسائر الطوائف المنحرفة التي عرفتها الأمة تدعي أن طريقة السلف في الفهم تسوغ لهم الوصول إلى هذا الذي وصلوا إليه، وأنه لابد من موافق لهم من السلف فيما يقولون وإن خفي عنهم .. فإن كان لك جواب عليهم – أصلا – في دعواهم تلك، فهو جوابنا عليك ههنا، والله المستعان!
    طلب : حاول أن تناقشني بدون إطالة ..، حتى لا أطيل أيضا ..،
    طلب: حاول أن تتأنى وتصبر على قراءة كلامي على طوله إن أردت أن يصل إليك مرادي منه وحتى لا نضطر إلى التكرار!! فأنا سأصبر – بعون الله – على قراءة ما تتفضل به وإن طال.
    وقد تبين لي الآن – والله أعلم – أنك لم تقرأ كلامي الطويل في الرد على ما في الإحكام إلا قراءة عابرة، ولو تأنيت فيه ودققت لما احتجنا إلى التكرار الممل، والله المستعان!
    أسأل الله الهداية والسداد لي ولك وللمسلمين.

    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  9. #49

    افتراضي رد: ما المقصود بقولهم : فهم سلف الأمة؟

    قال الشيخ أبو فهر :

    الاحتجاج بفهم السلف هل هو احتجاج بإجماعهم على فهم معين من نص معين أو هو من جنس ذلك أو هو غيره ؟؟



    فرد الأخ أبو الفداء :

    حجية النص في العقائد والأحكام (وفي منزلتها تأتي حجية إجماع السلف) شيء، وضبط فهم النص بالأساس - ومن ثم مآل الاستدلال به - على الفهم الصحيح ومنهج النظر الصحيح (فهم السلف المفضي ولا شك إلى لزوم أقوالهم بالجملة عند اختلافهم) شيء آخر.

    فهل تقوم بالنص حجة أصلا دون فهمه الفهم الصحيح؟؟
    وهل اختلاف الناس إلا من زعم كل طائفة منهم أن فهمها هو الفهم الصحيح؟؟
    فما المرجع وما المآل عندئذ لتحقيق الفهم الصحيح؟؟
    القصد أن لزوم فهم السلف واجب لا من جهة حجيته كالنص .. وإنما من جهة أنه السبيل الصحيح إلى معرفة معنى ومآل النص وكيفية الانتفاع به عند النظر والاستنباط، وبالتالي كيفية الاحتجاج به على الوجه الصحيح.
    وهذا مؤداه وحاصله عند التأمل: قولنا بأنهم إن اختلفوا لم يجز لنا الخروج عن جملة أقوالهم، وجاز أن يسعنا ما وسعهم.. أما أن نخرج عما وسعهم بقول لم يروا هم ولا من تبعهم أي اعتبار له - مع توافر الدواعي لنقله بين المنقول من المذاهب - (على افتراض أنه قد وجد فيهم أصلا) فهذا شذوذ عن الفهم الصحيح والسبيل المستقيم، ولا فرق في ذلك بين العقائد والأحكام..


    أخي أبو الفداء : كلامك غاية في الضبابية , وليس ذلك لعدم فهمي : بل لعدم تحريرك مواطن النزاع والمفهوم من المصطلح وغير ذلك.
    أنت تقول فهمهم حجة : ولما تحدد لنا ما المقصود بفهم السلف! (هل إجماعهم -هل فهم الواحد منهم - هل فهم جمهورهم ...أم شئ آخر)
    إن قلت إجماعهم فكل من في عالم النت من أهل الإسلام سيوافقك ولا داعي لهذا المصطلح فمصطلح الإجماع فيه غناء, فواجب البقاء مع الإصطلاح المتعارف عليه درءا لهذه الإستشكالات والصراعات.
    إن قلت فهم الواحد منهم : قلنا وما ميزته على قول غيره , فإن قلت نرجح قوله بدليل(نص-لغة-ضرورة حس) : عدنا إلى الدليل وما عادت هنا قيمة لفهم ذاك الإمام.
    فإن قلت -وقد قلته- : إذا اختلفوا لا نخرج عن الأقوال المنقولة عنهم , نقول : وهذا يوافقك في خلق الله أجمعين وهي قضية اصولية شهيرة مع أن بعض سهام النقد قد توجه إليها : لو وصلنا قولان للسلف في مسألة لم يصلنا غيرهما وهذا وارد فلم تكن أنذاك مراكز حفظ المعلومات , ووصلنا حديث مخالف لما دل عليه قولي الرجلين : ماذا نفعل , وهنا سندخل في قصة أخرى : (الحديث الذي ليس عليه العمل..ذكرها الشاطبي في الإعتصام)

    وحاصل ما تحصل لحد الآن : أن الإخوة ماعدا المشاركتين التين ذكرتهما لم يفيدوني بشئ , فأنا لم أفهم لحد الآن ماذا تقصدون : وإن كنت أجزم أنكم لا تقصدون إلا إجماعهم أو فهم الواحد بدليل مرجح .لكن ما يشككني أنني لما أقول هذا الكلام ينكر علي !!!!!!!!!!

    ************

    أخي الفاضل ابو الفداء ! قولك :
    القصد أن لزوم فهم السلف واجب لا من جهة حجيته كالنص .. وإنما من جهة أنه السبيل الصحيح إلى معرفة معنى ومآل النص وكيفية الانتفاع به عند النظر والاستنباط،

    هذه عبارة إنشائية بامتياز لا تحق حقا ولا تبطل باطلا , واصل النزاع في أصل استدلالك!!!!
    على أن في عبارتك تناقضا عجيبا !
    وأرجو تحرير المفهوم والنظر في كل معنى على حدة وإلا فسنخرج الآن بالمشاركات الطويلة ولا شئ فيها إلا : أنت لا تفهم الفقه _ أنت لا تفهم كيفية النظر في النصوص - بل انت من لا يعرف.....

  10. #50
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    3,215

    افتراضي رد: ما المقصود بقولهم : فهم سلف الأمة؟

    اخي الكريم تقول (( وحاصل ما تحصل لحد الآن : أن الإخوة ماعدا المشاركتين التين ذكرتهما لم يفيدوني بشئ , فأنا لم أفهم لحد الآن ماذا تقصدون )
    اقول سبحان الله وصل عدد المشاركات الى اكثر من اربعين ولم تفهم منها سوى اثنتين اذا عند ك اشكالية في فهم السلف وفي فهم المتاخرين
    قال الامام المنذري رحمه الله :
    وناسخ العلم النافع :
    له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
    وناسخ ما فيه إثم :
    عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .

  11. #51
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: ما المقصود بقولهم : فهم سلف الأمة؟

    أخي أبو الفداء : كلامك غاية في الضبابية , وليس ذلك لعدم فهمي : بل لعدم تحريرك مواطن النزاع والمفهوم من المصطلح وغير ذلك.

    ما أسهل هذا الكلام.. وما أسهل أن أردَّ أنا عليه ويرد غيري ويقول: "بل أنت الذي لم تفهم كلام أحد من الإخوة المشاركين جميعا إلى الآن، والله المستعان.
    أنت تقول فهمهم حجة : ولما تحدد لنا ما المقصود بفهم السلف! (هل إجماعهم -هل فهم الواحد منهم - هل فهم جمهورهم ...أم شئ آخر)

    أنا ما زلت أتكلم في عموميات بدا لي واضحا - ولغيري هنا - أنها على الرغم من بداهتها إلا أن أخاك الحميدي له فيها رأي آخر! يعني يا رجل لما يقال للأخ أن لغة العرب وحدها - وليست عندي إلا آلة من عدة آلات كلها سبيل لتحقيق فهم السلف - فيها من الوجوه للفظ الواحد الكثير، فإلى أيها نذهب إن لم يكن إلى المعتمد عند السلف، فيقول ما أفهم أنا وغيري منه ما حاصله أن المتبادر إلى ذهن الناس أيا كان من تلك الوجوه يصح الأخذ به لأن القرءان لكل زمان ومكان، فبالله من الذي يتكلم دون تحرير لاصطلاح ولا ضبط لمعاني الكلام أصلا ؟؟؟؟؟
    الإجماع على قول من الأقوال = دليل من الأدلة التي تعمل عمل النص، وحجيته ملزمة لوجود النص على ذلك (الذي لولا موافقتنا لفهم السلف له ما قلنا بحجية ذلك الإجماع أصلا فتأمل!)، وأما المنصوص عن آحاد الصحابة وفقههم ففي الاستدلال به تفصيل وخلاف معروف فيما يقدم وما يؤخر منه.
    فالخلاف أو النزاع الذي ترمينا جميعا بالعجز عن تحريره يا أخانا، إنما هو النزاع في حجية أقوال آحاد السلف، - التي تجعله بمنزلة النص كالإجماع -، أي أنه الخلاف في بعض طرق الوصول إلى معرفة قول وعمل الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم، وهو خلاف معتبر، وليس مؤداه جواز الخروج عن جملة أقوالهم كما يحلو لكل صاحب هوً متبوع أن يقول "ما داموا قد اختلفوا، فلنقل إذن بما نراه صحيحا في فهم النص أيا كان ولا يعنينا تتبع ولزوم أقوالهم"!!
    أما الخلاف في وجوب التزام فهمهم وتقديمه على ما دونه بالأساس، فلا عبرة به أبدا، والفرق بينهما واضح، إلا أن من المنتسبين إلى العلم وطلبه من يراه معتبرا، ولولا هذا ما أطلتُ الكلام والبيان كما فعلت، والله المستعان!
    فالذي تتكلم أنت فيه = جزء من أصل كلي وجب تحريره أولا قبل الخوض في تفاصيله، لوجود اللبس عند الكثيرين فيه!!

    إن اختلفوا فبأي شيء مما جاءنا عنهم نرجح المذهب الصحيح من جملة ما قالوا به = هذه مسألة
    وإن اختلفوا فهل يجوز لنا الخروج عن كل ما وصل إلينا منهم بقول جديد = هذه مسألة أخرى!


    سؤال الأخ الفاضل أبي فهر الذي جعلته أنت محل النزاع - ولك ذلك فأنت صاحب الموضوع على أي حال - يصب في المسألة الجزئية الأولى، وأنا ما زلت إلى الآن أتكلم في المسألة الكلية الثانية لمنازعة المنازع فيها، وما المسألة الأولى إلا فرعا عنها كما أرجو ألا تكون "ضبابية" كلامي أنا والإخوة قد منعتك من فهم هذا المعنى!
    إن قلت فهم الواحد منهم : قلنا وما ميزته على قول غيره , فإن قلت نرجح قوله بدليل(نص-لغة-ضرورة حس) : عدنا إلى الدليل وما عادت هنا قيمة لفهم ذاك الإمام.

    لا ميزة له على قول غيره من أقرانه ومن طبقته، على تفصيل في هذا، أما من دونه في الطبقة فهو مميز ومقدم عليهم ولا شك!!
    وعند اختلاف تلك الطبقة فقطعا لن أجعل المرجح النص في ذاته، لأن النص لا يستقيم لي فهمه على وجهه الصحيح بالأساس - وبالتالي الاستدلال به - إلا بمتابعة من أتابعه منهم في ذلك - بناءا على اجتهادي بالأداة التي تعلمتها منهم أيضا.. ومنها اللغة، فإن قلتَ اللغة، قلنا فأي لغة؟ اللغة التي فهم بها القرن الفاضل وعمل بها القوم، واتسعت أفهامهم لوجه واحد أو أكثر من وجوهها على التعيين ولم ينكر أحدهم فيها على الآخر، ومضى القرن بجملة تلك الوجوه المعتمدة عندهم دون نشاذ عنها، أم لغة أخرى - وإن كانت أصيلة فصيحة في ذاتها - ترجحها أنت بغير سلف منهم ولا رجوع إلى أحد منهم لمجرد أنها "لغة صحيحة"؟؟؟ وما يدريك أنهم هكذا فهموها؟؟ أم أنه لا يعنيك كيف فهموها؟؟؟
    هذا حرف المسألة وسبب طول دندنتي بمسألة اللغة هذه، لأنها أظهر مثال يبين الخلط في طريقة من أجادلهم!!
    يقول أحدكم أتمسك بظاهر النص، فنقول له أي ظاهر؟؟ كل المعاني والأوجه المحتملة يصح لكل عربي قح - لا لأعجمي مثلي ومثلك - أن يقول هذا هو ظاهر النص وهو مراد الشارع!! فمن الحكم بيننا لنعرف أي تلك "الظواهر" هو المراد على وجه الترجيح؟؟؟؟؟ وكيف يقال أن الحكم هو اللغة نفسها ؟؟؟
    فإن قلت -وقد قلته- : إذا اختلفوا لا نخرج عن الأقوال المنقولة عنهم , نقول : وهذا يوافقك في خلق الله أجمعين وهي قضية اصولية شهيرة

    لا لا يوافقني فيها خلق الله أجمعين، وهذا واضح لا يحتاج إلى بيان! وأكثر نزاعنا هنا كان مع أخ لك لا يقرك عليها، ولو أقرك عليها لأراحنا جميعا، والله المستعان!!
    لو وصلنا قولان للسلف في مسألة لم يصلنا غيرهما وهذا وارد فلم تكن أنذاك مراكز حفظ المعلومات , ووصلنا حديث مخالف لما دل عليه قولي الرجلين : ماذا نفعل

    لو تأملتَ يا أخي فيما تقول لبان لك فيه لازم شنيع أرجو ألا تلتزمه = ألا وهو تجهيل السلف، ولا حول ولا قوة إلا بالله!! تماما كالذي يقول الناس الآن تطلع على مئات المجلدات المطبوعة وبموسوعات الكمبيوتر وشبكة الانترنت يمكننا بالضغط على زر واحد أن نخرج عشرات التخريجات للحديث الواحد والقول الواحد، إذن فنحن أعلم من السلف وأوعى لمصادر الدين وللحديث رواية ودراية ... فوالله مثل هذا القول - وهو موجود لا يسعك إنكار وجوده - حقه الإهمال والزجر ولا يُرد على صاحبه ولا حول ولا قوة إلا بالله!!!
    أي مراكز معلومات التي تتكلم عنها يا هداك الله ؟؟؟
    راجع ما تعقبتُ به على كلام ابن حزم رحمه الله في الإحكام وما أورده فيه من استدلالات فهو كلام طويل لا أريد أن أكرره المرة تلو المرة، وأنتم تضطرون الناس إلى التكرار لأنكم لا تريدون تكلف القراءة، وإن قرأتم قلتم هذا إنشاء ممتاز ولكن لا يحق حقا ولا يبطل باطلا، أو علقتم بمثل هذه التعليقات العامة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، فإلى الله المشتكى والله المستعان!!!
    أكرر، الخلاف واقع معتبر في بعض الطرق للوصول إلى فهم الصحابة وعملهم وهو خلاف يسعنا كما وسع سلفنا، لكن هذا مع الاتفاق على أن هذا الفهم وجملة ما خرج منه من أحكام = قيد لنا، فهل ترى أنت التقيد به؟؟؟ إن كنت ترى ذلك فهنا بعضهم لا يرونه!!


    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  12. #52

    افتراضي رد: ما المقصود بقولهم : فهم سلف الأمة؟



    لو وصلنا قولان للسلف في مسألة لم يصلنا غيرهما وهذا وارد فلم تكن أنذاك مراكز حفظ المعلومات , ووصلنا حديث مخالف لما دل عليه قولي الرجلين : ماذا نفعل , وهنا سندخل في قصة أخرى : (الحديث الذي ليس عليه العمل..ذكرها الشاطبي في الإعتصام)




    الحديث الذي وصلنا من أوصله إلينا ؟ هل قفز من الرسول عليه الصلاة و السلام دون المرور بالسلف !!!! و من قال أن قول السلف يعارض الحديث ؟ ربما فهمك للحديث هو الذي يعارض
    فهم السلف لا الحديث و لو فهمت الحديث بفهمهم لما عارضه و هات مثال عن حديث لم يصل إليهم و وصلك على حد زعمك!!!
    طالب الحق يكفيه دليل وصاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل
    الجاهل يتعلم وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل

  13. #53

    افتراضي رد: ما المقصود بقولهم : فهم سلف الأمة؟

    بسم الله ...

    بداية : من عادتي أن لا اقرأ المشاركات التي يكون فيها نسخ ولصق ولا أرد على مشاركات الصيادين!
    الشيخ الفاضل ابو الفداء : لا علاقة لي بما يقوله الحميدي فكلمني أنا , ولو لم تتكلم عنه وعن حججه في مشاركة موجهة لي لكان ردك مختصرا وهذا ما أريده : فإنني أضجر من التطويلات التي لاتكون على قدر من الأهمية.
    ************
    وقد قلت للتو في نفسي : عجبا والله ! لما قرات جملتك هذه :
    لو تأملتَ يا أخي فيما تقول لبان لك فيه لازم شنيع أرجو ألا تلتزمه = ألا وهو تجهيل السلف،

    لأنني قلت :
    لو وصلنا قولان للسلف في مسألة لم يصلنا غيرهما وهذا وارد فلم تكن أنذاك مراكز حفظ المعلومات , ووصلنا حديث مخالف لما دل عليه قولي الرجلين : ماذا نفعل

    إن قصدي من "قرينة" لم يكن هناك مركز حفظ المعلومات واضح : قصدي أن قد لا ينقل لنا قول المصيب , وغنما نقل فقط قولان لمن لم يصب! ولا شئ في العقل ولا في الشرع يمنع من هذا ...
    *****************
    على انني أذكرك - وما مثلك بالذي تخفى عليه- بمقدمة الشوكاني رحمه الله لتفسيره فتح القدير فقد شفى وكفى في موضوع اللغة وفعاليتها في فهم التشريع والموقف من أقوال السلف...
    بالمختصر المفيد : لو أحطت بلغة العرب وتبحرت فيها واعتمدت على المعاجم الموثوقة وأحطت علما بأساليب التركيب الواقعة في غرائز القوم : كنت كالواحد منهم ستفهم ما يفهمونه , لن اللغة العربية لم تكن يوما : مجموعات فلسفية نظرية..
    على ان الطريق الصحيح هنا : لتفسير اللفظ طريق أول هو الشرع نفسه باستقراء النصوص وإلا فتفسير الصحابي للفظ وإلا فالمعاجم .يرافق كل هذا ملاحظة اقوال السلف استئناسا إذ لربما خفي عنا وجه من الأوجه وهي تدخيل في معنى (تقليب النظر والمشاورة العلمية)..
    وهنا مسألة : تقول أنت للفظة العربية عدة أوجه فإلى أي المعاني نصير : اقول لا بد لأحد الترجيحات من دليل وعودا على بدء يكون الترجيح من إلحاظ معنى تلك الألفاظ في استعمال الشارع وإلا فبدليل مرجح من اللغة نفسها وإلا فحمل اللفظة على كل معانيها التي تصلح لها. فلا إشكال بحمد الله.
    وتجدر افشارة إلى أنني لم أرمكم بالعجز -حاشاكم- لكن شدة الردود بينك وبين الحميدي أدت إلى إغفال النظر السليم أعني : تحرير محل النزاع , هذا كل ما أقصد.

    والسلام عليكم.
    وأعيد فأكرر الطلب : الرجاء التخفيف من حدة النقاش وقد ظهر لي فساده بعد أن واقعته اشهرا طويلة, في هذا المنتدى وغيره ..
    ولا فائدة فيه بل سببه : الإنجرار أو قلة العلم أو الرغبة في الإنتقام .
    اقول هذه حال : من يسلك هذا الأسلوب وإنني أعيذكم من الأخيرتين وأبرؤكم منها صدقا , اما الأولى فتبدو واقعة.

  14. #54
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: ما المقصود بقولهم : فهم سلف الأمة؟

    بداية : من عادتي أن لا اقرأ المشاركات التي يكون فيها نسخ ولصق ولا أرد على مشاركات الصيادين!

    أكرمك الله، والله ما نسخت ولا لصقت شيئا، واقتباسي الوحيد لكلام من خارج الموضوع كان من مشاركة قديمة لي ذات تعلق وثيق بالمسألة (أو هكذا أحسبها)..
    ولم أفهم ماذا تقصد بالصيادين ؟؟؟
    قصدي أن قد لا ينقل لنا قول المصيب

    أحسن الله إليك: هذا والله هو بيت القصيد ومربط الفرس ومحل النزاع بالأساس! وما كتبتُ أنا ما كتبته ولا أطلتُ فيه حتى أمللتُ القراء به إلا لأبين بكل طريق يسعني طرقه أن هذا المعنى ممتنع أصلا: أن يكون الصواب والحق كائنا في قول لم يُنقل إلينا قطّ!! لأن الداعي عند أهل صنعة النظر من هؤلاء الأئمة الأوائل لنقل تلك الأقوال وحصرها وتصفيتها والترجيح فيما بينها = كانا قويا شديدا، فقد كان ذلك في قوم المجتهد فيهم كلامه كالماء والهواء للناس لا غنية لهم عنه، فمن غير المتصور أن يندثر القول الحق ولا يكون - على الأقل - واحدا من تلك الجملة من الأقوال المحفوظة المنقولة إلينا! ولولا هذا الداعي نفسه ما حفظ لنا القرءان ولا نقلت إلينا السنة ولا تحقق موعود الله بحفظ الذكر، ولا صح أن تكون الأمة معصومة من الاجتماع على ضلالة (وضياع القول الحق فيها في أي مسألة من المسائل مهما صغرت يعني اجتماعها على ضلالة) فتأمل هذا المعنى بارك الله فيك.
    لو أحطت بلغة العرب وتبحرت فيها واعتمدت على المعاجم الموثوقة وأحطت علما بأساليب التركيب الواقعة في غرائز القوم : كنت كالواحد منهم ستفهم ما يفهمونه , لن اللغة العربية لم تكن يوما : مجموعات فلسفية نظرية..

    لا لو فعلتُ ما قلته يا أخي الكريم لم أكن كواحد منهم، إذ أن اللسان ليس هو العائق الوحيد في الطريق إلى حسن فهم المراد من النص، وإلا لما شق على نفوس هؤلاء الصحابة أهل اللسان أنفسهم قول الله تعالى لهم: ((الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ)) [الأنعام : 82] ولما أشكل عليهم إشكالا كبيرا حتى رفع النبي عليه السلام لهم هذا الإشكال!! فهذه عدة اللسان قد اكتملت عندهم، ومع ذلك لم يفهموا الوجه الصحيح من الكلام، فطلبوه من مصدره الأول عليه السلام! وهكذا نحن، نتعلق بأهداب الصحب والتابعين المنقول إلينا كلامهم ولا نجاوزه لغيره! فإن اتفقوا لزمنا أن نتفق، وإن اختلفوا لزمنا خلافهم أيضا، ولم يسعنا أن نقول أن الحق قد يكون في وجه من وجوه اللغة التي نعرفها من المعاجم (التي فيها هي نفسها السمع والرأي وغيره) استقلالا عن المنقول عنهم والمعمول به عندهم!
    وعودا على بدء يكون الترجيح من إلحاظ معنى تلك الألفاظ في استعمال الشارع وإلا فبدليل مرجح من اللغة نفسها وإلا فحمل اللفظة على كل معانيها التي تصلح لها

    كل هذا صحيح ولكن لا يكون إلا بالتقيد بجملة ما نقل إلينا عنهم، وعدم الخروج على أقوالهم في ذلك.. وأراك توافق على هذا القيد بالجملة، أليس كذلك؟
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  15. #55
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    46

    افتراضي رد: ما المقصود بقولهم : فهم سلف الأمة؟

    أخي بارك الله فيك وإن كنت أحمد لك التثبت والتدقيق فيما يصدر عنك، إلا أني لا أدري لم هذا التوقف عندك في إلحاق فهم السلف الصالح بالكتاب والسنة.
    قبل أن أطرح لك الموضوع من وجهة نظري أود أن أبث خاطرة وردت إلي من جراء التأمل في أسباب ضلال الفرق التي خرجت عن دائرة أهل السنة والجماعة
    وجدت أن من أعظم الأسباب أنهم يقفزون من المجمل إلى بعض التفصيلات التي قد يبدو في ظاهرها أنها تخالف المجمل وبالتالي هي تدعم ما يرمون إليه وهم بذلك لم يحققوا الإيمان الذي ذكره الله تعالى في قوله (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ {7}) لا أقصد وأعيذك بالله أن أكون قد وجهت الكلام أو جزءا منه إلى شخصكم الكريم أعاذني الله وإياك، لكن المقصد أن ثمة أمور لا ينبغي أن نشكك في مصداقيتها بمجرد بعض الجزئيات التي تصرف الأمر عن إطلاقه مثلا
    لو كانت العبارة (الكتاب والسنة (و) فهم السلف الصالح) لكانت المسألة إلى ماذهبتَ إليه أقرب ولكن العبارة (الكتاب والسنة (على) فهم السلف الصالح) إذن الفهم ليس متروكا هكذا وإنما المعنى أن يكون مجالُه كتابَ الله عز وجل وسنةَ رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى الافتراض الأول فإنه أيضا ليس بالضرورة أن يكون محلَّ إشكال لأن الفهم يحتاج إلى مفهوم والذي هو كما يقتضيه السياق كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
    وخلاصة الكلام في هذه المسألة
    1-أن الكتاب والسنة هما المرجع الأساس
    2-أن أولى الناس بفهم هذا المرجع الأساس هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان في الزمن الخيِّر لأن خير الناس قرنُ رسول الله صلى الله عليه وسلم كما دل على ذلك الحديث ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم
    3-أنه لا يجوز لأحد أن يتجاوز أقوال (مجموع) السلف الصالح في مسألة معينة ويقول أنا فهمت منها ذلك نقول له ومن أنت حتى يتجاوز الحقُّ كل الزمن الخير ويأتي ليحط رحاله عندك؟
    4-وعليه فيتحتم علي وعليك أخي الحبيب ألا نقول بمسألة إلا ولنا فيها سلف
    5-إضافة أخرى أنه عند تصادم الدليل وكلام (أحد) السلف فإن ذلك لا يعني أنه لا معنى لكلمة (على فهم السلف) لأن لكل حق سلفًا فإن أخطأ هذا فسيصيبه آخر.
    هذا من عندي فما أخطأت فمني وحدي وإن أصبت فمن الله تعالى وأسأل الله لي ولك التوفيق

  16. #56

    افتراضي رد: ما المقصود بقولهم : فهم سلف الأمة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء مشاهدة المشاركة
    أكرمك الله، والله ما نسخت ولا لصقت شيئا، واقتباسي الوحيد لكلام من خارج الموضوع كان من مشاركة قديمة لي ذات تعلق وثيق بالمسألة (أو هكذا أحسبها)..
    ولم أفهم ماذا تقصد بالصيادين ؟؟؟
    قال عبد الرحمن : لاوالله ما قصدتك يا شيخنا : والمقصود يعرف نفسه . أما النسخ واللصق فلم أقصدك به أيضا لأنني رايت موضوع ابن حزم , لكنني خفت لما رايته طويلا (ابتسامة) .

    أحسن الله إليك: هذا والله هو بيت القصيد ومربط الفرس ومحل النزاع بالأساس! وما كتبتُ أنا ما كتبته ولا أطلتُ فيه حتى أمللتُ القراء به إلا لأبين بكل طريق يسعني طرقه أن هذا المعنى ممتنع أصلا: أن يكون الصواب والحق كائنا في قول لم يُنقل إلينا قطّ!! لأن الداعي عند أهل صنعة النظر من هؤلاء الأئمة الأوائل لنقل تلك الأقوال وحصرها وتصفيتها والترجيح فيما بينها = كانا قويا شديدا، فقد كان ذلك في قوم المجتهد فيهم كلامه كالماء والهواء للناس لا غنية لهم عنه، فمن غير المتصور أن يندثر القول الحق ولا يكون - على الأقل - واحدا من تلك الجملة من الأقوال المحفوظة المنقولة إلينا! ولولا هذا الداعي نفسه ما حفظ لنا القرءان ولا نقلت إلينا السنة ولا تحقق موعود الله بحفظ الذكر، ولا صح أن تكون الأمة معصومة من الاجتماع على ضلالة (وضياع القول الحق فيها في أي مسألة من المسائل مهما صغرت يعني اجتماعها على ضلالة) فتأمل هذا المعنى بارك الله فيك.

    قال عبد الرحمن : أحسن الله إليك ! المقدمة الأولى غير جميلة وذلك أن : الله تعالى قد تكفل بحفظ كتابه وسنته فسواء اجتهدوا أم لا فلا مجال لضياعهما : واعتناء السلف بهما توجيه رباني .
    أما اقوال السلف فلا ادعى أحد حفظ الله تعالى لها لا بدليل من كتاب ولا عقل : أما الكتاب فنص على الوحي فقط واما العقل فيجوز ضياع شئ من أقوالهم , وهنا الإشكال .
    لا لو فعلتُ ما قلته يا أخي الكريم لم أكن كواحد منهم، إذ أن اللسان ليس هو العائق الوحيد في الطريق إلى حسن فهم المراد من النص، وإلا لما شق على نفوس هؤلاء الصحابة أهل اللسان أنفسهم قول الله تعالى لهم: ((الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ)) [الأنعام : 82] ولما أشكل عليهم إشكالا كبيرا حتى رفع النبي عليه السلام لهم هذا الإشكال!! فهذه عدة اللسان قد اكتملت عندهم، ومع ذلك لم يفهموا الوجه الصحيح من الكلام، فطلبوه من مصدره الأول عليه السلام! وهكذا نحن، نتعلق بأهداب الصحب والتابعين المنقول إلينا كلامهم ولا نجاوزه لغيره! فإن اتفقوا لزمنا أن نتفق، وإن اختلفوا لزمنا خلافهم أيضا، ولم يسعنا أن نقول أن الحق قد يكون في وجه من وجوه اللغة التي نعرفها من المعاجم (التي فيها هي نفسها السمع والرأي وغيره) استقلالا عن المنقول عنهم والمعمول به عندهم!

    قال عبد الرحمن : هل في اللغة يأتي الظلم بمعنى الشرك ! وقد قلت سابقا مصادر تفسير اللفظ : 1-الشرع 2-اللغة ...فهنا لم تدل اللغة على الشرك , فوجب النظر في الشرع : وهذا ما ندعو إليه نحن .

    ونحم إن اتفقوا وجب علينا أن لا نخالفهم , وإن اختلفوا فلا حجة لأحد على أحد إلا بدليل من جديد.
    أما ان كل المعاجم فيها الراي : فليس لي بها علم ومنكم يستفاد وكنت أرى ان معجم الأزهري كتاب أسانيد وليس أراء؟

    كل هذا صحيح ولكن لا يكون إلا بالتقيد بجملة ما نقل إلينا عنهم، وعدم الخروج على أقوالهم في ذلك.. وأراك توافق على هذا القيد بالجملة، أليس كذلك؟
    بالجملة أوافقك . وفي نفسي شئ من قول من قال إن أقوالهم حفظت لكنني لم أجد دليلا يصلح لذلك.

  17. #57
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: ما المقصود بقولهم : فهم سلف الأمة؟

    الحمد لله رب العالمين .. أرى أنه قد قربت المسافة بيننا جدا.
    ولي بعدُ تعقيبات يسيرة:
    قولك:
    الله تعالى قد تكفل بحفظ كتابه وسنته فسواء اجتهدوا أم لا فلا مجال لضياعهما : واعتناء السلف بهما توجيه رباني
    أقول إن كلامك في هذا عجيب، إذ لم يكن حفظ الله للكتاب والسنة وعموم الذكر إلا بعملهم واجتهادهم وشدة حرصهم على الرواية والدراية والفهم عن ربهم، رحمهم الله ورضي عنهم!
    أما المعاجم فأنا لم أقل أنها كلها يقع فيها الرأي، ولكن يقع في كثير منها، وليس على هذه المسألة معول في الكلام عندي أصلا، وإنما ذكرتها استئناسا، فدعك منها، أحسن الله إليك.
    أما قولك:
    واما العقل فيجوز ضياع شئ من أقوالهم , وهنا الإشكال .
    قلت لا فائدة في نص يحفظ رسمه ولا يحفظ فهمه معه يا أخي الحبيب .. ثم إن حفظ أقوالهم ومذاهبهم لا يلزم أن يكون بالنقل اللفظي عن آحادهم، وسبل الوصول إلى معرفتها ليست مقصورة على هذا فقط! وعلى أي حال فما ضاع لا يعنينا، لأن ضياعه يعني أنه لم يكن هو الحق .. فتأمل بارك الله فيك.
    -------------

    هذا ويطيب لي في خاتمة الكلام أن أرد بعون الله على شبهة مشهورة يوردها بعض إخواننا على دعوى لزوم فهم السلف، يستدلون فيها بكلام في الإحكام لابن حزم رحمه الله.
    قال: "وقد قال قائلون من المقلدين : نحن لم نرزق من العقل و الفهم ما يمكننا أن نأخذ الفقه من القرآن وحديث النبي صلى الله عليه وسلم !
    فيُقال لهم : أمنعكم الله تعالى العقل الذي تفهمون به ما قد ألزمكم بفهمه ، إذ يقول ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) .
    وقد سمعتموه يقول ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) ، فلولا أن في وسعكم الفهم لأحكام القرآن ما أمركم بتدبره ولولا أن في وسعكم الفهم لكلام النبي صلى الله عليه وسلم ما أمره بالبيان لكم ، هذا إن كنتم تصدقون كلام ربكم !
    فليت شعري كيف قصرت عقولكم عن فهم ما افترض الله تعالى عليكم تدبره والأخذ به ، واتسعت عقولكم للفهم عن الشافعي ومالك وأبي حنيفة ؟"
    اهـ.
    ( الإحكام : 2/292)

    يقول الإخوة هذه حجة القرءان عليكم! ونقول كلا، بل هو احتجاج ابن حزم رحمه الله علينا بفهمه هو، وهو مردود!
    فمن الذي قال أن المراد بعموم التدبر هنا - وهو الواجب وجوبا عينيا على كل أحد - استنباط الأحكام الشرعية واستكمال عدة الاجتهاد والتفقه في الدين؟؟ كلا والله! وإلا فما وجه قوله تعالى: ((وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَه ُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً)) [النساء : 83]؟؟
    وما وجه قوله تعالى: ((وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُو اْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)) [التوبة : 122] وما وجه قوله تعالى: ((فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)) [الأنبياء : 7]؟؟
    من التدبر - يا كرام - ما لا يلزم له إلا الإلمام بلسان القرءان، لسان المخاطبين به في زمانه ومكانه، وهو القدرُ المتحقق في كفار قريش في زمان التنزيل وهو الذي به يُبَكِّتهم الرب جل وعلا ويستنكر عليهم عدم تدبرهم لمعانيه التي تهدم شركهم وباطلهم هدما! فلولا أن قلوبهم مقفلة بالهوى لتدبروا ولاتبعوا الحق من بعد ما تبين لهم الهدى!! أما ما نحن فيه من النظر في المسائل واستنباط الأحكام فيها من أدلتها فالنص واضح في أن لهذه الصنعة أهلها المختصون بها في كل زمان من الأزمان، هم أولو الأمر وأهل الذكر الذين يستنبطونه، الذين إليهم المرجع دون غيرهم!! فالله وإن كان قد كلف جميع المسلمين بالتدبر، إلا أنه لم يكلف جميع المسلمين باستنباط الأحكام الشرعية في كل المسائل، حتى يقال أن لكل المسلمين عقولا كعقول علماء الصحابة تؤهلهم لمعرفة مراد الله من الخطاب التكليفي كما عرفوا هم! وهل كان الصحابة جميعهم سواءا في أخذ الأحكام من القرءان والسنة مباشرة، أم كان منهم من يفتي ومن يستفتي، وكانوا جميعا يرجعون إلى أهل الذكر والفقه منهم – من بعد النبي عليه السلام - في ذلك؟؟ وهل شهدنا نحن ما شهدوه هم وهل سمعنا من النبي عليه السلام ما سمعوه هم وعملوا به تحت نظره ومتابعته عليه السلام حتى صاروا - ولابد - الجيل الأفهم والأوعى لمراد الله من خطابه وتكليفه؟؟؟ وهل ينازعُ في هذا عاقل أو يطالبُ عليه بدليل من النص؟؟؟ وهل النص أصلا إلا روايتهم التي نقلوها إلينا بدرايتها وفهمها معها (اتفقوا في ذلك أو اختلفوا في بعضه)؟؟
    سبحان الله!
    وأقول فلنتأمل بروية في القول المردود عليه هنا لنرى هل تلحقُ دعوى اتباع فهم السلف بالمردود عليهم فيه حقا أم لا!
    يقول القائلون المذكورون: نحن لم نرزق من العقل والفهم ما يمكننا من أن نأخذ الأحكام من الكتاب والسنة.. ونقول لهؤلاء كذبتم، فالله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وعقولكم المركبة فيكم ما خلقت أصلا إلا للعبادة وللفهم عن رب العالمين! ولكن الفهم والعقل قوامه العلم! والعلم درجات ومراتب لا على درجة واحدة!! وبدون العلم لا عقل أصلا ولا قيمة لما يأتي به العقل! وهذا مطرد في القرءان لا يحتاج إلى استدلال! ونحن نطالبكم بتحصيل هذا العلم والسعي في سبيل الوصول إليه إن أردتم أن تكونوا من الذين يستنبطون الأحكام!!
    فإن قلتم وهل العلم إلا الكتاب والسنة؟ قلنا كلا، ليس العلم إلا الكتاب والسنة، ولكن ما السبيل إلى معرفة الكتاب والسنة معرفة صحيحة، يمتاز بها أهل الحق عن أهل الزيغ والباطل، وما سبيل استخراج الأحكام منهما على النحو الصحيح؟ أليس العلم بلسان المخاطبين الأوائل بهما وأحوالهم في العمل بذلك الخطاب؟ أليس العلم بالناسخ والمنسوخ منهما وما استقر عليه العمل عند ظهور التعارض؟ أليس العلم بما علََّمه النبي عليه الصلاة والسلام لأصحابه وعليه قام فهمهم وجرى عملهم حتى مات وهو عنهم راض، ثم مضى عليه أمر الخلفاء الراشدين من بعده بلا نكير من أئمتهم وأهل النظر منهم؟ أليس العلم بما كان عليه هؤلاء الخلفاء الراشدون المهديون الذين جاء النص واضحا على أن سنتهم من سنته عليه السلام ويجب اتباعها بلفظ إيجاب لا لبس فيه حيث قال "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي .."؟
    أفيستوي قولٌ منسوب إلى عمر رضي الله عنه بقول منسوب إلى مالك أو الشافعي أو الأوزاعي أو من جاء بعدهما؟ وهل نحن إذ ننادي بلزوم فهم السلف، نطالب الخلق بأن يقلدوا الواحد من أئمة الصحابة والتابعين عميانا كما يقلد متعصبة المذاهب أئمة مذاهبهم، على النحو الذي ذمه ابن حزم وكتب هذا الكلام في إبطاله؟؟
    يقول بعض إخواننا: أنتم تقولون باتباع فهم السلف، طيب إذا اختلف اثنان من الصحابة في مسألة ما، فكيف يكون العمل حينئذ؟ هل نقلد أحدهما دون الآخر بالاختيار والتشهي؟ إذن نتبع الهوى ونهلك!!
    ونقول لهم لا يا إخوان هداكم الله، ليس هذا والله ما نريد بقولنا بلزوم فهم السلف! لا نقول للمجتهد "قلد فلانا من الصحابة حتى لا تهلك!!"
    بل نقول حصِّلوا ما وجب تحصيله من النظر في كافة الأدلة والقرائن على نحو ما كان يصنع الصحابة والسلف بالمنقول عنهم والمعتمد عند تابعيهم، وبالأصول التي جرى عليها نظرهم، واجتهدوا في سلوك كافة الطرق التي يمكن أن توصل إلى معرفة ما كان عليه أهل القرون الفاضلة في المسألة وعلى رأسهم الصحابة والخلفاء، ثم انظروا بعدُ – وفي ضوء ما اجتمع لكم من سنة الخلفاء الراشدين المهديين وما جرى عليه عمل القرن الأول ومن تابعهم في القرون الثلاثة الفاضلة - أيَّ المذهبين أرجح وأولى بالصواب!
    فإن وجدتم أنكم قد خرجتم بمذهب ثالث غير ما انحصر فيه الخلاف في القرون الفاضلة جميعا، عند الصحابة وتابعيهم الناقلين عنهم المتتلمذين عليهم، فأعيدوا النظر وأعيدوا الكرَّة واتهموا نظركم، لأن الحق في تلك المسألة ما كان ليغيب عنهم جميعا ثم يأتي الواحدَ منكم!! فلو كان صوابا لما غاب عنهم ولما أخفاه الله على المسلمين – الذين هم تبع لهؤلاء الأئمة في الفتيا والعمل – حتى جاء فلان فاكتشفه! فأهل الحل والعقد والنظر والفتيا المعمول بفتاواهم في كل عصر معروفون، يتوارثون العلم خلفا عن سلف، يظهرهم الله للناس حتى يتسنى لعامة المسلمين أن يعملوا بقوله تعالى ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون))! فلو كان ما توصلتَ أنت إليه - دونما سلف منقول بمثله – له حظ من النظر لما اندثر ولوجدنا من يعمل به ويورثه للمسلمين خلفا عن سلف، في جملة المعمول به من الأقوال عندنا!! فلا وجه لقول القائل: ما يدريك لعله وُجد ذلك القول ولكنه لم يبلغنا ولم يصل إلينا! هذا المعنى لو طردناه لهدمنا به حفظ الله تعالى للحق في الأمة، إذ لو كان حقا فكيف لم يصل إلينا من بعض الذين سبقونا خلفا عن سلف، وكيف يتحقق بذلك موعود رب العالمين المتواتر بحفظ الحق وبقاء طائفة ظاهرة عليه في الأمة لا يضرهم من خالفهم، وامتناع ضلال الأمة كلها بضياع شيء منه أو اندثاره؟؟ وكيف نرد إذن على من يدعي أن مذهبه الباطل في الأسماء والصفات – مثلا – كان الخلاف به سائغا ولكن اندثر قول من قال به من الصحابة؟؟ كيف نردُّ على كل زائغ من أهل الأهواء يقول "لعل لي سلفاً بهذا القول ولكنه لم يصل إلينا"؟؟
    الخلاف فيما اختلف فيه السلف منحصر ولا تصح مجاوزته بقول آخر، تماما كما أن الإجماع فيما أجمعوا عليه لا يصح معه إحداث قول آخر!
    ولو لم نلتزم بهذا لدخلنا إذن في قوله تعالى: ((وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً)) [النساء : 115]
    نسأل الله السلامة والعافية، والله المستعان!
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  18. #58

    افتراضي رد: ما المقصود بقولهم : فهم سلف الأمة؟

    فهم السلف ليس قيدا إنما هو دلالة النص ، و كل فهم غير ذلك لم يأتي به النص ، هذا واضح لما تكتب رسالة لطبيب يفهمها الطبيب و إن لم تكن طبيبا فستحرف المقصود من النص و إن ظننت أنك تفهمه ، القرآن و السنة جاءت في عصر الصحابة حسب فهمهم و طبيعتهم لذلك فهمهم هو المعتبر و كل فهم غيره فهو باطل لأنه لم يأتي به النص.

    عندما يأتي الحديث بكلمة سنة مثلا فهل هذه هي لفظ سنة الذي تفهمه
    ا أنت أو لفظ سنة حسب ما كانت تفهمه العرب وقتها ؟ أو لما يقول الحديث بالاستجمار فهل هذا هو الاستنجاء أو استعمال البخور !!!

    الأمر لا يحتاج حتى مناقشة واضح أن كل علم أهله ادرى به فلا يعقل ان احد يقول انا افهم النص احسن من الصحابة و هل الوحي نزل بلغتك الركيكة أو بلغة عرب ذلك العصر و بمنطقهم !!

    طالب الحق يكفيه دليل وصاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل
    الجاهل يتعلم وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل

  19. #59
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: ما المقصود بقولهم : فهم سلف الأمة؟

    تعقيب يسير توضيحا للأمور:

    حقيقة أصحاب هذه الأسئلة الواردة على هذا الأصل الاستدلالي الكلي السلفي العظيم _أي التقيد بفهم سلف الأمة للنصوص_ هي إنكار هذا الأصل وهدمه من أساسه ليتسنى لهم ترويج بضاعتهم الكاسدة من آراء شاذة مطروحة

    وهذا ما صرحوا به في حالة غضبٍ يوما ما فأخرجت المخبوء المكنون الذي يخشى صاحبه من التصريح يه هنا:

    قال بعضهم _وهو ينتسب إلى أهل الظاهر_ بعد أن قال أنه ملزم بفهم السلف في العقائد لا غير:

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحُميدي مشاهدة المشاركة
    وإن قال الجاهل : حتى في الأحكام الفقهية والمسائل التشريعية .

    نسأل الجاهل : هل فهم السلف في هذا الباب متآلف متحد ، لا اختلاف فيه؟

    فإن قال الجاهل : لا بل نجد فهمهم للكتاب و السنة-في هذا الباب- مختلف غير مؤتلف ،و قد نجد في المسألة الواحدة عدة أقوال و مذاهب .

    نقول للجاهل : فبفهم من نأخذ إذن ؟

    فإن قال : بفهم فلان ،لأنه إمام وحصل من الأدوات كيت وكيت ، و زاهد و ورع و..و..و.،

    قلنا للجاهل: حتى فلان ليس بأقل من فلانك في تحصيل العلوم ،مع فرط ورعه و زهده ، و هذا ينطبق على تلان ،و كذا علان ، وهكذا.. ،كل متبع لفهم إمام يقول لك أن فهم إمامي أصوب و افضل و..و.و...و،

    فبطل قول الجاهل بأننا ملزمون بفهم السلف ، وقد تبين لك أخي الفاضل أن ذلك في العقيدة لا غير ، لأن عقيدة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي الحق المبني على الكتاب و السنة ، وأما غير ذلك فلم يبق سوى الرجوع إلى الكتاب و السنة ، فنعرض فهم السلف عليهما ، فما وافقهما يؤخذ و إن لم يوافقهما فيطرح ..،

    فالله تعالى لم يتعبدنا بفهم الصحابة فكيف بمن بعدهم

    قلت : فإذا تبين لك أخي الفاضل أن المقصود بالسلف ، هم : أهل القرون المفضلة ،وأننا غير ملزمين بفهمهم ، كما مر معك مفصلا، فهذا هو مقصود الظاهرية...
    ما شاء الله على هذا التحلل من الدين
    غريب والله هذا التناقض
    يقول مسوغا تفريقه بين العقائد وغيرها في الأخذ بهذا الأصل:
    لأن عقيدة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي الحق المبني على الكتاب و السنة
    طيب وفقههم ؟
    باقي كلامهم في أمور الدين؟
    أليس حقا ؟

    على أن أخذهم بفهم السلف في العقائد مشكوك فيه
    ألا ترى كثيرا منهم ينصر أقوال ابن حزم في التجهم والأسماء والصفات ويطعنون في أهل العلم الذين رموه بالضلال في باب الاعتقاد
    فالله أعلم بحقيقة هؤلاء القوم وحقيقة بواطنهم
    ورأيتهم مرة ينقلون في موقعهم عن الجابري ذاك العلماني في موضوع عدم التقيد بسلطة السلف في فهم النصوص
    ومعلوم عداوة هذا الرجل للتراث الإسلامي
    فاللهم سلمنا وجنبنا الضلال وطرقه

    يحتج لكلامه المطروح بأن السلف اختلفوا
    وهذا دليل على عدم تحريره لمحل النزاع وتخبطه في المسألة
    وما أكثر المتكلمين في الأصول على غير بصيرة وعلم
    وما أكثر مدعي التحقيق في هذه الأيام؟!
    اللهم إنا نشكوا إليك هذا الغثاء

    أقول جوابا على ذلك:
    إذا اتفقوا فإجماع والإجماع حجة بالإجماع
    وإذا اختلفوا أخذنا منها ما وافق الكتاب والسنة
    ولا نخرج عن أقوالهم
    فإن قال : ونحن نقول كذلك
    قيل له أخطأت أو كذبت
    فأنتم _ يا أهل الظاهر ومن تبعهم من طالبي الشذوذ والغرائب_ ترون أن قول من قال لا تقل في مسألة ليس لك فيها سلف = بدعة ضلالة
    وهو معنى قولك _ أنت وعيرك _أعلاه : إن الله لم يتعبدنا بفهم الصحابة فضلا عن غيرهم!!!

    والحاصل:

    أنه قد اتضح من جميع ما تقدم أن القوم ينكرون هذا الأصل بالكلية ولا يرون أنهم ملزمون بفهم السلف
    وأن هذه الأسئلة والمراوغات إنما هي للتشكيك في هذا الأصل الذي ينقض مذهبهم وكثير من أراءهم التي شذوا بها عن أهل العلم
    وبذلك يكونون قد خالفوا أهل السنة والجماعة
    ووافقوا أهل الكلام من المعتزلة ونحوهم في هذا الأصل
    كما وافقوا بعض الجماعات المعاصرة ممن ناقض الدعوة السلفية من أغلب الوجوه

    والله الهادي وهو المستعان.
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •