بسم الله الرحمن الرحيم
ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري
يا أهل الايمان ! أهل الخير والاحسان
بيوت الله عزوجل تُنــأديــكم
فبادروا الى عِمـــــارتها
يقول المولى تبارك وتعالى في سورة التوبة 18
ويقول المولى تبارك وتعالى في سورة النور 36- 37:
في بيوتٍ أذِنَ الله أن تُرفعَ ويُذكرَ فيها اسمه, يُسبِّحُ لهُ فيها بالغدُّوِّ والآصال * رجالٌ لا تُلهيهِم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلّبُ فيه القلوبُ والأبصار
عباد الله : إن المساجد التي هي بيوت الله , وهي خير بقاع الأرض وأحبها إلى المولى جل وعلا . لهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم: أحب البقاع إلى الله مساجدهاوأبغضها إليه أسواقها
والإسهام في بناء المسجد وعمارته بالمصلين (أهل الله عزوجل وخاصته), هو من سمات أهل الإيمان الذين يرجون موعود الله والدار الآخرة . وعمار ة المساجد على نوعين :
الأول : عمارة معنوية
ويُعنى بها عمارتها بروّادها, بالمصلين أهل الايمان, أهل الله وخاصته, وهذه هي الأساس والهدف من وجود المساجد , اذ ما فائدة وجود مساجد بلا مُصلين؟ فالعمارة المعنوية هي الركن الركين والأصل الأصيل في عمارة المساجد, ويُعنى بالعمارة: آداء الصلاة في المساجد بأوقاتها الخمسة كما أمر الله تعالى, وقراءة القرآن الكريم, وحلقات الذكر, واتخاذها منطلقاً للعلم والتوجيه والتربية وما الى ذلك من أعمال ترضي الله عزوجل, رغبةً منا في أن يتحقق فينا قوله تبارك وتعالى في الحديث القدسي الجليل:
وعزتي وجلالي اني لأهيم باهل الأرض عذاباً, فاذا نظرتُ الى عُمّارَ بيوتي, والى المتحابين فيَّ, والى المستغفرين بالأسحار, صرفتُ ذلك عنهم
ولعلّ هذا الحديث الجليل يُبيّنُ لنا معنى العمارة بوضوح, ولا يَعمُرُ بيوته عزوجل الا بالمصلين
الثاني: العمارة الحسية
ويُعنى بها: بناء مكان يأوي إليه الناس ليُصلوا فيه ويتعبدوا ربهم تحت جدرانه, والعناية بشؤونه وحفظه من الأوساخ والأدران , لحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما, قال : قال صلى الله عليه وسلم : من بنى لله مسجداً ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتاً في الجنة.
ومن حديث السيدة عائشة رضي الله عنها , قالت : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور، وأن تُنظّف وتُطيب.
فبادروا عباد الله عزوجل الى عمارة بيوت الله عزوجل بكلا العمارتين , المعنوية قبل الحسية, فالمعنوية هي الأصل الأصيل والركن الركين, لقوله صلى الله عليه وسلم من حديث أبو هريرة رضي الله عنه
فُضلتُ على الأنبياء بست ثم ذكر منها وجعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً
ومن حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه انذ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
جُعلتْ لي كل الأرض طيبة مسجداً وطهوراً
ومن حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال:
فُضلنا على الناس بثلاث: جُعلت صفوفنا كصفوف الملائكة, وجُعلت لنا الأرض مسجداً , وجُعلت لنا تربتها طهوراً إذا لم نجد الماء.
ومن حديث ابن عباس وحذيفة وأنس وأبي أمامة وأبي ذر رضي الله عنهم قالوا: أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: