موسم اضطهاد المسلمين


06-7-2009
بقلم المنشاوي الورداني
"...فإن المسلمين بما يحدث لهم أصحاب تسامح ومواقف وهم خير أمة أُخرجتْ للناس، ويجب أن يتصرفوا على هذا الأساس، ويحملوا الهداية والنور لإخراج هؤلاء المتآمرين والكارهين لهم دون فهم أو على حرد قادرين من الظلمات إلى النور..."
يبدو أن ظاهرة اضطهاد الغرب للإسلام عامة والمحجبات على وجه الخصوص تزداد يوما بعد يوم، فبعد الأحداث التي شهدتها ألمانيا أواخر الاسبوع الماضي بمقتل مسلمة محجبة في ساحة إحدى دور القضاء ببرلين، تشهد ولاية جورجيا الأمريكية قضية "اضطهاد" أخرى تعرضت لها طالبة دراسات عليا، من أصل مصري وتدعى سلمى شلباية والتي تقول إنه تم الاستغناء عنها كمدرس زائر بمعهد دراسات الشرق الأوسط في الجامعة الأمريكية، بعد تعرضها لـ"إهانات" من جانب إحدى المدرسات بالمعهد، متهمة إياها بالسخرية من زيها وبالتمييز ضدها، بسبب ارتدائها الحجاب..وكانت تصفها بأنها شبيهة "بالسنجاب البري"، وسألتها في أكثر من مرة عما إذا كانت تُخفي قنابل تحت غطاء رأسها، مما دفعها إلى التقدم بشكوى لإدارة الجامعة في نوفمبر الماضي.
ورغم تجاوب الإدارة مع شكواها، واعتذار المدرسة عبر رسالة إلكترونية، إلا أن سرعان ما توالت المشاكل، بحيث تم إعفاء شلباية من عملها بالجامعة، بحجة أنها لا تستطيع أن تكون طالبة دكتوارة وأن تشغل هذا المنصب في الوقت ذاته، علماً بأنه لا يوجد قانون مكتوب ينص على هذا الأمر، بحسب ما ذكرت.
وفي إطار تداعيات تلك الأزمة، تقدمت مديرة معهد الشرق الأوسط بالجامعة، دونا ستيوارت، باستقالتها الأسبوع الماضي، تضامناً مع تلميذتها شلباية، إذ عدت أن ما جرى لها "غير منصف"، وأكدت أن إدارة الجامعة "لم تتعامل مع قضية الفتاة المحجبة بالشكل الملائم."
وذكرت ستيوارت، أن القضية ازدادت تعقيداً، مشيرة إلى إدارة الجامعة بدأت بعمل مضايقات للمعهد بعد حادثة شلباية، من بينها إلغاء برنامج دراسي لفرع البكالوريوس، بعد أن كانت قد وافقت عليه في وقت سابق، مما دفعها إلى الاستقالة.
وإلى ولاية كاليفورنيا الأمريكية وفي وجه آخر لإضهاد المسلمين لقي إمام مسجد مصرعه فى ظروف غامضة، فى حادث دفع عددا من المسلمين الأمريكيين إلى المطالبة بالتحقيق فيه باعتباره جريمة كراهية.
وقالت أسرة الإمام علي محمد، إمام مسجد بلدة يرمو بولاية كاليفورنيا، إن الإمام ذهب عصر السبت إلى منزل قديم كانت تقطنه الأسرة لإزالة عبارات كراهية كتبت بداخل المنزل، لكنه لم يعد بعد ذلك؛ حيث عُثر على الإمام ميتا داخل المنزل إثر حريق نشب فيه، وكانت العبارات التى كتبت داخل المنزل قبيل اندلاع الحريق تقول: "اللعنة عليك أيها العربى... عد إلى ديارك أيها العربي" وحملت توقيع جماعة كو كلوكس كلان، وهى حركة بيضاء عنصرية، وبجوار التصريحات العنصرية تم رسم العلم الأمريكي والصليب النازي المعقوف.
وفي جريمة جديدة تكشف مسلسل الكراهية للمسلمين هنا وهناك استشهد ما لا يقل عن 129 مسلما وأصيب المئات خلال قمع السلطات الشيوعية الصينية تظاهرات احتجاجية في "تركستان الشرقية" في أعمال وحشية ضد أقلية "الإيجور" المسلمة التي تعيش غرب الصين، ومن المعروف أن الإيجور هي إحدى الأقليات الإسلامية وموطنهم الأصلي هو إقليم تركستان الشرقية المسلم الغني بالبترول والذي يقع شمال غربي الصين والذي حصل على الاستقلال الذاتي صوريًّا عام 1955م.
ويبلغ عدد سكان "الإيجور" نحو 25 مليون نسمة بحسب مصادر في إقليم تركستان بينما تزعم الأرقام الرسمية الصينية أن عدد الإيجور المسلمين لا يزيد على ثمانية ملايين نسمة.
والإيجور يتكلمون لغة محلية تركمانية ويخطون كتاباتهم بالعربية ولهم ملامح القوقازيين، وكانوا يشكلون 90% من سكان المنطقة، لكن هجرة الأقلية الصينية الشيوعية "هان" قوضت هذه الأغلبية المسلمة.
ومنذ استيلاء الحكومة الشيوعية على إقليم تركستان عام 1949م تزايد عدد أقلية هان الشيوعية الصينية في الإقليم من 6.7% إلى 40.6%، حسب الأرقام الرسمية، وأصبحوا يسيطرون على كل الوظائف الرئيسة وعلى النشاط السياسي.
وتفرض الصين على أقلية الإيجور المسلمة في الغرب الأقصى من البلاد حالةً من العزلة كما تقيد ممارستهم للشعائر الدينية .
وتتعرض تركستان لحملة تستهدف تغيير التركيبة الديموجرافية للسكان عبر تشجيع هجرة إثنية "الهان" البوذية على استيطان هذه المناطق؛ حيث يهيمنون على الاقتصاد والحكومات المحلية، فضلاً عن أن العدد الساحق من العمال في حقول النفط المشروعات هم من الصينيين وليسوا من الإيجور.
وبعد ..فإن المسلمين بما يحدث لهم أصحاب تسامح ومواقف وهم خير أمة أُخرجتْ للناس، ويجب أن يتصرفوا على هذا الأساس، ويحملوا الهداية والنور لإخراج هؤلاء المتآمرين والكارهين لهم دون فهم أو على حرد قادرين من الظلمات إلى النور.
المصدر : شبكة القلم الفكرية
رابط مفيد مهم :
نحن الأويغور .. اخوانكم في الإسلام .. وهذه قضيتنا.