تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: ثبات السلفي مع كثرة الفتن !

  1. #1

    افتراضي ثبات السلفي مع كثرة الفتن !

    الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين ، أما بعد : فأيها القراء الكرام ! هذه نصيحة للجميع بالصبر والثبات حتى الممات على منهج السلف الصالح ، فأن الأمة كانت مجتمعة ومتحدة فدب فيها داء الأمم : وهو الاختلاف والتفرق ، وخرجت فيها الفرق الكثيرة والطوائف المتناحرة ، التي بسببها أريقت الدماء وتفرقت الكلمة وتشتت الجماعة وضعفت الشوكة ؛ فكان من أهل الحق على عادتهم أن ردوا هؤلاء النافرين إلى جادة الحق والصواب إمتثالاً لقوله تعالى : ﴿ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ ﴾ . [ آل عمران : 103 ] ، فمن استجاب هدي ومن أبا حذروا منه حماية للمجتمع من شره .
    ولقد صدق الصحابي الجليل حذيفة - رضي الله عنه ، وهو صادق في نصحه -دخل أبو مسعود على حذيفة فقال له : ( أعهد إلي ؛ فقال له : ألم يأتك اليقين ! قال : بلى وعزة ربي ،قال : فاعلم أن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكره ، وأن تنكر ما كنت تعرفه ، وإياك والتلون فإن دين الله واحد ) . " سنن البيهقي الكبرى " : (10/42) ، و " مصنف عبد الرزاق " : (11/249) ، و " اعتقاد أهل السنة " - للالكائي - : (1/90) ، و " الإبانة " : (1/189) .
    وهذه وصية أخرى من عبد الله بن مسعود قال : ( إنكم في زمان كثير فقهاؤه قليل خطباؤه قليل سؤاله كثير معطوه ؛ العمل فيه قائد للهوى ،وسيأتي بعدكم زمان قليل فقهاؤه كثير خطباؤه كثير سؤاله قليل معطوه ؛ الهوى فيه قائد للعمل . اعلموا أن أحسن الهدى في آخر الزمان خيرٌ من بعض العمل ) . وقد أخرج هذا الأثر الإمام مالك في " الموطأ " : (1/173) . عن يحيى بن سعيد أن عبد الله بن مسعود قال لإنسان : ( إنك في زمان كثير فقهاؤه … ) إلى آخره ؛ثم قال بن عبد البر : ( والعيان في هذا الزمان على صحة معنى هذا كالبرهان ) .
    هذا في زمانه - رحمه الله - فكيف بزماننا هذا !؟
    وعن محمد بن سيرين قال : قال عدي بن حاتم - رضي الله عنه - : ( إنكم لن تزالوا بخير ما لم تعرفوا ما كنتم تنكرون وتنكروا ما كنتم تعرفون ، وما دام عالمكم يتكلم بينكم غير خائف ) . " الإبانة " : (1/ 190) .
    ومصداق ما تقدم ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله : ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يُبْقِ عالماً اتخذ الناس رؤسًا جهالاً فسئلوا ، فأفتوا بغير علم ؛ فضلوا وأضلوا ) .
    وقال شيخ الإسلام : ( إن ما عند عوام المسلمين وعلمائهم أهل السنة والجماعة من المعرفة واليقين ، والطمأنينة والجزم بالحق والقول الثابت والقطع بما هم عليه ؛ أمر لا ينازع فيه إلا من سلبه الله العقل والدين ) . " مجموع الفتاوى " : (4/48) .
    وقال الأصبهاني : ( ومما يدل على أن أهل الحديث هم أهل الحق : أنك لو طالعت إلى جميع كتبهم المصنفة قديمهم وحديثهم مع اختلاف بلدانهم وتباعد ما بينهم من الديار ، وسكون كل واحد منهم في قطر من الأقطار . وجدتهم في بيان الاعتقاد على وتيرة واحدة ونمط واحد يجرون على طريقة لا يحيدون عنها ولا يميلون فيها . قولهم في ذلك واحد ونقلهم واحد لا ترى فيهم اختلافًا ولا تفرقًا في شيء ما وإن قل . بل لو جمعت جميع ما على ألسنتهم ونقلوه عن سلفهم وجدته كأنه جاء على قلب واحد وجرى على لسان واحد ، وهل على الحق دليل أبين من هذا !؟ ) . " الانتصار لأصحاب الحديث " للسمعاني : ( ص 45 ) .
    الخاتمة : عن أنس - رضي الله عنه - قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر من أن يقول : ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) ، فقلت : يا رسول الله آمنا بك وبما جئت به ؛ فهل تخاف علينا !؟ ، قال : ( نعم ! إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء ) . [ رواه الترمذي : 2140 ، وابن ماجة : 3834 ] .
    فاللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك .
    حسابي على تويتر https://twitter.com/mourad_22_

  2. #2

    افتراضي رد: ثبات السلفي مع كثرة الفتن !

    أحسنت واجدت أخي عبد الأكرم فالموضوع جد مهم ولاكن لما جعلت العنوان ثبات السلفي ولم تقل ثبات المسلم فقد يكون المرء على منهج السلف ولا يطلق على نفسه سلفي فكلمة المسلم أعم وبارك الله فيك وزادك من علمه وكروه وجوده

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    62

    افتراضي رد: ثبات السلفي مع كثرة الفتن !

    بسم الله الرحمن الرحيم
    بارك الله فيك أخي على ما طرحت من كلام أهل العلم لكن ألا ترى معي أن لفظي "الثبات " و "السلفي" ، وحتى "الفتن" في حاجة إلى تحرير علمي?، فهل السلفية تعني النص أو المنهج العلمي الذي تواطأ عليه علماء الأمة سلفا عن خلف،و هل الثبات في الأصول هو مثيله في الفروع،وهل الفتن هي الإختراعات الحضارية أو الإحداثات العقدية التي استمرأ المخالفون الانتصار لها و التغلب ببهرجة الكثرة و السلطان?

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •