ستتذكرني كلما مشطت شعرك قبالة المرآة ..
أنا من كتبت عليها ذات فرح صوف؛ي : اللهم كما حسنت خلقي حسن خُلقي
وقرأتَها على مهل-.أذكر-..فعربيتك * سيدي * ركيكة حزينة
وأنت العائد من حضيرة فرنسا بقرار قالوا عنه مجنون ..يوم اخترتني أنا
يستتذكرني كلما تعالى صوت الآذان فجرا ..
ووضعت مخدتك على رأسك تغافل أذنك وتوهمها أن الحلم مستمر ...
فأقف كسجان عنيد أشهر تراتيل الحب لتشركني تسابيح الفجر ..
قد تتذكرني بحنق أو بامتنان ..لست أدري.....
حين تضع سيجارة الملبورو على شفاهك الزرقاء تعضها وتقلق راحة المكان
تسعل كعجوز في السبعين ويرن صدى صوتي مقلقا كل أوصالك :
اتقي الله في صحتك .. في مظهرك في عطورك..
ترفسها كعادتك تتمتم بفرنسيتك ..لتذكرني بهوية كيانك ..
اصفق لانتصارات هجينة حققتها على غفلة من عنادك
وأندب غربتي يوم اعتقدت أن النوق قد تستوطن التلال الخضراء أو أن عين النحل قد تسكن الذباب .
هل ستتذكرني بفرح وزهو؟؟
لأنك من حصلت على الشموس المعطاء وأنت الذي قلت لي يومها :
أخلف قوتك وعنفك كل هذا الحب والدلال ؟؟
فقلت ابشر سيدي وتاج رأسي جنة الخلد بطاعتك ..
كلهم - هؤلاء الرجال - كانوا مصائبي .. إلا أنت ..
فعلى أعتاب بابك نزعت مخالبي وحطمت عتاد حربي ونفضت يدي واستدعيت أنوثتي .
ضحك يومها ...بخبث أو بلحظة مهربة من الوجدان قال لي :
- أحتارُ كيف اخترتك ؟؟ -
تزعجني تلك الجملة الشاردة من عقله الذي بطن وترميني في غربتي من جديد
وتظل جملته تخدش كل شعور جميل بداخلي
- هل كنت نزوته؟ .. أم كنت نوبة نور انتابته تغشت عيونه فأصابه العمى حين
استسلم أمام القاضي: هي زوجي قبلتها .
- كيف اختارني ولمَ قبلته ؟؟
- هل كان نزوتي؟؟ ..
أم كنت مخضلة بذنوبي وخطاياي فعاقبني الله به.. احتمي بشرودي ..واصطباري
واحتسب ..يسكن الصمت كل جوارحي وأشد الرحال إلى مدائن الدعاء
أتجرجر خلف آثاره... يارب لدينه ودنيانا معا أصلحه
وأستنطق المرآة : هل قرأك ؟؟
والوسائد هل سمع الآذان واحتمى بك ..
شهر وآخر .. وعاد إلى حضيرته... ثمل عاد ليلتها ..وكنت أيضا ثملة بأحزاني
أنا التي انتظرت عفةً وحياءً فارسي الذي يخبئني في هودج الأمان و ينقلني إلى ضفاف الحب القدسي ، نحتسي أقداح العشق معا تحت ضوء القمر الحالم وأقرأ له حصاد صمتي من ذكريات عاشقة حيية ...
كانت تنتظر الخلاص وتتوق لنشر جدائل سنابلها في قلب فارسها ...
انتظرتُ كفّا تتوضأ بدموعي ..وقلبا يزهر بشذى روحي
قلت له يوما : أستحلفك بالله أريني طريق الجنة مددت يدي ..وامتزج الحب بالتقوى في صورة عزت عن النطق بالحرف أو اللون .. وخلتُ فارسي شيخي وإمامي ...
يا سيدي ..عدني بأن نلتقي معا في الجنة ..
كلماتي كانت دوما غريبة عن أذنيه .. يقابلها بالابتسام حينا وبالعبوس حينا آخر ..
وحين يصبح رائعا يقول لي : أنت طيبة ..
عاد ثملا ..تلك الليلة ..وانحنى القمر خجلا وبعض جدائل السنابل يبست ..
بجانبي عاص مجاهر يقاسمني السقف والفراش .. ولا يقاسمني الحلم والتقوى ..
يسخر يهذر في سكراته يقول لي :
-- الجنة لن تهرب هوّني عليك .. ضمّني أشعارك سيدتي لحظات جنوني هذه ..كان يرقص على أنغام إبليس ودبيبها يطلق عقله الباطن من أسره ..ودبيب غربتي يسلخني من موضعي حتى أصبح لا أراه والدنيا أنا وقمر خجل وسنابل تفرغ حمولتها وتصير هشيما تذروه أنغام إبليس..
يضحك تجلجل ضحكته ..وبجانبها تجلجل دموعي ..
أقسو على نفسي حين أطلب منها الاصطبار. وتقسو علي نفسي حين تسوّل لي الفرار .
تعلمت أن أحبه ..والحب قد يصير عادة . ونجحت في حبه.. .
ربما لأنه صار قدري ..فالحب كالقدر لا نواجهه إلا بالاستسلام..
رأيته ذاك الذي أحبه ..حين يعصي الله جهرا .
ويقول لي : قدري .. وشتان بين قدر اختارني وقدر يدعيه وهومن اختاره ..
يبكي .. فأشفق على دموعه أنا التي ما عاينت ذكورة الدمع قبل الآن ...
أنا التي عشت احسب عيون الرجال لا تنضح البتة .
لكني زدت احتقارا لدمع يصرخ خوف فراقي ولا يندب عصيانا لمجريها ..
كنت أستحضر سقوط المماليك وبكاء الغافلين الذين فرطوا . بصمت غلقت أبواب مملكتي
واسترجعت رايتي وقلت : طوحت بي الغربة أريد مرفأ لذكرياتي ...
لم تعد تعنيني ذكورة الدموع ..فعلها غازلت أنوثة أحداقي
وأحداقي سيدي مشدودة للسماء..
أريد خلعا سيدي..نبيذك أدمى صوفيتي