هذه كلمات قرأتها في مقال من المقالات، فرأيت أن أثبتها هنا؛ لعل أخًا كريمًا ينتفع بها؛ فيدعو لكاتبها وناقلها بظهر الغيب، وها هي إليكم:
[color=window****]ومما يؤسَف له أشد الأسف أن ترى الضعفَ الإيماني، قد بدأ يشق طريقَه إلى قلوب هذه الفئة من الناس - أي: الدعاة - الذين يُفترَض فيهم أن يكونوا دعاةَ خيرٍ وصلاح، فبدأتِ المعاني الإيمانية التي حرَصوا على تحصيلها منذ التحاقهم بركب الدعوة، تتسرَّب من قلوبهم يومًا فيومًا، حتى قستِ القلوبُ، وذبلتْ فيها شجرةُ الإيمان، بعد أن كان صاحبها مضربَ المثل في السباق إلى الله، والجَلَد في طاعته، والصبر عن معصيته.[/color][color=window****][/color]
[color=window****]بالطبع لا نعمم الحكم على جميع الدعاة، ففي إخواننا من هم أهلٌ لتنَزُّل الكرامات عليهم، واستجابة الله لدعائهم، وما ذاك - وربي - إلا لقوة إيمانهم، وكثرة أعمالهم، وعفتهم وطهارتهم وتقواهم، لكن في الغالب - والله المستعان - غدتْ هذه الظاهرة ملاحظةً في كل مكان.[/color][color=window****][/color]
[color=window****]وهي من الظواهر الخطيرة في مجتمع الدعاة والمربِّين العاملين لخدمة الإسلام والمسلمين؛ لأنك إن تأملتَ أحوالهم، وخالطتَ أشخاصهم، وحدَّقتَ في وجوهم، رأيتَ هزال الإيمان في القلوب، وذبولَ الناحية العبادية، وضعْفَ الصلة بالله - عز وجل.[/color]
[color=window****]تذكَّرْ جيدًا أننا لا نتحدث عن عوام الناس، إنما نتحدث عن أناس فيهم خير كبير، عن رجال يعملون للإسلام![/color]
[color=window****]فإذا رأيتَ صلاتَهم، وجدتَ ضعف الخشوع، والتأخُّر عنها، وفواتَ بعضها، هي السمة البارزة فيهم، وإذا التفتَّ إلى حالهم مع كتاب ربِّهم، ألفيتَ انقطاعهم عن قراءته، وهجر العمل بكثير من أحكامه، وعدم التأثُّر والتفاعل عند سماع حِكَمه وعِظاته، وإذا فاتتْه طاعةٌ، لم يؤنِّبْه ضميرُه ولو ساعة.[/color]
[color=window****]فكان من نتيجة ذلك أنْ قستْ قلوبُهم، فقحطتْ أعينُهم، وضعُف شعورُهم وتأثُّرُهم بكل ما يتصل بالآخرة قولاً وعملاً، فصار إطلاق الداعية عليهم اسمًا من غير مسمى.[/color]
[color=window****]إن مَن هذا حاله مع مولاه، كيف يتأتَّى له التوفيق والسداد في دعوته وحركته، فهو يريد إصلاح قلوب الناس وما أصلَحَ قلبَه! ويتمنَّى إسعاد الآخرين وما أسعد روحَه! كيف له ذلك وفاقد الشيء لا يعطيه؟![/color]
فتأمَّل أخي الداعية في حالك وإيمانك، وقفْ على مكانِ الجرح وموضعِ الخلل من نفسك؛ ليخف الألمُّ أو يزول، فإن الله ما أنزل من داءٍ إلا أنزل له دواءً، عَلِمَه مَن عَلِمَه، وجَهِلَه مَن جهله، فأسأل الله - عز وجل - أن يعلِّمَنا ما جهلنا، وأن يلهمنا الصواب في أعمالنا وأقوالنا، وأن يوفِّقنا دائمًا للنهوض بأمَّتنا؛ لتكون في مصافِّ الأمم جميعًا، وما ذلك على الله بعزيز.