تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: من الصفات السلبية عند الأشاعرة " القيام بالنفس " !

  1. #1

    افتراضي من الصفات السلبية عند الأشاعرة " القيام بالنفس " !

    من الصفات السلبية عند الأشاعرة " القيام بالنفس " !
    إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
    من تحريفات الأشاعرة تحريفهم لصفة الله تعالى " القيام بالنفس" , وهذه الصفة معلوم أنها مأخوذة من اسم الله تعالى " القيوم " , وسوف نبرز في هذا المقال وجه التحريف في هذه الصفة , والله هو الموفق ومنه نستمد العون .
    معنى اسم القيوم عند السلف
    عد بعض العلماء " الحي القيوم " أنه اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى , وعللوا ذلك بغير الأثر الوارد ؛ أنه يجمع وصف الله تعالى بصفات الكمال والغنى المطلق بل يجمع معاني الأسماء والصفات .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : واسمه الحي القيوم يجمع أصل معاني الأسماء والصفات كما قد بسط هذا في غير هذا الموضع , ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوله إذا اجتهد في الدعاء .
    مجموع الفتاوى (1|207)
    وقال ابن القيم رحمه الله : وأما القيوم فهو متضمن كمال غناه وكمال قدرته فإنه القائم بنفسه لا يحتاج إلى من يقيمه بوجه من الوجوه , وهذا من كمال غناه بنفسه عما سواه , وهو المقيم لغيره فلا قيام لغيره إلا بإقامته , وهذا من كمال قدرته وعزته ؛ فانتظم هذان الإسمان صفات الكمال والغنى التام والقدرة التامة .
    بدائع الفوائد (2|410)
    وقد انتظم من تفسير العلماء لمعنى القيومية ما يلي :
    أ- الكمال في الأسماء والصفات والغنى المطلق كما تقدم .
    ب- القائم بأمر كل شيء والمقيم له في كل شيء .
    قال ابن القيم : واسمه القيوم مقتض لتدبير أمر العالم العلوي والسفلي وقيامه بمصالحه وحفظ له فمن أنكر صفات كماله لم يؤمن بأنه الحي القيوم .
    التبيان (100)
    قال ابن جرير : وأولى التأويلين بالصواب ما قاله مجاهد والربيع، وأنّ ذلك وصفٌ من الله تعالى ذكره نفسه بأنه القائم بأمر كل شيء، في رزقه والدفع عنه، وكلاءَته وتدبيره وصرفه في قدرته من قول العرب:"فلان قائم بأمر هذه البلدة"، يعنى بذلك: المتولي تدبيرَ أمرها.
    تفسير الطبري (6|158)
    ت- بمعنى الدائم الباقي الذي لا يزول – أي يتنزه عن العدم والزوال –
    قال شيخ الإسلام : وقد بسطت الكلام في معنى القيوم فى موضع آخر وبينا أنه الدائم الباقى الذى لا يزول ولا يعدم ولا يفنى بوجه من الوجوه .
    مجموع الفتاوى (1|25)
    وقال الزجاج : القيوم هو فيعول من قام يقوم الذي بمعنى دام لا القيام المعروف وقال الله تعالى ذكره :{ ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما} أي دائما والله أعلم القيوم وهو الدائم وكان من قراءة عمر بن الخطاب رحمه الله" الحي القيام" .
    تفسير أسماء الله (56)
    ث- من معانيه أيضا العلو .
    قال ابن القيم : إن هذه الحجة العقلية القطعية ,وهي الاحتجاج بكون الرب قائما بنفسه على كونه مباينا للعالم , وذلك ملزوم لكونه فوقه عاليا عليه بالذات لما كانت حجة صحيحة لا يمكن مدافعتها ...
    الصواعق المرسلة (4|1328)
    ج- إثبات الصفات الفعلية لله تعالى .
    وقال ابن القيم : وقال : اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى : هو اسم الحي القيوم , والحياة التامة تضاد جميع الأسقام والآلام , ولهذا لما كملت حياة أهل الجنة لم يلحقهم هم ولا غم ولا حزن ولا شئ من الآفات ونقصان الحياة تضر بالأفعال , وتنافي القيومة فكمال القيومية لكمال الحياة فالحي المطلق التام الحياة لا تفوته صفة الكمال البتة والقيوم لا يتعذر عليه فعل ممكن البتة فالتوسل بصفة الحياة القيومية له تأثير في إزالة ما يضاد الحياة ويضر بالأفعال .
    زاد المعاد (4|185)
    وقال الدارمي في الرد على المريسي : وأما دعواه أن تفسير ( القيوم ) الذي لا يزول عن مكانه ولا يتحرك, فلا يقبل منك هذا التفسير إلا بأثر صحيح مأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن بعض أصحابه أو التابعين لأن الحي القيوم يفعل ما يشاء ويتحرك إذا شاء ويهبط ويرتفع إذا شاء ويقبض ويبسط ويقوم ويجلس إذا شاء لأن أمارة ما بين الحي والميت التحرك كل حي متحرك لا محالة وكل ميت غير متحرك لا محالة ومن يلتفت إلى تفسيرك وتفسير صاحبك مع تفسير نبي الرحمة ورسول رب العزة إذ فسر نزوله مشروحا منصوصا ووقت لنزوله مخصوصا لم يدع لك ولا لأصحابك فيه لبسا ولا عويصا .
    تفسير الأشاعرة لمعنى صفة " القيام بالنفس"
    أما الأشاعرة ففسرو القيام بالنفس بمعنى عدم الاحتياج إلى المكان والمخصص !
    ومعنى هذا كما يقول الغزالي في المقصد الأسنى :
    " القيوم, أن الأشياء تنقسم إلى ما يفتقر إلى محل كالأغراض والأوصاف فيقال فيها إنها ليست قائمة بأنفسها , وإلى ما يحتاج إلى محل فيقال إنه قائم بنفسه كالجواهر إلا أن الجوهر , وإن قام بنفسه مستغنيا عن محل يقوم به فليس مستغنيا عن أمور لا بد منها لوجوده , وتكون شرطا في وجوده فلا يكون قائما بنفسه لأنه يحتاج في قوامه إلى وجود غيره , وإن لم يحتج إلى محل...
    المقصد الأسنى (132)
    فأرادوا أنه الله تعالى ليس كالعرض في احتياجه إلى المكان , وإلى المخصص أي لمحدث أو موجد .
    قال السنوسي : ويجب أيضا أن يكون تعالى قائما بنفسه أي ذاتا لا يفتقر إلى محل ويستحيل أن يكون صفة ومنهم من فسر قيامه بنفسه باستنغنائه عن المحل والمخصص ..
    العقيدة الوسطى وشرحها (132) للسنوسي
    وقال البيجوري : والدليل على عدم افتقاره إلى المحل أنه لو افتقر إلى محل لكان صفة ولو كان صفة لم يتصف بصفات المعاني والمعنوية وهي واجبة القيام به ..
    والدليل على عدم افتقاره إلى المخصص أنه لو افتقر مخصص لكان حادثا .. .
    تحفة المريد (69)
    نقد كلام الأشاعرة
    أ- أنهم جعلوا هذه الصفة من الصفات السلبية , وحقها أن تكون ذاتية وجودية .
    قال ابن القيم رحمه الله
    هذا ومن أوصافه القيوم ... والقيوم في أوصافه أمران
    أحداهما القيوم قام بنفسه ... والكون قام به هما الأمران
    فالأول استغناؤه عن غيره ... والفقر من كل إليه الثاني .
    وقال رحمه الله : فالقيوم القائم بنفسه المقيم لغيره , فمن أنكر قيامه بنفسه بالمعنى المعقول فقد أنكر قيوميته وأثبت له قياما بالنفس يشاركه فيه العدم المحض بل جعل قيوميته أمرا عدميا لا وصفا ثبوتيا , وهي عدم الحاجة إلى المحل ومعلوم أن العدم لا يحتاج إلى محل , وأيضا فإنه يقال له ما تعني بعدم الحاجة إلى المحل تعني به الأمر المعقول من قيام الشيء بنفسه الذي يفارق به العرض القائم بغيره أم تعني به أمرا آخر , فإن عنيت الأول فهو المعنى المعقول والدليل قائم والإلزام صحيح , وإن عنيت به أمرا آخر فإما أن يكون وجوديا أو عدميا فإن كان عدميا فالعدم لا شيء كاسمه , فتعود قيوميته تعالى إلى لا شيء وإن عنيت به أمرا وجوديا غير المعنى المعقول الذي يعقله الخاصة والعامة فلا بد من بيانه لينظر فيه هل يستلزم المباينة أم لا ؟
    الصواعق المرسلة (4|1329)
    ب- أرادوا بذلك نفي العلو عن الله تعالى .
    قال ابن القيم : إن هذه الحجة العقلية القطعية ,وهي الاحتجاج بكون الرب قائما بنفسه على كونه مباينا للعالم , وذلك ملزوم لكونه فوقه عاليا عليه بالذات لما كانت حجة صحيحة لا يمكن مدافعتها , وكانت مما ناظر بها الكرامية لأبي إسحاق الإسفرائيني؛ فر أبو إسحاق إلى كون الرب قائما بنفسه بالمعنى المعقول وقال : لا نسلم أنه قائم بنفسه إلا بمعنى أنه غني عن المحل ؛ فجعل قيامه بنفسه وصفا عدميا لا ثبوتيا , وهذا لازم لسائر المعطلة النفاة لعلوه , ومن المعلوم أن كون الشيء قائما بنفسه أبلغ من كونه قائما بغيره , وإذا كان قيام العرض بغيره يمتنع أن يكون عدميا ؛ فقيام الشيء بنفسه أحق أن لا يكون أمرا عدميا بل وجوديا , وإذا كان قيام المخلوق بنفسه صفة كمال وهو مفتقر بالذات إلى غيره فقيام الغني بذاته بنفسه أحق وأولى .
    الصواعق المرسلة (4|1328)
    ت- أن تعريفهم ليس بجامع مانع باعترافهم فالجوهر لا يفتقر إلى المحل , وهو لا يقوم بنفسه , ولزم على قولهم أن يكون قائما بنفسه ,كالرب سبحانه وهذا باطل ولذلك فروا إلى لفظة التخصيص فقالوا : لا يفتقر إلى المحل والمخصص .
    وكذلك العدم أيضا لا يفتقر إلى المحل , فبان أن تفسير القيام بالنفس بمعنى عدم الاحتياج من تحريفات الأشاعرة .
    والله أعلم .

  2. #2

    افتراضي رد: من الصفات السلبية عند الأشاعرة " القيام بالنفس " !

    قصدت في آخر الكلام عن الجوهر : وهو لا يقوم بنفسه أي لاحتياجه إلى الواجب وليس على مقتضى التعريف .

  3. #3

    افتراضي رد: من الصفات السلبية عند الأشاعرة " القيام بالنفس " !

    أخي الكريم عبدالباسط.
    إلزامك للإشاعرة بدخول الجوهر في تعريفهم غير صحيح؛ لأن الجوهر مفتقر إلى مخصص لأنه كان قبل وجوده قابل للوجود والعدم فخصصته إرادة المولى عز وجل.

  4. #4

    افتراضي رد: من الصفات السلبية عند الأشاعرة " القيام بالنفس " !

    جزاك الله خيرا أنا لم ألزمهم بل هم اعترفوا بهذا الإشكال .
    فالجوهر هو ما يقوم بذاته , والعرض ما يقوم بغيره .
    فما وجه الفرق بين قيام الجوهر بذاته وفي عدم احتياجه إلى المحل , وبين صفة الرب سبحانه وصفة قيامه بذاته وعدم احتياجه إلى المحل ولذلك فروا إلى التخصيص .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •