تكرار الاقتحامات الصهيونية للأقصى..ماذا وراءه؟ رسالة الإسلام - خاص

أثار قيام ما يسمى بـ" وزير الأمن الداخلي الصهيوني "يتسحاق أهرونوفيتتش " باقتحام المسجد الأقصى صباح الثلاثاء 23/6/2009م لمدة ساعة وربع, بحماية قوات الاحتلال الصهيوني وبرفقة عدد من ضباط الشرطة الصهيونية أثار غضب المصلين كما ووجه بردود فعل غاضبة من قبل الحركات الفلسطينية والمؤسسات التي تعنى بشأن القدس.
ماذا وراء الاقتحام؟
الحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة عام 1948 ومؤسسة الأقصى للوقف والتراث " حذرتا من اقتحام وزير الشرطة الصهيونية للمسجد الأقصى المبارك واعتبرتا أن هذه الزيارة تدل على أن "المؤسسة الإسرائيلية باتت أكثر استهدافا للمسجد الأقصى".
وقالت مؤسسة الأقصى في بيان لها:" أن الأيام القادمات تنذر بأخطار كبيرة قد يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك من قبل المؤسسة الإسرائيلية الاحتلالية".
وتساءلت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث:"هل هذا الاقتحام من وزير الشرطة هو اقتحام استفزازي فحسب ؟! أم أن وراء هذه الاقتحامات للمسجد الأقصى ومرافقه ما وراءها ؟!". لا سيما وأن الوزير اجتمع لمدة 15 دقيقة مع القيادات الأمنية لشرطة الاحتلال فوق المصلى المراوني، وخاصة مع قيام عناصر من المخابرات الصهيونية باقتحام شبه يومي لساحات الأقصى متنكرين بلباس مدني.
من جهته فقد بين مدير أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب " أن الوزير الإسرائيلي قام بزيارة سطح المصلى المرواني, وهو دخل الجامع القبلي المسقوف, والمسجد الأقصى القديم, والجهة الشرقية من سطح المصلى المرواني, كما وزار منطقة في المسجد الأقصى, التي تعمل فيها الأوقاف وهي منطقة معطّل فيها عمل الأوقاف عن أعمال التبليط".
المزيد من الرباط:
أما المحامي زاهي نجيدات – المتحدث باسم الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني - فقال تعقيباُ على اقتحام الوزير الصهيوني: "بأن ذلك لتهيئة الأجواء لترجمة النوايا الإسرائيلية الخبيثة لبناء هيكل أسطوري مزعوم على حساب المسجد الأقصى المبارك".
وقال المحامي نجيدات:"والردّ الأمثل هو المزيد من شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى, المزيد من الرباط, المزيد من الحضور, المزيد من التواجد في كل جنبات المسجد الأقصى المبارك, في كل يوم وفي كل ساعة"..
التخاذل سبب التطاول:
أما حركة المقاومة الإسلامية فأكدت أن هذه الزيارة "العنصرية والاستفزازية" ما كانت لتتم لولا حالة الاستهتار والتخاذل التي تبديها الأنظمة العربية عموما وسلطة عباس في رام الله بشكل خاص وذلك من خلال مواصلة اللقاءات والمفاوضات العبثية مع الاحتلال دون تقديم أي احتجاج على أعمال الهدم والتهويد المستمرة في حرم المسجد الأقصى ومدينة القدس بشكل عام.
وشددت حركة حماس على أن أي مساس بالمسجد الأقصى المبارك سيدفع بالمنطقة برمتها إلى ما لا يحمد عقباه، مذكرين بأن انتفاضة الأقصى المباركة التي قدم فيها شعبنا العطاء الجهادي الوفير انطلقت بشكل مباشر ردا على زيارة الإرهابي المجرم الهالك أرئيل شارون للمسجد الأقصى ومحاولة تدنيسه.
هذا وثمنت حماس المواقف البطولية لأهلنا في القدس وفي فلسطين المحتلة عام 1948 تجاه هذه الأعمال الإجرامية لتدعو بقية الفلسطينيين إلى شد الرحال للمسجد الأقصى المبارك والرباط فيه، كما تطالب الحكومات والأنظمة والشعوب العربية بموقف حازم يرضي الله عز وجل أولا، ويحمي حقوق أمتنا العربية والإسلامية في عاصمة العرب والمسلمين، ويصون المسجد الأقصى ويحميه من عبث الصهاينة المحتلين.
المجلس التشريعي الفلسطيني والذي أطلق سراح رئيسه د.عزيز دويك الثلاثاء بعد اعتقال دام ثلاث سنوات في سجون الاحتلال استنكر بشدة الاقتحام الصهيوني لباحات المسجد الأقصى, واعتبر ذلك إمعان في انتهاك المقدسات الإسلامية.
تفاصيل الاقتحام:
وكان شهود عيان أفادوا صباح الثلاثاء 23/6/2009م وزير الشرطة الصهيونية " يتسحاق أهرونوفيتش" قام ومنذ الساعة 8 صباحاً باقتحام المسجد الأقصى المبارك, بحماية من قوات الاحتلال الصهيوني وبرفقة عشرات الضباط من قوات الاحتلال. وقام الوزير باقتحام الجامع القبلي المسقوف، ثم قام باقتحام سطح المصلى المرواني, ثم قام باقتحام مسجد قبة الصخرة , وبعدها تجوّل في ساحات المسجد.
وأفاد شهود عيان أن الشرطة الصهيونية فرضت طوقاً مشدداً حول الوزير ومنعت أي فرد من الاقتراب منه أو المنطقة التي "يتجول " فيها.
عن ماذا اعتذر الوزير؟
وذكر شهود عيان انه كان برفقة الوزير الصهيوني عدد من قيادات أجهزة أمن الاحتلال الصهيوني، وكان يستمع طوال جولته لشرحٍ عن المواقع، يذكر أن الوزير نفسه كان قد قدم الأربعاء الماضي اعتذاراً للعرب، بعدما التقطته كاميرات تلفزيونية وهو يوجه "شتيمة عنصرية" لأحد أفراد الشرطة من أصل عربي.
وبثت محطات التلفزيون والإذاعة الصهيونية قبل أسبوع، تعليق أهرونوفيتش، الذي ينتمي لحزب "إسرائيل بيتنا"، إذ قال لضابط بثياب متسخة إنه يبدو مثل "عربوش"، وهي لفظة تحقير عبرية.
ونقل عن أهرونوفيتش اعتذاره "لكل من شعر بالإهانة"، وقوله إن "هذه الأقوال لا تعبر عن معتقداته".
أمين الجامعة العربية وصف الاقتحام بالصبياني:
في أول رد فعل عربي على تدنيس وزير الأمن الداخلي الصهيوني لحرمة الأماكن المقدسة في القدس الشرقية المحتلة, ندد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى باقتحام يتسحاك أهرونوفيتش للمسجد الأقصى المبارك وتدنيسه لعدد من ساحات المسجد.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن موسى القول إن تلك الخطوة من قبل وزير الأمن الداخلي الصهيوني يتسحاك أهرونوفيتش هي جزء من الإجراءات السخيفة والمستفزة التي يقوم بها بعض المسئولين "الإسرائيليين" الغير مسؤولين حقيقة.
وأضاف أنهم مهما فعلوا فالمسجد الأقصى والقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين مهما كانت الحركات الصبيانية التي يقومون بها, مشددا على أنه ليس من الشجاعة أن يقوم أي مسئول "إسرائيلي" باختراق هذا المكان المقدس بالاستعانة بجيش الاحتلال لأن هذا المكان هو مكان إسلامي مقدس.
دعوات عنصرية لتقسيم الأقصى:
ويرى مراقبون أن الزيارة تحمل خطورة بالغة على المسجد الأقصى لأنها جاءت في أعقاب دعوات أطلقها حاخامات يهود لتقاسم الأماكن المقدسة بالقدس المحتلة وذلك في إشارة إلى المسجد الأقصى, كما أن هذه الزيارة تأتي في إطار محاولات حكومة نتنياهو الرامية إلى تفريغ القدس من سكانها وإحكام السيطرة عليها بعد أن أكد أكثر من مرة أن القدس ستبقى موحدة وعاصمة "إسرائيل".

http://www.islammessage.com/articles...d=123&aid=9692