تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الرد المبروك على المتروك (3)

  1. #1

    افتراضي الرد المبروك على المتروك (3)

    الرد المبروك على المتروك (3)

    كتبه الدكتور الشيخ: حمد بن إبراهيم العثمان

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

    برهان آخر يقدمه المتروك على تعالمه وجهله وإتباعه لهواه بغير هدى من الله، حيث قال في مقاله الرابع عن زيارة القبور: بتاريخ 28 جمادي الآخر 1430 هـ ( من هؤلاء من يعتقد أن الأموات لا يضرون ولا ينفعون ) إلى أن قال : (( ... وحذر الأمة من زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لا يضر ولا ينفع، هكذا معترضا ثم أخذ يقرر أن النبي صل الله عليه وسلم ينفع ويضر فقال. وإذا كان نبي هذه الأمة صلوات الله عليه وسلامه موته كموتنا سواء بسواء فلماذا تتوجه إليه ملايين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها خمس مرات في اليوم ليقولوا بصوت واحد في ختام صلواتهم السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ؟ )).

    وهذا الإيراد لا شك أنه دال على جهله, فهو لا يعرف معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لذا توهم على انه دال على أن النبي صلى الله عليه وسلم يضر وينفع، فصلاة المسلمين على نبيهم عليه الصلاة والسلام في الصلاة هو ثنائهم على نبيهم عليه السلام وإظهار فضله وسؤال الله أن يذكره ويثني عليه في الملأ الأعلى عند الملائكة.

    والنبي صلى الله عليه وسلم شهد على نفسه واقر هو بنفسه مخاطبا الأمة كلها بأنه لا يضر ولا ينفع كما قال تعالى عنه { قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا، قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا}.

    ثانيا: المتروك يحشر الحديث أو الأثر ولا يتحقق من ثبوته وصحته، فضلا عن أن يتأكد أنه دال على المقصود، من ذلك ما ذكره من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لله ملائكة سياحون في الأرض يبلغوني عن أمتي السلام )، فتبلغ الملائكة سلام الأمة لنبيها عليه السلام أينما كانوا دليل ضده وأنه لا حاجه لشد الرحال لقبر النبي صلى الله عليه وسلم للســلام, لذلك قال علي بن الحسين رحمه الله لما رأى رجلا يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدعو، فنهاه، وقال: ألا أحدث حديثا سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تتخذوا قبري عيداً، ولا بيوتكم قبورا, فإن تسليمكم ليبلغني أين كنتم ). رواه الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة، وفي رواية (( ما أنتم ومن في الأندلس إلا سواء )).

    فتبليغ السلام للنبي صلى الله عليه وسلم غير دال على أنه هو الضار النافع فإن هذا من حقوق الرب الخالص، وهذا يعرفه بداهة كل مسلم كما قال تعالى { وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله }.

    ثالثا: النبي صلى الله عليه وسلم شهد على هذه الأمة بمنطوق القرآن كما قال تعالى { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا }، وقد ذهل المتروك عن دليل القرآن وذهب بعيدا ليستدل بحديث لم يعزوه إلى مصدر أصلي من كتب السنة كمسند أحمد والأصول الستة، وعزاه إلى إتحاف السادة المتيقن للزبيدي وهو كتاب في شرح إحياء علوم الدين للغزالي ثم يأتي في خاتمة مقاله بخاتمه يضحك منها كل طالب علم زاعما: ((روايات تزخر بها أمهات المصادر)).

    رابعا: إستدلاله بالموضوعات والمكذوبات على النبي صلى الله عليه وسلم كالخبر المكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم: (( من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني )) فهذا في إسناده محمد بن الفضل بن عطية، قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: حديثة حديث أهل الكذب.

    وليته إنتبه للمصدر الذي عزاه هو بنفسه حيث قال: (( رواه ابن عدي في الكامل )) وواضح أنه لا يعرف اسم هذا الكتاب كاملا, لأنه لو ذكره كاملا لدل الناس بنفسه على عدم ثبوته، وأسم الكتاب (( الكامل في الضعفاء )).

    وأما الرواية التي استدل بها من رواية أبي الجوزاء عن عائشة رضي الله عنها أن أهل المدينة قحطوا قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة رضي الله عنها فقالت: انظروا قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كوا أي خرقا إلى السماء لا يكون بينه وبين السماء سقف، قال: ففعلوا ومطروا مطراً حتى نبت العشب وسمن الإبل حتى فتقت فسمي عام الفتق. رواه الدارمي فهذه الرواية منقطعة الإسناد ضعيفة، فأبو الجوزاء لم يسمع من عائشة رضي الله عنها، وهذا الذي فسر به ابن عدي معنى قول البخاري في إسناده نظر لرواية أبي الجوزاء عن عائشة.

    ومن أعظم ما يضحك القراء من تعالم المتروك ما نسبة إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه إذا اشتد به الكرب لاذ بقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم, هذا الأثر لم يذكر مصدره وإنما قال: (( تري كتب التراث ))، فوا عجبا ممن يزعم في خاتمة مقالة (( روايات تزخر بها أمهات المصادر ))، وصدق النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال: (( المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور )). رواه البخاري ومسلم

    وهكذا شأن المبتدعة يلتفتون عن المقامات الصحيحة التي نطق بها القرآن وجاءت بها السنة الصحيحة إلى مصادر مجهولة مبهمة (( كتب التراث ))، فخليل الرحمن إبراهيم عليه السلام لما ألقي في النار قال: (( حسبنا الله ونعم الوكيل ))، ونبينا صلى الله عليه وسلم لما جمع له الناس قال: حسبنا الله ونعم الوكيل، والنبي صلى الله عليه وسلم أرشد أصحابة إذا نزل بهم كرب أن يحققوا التوحيد، فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن عند الكرب: الله ربي لا أشرك به شيئا.

    فبهذا البيان المختصر يتبين أن المتروك بحاجة إلى معرفة الكتب التي ينقل عنها وأسماءها على الحقيقة ومحتوياتها وصحة ما ينقله منها فضلا عن دلالتها المقصود، فمن كان بهذه الرتبة من الجهل المركب كيف يكون حكما على أهل السنة فضلا عن علمائها وأئمتها كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.

    على كل حال خرابيط المتروك في هذا المقال وغيره كثيرة لعلنا نلتفت إليه بعد انتهاء الاختبارات بإذن الله.

    والحمد لله رب العالمين




    يرجى من الأخوة عدم التصرف بعنوان الموضوع ومادته

  2. #2

    افتراضي رد: الرد المبروك على المتروك (3)

    جزاك الله خير على هذا الرد الطيب واسال الله ان ينفع فيه المسلمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •