تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 27 من 27

الموضوع: هل والدا الحبيب صلى الله عليه وسلم كافران؟

  1. #21

    افتراضي رد: هل والدا الحبيب صلى الله عليه وسلم كافران؟

    هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ
    طالب الحق يكفيه دليل وصاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل
    الجاهل يتعلم وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    752

    افتراضي رد: هل والدا الحبيب صلى الله عليه وسلم كافران؟

    التوفيق ممكن .. فقد يكون النبي صلى الله عليه و سلم قد اخبر بمصير أبيه و اب السائل ...فتكون واقعة قد خصت من عموم الأدلة...و الا فان لم يكن هذا نصا في محل النزاع ..فلا يمكن أن يقال عن أي نص بعده أنه كذلك...اذ ليس هناك تصريح ووضوح أكبر من ذلك في مراتب الأدلة ....

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    525

    افتراضي رد: هل والدا الحبيب صلى الله عليه وسلم كافران؟

    سبحان الله
    فإن رد آية من كتاب الله أهون على الكثيرين من التوقف في حديث .
    وإلى أخينا عبد الكريم ....... هات لي عالماً واحداً أو مفسراً يقول إن الآيات التي ذكرتها من المتشابهات
    ولو تم اعتماد مسلكك ، لهان القرآن على الناس وما استطاع أحد أن يحتج بآية لأن سيفاً مسلطاً على رقبته بادعاء أن ما يحتج به من المشبهات التي يتبعها من في قلوبهم زيغ .
    ثم هل المتشابه موجود فقط في القرآن ؟؟؟ وتنزهت عنه الروايات عن النبي صلى الله عليه وسلم التي لم يتكفل الله بحفظها والتي جاءت الينا بأخبار آحاد الرجال ويجتهد العلماء في بيان صحيحها من سقيمها ، والتي تروى احياناً بالمعنى .
    ألا ساء ما تحكمون .
    لقد هان القرآن على البعض ، فلا يرى فيه علماً ولا حكماً ، انما هو عنده للتلاوة أو الحفظ فقط
    ولقد حكى بعض العلماء موقفاً مع واحد من هؤلاء إذ أراد ان يحتج عليه الشيخ بآية فقال له إن هناك حديث في البخاري يقول : ثم ذكر له الآية
    فرد عليه الشاب قائلاً يا شيخ إنها آية وليست حديث ، فقال له أردت ان أذكرها لك كأنها حديث لعلك تقنع بها
    وأكاد أن اجزم لو أن هذه الآيات التي احتججت بها قد ذكرها النبي كأحاديث ثم رويت بعد ذلك في البخاري ومسلم لاختلف الأمر كثيراً
    وإنا لله وإنا اليه راجعون
    وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم

  4. #24

    افتراضي رد: هل والدا الحبيب صلى الله عليه وسلم كافران؟

    قال الألباني رحمه الله
    طالب الحق يكفيه دليل وصاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل
    الجاهل يتعلم وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل
    طالب الحق يكفيه دليل وصاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل
    الجاهل يتعلم وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    525

    افتراضي رد: هل والدا الحبيب صلى الله عليه وسلم كافران؟

    صدقت في هذه ، وصدق الشيخ الألباني رحمه الله
    وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    6,048

    افتراضي رد: هل والدا الحبيب صلى الله عليه وسلم كافران؟

    الحمد لله
    ورد عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما يدل على أن أبويه في النار .
    روى مسلم ( 203 ) عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيْنَ أَبِي ؟ قَالَ : فِي النَّارِ . فَلَمَّا قَفَّى دَعَاهُ ، فَقَالَ : إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّار .
    (فَلَمَّا قَفَّى) أي انصرف .
    قال النووي رحمه الله :
    فِيهِ : أَنَّ مَنْ مَاتَ عَلَى الْكُفْر فَهُوَ فِي النَّار , وَلا تَنْفَعهُ قَرَابَة الْمُقَرَّبِينَ ، وَفِيهِ أَنَّ مَنْ مَاتَ فِي الْفَتْرَة عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ الْعَرَب مِنْ عِبَادَة الأَوْثَان فَهُوَ مِنْ أَهْل النَّار , وَلَيْسَ هَذَا مُؤَاخَذَة قَبْل بُلُوغ الدَّعْوَة , فَإِنَّ هَؤُلاءِ كَانَتْ قَدْ بَلَغَتْهُمْ دَعْوَة إِبْرَاهِيم وَغَيْره مِنْ الأَنْبِيَاء صَلَوَات اللَّه تَعَالَى وَسَلامه عَلَيْهِمْ اهـ .
    وروى مسلم (976) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي ، وَاسْتَأْذَنْتُ هُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي .
    قال في "عون المعبود" :
    ( فَلَمْ يَأْذَن لِي ) : لأَنَّهَا كَافِرَة وَالاسْتِغْفَار لِلْكَافِرِينَ لا يَجُوز اهـ .
    وقال النووي رحمه الله :
    فِيهِ : النَّهْي عَنْ الاسْتِغْفَار لِلْكُفَّارِ اهـ .
    وقال الشيخ بن باز رحمه الله :
    " والنبي صلى الله عليه وسلم حينما قال : ( إن أبي وأباك في النار ) قاله عن علم ، فهو عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى ، كما قال الله سبحانه وتعالى: ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى* وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى*إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى ) النجم/1-4 . فلولا أن عبد الله بن عبد المطلب والد النبي صلى الله عليه وسلم قد قامت عليه الحجة ؛ لما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حقه ما قاله ، فلعله بلغه ما يوجب عليه الحجة من جهة دين إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، فإنهم كانوا على ملة إبراهيم حتى أحدثوا ما أحدثه عمرو بن لحي الخزاعي، وسار في الناس ما أحدثه عمرو ، من بث الأصنام ودعائها من دون الله ، فلعل عبد الله كان قد بلغه ما يدل على أن ما عليه قريش من عبادة الأصنام باطل فتابعهم ؛ فلهذا قامت عليه الحجة. وهكذا ما جاء في الحديث من أنه صلى الله عليه وسلم استأذن أن يستغفر لأمه فلم يؤذن له ، فاستأذن أن يزورها فأذن له، فهو لم يؤذن له أن يستغفر لأمه ؛ فلعله لأنه بلغها ما يقيم عليها الحجة ، أو لأن أهل الجاهلية يعاملون معاملة الكفرة في أحكام الدنيا، فلا يدعى لهم ، ولا يستغفر لهم ؛ لأنهم في ظاهرهم كفار ، وظاهرهم مع الكفرة ، فيعاملون معاملة الكفرة وأمرهم إلى الله في الآخرة " اهـ . فتاوى "نور على الدرب" .
    وقد ذهب السيوطي رحمه الله إلى نجاة أبوي الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وأن الله تعالى أحياهما له بعد موتهما وآمنوا به .
    وهذا القول أنكره عامة أهل العلم ، وحكموا بأن الأحاديث الواردة في ذلك موضوعة أو ضعيفة جداً .
    قال في "عون المعبود" :
    "وَكُلّ مَا وَرَدَ بِإِحْيَاءِ وَالِدَيْهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِيمَانهمَا وَنَجَاتهمَا أَكْثَره مَوْضُوع مَكْذُوب مُفْتَرًى , وَبَعْضه ضَعِيف جِدًّا لا يَصِحّ بِحَالٍ لاتِّفَاقِ أَئِمَّة الْحَدِيث عَلَى وَضْعه كَالدَّارَقُطْن ِيّ وَالْجَوْزَقَان ِيّ وَابْن شَاهِين وَالْخَطِيب وَابْن عَسَاكِر وَابْن نَاصِر وَابْن الْجَوْزِيّ وَالسُّهَيْلِيّ وَالْقُرْطُبِيّ وَالْمُحِبّ الطَّبَرِيّ وَفَتْح الدِّين بْن سَيِّد النَّاس وَإِبْرَاهِيم الْحَلَبِيّ وَجَمَاعَة . وَقَدْ بَسَطَ الْكَلَام فِي عَدَم نَجَاة الْوَالِدَيْنِ الْعَلامَة إِبْرَاهِيم الْحَلَبِيّ فِي رِسَالَة مُسْتَقِلَّة , وَالْعَلامَة عَلِيّ الْقَارِي فِي شَرْح الْفِقْه الأَكْبَر وَفِي رِسَالَة مُسْتَقِلَّة , وَيَشْهَد لِصِحَّةِ هَذَا الْمَسْلَك هَذَا الْحَدِيث الصَّحِيح (يعني حديث : إن أبي وأباك في النار) وَالشَّيْخ جَلال الدِّين السُّيُوطِيّ قَدْ خَالَفَ الْحَفاظ وَالْعُلَمَاء الْمُحَقِّقِينَ وَأَثْبَتَ لَهُمَا الإِيمَان وَالنَّجَاة فَصَنَّفَ الرَّسَائِل الْعَدِيدَة فِي ذَلِكَ , مِنْهَا رِسَالَة التَّعْظِيم وَالْمِنَّة فِي أَنَّ أَبَوَيْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجَنَّة" اهـ .
    وسُئِلَ شَّيْخ الإسلام رحمه الله تعالى :
    هَلْ صَحَّ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَحْيَا لَهُ أَبَوَيْهِ حَتَّى أَسْلَمَا عَلَى يَدَيْهِ ثُمَّ مَاتَا بَعْدَ ذَلِكَ ؟
    فَأَجَابَ : لَمْ يَصِحَّ ذَلِكَ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ ; بَلْ أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ كَذِبٌ مُخْتَلَقٌ . .. وَلا نِزَاعَ بَيْنَ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ أَنَّهُ مِنْ أَظْهَر الْمَوْضُوعَاتِ كَذِبًا كَمَا نَصَّ عَلَيْهِ أَهْلُ الْعِلْمِ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ فِي الْكُتُبِ الْمُعْتَمَدَةِ فِي الْحَدِيثِ ; لا فِي الصَّحِيحِ وَلا فِي السُّنَنِ وَلا فِي الْمَسَانِيدِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ كُتُبِ الْحَدِيثِ الْمَعْرُوفَةِ وَلا ذَكَرَهُ أَهْلُ كُتُبِ الْمَغَازِي وَالتَّفْسِيرِ وَإِنْ كَانُوا قَدْ يَرْوُونَ الضَّعِيفَ مَعَ الصَّحِيحِ . لأَنَّ ظُهُورَ كَذِبِ ذَلِكَ لا يَخْفَى عَلَى مُتَدَيِّنٍ فَإِنَّ مِثْلَ هَذَا لَوْ وَقَعَ لَكَانَ مِمَّا تَتَوَافَرُ الْهِمَمُ وَالدَّوَاعِي عَلَى نَقْلِهِ فَإِنَّهُ مِنْ أَعْظَمِ الأُمُورِ خَرْقًا لِلْعَادَةِ مِنْ وَجْهَيْنِ : مِنْ جِهَةِ إحْيَاءِ الْمَوْتَى ، وَمِنْ جِهَةِ الإِيمَانِ بَعْدَ الْمَوْتِ . فَكَانَ نَقْلُ مِثْلِ هَذَا أَوْلَى مِنْ نَقْلِ غَيْرِهِ ، فَلَمَّا لَمْ يَرْوِهِ أَحَدٌ مِنْ الثِّقَاتِ عُلِمَ أَنَّهُ كَذِبٌ . . .
    ثُمَّ هَذَا خِلافُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ الصَّحِيحَةِ وَالإِجْمَاعِ . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ( إنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ) النساء/17، 18 . فَبَيَّنَ اللَّهُ تَعَالَى : أَنَّهُ لا تَوْبَةَ لِمَنْ مَاتَ كَافِرًا . وَقَالَ تَعَالَى : ( فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ ) فَأَخْبَرَ أَنَّ سُنَّتَهُ فِي عِبَادِهِ أَنَّهُ لا يَنْفَعُ الإِيمَانُ بَعْدَ رُؤْيَةِ الْبَأْسِ ; فَكَيْفَ بَعْدَ الْمَوْتِ ؟ وَنَحْو ذَلِكَ مِنْ النُّصُوصِ . . . . ثم ذكر الحديثين الذين تقدما في أول الجواب اهـ . "مجموع الفتاوى" (4/325-327) . باختصار .
    من موقع الإسلام سؤال وجواب
    وآفة العقلِ الهوى ، فمن علا *** على هواه عقله ، فقد نجا
    ابن دريد

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: هل والدا الحبيب صلى الله عليه وسلم كافران؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شريف شلبي مشاهدة المشاركة
    بل هو دليل ، ولكن المنهج الحق يقتضي جمع الأدلة كلها في الباب الواحد ثم محاولة التوفيق بينها أو ترجيح أقواها إن تعذر التوفيق ..


    قلت مستعينا بالله: التوفيق ليس بمتعذر أصلا، وهو أصح مذاهب أهل العلم في هذا الباب، فلا قيمة لكل ما ذكرتَه بعد من اعتراض على الإخوة الذين على حد قولك يهملون القرءان ولا يقدمونه في قوة الدلالة على السنة!!! (وحقيقة لا أدري أين رأيت أمثال هؤلاء السفهاء)!

    وعندنا في هذه المسألة حديث مسلم وهو صحيح .


    قلت الحديث لا مرية في ظهور دلالته على أن أباه عليه السلام في النار. هذا كلامه عليه السلام عند أعلى درجات الصحة، ولا مدخل لتأويله على أنه عمه أو نحو ذلك مما اختاره بعض أهل العلم بلا بينة ولا دليل، كما هو دأب من يتأولون ما لا تقبله عقولهم!

    وعندنا قول الله عز وجل " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا "
    مع قوله تعالى " لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم "


    نعم، وهو الحق الذي لا مرية فيه، فعلى اعتبار أن والد النبي عليه السلام من أهل الفترة، لم يبلغه إنذار، فلن يُعذب حتى يأتيه رسول من الله يأمره بدخول النار التي إن دخلها الرجل من أهل الفترة نجا وإن أبى هلك، كما هو منصوص عليه في باب ابتلاء أهل الفترة والرواية تقدم تخريجها فيما تفضل به الإخوة، فيقال والحالة هذه أنه سيأبى دخولها لأنه منصوص على أنه من أهل النار!
    هذا وجه من وجوه الجمع والتوفيق، ووجه آخر أن يقال أن والد النبي عليه السلام خصه النص الصحيح من عموم الخبر بشأن أهل الفترة الذين بُعث النبي عليه السلام لنذارتهم، فالعموم لا يلزم أن يشمل جميع أفراد العام كما هو مقرر في الأصول، والوجه الأول أقوى في ظني والله أعلم.

    هل توافق أن تكون كل من الآيتين بمكانة حديث متفق عليه؟؟ أم أن قدر الآية عندك أقل من ذلك ؟


    قد أجبتك عن الأخ (إذ الموضوع قد أغلق ولن يستطيع إجابتك).. وأقول أنت بهذا تخاطبه بكلام غير ملزم له أصلا لأنه لم يصرح بأنه يرى تقديم الحديث على الآيات، إنما أنت من أهملت الأحاديث الصريحة الواضحة التي لا مدخل لتأويلها بحال من الأحوال!!

    إن وافقت - أرجوك بإنصاف ودون تعسف حاول أن تجمع لي بين هذه الأدلة الثلاث .


    لا تعسف ولا شيء! والجمع ممكن كما تقدم، وهو الصحيح إن شاء الله تعالى.
    واعلم يا أخي الفاضل أنه ليس من شروط محبة النبي عليه السلام محبة والديه كذلك، فهو أحبهما محبة فطرية جبلية كما يحب كل إنسان أبويه، أما نحن فمحبتنا للنبي عليه السلام محبة شرعية هي لنا ركن من أركان الإيمان كما هو معلوم، ولا يلزم منها محبة من أحبهم النبي عليه السلام محبة جبلية، إذ منهم من لا مرية في كونه قد مات كافرا وورد النص الصريح بذلك، فما حجتنا في أن نحبهم ثم نلتمس السبل لرد النصوص الصحيحة الصريحة في كفرهم بدعوى أن الله ما كان ليسوء نبيه فيهم! لو صح أنه مساءة للنبي فما بال والد إبراهيم وابن نوح وامرأة لوط وغيرهم؟؟ ليس من المساءة إنما هي من الابتلاء!
    وما أسخف ما قال به بعضهم إذ وضعوا الحديث بأن الله بعث له والديه ليؤمنا به ثم أماتهما إجابة لدعائه! هذا الكلام فاسد من وجوه عدة أظهرها أن الله تعالى لو كان يريد لهما الإيمان قبل موتهما لما توفاهما كافرين أصلا! ألم يكن يعلم سبحانه أن هذا يضير نبيه ويحزنه؟؟؟ أم أنها عقيدة البداء التي يقول بها الرافضة؟؟؟ ولما قال لنوح في ولده أنه ليس من أهله وأنه عمل غير صالح، لماذا لم يدع الله في حينها أن يهديه وهو لا يزال في حال الغرق ولم يمت بعد؟ لأنه قد أتاه الخبر من الله أنه غير صالح، ويموت على ذلك، وقد كان! فإن قيل هذا قامت عليه الحجة، قلنا ومن الذي قال أن والدي النبي إن عذبهما الله فسيعذبهما بغير حجة؟؟؟؟
    نعوذ بالله من الضلال المبين! هذا وقد جاء النص في القرءان على أن من مات كافرا فلا رجوع له إلى الدنيا ليؤمن كما لم يؤمن من قبل، فقد قضي أمره.. فإن قيل هذا في حق من بلغته الحجة وأبى، أما هما فمن أهل الفترة، قلنا وهو كذلك في حق من علم الله علما مسبقا أنه لا يقبل الحق عندما يأتيه، وأنه عند امتحانه في الآخرة فإنما سيكون من أهل السعير! فوجود النص الصحيح الصريح على أنه من أهل النار يقطع السبيل أمام هذا كله، ولا يعارض بمثل هذا الكلام!
    فإن قالوا هذا يحزنه، قلنا ومن الذي قال أن الله يبعث بالأنبياء والمرسلين حتى يتنعموا في الدنيا وتكون لهم دار سعادة ورغد؟؟؟ قد علمتم أن أشد الناس بلاءا الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل! ولو أطردنا هذا المعنى الذي تقولون به لربما حملنا الشيطان على أن نقول أن الروايات في أنه رزق بالولد وبأن الولد مات لم يصح فيها شيء هي الأخرى، ذلك أن موت ابنه الوحيد عليه السلام كان ولابد أشد إيذاءا له من موت والديه على الكفر، وعقول القوم وعواطفهم العمياء لا ترضى بأن يبتليه الله بمثل هذا!!! ولربما ردها أحدهم بدعوى أن الله لو كان لا يريد له الولد لما رزقه إياه ثم سلبه منه!! فما أثقل تلك العقول وما أفسد تلك الأفهام!! ألا يفهمون أن رفعة الدرجة عند الله إنما تكون من شدة البلاء وقوة الصبر عليه؟؟؟

    إن كانوا من حبهم للنبي عليه السلام سيكذبونه ويماحكون هذه المماحكات السخيفة لما يتوهمونه إكراما له، (كما صرح بعضهم أنه يكذب له لا عليه!!) فبئس الحب والإكرام هذا، إذ حبه تصديقه واتباعه، وإكرام الله له يكون بمجازاته على ثباته وصبره على ما ابتلاه به، بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.

    وختاما أرجو منك يا أخ شريف - وفقك الله - أن تتأنى وتتمهل في التأمل والنظر ولا تندفع لرمي إخوانك بكلام لا يلزم أقلهم علما وعقلا، هدانا الله وإياك إلى ما يحب ويرضى.
    والحمد لله رب العالمين.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •