الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد:
جمعني لقاء مع فضيلة الشيخ أحمد المعلم والشيخ عبد الرزاق البدر حفظهما الله تعالى ،وكان اللقاء في بيت الشيخ عبدالرزاق بالمدينة النبوية ،فأحضر الشيخ عبد الرزاق كتاب الشيخ أحمد المعلم (القبورية في اليمن) وأخبره أن أباه عبد المحسن البدر أُعجب بقصيدة في كتابه هذا ،فطلب الشيخ عبدالرزاق من الشيخ أحمد أن يقرأ هذه القصيدة ،فأخذ الشيخ أحمد بالقراءة ،وبدأ الشيخ عبد الرزاق بالتعليق عليها ...
وهذه القصيدة لصوفي يفضح الصوفية ويكشف حقيقتهم ،وكانت نهاية هذا المتصوف التشيع ،ولهذا الشيعة يذكرونه ويثنون عليه ،ودونك مواقعهم.
يقول الشيخ أحمد حفظه الله تعالى في كتابه الماتع:
المطلب الثاني الٍردود على القبورية التي جاءت على ألسنة الشعراء:
وهذا الباب واسع جداً فقد تفنن الشعراء في الرد على القبورية من جوانبها المختلفة، فمن ناقد لبعض العقائد، ومن ناقد لبعض البدع والأعمال كالسماع ونحوه، ومنهم من ينتقد المتظاهرين بالولاية ممن هم في الحقيقة من المحتالين على خلق الله، ومنهم من يصف القبور المعظمة وما يفعل عندها من مناكر وضلالات، وهذه بعض تلك القصائد:
وأبدأ بشاعر من شعراء حضرموت وكبير من كبرائها العلامة الشاعر الصوفي المتشيع أبوبكر بن شهاب الدين العلوي المتوفى سنة (1341هـ)، وله قصيدتان الأولى في كشف مخاريق من يدعي الولاية ويتظاهر بمظاهرها ويتقمص لباسها، ثم من وراء ذلك يختل الغافلين ويصطاد أموال الجاهلين، بل ويتعدى الأمر إلى النساء ومايفعل تجاههن باسم الدين والولاية.
قال جامع ديوانه (وقال نفع الله به في وصف دجاجلة المتصوفة بزماننا:
هل للغرائـب من حكيـم عاقـل أو عالـم يقضـي بحكم فاصـل
أمِـنَ الذئاب المُعـط صنفٌ ناطق في صـورة البشـر السوي الكامل
أأقـول: كـلا والعيان مكـذبي كـلا بل المفـتي أسـير السائـل
معـط الذئاب الناطقات هم الأُلى جعلـوا التصـوف صنعة للداجـل
فترسمـوا برسومـه كي يحسبـوا صوفيـة مثل الفضيـل الفاضـل
يضعـون للتمويـه والتغريـر في مشـكاة نور الحـق نار الباطـل
لبسـو العبايا والمسابـح والحـبى والطيلسـان يـدار فوق الكاهـل
والمظهـرين الـبر والتقـوى وإد مـان التنسـك خدعة للجاهل
و إذا خلـوا عكفـوا على شهواتهم مـن لاعـب أو شـارب أو آكل
هجروا كتاب الله واستغنوا بألــ حــان السماع ورقصه المتداول
زعماً بأن الطار والمزمار والـــ أوتـار تنعـش كل قلـب ذاهل
أيقــوم دين الله بالسفـهاء من ذي مزهـر أو زامـر أو طابـل
بئس الطـوائف لا مـرام لهم ولا مرمـى سـوى جمع الحطام الزائل
ولهــم حبائل لاجتلاب المال لم تـدرك غوائلـها لغيـر الفاتـل
ويطــوف أطراف البلاد دعاتهم ودهاتهـم من كل صـل صائـل
ممن يبيــع ولايبـالـي دينــه بيـع المـزاد ولـو بشـاة شائل
فـي كل واد لاتطيش ســهامهم مـع كل حاف يَحْفِـدون وناعل
ويذيع كل ما افترى من نعت شيـ خهم الغـوي ولو خرافـة هـازل
من صومـه وصلاتـه وقيامــه جنـح الظـلام وزهـده في العاجل
يـروون عنـه خوارقاً للرسـل ما وقعـت ولا اتفقـت لساحر بابل
ولأجـل نفـي الريب مهما حدثوا حلفـوا لسامـع إفكهم والقابـل
وهنـالك الأسـتاذ يجهـد فكره فـي سلـب ثـروة كل غر غافل
يترقـب الفرص التي فيها قطيــ ـع الصـيد يبدو مكثبـاً للنابل
يثـني على أهـل الثراء مصـوبـاً أفعالـهـم مستـدرجـاً للفاعـل
زيدٌ ربيعُ نَدى وعمروٌ في مقــا مِ كـذا وبكـرٌ في الرعيل الواصل
ويشير رمـزاً في الحديـث بأن ما يحكيـه مـن إلهـام غيـب نازل
حتى إذا اعتقـدوا علـو مقامــه ومشـت عليـهم حيلـة المتحائل
غمـروه جـوداً واستزاروه التمـا سـاً للتبرك فـي المقـر العائلـي
ولمسحه رأس الصغيـر ووضعــه يده الكريمـة فـوق بطـن الحامل
ومتى تحكَّم مصلحـاً فـي حالة جعل البخيـل فريسـة للبــاذل
وتـراه يصدع بالمواعـظ خاطباً في القـوم بهـرة كل جمـع حافل
يملـي زخـارف زوره متأوهـاً متباكيـاً ليرق قلـب النــاكل
طوراً يـرغب في الثـواب وتارة أخـرى ينــدد باللئيم الباخـل
وإذا رأى في الجمــع من أكياسه مـلأى من التبر الوفيـر الطائــل
أوحى إلى أحـد الشياطـين الأُلى منهـم تعـوذ كل غـول غائـل
فيقول: يامسكين زر شيخ الشيـ ـوخ تنل بـه أقصـى أماني الآمل
وإذا أتـى ألفـاه في المحـراب في جـد وشغـل بالعبـادة شاغــل
ويقـال بعـد الانتظار هـنيهةً: أدخـل فأنت اليـوم أسعد داخل
ولك البشـارة إن رزقـت ولاءه بالانتشال من الحضيض السافــل
فإذا تقدم قال شيـخ السوء أهـ ـلاً يابـني ومرحبـاً بالواصـل
إنـي لرؤيتك ابتهجت ولسـت أد ري سر هـذا الابتهـاج الحاصل
فلعل في لـوح السوابـق بيننــا سـر اتصـال بالأواصـر واغـل
ولعـل حالك في أمور الدين والد نيـا علـى دعـة ولطف شامـل
إن كنـت محتاجاً فخـذ ما تبتغي تقـوى بـه وتقيـم ميـل المائـل
لا تخشَ إملاقاً علـيَّ ولا عليــ ـك فنحن في كنف الرسول الكافل
أعلمتَ أني بعد ختم وظيفتـــي سحَـراً أعرتنـي غفوة المتـثاقـل
فرأيته صلـى عليـه الله مبـــ تسمـاً يقول وكان أصدق قائل
أبشـر فأنـت وتابعوك بذمتــي ورعايتـي لمقيمكـم والراحــل
نِـب عن نبيك في مواساة العفـا ة المعـوزين وفي عظـاة الجاهــل
جُد بالنوافل ما استطعت على اليتا مـى والأيامـى والفقير العائـل
خذ ما تشاء من امرىءٍ سبقت له الـ ـحسـنى ولم يعبأ بعذل العـاذل
وأنا الضمين لمـن يعينك بالغنـى طول الحيـاة وفي الجنـان مخاللـي
فيصدِّق المسكـين كاذبَ قصـة ممـزوجـة بزعـاف سـمٍّ قاتـل
فيشـاطر الأستـاذ خالص تبـره لسـداد ذي عـوزٍ ورفد أرامـل
ولكَـم لهـم في السر غامض حيلة إبليس لـم يطمع لها بممـاثــل
ولهـم من الجنس اللطيـف لطائف أبَتِ المـروؤة شرحـها للناقــل
لكن على الأزواج عار المرســلا ت فهـم أشـد بلادة من باقــل
هـذي طرائقهـم وهـذا شأنهم تعسـاً لهـم من خائـن ومخاتـل
أفهكذا كانت طريق مشايخ الــ إسـلام أربـاب السلوك الـعادل
كالتستري وكالسري والكالجنـيـ ـد الحبـر والشبلي أو كالشاذلي
كلا وحاشى بل هم عمد الهـدى وسحائـب الفيض العميم الهاطـل
الزاهدون المتقون العارفــــون بربهـم من كل بـر عامـــل
وهـم البراء من الأُلى كذبـواعلى حضراتهم وخصومهـم في الآجـل
فإليك ربـي المشتكى وبك العيـا ذ من انتقامـك والعذاب الهائـل
واسمـح بإرشاد الجميع إلى طريـ ـق الحق واصفح عن خطايا الخاطل
وتغش بالرحمـات روح المصطفى والمرتضـى تعداد طش الوابــل
ضاعف صلاتك والسلام عليهمـا وبنيهمـا مدد الوجـود الشامـل
والصحب من بسيوفهم ثلت عرو ش الشرك واندرست رسوم الباطل
ما تاب ذو خطـأٍ وآب مفــرط وأناب عبـد في العتيـم الحائـل .
وهذه القصيدة تجسد حال الكثير ممن يدعي الولاية على امتداد الأرض اليمنية، بل على امتداد البلاد الإسلامية وللأسف الشديد، وهؤلاء لاشك يخرجون من تحت عباءة المتصوفة والشيعة القبورية